عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2010, 02:15 AM   #15


الصورة الرمزية هادي أبوعامرية
هادي أبوعامرية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 347
 تاريخ التسجيل :  Oct 2009
 أخر زيارة : 05-23-2013 (12:26 AM)
 المشاركات : 241 [ + ]
 التقييم :  1094
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من قصص عدل خادم الحرمين قبل أن يصير ملكاً!.



من قصص عدل خادم الحرمين


ظللت أتردد على مهندس البلدية صاحب لعبة البلوت ليالي وأسأله وأنا مستبشر, هل أرسلت أوراقي إلى الإدارة العامة؟, ويرد دائما لم أرسلها, لدي ضغط عمل, حتى جئته ذات مساء فقال: اطمئن سأرسلها بالرسمة التي لا ترجع, وظللت بعد هذه الكلمة أتردد عليه حتى جئت ذلا مساء فلم أجد, فلم أكترث, ولم أعد أتردد عليه, بل ظللت انتظر أن تحول معاملتي إلى المحكمة فلم أسمع عنها لا في المحكمة ولا في البلدية ولا في أي أرض أو سماء وتناهى إلى علمي أن صاحبي لاعب البلوت نصب له ضباط من المباحث الإدارية كمينا, فوقع وآخران معه, وشرعت أبحث عن معاملتي وأراجع البلدية التي يتبعها الحي الذي يقع فيه بيتي , ثم عثر عليها في درج مهندس البلوت لم يرفعها كان ينتظر المسكين أن أفهم . ومن أين لي أن أفهم , وأشق شيء على في الحياة أن أعرض على أحد رشوة فيقول لي يا عيب عليك يا هادي, كنت أتمنى أن تنشق الأرض فتبتلعني على أن أسمع هذه الكلمة, وكثير من الناس أو بعض الناس جرئ في هذا الجانب, وحين عثر على أوراقي قرر فرع البلدية أن يبعث معي مهندسا آخر يعاين البيت ويحدد موقعه هل هو ضمن أرض العين العزيزية التي أمر سمو الأمير عبدالله "خادم الحرمين حالياً" ببيعها لمالكيها بثمن زهيد, وجاء موعد المهندس واصطحبته إلى بيتي وأدخلته البيت وشربنا شايا على عجل, ثم سألني عن جاري السعودي من أصل حضرمي فاصطحبته إليه وأحسست أن جاري يريد أن ينفرد بالمهندس فخرجت, وبقيت انتظر حتى خرج المهندس وودعته وهو يعدني أن يرسم لي الرسمة التي لا تعرقل, ومضت الأيام وإذا بمعاملة جاري تحول إلى المحكمة وتختفي معاملتي, وقيل لي إن المهندس سقط في أيدي كمين من كمائن المباحث الإدارية, فقلت في نفسي ما علاقة كمائن المباحث الإدارية بسقوط معاملتي ونجاح معاملات جيراني, وعدت أتردد على فرع البلدية حتى علمت أن معاملتي في الإدارة العامة في مبنى ما يعرف بالأمانة العرب كذلك تسمى الصحراء المهلكة مفازة, فراجعتهم وشكوت لهم وتوسلت وبينت لهم ما تعرضت له معاملة بيتي دون بيوت الحي, ولولا الحياء لذرفت الدموع علّهم يشفقون أو تنزل في قلوبهم رحمة وأظنهم رقوا فقالوا سوف نرسل معك مهندسا من عندنا, يبدو أن مهندسي الفرع غير أكفاء, ففرحت فرحا شديدا وغلب على ظني أن الله جل جلاله أنزل في قلوبهم رحمة , وانطلقت والمهندس معي في سيارتي , كان تونسيا فقلت في نفسي الحمد لله هذا غير سعودي, وطوال الطريق ذهابا وإيابا وأنا أتفرس في وجه المهندس فاستشعر في نفسه أمرا يحاول أن يبديه ثم يتردد ويحاول أن يقول شيئا ثم يعود فيكتمه, ولازمني الحياء الذي يقترب من الخوف, خشيت أن أصارحه بالرشوة فيقول لي: يا عيب!! فلا هو باح بما في نفسه ولا أنا صارحته بما في نفسي, وأعذره أنه لم يستطع الكلام فأنا إنسان مغلق لا يستطيع أحد الدخول إلى مكنون قلبي بنظرة مهما كانت فراسته لذلك ترجل عند باب مبنى إدارته وهو يعدني بحل مشكلتي , وقال لي : بعد أسبوع راجع هذه الإدارة سوف يعطوك رقما تراجع به إدارة التخطيط , فقلت له : وهل ستحول من إدارة تخطيط المدن إلى المحكمة ؟ فقال: إن شاء الله إن شاء الله.

