الشيخ / علي بن يحيى السنحاني الفيفي

12-25-2010, 08:47 AM

الشيخ / علي بن يحيى السنحاني الفيفي

تولى شيخ شمل فيفاء بعد أبيه وقد أخذ كثيرا من تمسكه بالدين وأخلاقه ومقومات شخصية والده وسار على منواله في إصلاح رعيته وبلاده بعد ما تهيأت له الكثير من الأسباب التي أعانته على ذلك , وقد برزت شخصيته وعم صيته حتى أعتر من أبرز شخصيات ساق الغراب في وقته , وكانت له مواقف تدل على حكمته وحنكته وبعد نظره لعلنا نستطيع ذكر بعض منها وكانت له إصلاحات كبيرة كان لها الأثر الكبير على بلاده بل على المنطقة بصفة عامة سوف نشير إلى بعضها باختصار في الموقع المناسب من هذا الكلام , لذلك كان من المناسب أن نذكر سيرته الذاتية ....
لم أجد تأريخا معلوماً محدداً لميلاده لكنه هاجر مع والده إلى قطابر , وقد أتاحت له هذه الهجرة فرصة التعلم ذلك التعليم الذي كان متيسرا في وقته وهوحفظ القرآن الكريم وبعض أمور الدين ومعرفة القراءة والكتابة واستفاد من الجوالديني الذي وجده في البلد الذي هاجر إليه ولا شك أن تربى على يد والده التربية الدينية والتربية العلمية في سياسة وقيادة الرعية , وقد أثبت قدرته وبراعته في ذلك , وكانت له مواقف شجاعة وذكية في المواقف الصعبة أصبح لها أثر كبير على الوضع في بلاده سوف نشير إلى ما علمناه من ذلك في موضعه .
بعد ما توفي والده في العقد الثاني من القرن الرابع عشر الهجري تولى منصب شيخ شمل قبائل فيفاء , وكانت الصراعات في المنطقة في ذلك الوقت ملتهبة والتكوينات السياسية قائمة بقوة , وكان لكل كيان من الكيانات المتصارعة قوة أجنبية تدعمه , وكانت مصالحها في المستقبل وتلك القوى الأجنبية تتمثل في : الإنكليز , وفرنسا , وإيطاليا وغيرها من بلاد الاستعمار , ولم تكن فيفاء بمعزل عما يجري حولها ,حيث كانت الدول المحيطة بالمنطقة تتصارع للنفوذ والسيطرة على أكبر قدر تستطيع من القبائل وبلدانها وتلك الدول هي :

1_ الدولة المتوكلية اليمنية في صنعاء بقيادة الإمام يحيى بن حميد الدين .

2_ دولة الإمام القاسمي التي قامت في صعده والتي تحاول بسط نفوذها على اليمن وما حوله .

3_دولة الإدريسي القائمة في صبياء والتي تحاول بسط نفوذها على المخلاف السليماني وغيره .

4_ دولة آل عايض في عسير وهي الأخرى تحاول بسط نفوذها على ما استطاعت من البلاد والقبائل .

5_في تلك الأثناء استعاد الملك عبد العزيز من ملك الآباء والأجداد مدينة الرياض وما حولها وبدأ في استعادة أملاك الدولة السعودية بلدا بعد أخر .

وفي هذه الأجواء غير المستقرة وغير واضحة المعالم اتبع الشيخ على بن يحيى السنحاني الفيفي الخطوات التالية :

أولاً : حاول إبعاد فيفاء عن الصراعات المحتدمة في المنطقة بحيث لا تكون ميدانا للمتصارعين
والمتسابقين على السيطرة على المنطقة , وأخذ يرقب الوضع من بعيد ليختار لبلده ورعيته الموقف المناسب في الوقت المناسب .
ثانياً : وبما أن فيفاء لم تدخل في حكم مباشر لأي دولة من الدول المتصارعة وإنما كانت تكتفي بالولاء لم يتغلب على المنطقة بحيث تسلم لتلك الدولة نسبة من زكاة المحاصيل الزراعية , ويشارك أهل فيفاء بشوكة من المقاتلين عند اللزوم فإن ذلك جعل فيفاء بعيدة عن مسرح الصراع ولم تكن نقطة انطلاق لمحاربة الآخرين مما جعلها في وضع تستطيع مع اختيار مارتاه الأصلح لها .
ثالثاً : وحيث أن فيفاء لم تحكم حكماً مباشراً من دولة ذات سلطة ونظام وقوة كما ذكرنا , والأمن فيها وحل المشاكل التي تحصل بين الناس فيما شجر بينهم فكيف كان يحصل ذلك..
لقد كان مشايخ القبائل يتولون إدارة شئون الناس وحل مشاكلهم وما يحدث بينهم من نزاعات ,وكانوا يفرضون الأمن في السوق والطرق الموصلة إليه وتطويع العاصي من الناس بموجب قواعد واتفاقات يتفقون عليها ويلتزمون بتنفيذها , سواء ما كان موجوداً منها قبل أن يتولى الشيخ علي بن يحيى السنحاني الفيفي الشيخة , أوتلك القواعد التي وضعت بعد ما تولى الشيخة ، ومن تلك القواعد والاتفاقات التي أوجدت في عهد الشيخ علي بن يحيى ما يلي :

