تمرد أنثى

صراع العشاق :
مهلا.. مهلا.. أيتها المتمردة ، فلعلكِ باندفاعكِ هذا ستفقدين ما تقاتلين من أجله وهو كما يبدو بالفعل قتال حامي الوطيس ، تتصارع فيه قوى عدة قد يكون بعضها قوي مما جعلك تعلنين هذا التمرد الخطير ، وتريدين أن تكتسحي قلباً وتفرضي سيطرتكِ عليه بالقوة ، وتنفردي به لوحدك .
ولكن هذه الطريقة التي تنهجينها للاستحواذ والهيمنة قاسية جداً وتعتبر اغتصاب وبسط نفوذكِ بوحشية كبيرة ، قد تجعل منكِ وحشاً لدى من تسعين إليه ، خصوصاً عندما لا يكون يعلم أو يبادلكِ الشعور ، فعندما تكتسحين قلبه وتسيطرين عليه بالقوة فربما تجدينه قاعاً صفصفاً لا عوج فيه ولا أمتاً ولا تجدين فيه عرشاً تتربعين عليه وتفرضين قوانين مملكتكِ العاتية الجبارة .
البيوت لا تؤتى إلا من أبوابها بعد استئناس وطلب وإلا عاد الطارق القهقري لأنه ليس له مكان فيها ، ومن غير المنطق أن يطرق أحد باباً ثم لا يفتح له يكتسحه ويكسره ويلجه بالقوة ، ولو حدث ذلك فستكون في داخله مقاومة عنيفة لطرد المحتل المغتصب ، وستتغير الرؤى وتبقى جراح لا تندمل وإن درستْ ومر عليها الزمن .
الحب ليس بالقوة أو الجبروت الحب أرواح تتسامى في العلو وتتآلف وتتقابل في عالم آخر ثم تبعث بوحيها إلى الأجساد على الأرض لتلقي عليهم شآبيب الحب ولواعج الغرام والهيام ، والحب يأتي طوعاً وليس كرهاً ، ولا يمكن أن نجعل من نريد يحبنا ولا يمكننا أن نسطو على ممتلكاته عندما يرفضنا أو لا يبادلنا الشعور ، فهي أحاسيس خاصة ينفرد بها شخص واحد فقط يختزنها آخر ثم يوزعها عليه ويهديه بعدها كل ما يملك ويحب .

أرى أن تنهجي أسلوباً آخر ليناً - ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك - تستطيعين أن تتمركزي وتتربعي على عرش تحته مملكة شامخة تطبق القوانين التي تفرضينها بكل رضى وسعادة .
أعتذر منكِ سيدتي على هذا التدخل ولكنني أحببت أن أعلق بهذه الأسطر المتواضعة قبل أن أبدي إعجابي بما تكتبين ، فهو بالفعل رائع وجميل ، وإن كان يتسم بالحدة والغلظة إلا أن البيئة والأسباب من المؤثرات التي تطفو على سطع الإنسان وتشكل انفعالاته وطريقته .
إبداع وروعة أمتعتينا بها يا أخيتي .. أتمنى لك التوفيق والاستمرار في طريق تقدمكِ وواصلي سيرك الحثيث .