فرحت فرحا شديدا, فتلك أول مرة بعد سنة من المراجعة تحول معاملتي إلى إدارة التخطيط وعدت إليهم بعد أسبوع, فأُعطيت رقما وذهبت فرحا لإدارة التخطيط فلم أجد معاملتي, وقيل عد بعد ثلاثة أيام, وبعد ثلاثة أيام جئتهم فقيل لي: لقد أعيدت معاملتك إلى البلدية عليها ملحوظة يسيرة خذ هذا الرقم وراجع البلدية, فأخذته وأنا أقول: إن معاملتي نحسة, ليتني أعرف سر هذه النحاسة!!, وبعد أسبوع عدت إلى البلدية وراجعت بالرقم, فقيل لي نعم لقد عادت معاملتك بملحوظة من إدارة التخطيط وأصلحنا الخطأ وأعدناها إليهم خذ هذا الرقم وراجعهم فقلت: هل معاملتي هذه المرة سليمة ومكتملة وستحول من التخطيط إلى المحكمة كسائر جيراني, فقال: إن شاء الله لن تعود إلينا وتحصل على الصك, ثم أني راجعت التخطيط فوجدت معاملتي عادت إلى البلدية بملحوظة فعدت إلى البلدية في الأسبوع الذي بعده, وقد استبد بي الغضب!!, أشهر مضت وأنا ما بين البلدية والتخطيط وملاحظات لا تنتهي, وقلت لذلك الشاب الذي يقابلني في كل مرة بكل طيبة, ويبدي النشاط والحيوية وحب العمل, فناولته الرقم وقلت له: يا أخي الكريم معاملتي معاملة مواطن عادي, وأنا لا أختلف عن جيراني, وهذه هويتي سعودي الأصل والمنشأ والولادة, إلا إذا كان ساءكم مكان الولادة فأنا مستعد لتغييره إذا وافقت الحكومة, أريد أن أحصل على صك لبيتي كسائر جيراني, ولا بد أن تريني ما هي ملحوظات إدارة التخطيط, فقال لي بكل طيبة تفضل أدخل تعال إلى مكتبي, ثم أجلسني ونادى على موظف: يا فلان أحضر معاملة هادي أبوعامرية, وأخذ يقرأ منها فإذا جميع الملحوظات تتلخص في مطالبة إدارة التخطيط للبلدية أن يزودوهم بالإحداثيات, فقال صاحبي هؤلاء التخطيط أغبياء, الإحداثيات التي يطلبونها في كل مرة مرفقة أنظر أنظر, ثم أخذ يقلب في أوراق ورسومات, ويقول: هذه الإحداثيات سليمة!, التخطيط لا يفهمون يسألون عن الإحداثيات, والإحداثيات مرفقة, وسأعيد لهم إرفاق الإحداثيات يا فلان هات الملف الفلاني والملف الفلاني وأخذ يصور أوراقاً ويرفقها, ثم قال يا فلان أكتب خطابا للتخطيط قل لهم فيه تجدون طيه إحداثيات المعاملة كيت وكيت التي طلبتم – ثم طلب مني أن لا أغادر حتى تصدر المعاملة وأستلم رقم المراجعة, فلم أخرج إلا ورقم مراجعة إدارة التخطيط في يدي, وأردت أن أقبل رأس ذلك الشخص عرفاناً وأنا أودعه, فأبى وهو يقول: واجبي واجبي!!, قلت في نفسي لو أن كل موظفي البلدية مثل هذا الرجل ما اشتكى من البلدية ومهندسيها رجل واحد.