1_ قاعدة مؤرخه في عام 1324هـ تتضمن الاتفاق بين الشيخ علي بن يحيى والشيخ أسعد بن يزيد المشنوي على إنهاء الحرب بين آل عبيد وآل عطاء التي دامت حوالي تسع سنين وسقط بسببها قتلى كثر من الجانبين .
2_ قاعدة مؤرخه في ربيع الأخر من عام 1342هـ لإنهاء الفتنة بين آل عبيد وقبيلة آل الثويع وثلاثة جرحى من آل عبيد فأنهت هذه القاعدة تلك الفتنة ، وحكمت في القتيل والجرحى .
3_ ومن تلك القواعد التي سنت في عهد الشيخ علي بن يحيى السنحاني الفيفي وكان طرفاً فاعلاً فيها والمؤرخة في جماد الأولى سنة1342هـ حيث يظهر منها بأنه أنحسر الحكم الإدريسي وحصل فراغ سياسي ، وقد تضمنت الاستمرار على ما كان عليه الوضع في عهد الإمام محمد بن علي الإدريسي .

ففي هذه الفترة لا توجد حكومة تضبط الأمن وتدير شئون الناس وتحكم فيما شجر بينهم فكان الشيخ علي بن يحيى السنحاني الفيفي يدير شئون بلده فيفاء بتطبيق القواعد والاتفاقات القبلية وهي تتضمن الحكم بأحكام الشريعة الإسلامية في القضايا الكبيرة كالقتل وكان يقوم بتنفيذ الأحكام الشرعية حتى القصاص ، وكان له قضاة شرعيون يحيل إليهم القضايا بعد ما يأخذ التحفظات اللازمة على طرفي النزاع في القضية بالتزام الأدب في الخصومة والقناعة بحكم الشرع وتنفيذه ، وكان من أبرز قضاته القاضي حسن بن جبران السنحاني الفيفي و القاضي أحمد بن أسعد آل مذهنة الفيفي ، وفي القضايا الهامة كان يحيلها إلى القضاة المشهورين في اليمن ، أوفي صبياء التي كان يوجد بها قضاة مشهورين للإدريسي ، ومن هذه القضايا ما يلي :

القضية الأولى : قضية حكم فيها بالقصاص من القاتل ، فمكن الشيخ علي بن يحيى السنحاني ولي الدم من الاقتصاص من القاتل وذلك برمية بطلق ناري فأطلق المقتص على القاتل النار ،ثم أتبع ذلك بالإجهاز عليه بالجنبية فاعتبر ذلك تمثيل وإجحاف في استيفاء القصاص ونشأت عن ذلك قضية أخرى حيث طالب ورثة المقتص منه الحكم فيها فأحال الشيخ علي بن يحيى السنحاني الفيفي الطرفين إلى القاضي أحمد بن الإمام بن الإمام الهادي باليمن بعد أن رضي به الطرفان إلى اليمن في رفقة واحدة أكلهم واحد ومنامهم واحد مما يدل على قوة الضمانات التي أخذت على الطرفين فلما قربوا من مقر القاضي المذكور قاموا على عادة القبائل بإنشاد بيتين من الشعر الشعبي يسمونه ( طرحاً ) ـ أي سلاما ـ وهذان البيتان يتضمنان موضوع الدعوى التي أتوا من أجلها ، قال فيها شاعرهم قاسم بن حسين الخسافي:

سـلام مـن باعتمــــاد
نخصكـــم به يا آل هادي
جينا لشــرع الله يحكم بيننا
سا قصدنا نعطي المقـــادي
وإلا فشـرع الله بـــــادي
نفس بنفس وعاد الطالـــع لنا

