06-24-2009, 11:24 PM | #1 |
|
متي نعاتب اولادنا
إن العتاب دليل على الحب، والله تعالى عاتب أحب الخلق إليه وأعلاهم منزلة عنده محمداً صلى الله عليه وسلم لمجرد أنه عبس في وجه ابن أم مكتوم.. ولأن العتاب وسيلة تربوية فعالة في علاج أخطاء من نحب، إلا أن كثرته قد تأتي بنتيجة عكسية وأيضاً إذا استُخدم في غير وقته! فكيف السبيل لعتاب ناجح تربوياً ومثمر وليس هادماً؟ يجيبنا الخبير التربوي "عبدالله محمد عبدالمعطي" صاحب العديد من المؤلفات التربوية والأسرية من خلال هذا الحوار.. ** بداية.. هل هناك أمور يجب أن نعاتب أبناءنا عليها وأمور نتركهم فيها بلا عتاب؟ * أولاً أود أن أقول إن كثرة العتاب قد تفرق الأحباب، ونحن لا نريد أن يفرق الشيطان بيننا؛ لذلك علينا أن نستخدم العتاب في وقته المناسب فقط، كما أن العتاب يفقد معناه إذا كان سببه تافهاً ليس ذا قيمة، فعلى كل من أراد أن يعاتب ابنه أن يسأل نفسه أولاً: هل ما فعله ابني يستحق العتاب؟ وتأتي المخالفات الشرعية والأخطاء الأخلاقية على رأس الأمور التي تستحق العتاب، فقد روى البخاري "أن عبدالله بن مسعود التفت إلى خباب وعليه خاتم من ذهب، فقال: ألم يأن لهذا الخاتم أن ُيلقى؟ قال: أما إنك لن تراه عليّ بعد اليوم، فألقاه". ** وماذا عن الأخطاء التي تصدر بدون قصد؟ * إذا اجتهد ابنك في دراسته ولم يوفق فلا عتاب عليه، لأنه على المرء أن يعمل وليس عليه إدراك النجاح، وإذا حاول ابنك فعل الصواب في مسألة ما (كحمل الطعام أو الرد على التليفون أو شراء الحاجات من خارج البيت) لكنه أخطأ فلا تستخدم العتاب معه خاصة إذا وقع فيما لا يستحق العتاب ولم يكن يعرف أنه أخطأ، ولكن عرفه أن ما فعله ليس صواباً من ناحية كذا وكذا، أيضاً إذا ارتكب ابنك خطأ ما نتيجة نسيانه أو ظروف خارجة عن إرادته فإنه في هذه الحالة لا يستحق العتاب، والسبب في ذلك ما رواه ابن حبان والحاكم وابن ماجه عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" ولقد قال بعض العلماء: ينبغي أن يعد هذا الحديث نصف الإسلام، لأن الفعل نوعان: الأول: عن قصد واختيار، والثاني: ما يقع عن خطأ أو نسيان أو إكراه، فهذا القسم معفو عنه باتفاق". ** متى أحكم على عتابي أنه ناجح أم غير ذلك؟ * إن الهدف من العتاب هو تصحيح الخطأ والرجوع عن الذنب، لذا يجب أن أتوقع استجابة جيدة ممن أعاتبه وإلا فلا!! فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش، انقطع عقد لي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، فأتى الناس على أبي بكر الصديق فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة، أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم والناس ليسوا على ماء وليس معهم ماء، فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا معهم ماء، فقالت عائشة: فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك.. فأنزل الله آية التيمم فتيمموا، فقال أسيد بن الحضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته". وأقصد من هذه القصة بأنه علينا ألا نتسرع في العتاب، لأننا قد نعاتب أبناءنا على شيء نظنه شراً، ويتضح بعد ذلك أنه كان خيراً. ** طريقة العتاب كيف تكون؟ * بالعتاب تصفو النفوس وتتحسن الأخلاق، ومن هنا قال أبو الدرداء: معاتبة الأخ خير لك من فقده، لكن العتاب لا يكون أسلوبا فعالا إلا إذا استخدم في الوقت المناسب مع الشخص المناسب وبالطريقة المناسبة، وحتى لا تخسر أبناءك أو أصدقاءك نتيجة عتابك لهم. ** هل من وسائل عملية فعالة في هذا الشأن؟ * هناك بعض النصائح في هذا الشأن، والتي نسأل الله عز وجل أن يجعل فيها النفع وهي: ـ أن تعاتب بحب: فعندما تعاتب ابنك أو صديقك حدد بدقة الأشياء التي ضايقتك منه، مع ضرورة التأكيد عند عتابك أنك باق على محبته واحترامـه، ولقد ضرب لنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم مثالا رائعا في الجمع بين العتاب والتعبير عن الحب، فقد عاتب النبي صلى الله عليه وسلم صبيا صغيرا لأكله العنب الذي كان أمانه، وفى نفس الوقت مسح النبي صلى الله عليه وسلم على رأسه تعبيرا عن الحب، كما جاءت كلمات بسر المازني، قال: بعثتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطف من عنب فأكلته، فقالت أمي لرسول الله صلى الله عليه وسلم : هل أتاك عبد الله بقطف؟ قال: لا فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رآني قال: "غدر غدر"، وفي رواية أخرى قال عبدالله بن بسر: لما بعثتني أمي بقطف، تناولت منه قبل أن أبلغه النبي صلى الله عليه وسلم فلما جئت به مسح رأسي وقال: "أيا غدر». ـ حدد عتابك: العتاب هو نوع من اللوم والتأنيب اللطيف الذي يهدف إلى تعديل السلوك وتصحيح الأخطاء، والعتاب يكون بكلمات موجزة ومحددة، ولكي يكون عتابك محددا ركز على الخطأ وتحدث عنه في عبارات موجزة، ولا تكرر ما تقوله ولا تلح عليه كثيرا، حتى لا يتحول كلامك إلى نوع من الهجوم غير المفضل، واعلم أن العتاب إذا زاد عن حده انقلب إلى نوع من التوبيخ، والتوبيخ تكرهه النفوس، وتمل منه القلوب، «وإياك أن تعاتب ابنك قائلا: كم مرة قلت لك أن تقلع عن هذه العادة السيئة أتسمعني أم لا؟» فهذه طبيعة الأطفال فإن كنت تظن أنك طلبت منه مائة مرة غسل يديه قبل الطعام فلابد أن تذكره بذلك مرة أخرى وثانية وثالثة وعاشرة وهكذا». ــ لا توجه اتهاما مباشرا: يجب ألا تضع ابنك موضع المتهم فتجعله يدافع عن نفسه بطريقة تبدو وكأنه يبرئ نفسه من تهمة مؤكدة، فذلك يوغر صدره تجاهك، وربما تخسره جزئيا أو كليا، وعليك أن تتفهم ظروف من تعاتبه وترفق به فلا تتصادم معه، روى البخاري عن أيمن أم أيمن حاضـنة النبي صلى الله عليه وسلم قال: «دخلت على عائشة رضي الله عنها وعليها درع قطر ثمن دراهم فقالت: ارفع بصرك إلى جاريتي انظر إليها، فإنها تزهى (تأنف وتتكبر) أن تلبسه في البيت، وقد كانت امرأة تقين (تتزين) بالمدينة إلا أرسلت إلى تستعيره»، وقال ابن الجوزي رحمه الله معلقا على هذا الموقف: أرادت عائشة رضي الله عنها أنهم كانوا أولا في حال ضيق، وكان الشيء المحتقر عندهم إذ ذاك عظيم القدر، وفى الحديث تواضع عائشة وأمرها في ذلك مشهور، وفيه حلم عائشة على خدمها ورفقها في المعاتبة، وإيثارها بما عندها مع الحاجة إليه، وتواضعها بأخذها السلفة في حال اليسار مع ما كان مشهورا عنها من الجود رضي الله عنها. وفى هذا الموقف نلاحظ أن السيدة عائشة رضي الله عنها، لم ترغم جاريتها على لبس ما لا تحب، واحترمت اختيار الجارية مع أنها جارية، كما تفهمت اختلاف العصور والأزمان فلم تتشنج وتنفعل بل عاتبت برفق ورحمة ولين. ــ كن هادئا ومهذبا: الشيطان قد ينزغ بين الأحبة والأخوة وأفراد الأسرة فيفسد علاقتهم ويفرق وحدتهم، ومن أسلحته التي يستخدمها لتحقيق هذا الغرض: الكلمات النابية والعبارات الخارجية، قال تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}. {الإسراء:53} فالله تعالى في هذه الآية يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم قائلا:قل يا محمد لعبادي يقل بعضهم لبعض التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة، قال الحسن: يقول الواحد التي هي أحسن كقوله: يرحمك الله، يغفر لله لك.. وقول التي هي أحسن مهمة جدا بين الأصدقاء والأحباب ذلك لأن الشيطان ينزغ بينهم ويهيج بينهم الشر، فتسوء محاورة بعضهم بعضا، ومن ثم تنقطع المودة وتسوء العلاقة ويهجر بعضهم بعضا».. ومن هنا عليك أن تراعي أثناء العتاب ألا ترفع صوتك وحاول أن تتكلم بهدوء ودون انفعال، وتذكر أنك تعاتب ولا تتشاجر وعليك أيضا ألا تستخدم أبدا كلمات خارجة عن الأدب، وانتق ألفاظك بعناية، ولتكن كلمات العتاب رقيقة وحنونة حتى يزيد الحب وينتشر الخير، وإذا أردت أن تعلم ابنك حسن الأدب فعليك أن تعاتبه بكل ذوق وأدب. ـ استخدم أسلوبا خاصا: ما أجمل أن يكون للآباء أسلوب مميز في عتاب أبنائهم كأن تكون هناك عبارة معينة يستخدمونها فقط أثناء العتاب، ونجد هذه الفكرة فيما رواه البخاري عن أنس بن مالك «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا، كان