وعاد الصمــت كما كان

لا أعلم من أين اتيت؟!
ولا أين سأذهب؟!
تقاذفتني الأمواج!!..
أعتركت جسمي!!..
فضاعت بوصلة أتجاهاتي!!..
وتقاسمتني الأحزان!!.. والغربة!!..
غريبا أجلس!!..
هائما!!..
تائها!!..
أسند حزني.. على حزني!!..
متسائلا!!..
من أنا؟!
ومن أكون؟!..




عودي من حيث أتيتي!!..
فالطريق طويل .. وموحش!!..
والجسر الممتد بيننا مهترئ .. ومتهالك!!..
عودي منّي إليك!!..
فما أنا إلا رجل قد أستهلكه الحزن!!..
حتى أصبحت السعادة سرابا لم أعد أجيد الركض خلفه!!..
لاتنخدعي في مظهر ضحكتي!!..
فما ضحكتي إلا غلافا يدثّر ماعلق في ملامح وجهي من حزن!!..
غلافا ًما أن أختلي بوحدتي حتى أتجرد منه.. وأضعه جانبا ليبقى



كنتي بمثابة الوهج الذي أغتسلت به وحدتي من ادران ظلامها الدامس!!..
غير أنك لن تستطيعين تحريري من قيود حزني المتأصل!!..



من هنا!!..
يوما ما!!..
ستعبرين!!..
وستقفين!!..
وستسألين عني!!..
وستجيبك السنين.. والدهور!!..
من هنا مرّ رجل معبأ بحمول الحزن!!..
لايمتلك إلا قلم.. ودفتر!!..
وكأنه يؤرخ بهما حزنه.. وألمه!!..
رجل
أجتاز من هنا!!..
وتجاوزته انا!!..
ضمن من تجاوزته!!..
وترك خطاه!!..
شاهدة على مروره.. ورحيله الى الابد!!..