رفعوا بهذا الطرح أصواتهم بصفة جماعية وهم يمشون إلى القاضي بتؤدة، فاستقبلهم وحكم بينهم في القضية ودون الحكم في ورقة طواها بإحكام وسلمها لهم موجهة للشيخ علي بن يحيى السنحاني ، فسلموها له وألزمهم بذلك الحكم المزبور في تلك الورقة .
وقد كان للشيخ علي بن يحيى قضاة يحيل عليهم القضايا للنظر فيها شرا منهم القاضي أحمد القابوسي، والقاضي حسن بن جبران السنحاني ، والقاضي أحم بن أسعد آل مذهنة وكان ينفذ أحكامهم والقضايا المهمة يحيلها إلى الأمام الإدريسي في صبياء , ومنها قضية آل غالب فقد ضبط الطرفين بكفلاء , وصدر الحكم على القاتل بالقصاص من السيد محمد بن حيد النعمي في مجلس الإمام الإدريسي واقره ووقعه , ثم عاد به المتخاصمون للشيخ علي بن يحيى فعرضه على قضاته آنفي الذكر فقرروا مطابقته للوجه الشرعي , ثم عمد ولي الدم بالنزول إلى صبياء لاستيفاء القصاص ففعل وحسمت القضية بذلك.

اتصاله مع الملك عبد العزيز :

كان وضع الجزيرة العربية في وقته مضطرباً وكانت المنطقة الجنوبية تعيش في انفلات أمني وأوضاع غير مستقره , وهي في مخاض لإيجاد تكوينات سياسية وولادة دول جديدة , وكانت منطقة الجنوب عبارة عن تكتلات قبلية ودويلات صغيره ذات انتماءات مختلفة وولاءات متعددة , وكانت فيفاء كغيرها تعيش في خضم تلك الأوضاع , ولكن نظرا لصعوبة الوصول إليها وعدم وجود ما يغري ببسط النفوذ عليها من الطامعين والطامحين في حكم المنطقة فلم يسيطر عليها من الدول المتصارعة على المنطقة إلا في فترات قليلة , وكانت تكتفي تلك الدول منها بالولاء الذي يقتصر على دفع الزكاة والمساعدة بالمقاتلين عند اللزوم , وبذلك بقيت فيفاء بعيدة عن مسح الصراعات الدولية ,

حنكة الشيخ علي بن يحيى

كان هناك تسابق للسيطرة على المنطقة وإدخالها تخت الولاية من الدول التي كانت تحاول بناء كياناتها في المنطقة , وهذه الدول هي : دولة آل حميد الدين بصنعاء ودولة الأمام القاسمي بصنعاء , ودولة الإدريسي بصبياء , ودولة عايض بعسير , وفي تلك الفترة كان الملك عبد العزيز آل سعود قد أستعاد مدينة الرياض وما حولها وبدأ في أستعادة بقية المناطق التي كانت تمثل الدولة السعودية , وكان صيته قد عم أرجاء الجزيرة العربية في تلك الظروف والتقلبات والتغيرات التي كانت تحتدم في المنطقة أظهر الشيخ علي بن يحيى السنحاني الفيفي حنكة سياسية وبعداً في النظر لما كان يجري حوله من أضطرابات وتكونات سياسية حيث كان يراقب الوضع ليختار الصالح لبلاده ورعيته في الوقت المناسب دون أن يلزم نفسه وقبائله بشيء ليس فيه مصلحة , وأبعد بلده عن أن تكون مسرحاً للصراع بين المتسابقين , وكان يقف على الحياد , وينظر لحال المتسابقين للسيطرة على المنطقة ويسبر غورهم ويقيم أحوالهم , ويستقرئ أخبارهم وإمكانيات كل واحد منهم في القدرة على السيطرة والحكم ووكان يستشير في ذلك من يثق به .

استشارة أبن دليم :

في هذه الأثناء التقى الشيخ علي بن يحيى السنحاني الفيفي بمحمد بم دليم أبي لعثة في بلاط الإدريسي وحصلت بينهما مفاهمه واتفاق , وكان ابن دليم قد عاد من صنعاء ثم من عند الإمام القاسمي في أم ليلي , وكان قد التقى بالملك عبد العزيز من قبل وكان بينه وبين حسين بن علي آل عايض أمير عسير منافسة , وكل واحد من الشيخين ـ الشيخ علي بن يحيى والشيخ محمد بن دليم ـ أفضى بسره للآخر , وقد أدركا بثاقب ذهنهما عدم قدرة الإدريسي على سد الفراغ السياسي في المنطقة , فقال ابن دليم لشيخ فيفاء مقيماً الزعماء السياسيين المتنافسين على المنطقة :
أما ابن حميد الدين فهورجل دين ودولة , ولكن آل حميد الدين يتصفون بالشح والمكر فإذا كانوا بحاجة إليك فهم سمن في عسل , وإذا استغنوا عنك نسوك , وأما الإدريسي فهورجل مكمل ولكن ليس له عضد من ضلعه لأنه غريب ودولته في عشعوش ـ يشر إلى بيوت تهامة المكونة من العشش والعرش ـ وأما ابن سعود فهورجل دين ودولة ولولم يكن فيه إلا الصدق والوفاء والسخاء والشجاعة لكفى , واعتقد أنه لن يستقيم لغيره أمر , وتراني ذاهب إليه لمبايعته , فقال الشيخ علي : صدقت وسلم على الملك عبدالعزيز ولا تنسانا ونحن معك , وكانت هذه هي الخطوة الأولى لانضواء فيفاء لحكم أبن سعود