يقول لأحدنا ثم المعتبة (عند المعاتبة): ما له ترب جبينه » وقوله صلى الله عليه وسلم : «ما له ترب جبينه» يحتمل أن يكون خر لوجهه فأصاب التراب جبينه، وترب جبينهم كلمة تقولها العرب جرت على ألسنتهم، وهذا يعنى أنها كلمة تجرى على اللسان للعتاب ولا يراد حقيقتها، ويحتمل أن يكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم : «ترب جبينه» دعاء له بالعبادة كأن يصلى ويسجد لله كثيرا فيترب جبينه». ــ العتاب الجماعي ينفع أحيانا: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد يوما فرأى بصاقا (مخاطا من الأنف أو ما يشبهه) في الحائط من جهة القبلة، فعلم أن أحد المسلمين قد بصق في القبلة، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم لكنه لم يبحث عن صاحب هذا الفعل ليعاتبه، ولم يسأل عن الفاعل، ولو سأل لعلم من هو، لكنه صلى الله عليه وسلم استخدم أسلوبا تربويا رائعا، فانتقل من العتاب الفردي إلى العتاب الجماعي الذي يحافظ على شعور المخطئ وفي نفس الوقت يحذر الجميع من الوقوع في هذا الخطأ، وروى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما «أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد، فتغيظ على أهل المسجد وقال: إن الله قِبَل أحدكم، فإذا كان في صلاته فلا يبزقن (يبصقن)، وفى رواية: فتناول حصاة فحكها»، ولقد علق ابن حجر العسقلانى رحمه الله على هذا الحديث قائلا: تغيظ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل المسجد وعاتبهم كلهم، ولم يختص الفاعل باللوم والتأنيب والعتاب، وفي ذلك دليل على جواز معاتبة المجموع على الخطأ الذي ارتكبه واحد منهم، وذلك لأجل التحذير من معاودة ارتكاب هذا الخطأ. |
|
06-25-2009, 12:01 AM | #2 |
|
رد: متي نعاتب اولادنا
عاشقة
شكرا لكم على هذا الموضوع الرائع والمهم بصراااحة لكل اب وام ولكن يوجد اولاد احيانا لا ينفع معهم حتى العتااب ولكن نسأل الله لنا ولهم الهداااية ياااارب وبالتوجيه الصحيح من الاسرة والبيت اولاً ومن المدرسة ثانياً ان شاء الله تعالى يكونون الاولاد من احسن الى الاحسن وايضاً مراقبة الابناء من حيث الاصدقاااء فالقرين هو الاهم والمهم من الاسرة والمدرسة فالصديق هو الذي قد يهوي بصديقه للقاااع وقد يرفعه الى القمم والعلالي ونسأل الله العلي العضيم ان يهدي اولادنا الى الصراط المستقيم والى النووووور وان يريحوا ابائهم وامهاتهم وان يبروهم فرضاء الله من رضى الوالدين بارك الله فيكم ونفع بكم يااااارب ومن تميز الى تميزيالغلا وآآآآآسف على الاطالة ولكن الموضوع قيم ومهم جداً ً ً. تقبلي ودي وردي ووردي |
للتـوآصل تَوَاضَعْ تَكُنْ كالنَّجْمِ لاح لِنَاظـِـــرِ . على صفحـات المــاء وَهْوَ رَفِيــعُ ولا تَكُ كالدُّخَانِ يَعْلُـــو بَنَفْسـِـــهِ . على طبقــات الجـوِّ وَهْوَ وَضِيــعُ (`*•.¸(`*•.¸ A ¸.•*´)¸.•*´) ˜”*°•˜..♥..(-->♥ عابرسبيل♥<-- )♥..˜ •°*”˜ (¸.•*´(¸.•*´ A `*•.¸)`*•.¸) تقييم منتديات قبيلة ال شراحيل بفيفاء زوروني هنا
•
رسالة لمن غابوا عنا اين انتم
• ██▓▒░( ♥-.♪¸ بوح ـآلنبضآتـ¸لـع ـابرسبيل♪.-♥ )░▒▓██ • طلباتكم وآرائكم أوامر قيد التنفيذ.
التعديل الأخير تم بواسطة عابرسبيل ; 06-25-2009 الساعة 12:07 AM
|
06-25-2009, 12:15 AM | #3 | ||
|
رد: متي نعاتب اولادنا
اولا : اميييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين ثانيا : اشكر لك هذه المداخله الطيبه والصادقة ثالثا : ان تربية الابناء هي مسؤلية جماعية ومشتركة بين قطبي وطرفي الاسره الاب والام في السنوات الاولي لعمر ابنهم لوضع اللبنات الاولي لتربية الابناء ثم تأتي مشاركة المدرسة لوضع باقي اللبنات وتكتمل بناء التربية والشخصية بالصديق والرفيق اللذي يكون في كل الاحوال ذو تأثير سلبي او ايجابي علي الابناء مرورك عطر موضوعي وزاده تشريفا |
||
التعديل الأخير تم بواسطة عاشقة بوح ; 06-25-2009 الساعة 12:18 AM
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|