جاء الموعد فراجعت إدارة التخطيط واليقين يملأ قلبي أن معاملتي حولت إلى المحكمة, ولكني فوجئت بالموظف يؤكد لي أنها عادت إلى البلدية بملحوظة وعادت كرة الإحداثيات مرة أخرى!!, لم ترفقوا الإحداثيات!, أرفقنا الإحداثيات!, لم نجد الأرض حسب الإحداثيات, نعيد لكم الإحداثيات, إنها ليست الإحداثيات التي فوق الإحداثيات تحت الإحداثيات, وإنها الإحداثيات جوار الإحداثيات بجانب الإحداثيات, هكذا وأنا أدور بين البلدية أو كما يقولون الأمانة وإدارة التخطيط حولين كاملين!!, فقلت في نفسي والله لو أن معاملتي كانت ترضع طوال هذه المدة لوجب فطامها, وكان الأصدقاء يزيدون تحسري وآلامي, بسؤالهم الدائم عن معاملتي, هل انتهت أم لم تنته, وكنت والله في حيرة من أمر الإحداثيات, وفجأة ذات ليلة جاء سائق جاري السعودي من أصل هندي مرسلا من كفيله جاري الذي سبق أنه حصل على الصك, قال: أرسلني إليك فلان يقول لك إن قريبك فلان لم يدفع له الإيجار, وهو يراعي ما بينك وبينه من صداقة وزمالة, فقلت له بلغه سلامي وقل له: إنه لا يقدر الصداقة والزمالة, ولو أن للزمالة عنده اعتبار لوصى صديقه مهندس البلدية على معاملتي!!, ولكنه لم يوصه!!, فحصل على صك ولم أحصل, عندئذ ضحك السائق وقال: إيس فيه؟ إس فيه؟, قلت له: كيف حولت معاملتكم إلى المحكمة ولم تحول معاملتي؟ فقال: ما فيه صديق, ما فيه رفيق, هازا أعطاني زرف فيه ألف ريال, أنا روح بالليل بيت المهندس أدي زرف, هو كلام أنا قول مهندس هذا زرف من فلان .. بس يوم تاني معاملة روح محكمة, قلت في نفسه يا له من ..... لم يخبرني فأفعل مثل فعله وكيف لم أفهم من المهندس لعبة البلوت, والمائة من عشرات والمائة متسلسل, ولم أحتمل الانتظار فذهبت إلى جاري السعودي من أصل حضرمي, وقلت له يا عم فلان خبرني بالله كيف حصلت على الصك ولم أحصل عليه أنا!!, والمهندس الذي عاين منزلك عاين منزلي؟, فابتسم وقال: أدخلت المهندس وقلت له يا ولدي أنا أعلم أن الأمور لا تسير إلا بدهن السير فكم تريد مني؟, فثار!!, وقال: كيف تظن في هذا الظن من قال لك أني أرتشي؟!, وأخذ يتمتم وهو يظهر الغضب!!, فقلت له: شوف ما بيني وبينك إلا الله!, وبإمكانك أن تنكر إن ادعيت عليك!, هل يوجد أحد بيني وبينك؟ كم تريد مني؟, فقال: عشرة آلاف!!, فقلت له لا .. أعطيك أربعة آلاف, أعطيك الآن ألف ريال, وثلاثة آلاف عند تحويل المعاملة إلى المحكمة!, فوافق وأعطيته الألف وهذا كل ما في الأمر, فقلت له: هكذا يا عم فلان رغم ما بيننا من جوار وما بيني وبينك من تقدير ومحبة لم تخبرني حتى أفعل مثل ما فعلت!!, فقال: كنت أظنك فعلت, ثم إني مقعد كما ترى وكان عليك أنت أن تزورني وتسألني.

