12-15-2010, 01:35 AM | #1 |
|
.:::عاد فجرآ:::.
عاد من الخارج فجرا ...انزويت فى ركن بعيد من غرفتى افترشت
الارض ..ودفنت وجهى بين ركبتى وأحطت رأسى بذراعى الناحلتين ...وارتعدت أوصالى وانا أسمع وقع أقدامه تقترب من غرفتى وابتهلت الى الله الا يفتح الباب ..واستجاب الله لدموعى فإبتعد وانصرف الى حجرة النوم ......فسددت أذنى حتى لا أسمع شيئا .. ومرت لحظات كأنها الدهر ومزق صوت صراخ أمى سكون الليل .. حين أخذ يضربها لرفضها أن تعطيه نقودا .. فأخذت أذرف الدمع السخين لاحساسى بالعجز ...فماذا تملك طفلة فى العاشرة من عمرها ان تفعل مع هذا الوحش الكاسر - أبى- وبعد فترة ساد الصمت ... استيقظت من نومى فى اليوم التالى لأجد نفسى ممدة على الارض فأيقنت انى استغرقت فى النوم وانا جالسة مكانى ..ذهبت الى المطبخ كانت بطنى تصرخ جوعا ..وجدت امى أعدت لى الافطار شطيرة من الخبز اليابس وكوب صغير من اللبن وجدتها واقفة تعطينى ظهرها فعرفت انه ضربها على وجهها ولا تريدنى ان أرى آثار يديه على الوجه الحبيب ..وهمست لنفسى فى جزع فدتك نفسى يا أمى .. كنت اعرف انها لا تأكل الا ما فاض منى فتركت لها نصف فطورى ...فقد قاربت النقود على النفاذ ...وسمعت صوته يغط فى نوم عميق ...كنت احيانا حين يقتلنى شوقى اليه اذهب اليه أتأمله وهونائم وربما قبلته ... ولكنى توقفت عن ذلك الآن منذ أن بدأ ي ضرب أمى ...وكانت الحبيبة تأخذنى فى أحضانها بعدما يخرج وتقص على قصة أو نشاهد التلفاز معا ..واحيانا كان يأخذها الحنين الى عهد مضى ...حين كان أبى ما زال فى عمله قبل ان تتم خصخصة شركته ويحال الى التقاعد وهو لم يكمل الاربعين من عمره !! وكيف كان يغدق عليها بالهدايا ويتفانى فى اسعادها ..وكيف كان يدللنى ويغرقنى باللعب والهدايا ...الى أن ترك العمل مجبرا وتعرف الى اصحاب السوء ..فعرف معهم طريق الادمان وضاع ابى وضعنا معه !! وفى تلك الليلة المشئومة خرج ابى ...وأخذتنى امى فى أحضانها وكانت دون ان تدرى تتحسس جسدها الناحل ...وهى تتأوه من شدة الالم ..وحين تنتبه الى انى أراقبها تبتسم فى وجهى بحنان دافق ! خرج ابى فى تلك الليلة للقاء اصحابه ..وكان قد استدان بعض المال من أحدهم وعجز عن سداده فتربص الرجل- لأبى - وبصحبته رجال اشداء ..وقطعوا عليه الطريق ليلا ..وطالبه الرجل بسداد دينه فأخبره والدى انه سيسدد فى اقرب وقت فقال الرجل :سأترك لك تذكارا ..يذكرك بدفع ما عليك واشار الى الرجال الذين كانوا بصحبته فإنهالوا ضربا وتركيلا بأبى ...وتكوم على الارض وهو يصرخ ويستغيث ولم يتركه الرجال الا بعد ان بدأ الناس فى التجمهر ...أحس ابى وقتها بالمهانة والذل ..ولم يكن يتألم لقسوة ضربهم ..ولكن ما آلمه انه شرب من نفس الكأس الذى كانت تتجرع أمى مرارته كل ليلة ..وادرك حينها كم ألمها وأذلها واقسم أنه ابدا لن يمسها بسوء بعد اليوم ...وعاد الى البيت مبكرا على غير عادته وما ان أبصرته امى حتى صرخت فى ...اذهبى الى حجرتك أسرعى ...ولكنى تسمرت قدماى فى الارض من هول ما شاهدته ...كان وجه ابى تسيل منه الدماء مغبرا ..أشعث الشعر ممزق الثياب.. فكان منظره مرعبا اقترب ابى من امى فتوسلت اليه الا يضربها امامى فقال : لا تخافى ..لن أؤذيك .. ومد يديه لأمى ...ففزعت وظلت تتراجع الى الخلف فى رعب ..لا تصدق كلامه ..ووجدتنى استجمع شجاعتي فجأة ووقفت وراء ابىي وشددته من قميصه حتى يبتعد عن امى وما ان استدار الى حتى انتابني الهلع فتراجعت الى الوراء وانا مفزوعة وتعثرت قدمي فوقعت على الارض وارتطمت رأسي بعتبة الباب وشجت رأسي...هرعت الى امي في هلع عندما رأت الدماء تسيل من رأسي احتضنتني فى حنان بالغ ودموعها تبلل وجهها وهي تتوسل الي الا افارقها وابصرت ابي يقف مذهولا ..ابتسمت لها ومسحت دمعتها واسلم جسدى الواهن- الروح - وانا فى احضانها .. لا تدرك امي انى انتقلت الى عالم رائع ...أطل عليها منه ..أود لو ترانى كما أراها كي تطمئن... ان تسمعنى وانا اهتف فى كل حين كم أفتقدك وأبصر ابي سجين ندمه ...فأشعر نحوه بالرثاء ...و أود فقط أن أخبره أني قد سامحته! منقوووووووووووووووولة |
|
12-15-2010, 01:58 AM | #3 |
|
رد: .:::عاد فجرآ:::.
بارك الله في جهودك
|
عندما تعيش مفكرا في نفسك فقط ستعيش صغيرا ،، عندما تعيش تفكر في نفسك و غيرك ستعيش عظيما |
12-15-2010, 01:36 PM | #5 |
|
رد: .:::عاد فجرآ:::.
البنت الشاطره
اشكرك على روعة ماطرحته قصه محزنه جدا وبارك الله في جهودك ودمت ودام ابداعك وتألقك وبانتظارجديدك القادم والله يعطيك العافيه |
|
12-15-2010, 11:06 PM | #9 |
|
رد: .:::عاد فجرآ:::.
بنت الشاطره
سلمت يداك علي القصه المحزنه مشكووور ويعطيك الف عاااااافيه ودمتي بحفظ الله |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|