04-08-2010, 11:44 PM | #1 |
|
عندما يرتقي الفكر !!!!!!!
عندما يرتقي الفكر قال تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) للبشر فضل على غيرهم من المخلوقات ، فلقد كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان بالعقل وفضله به ليميز الخبيث من الطيب ، ويعرف الحق من الباطل ، ويزن الأمور بميزان العدل الذي امتدح الله به نفسه ... ومن هنا فإن الواجب علينا أن نمنح العقل مكانته التي اختارها له الخالق ونسيره نحو الطريق الصحيح السليم ، نحو المبادئ والمثل التي ترتقي بالإنسانية ، وتزيد من التلاحم وتشد أبناء البلد الواحد إلى بعضهم ... ونحن حينما نكتب أو نخبر عن مجتمعاتنا وعن جوانب حياتنا العملية والاجتماعية فنحن أمام تحد إعلامي وميثاق أخلاق يجعلنا نحكم العقل قبل العاطفة ، فنتناولها بعقل راق وفكر نير وحكمة صائبة نستخلص الفوائد وننقلها للآخرين إيمانا بإبداع صاحبها وتعميما للفائدة بين المتلقين ، نمتدح المحاسن ونثني على صاحبها ، ونري القارئ كيف يمكن الاستفادة منها ، وبالمقابل نلمح إلى الإخفاقات والقصور بأسلوب معتدل بعيد عن التجريح وبناء الذات على حساب الآخرين مما يجعلنا نتقبل النقد ونعترف بالقصور وهذا طريق التصحيح ، هذا إن كان هدفنا الإعلام السامي الذي همه الأول رفع الجانب الفكري لدى الناس " وهنا يرتقي الفكر " والمتتبع للإعلام بشكل عام يرى هناك ترصد للأخطاء على كافة المستويات وفي جميع محاور الحياة يجعل المتلقي في حالة من التشتت تتصارعه رياح الأطماع والأفكار المتخاصمة ، كما أن هناك بالمقابل تزيين وتحسين ومدح بالجملة لأمور لا ينبغي أن نطرب لها كثيرا لأن الفائدة منها تكاد تكون معدومة بل وربما أن ضررها أكثر من أن نحيط به. فلا ينبغي أن نقحم أطماعنا في كتاباتنا ونسير أقلامنا مع أهوائنا، بل نبتعد في طرحنا عن ضغوطات العاطفة التي قل من ينجو منها، وننبذ فكر الكره والبحث عن الإطاحة بمن لا نتفق معهم ( وعندها يرتقي الفكر ) ومما يؤسف له حينما نرى الترصد للأخطاء من أجل الإيقاع بصاحبها والتكشير بأنياب أقلامنا نحوه والتركيز على جوانب القصور بشكل كبير ووصف صاحبها بكل معاني السخرية والاستهزاء على أنه سبق صحفي أو أنه ورد من مصادر خاصة ، وهذا من الجور والظلم لمن ربما أنه اجتهد وحاول ولكن الكمال يبقى مقرونا لله تعالى في وصفه ، ومما يزيدك عجبا حينما تجد من يتلقى مثل هذه الكتابات بصدر رحب وربما يصفق حتى تتورم يداه من شدة الإعجاب ، حينها عليك أن تتذكر بيت المتنبي : ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم. إننا اليوم في مجتمع اختلت فيه الموازين فربما ترى العاطفة تسبق العقل ، وحتى لا ننكر الظلم ونتصف به فالحق يقال أن هناك من المعتدلين وأصحاب الرأي من نفتخر بهم ونضرب الأمثال بمهنتهم وأمانتهم الإعلامية ، ولكن الداهية حينما نشاهد من يحكم الأمور بناء على صاحبها وليس على العمل نفسه ، فترى الكاتب يختار العبارات الرنانة والأساليب الجذابة جرا للقارئ نحو موضوعه ، يهز الكتفين طربا بنقله لخبر ترفع أصحاب القلم الراقي عنه وعن تضييع الوقت فيما لا وقت للعقلاء للوقوف عنده" فهنا حقا ترتقي العاطفة ويسقط الفكر" ، عندما يرتقي الفكر نكون قد تجردنا من العاطفة وبنينا أفكارنا بقول صادق بعيد عن زرع الفتن أو المساس بأشخاص وأثبتنا للآخرين حقوقهم ووضعنا في الحسبان أن الخطأ يعترض طريق من هو في الميدان فلا يكون همنا السبق الإعلامي المجرد مما تحته من واجبات وأخلاقيات وكسب المناصب الشرفية وبناء العلاقات على حساب من لا يروق لنا..... إن الفكر يرتقي في كسب الناس ونيل شكرهم وعرفانهم ليس بالمظاهر المزيفة بل بما يرونه من بذل وإخلاص وتصديق للقول بالفعل، والتأثير عليهم نحو فعل الخيرات ، فمن اتفق الناس على محبتهم وصدقهم وعدلهم فهذا كرم من الله ودليل التوفيق ، ومثل هذه الشهادة ينبغي الحفاظ عليها والبعد عن أسباب فقدانها " وهنا يرتقي الفكر " . |
|
04-09-2010, 12:25 AM | #2 |
|
رد: عندما يرتقي الفكر !!!!!!!
روحي فيفا
إن الفكر يرتقي في كسب الناس ونيل شكرهم وعرفانهم ليس بالمظاهر المزيفة بل بما يرونه من بذل وإخلاص وتصديق للقول بالفعل، والتأثير عليهم نحو فعل الخيرات موضوع رائع فبارك الله في جهودك ومن ابداع الى ابداع والله يعطيك الف عافيه |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|