بت تلك الليلة أتقلب في الفراش لم أذق طعم النوم وأنا أفكر ماذا أعمل وقد ضاعت فرصة الرشوة!!, ولم يعد أمامي إلا الدوران بين البلدية وإدارة التخطيط, لم تزودونا بالإحداثيات, زودونا بالإحداثيات, وأنا في غمرة الألم والحسرة, والذي تعرضت له من البلدية ضرب من قهر الرجال الذي استعاذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم, أقول وأنا في غمرة من الألم والحيرة خطرت لي خاطرة, لقد قلت في نفسي لم لا تكون لدى البلدية خارطتان, إحداهما سارية المفعول, يرسم منها لأصحاب التطرية "دهن السير يسير"!!!, فتذهب المعاملة إلى إدارة التخطيط ولديهم عين الخريطة فتعتمد وتحال للمحكمة!!, وخارطة أخرى منتهية الصلاحية!, لا وجود لها لدى إدارة التخطيط!!, يرسم منها مهندسوا البلدية للأغبياء أمثالي!!, فتعود معاملاتهم في كل مرة!, لم يغمض لي جفن حتى كتبت معروضا للبلدية, وعزمت أن أباكرهم به قلت فيه – معالي كيت كيت .. لي بيت في أوقاف العين العزيزية التي أمر ولي العهد ببيعها للمواطنين بسعر رمزي, وقد دفعت القيمة للعين العزيزية, وقد أحيلت أوراق جيراني المحيطين إلى المحكمة دون تعويق, وحصلوا على الصكوك الشرعية لمساكنهم, وظلت معاملتي تراوح بين البلدية وإدارة التخطيط!, ليس ذنبي أن تكون لدى البلدية خارطتان!!, خارطة سارية المفعول ومعتمدة لدى تخطيط المدن, يرسم منها لأناس!!, فلا تعود أوراقهم وتحال إلى المحكمة الشرعية وخارطة ملغية منتهية الصلاحية!!, يرسم منها لأناس!!, فتظل معاملاتهم تراوح بين إدارة التخطيط والبلدية, زودونا بالإحداثيات, زودناكم!!, أقسم بالله العظيم, إن لم يرسم لمعاملتي اليوم وأنا متواجد في مبنى البلدية, الإحداثيات من الخارطة المعتمدة لدى إدارة التخطيط لأتوجهن من هذا المبنى إلى الأمير عبد الله بن عبد العزيز مباشرة (كان لا يزال ولي عهد), أبين لسموه كيف تتعاملون مع المواطن!!, واخبره عن أمر هاتين الخارطتين!!.

في اليوم التالي في العاشرة ظهرا توجهت إلى مبنى البلدية الإدارة العامة, وقصدت مكتب المسئول الأول, فقيل لي إنه خارج المملكة, فقصدت مكتب نائبه وسلمته الخطاب, فانقلبت البلدية رأساً على عقب!!, وقادوني إلى أحد المكاتب, هذا يسترضيني وهذا يربت على كتفي وهذا يضاحكني, كل هذا لأني كشفت سر الخارطتين!!, وهددت بالالتجاء إلى أبي متعب!!, فكيف لو أني توجهت إليه حقا؟!!, أحاط بي بضع نفر, أحدهم يسقيني نعناع مديني عوضاً عن الشاي, والآخر يمازحني, وثالث يجمع أوراق إحداثيات أرضي لإرسالها إلى إدارة التخطيط, وكنت أتململ بين الحين والآخر وأقول: لابد لي من الالتجاء لولي العهد, سنتان وأنتم تسخرون مني تعال غداً, تعال الأسبوع القادم, كنت أقول ذلك وأهم بالنهوض!!, فيتجمعون حولي يهدئون ثورتي, كنت كمن يكون في المشاجرة هادئاً!!, حتى يمسك به أحدهم, فيثور ويصيح أتركوني!!, سيبوني عليه!!, لأفعلن ولأفعلن, أتركوني يا ناس, وانتهي تجهيز ملف معاملتي وأرسل إلى إدارة التخطيط وأعطيت رقما, ومن إدارة التخطيط حولت معاملتي إلى المحكمة هذه المرة, على غير العادة, لله درك أبا متعب, التهديد بالالتجاء إليك حقق لي العدل.



هادي بن علي بن أحمد أبوعامرية..


 

رد مع اقتباس