ماذا حصل بعد ذلك :

أخذ الشيخ علي بن يحيى السنحاني الفيفي بنصيحة ومشورة ابن دليم لأنها كانت مدعومة بحقائق ونظريات مقنعة , وقد استمرت الصلات بينه وبين أبن دليم , وكان همزة الوصل بينه وبين الملك عبد العزيز آل سعود وقد انتهت بالتفاهم بينهما , وكان للشيخ علي بن يحيى السنحاني تأثير على مشايخ قبائل المجاورة لفيفاء كشيخ آل علي من مشايخ بن مالك الشيخ جابر بن ناجعة وهومن أبرز مشايخ ساق الغراب في وقته , وشيخ شمل بالغازي مفرح بن امجرووقد أثمرت الاتصالات واللقاءات فيما بينهم إلى دخول منطقة ساق الغراب في طاعة الملك عبد العزيز ومبايعته .

وفي عام 1347هـ أرسل الملك عبد العزيز وفداً إلى المنطقة لأخذ البيعة له من مشايخ القبائل وأهل الحل والعقد وقد أقام في صبياء وأراد الشيخ علي بن يحيى السنحاني التوجه إليه لأداء البيعة , لكنه لما وصل أم الدراهم ـ مكانا معروفا أسفل عيبان ـ تذكر وعدا قد قطعه على نفسه عندما احتجزه الإمام محمد بن علي الإدريسي في صبياء لمدة شهرين بألا يغادر فيفاء , وألا يتجاوز في البعد عن بلده ( كرس آل حسن ) الواقع في وادي ضمد فأناب عنه أخاه الشيخ حسن بن يحيى السنحاني الفيفي بالذهاب إلى صبياء وأداء البيعة , وتعذر بعدم قدرته على ركوب الدابة فقبل الوفد عذره وبعثوا من يأخذ البيعة منه في أم الدراهم .
وبعد ما تمت البيعة للملك عبد العزيز آل سعود وصلت لجنة سعودية إلى فيفاء برئاسة محمد بن دليم لترتيب المراكز فاستقبلهم الشيخ علي بن يحيى استقبالا حافلا وبعث معهم أخاه الشيخ حسن بن يحيى وولده الشيخ حسن علي مع نخبة من مشايخ فيفاء لترتيب مراكز ساق الغراب , وقد أثنوا على تعاونه معهم .
وكان فهد بن معتق أول أمير سعودي في فيفاء حيث وصلها في شهر ذي القعدة سنة 1349هـ وكان معه والي أربعين خويا , ثم تتابع الأمر على فيفاء بعد ذلك , وبذلك تعتبر الدولة السعودية هي أول دولة بسطة سلطتها الفعلية المباشرة على فيفاء وأدارة شئون الناس وأرست قواعد الأمن والاستقرار وحكمت بين الناس فيما شجر بينهم بأحكام الشريعة الإسلامية الغراء .

مواقف من الوفاء لابن سعود

يتجلى وفاء الشيخ علي بن يحيى السنحاني الفيفي بالعهد الذي أعطاه للمكل عبدالعزيز آل سعود في الموقف التالية :
الموقف الأول : لما وصلت النجدة السعودية لتخليص الأمير السعودي ابن زعير ومن معه من الأسر الذي حصل عليهم من الحسن الإدريسي الذي نكث بالعهد الذي كان بينه وبين ابن سعود وتمت مطارده الأدارسه الذين نكثوبالعهد حاول الإدريسي الاعتصام بفيفاء والاستنجاد بأهلها فمنعه الشيخ علي بن يحيى من ذلك وجعل حراسة على مداخل فيفاء لمنعه من ذلك فاتجه إلى الصيابة ومنها إلى اليمن عن طريق جل شدى .

الموقف الثاني : لما بدأت المواجهة بين القوة السعودية والأدارسة أرسل الشيخ علي بن يحيى وفدا إلى أمير أبها آنذاك ابن عسكر وكان الوفد برئاسة قاسم أسعد السنحاني ومن معه من رجالات فيفاء ومعهم ستة من الجنود العسيريين الذين كانوا مرتبين من ابن سعود في فيفاء لإبلاغ أمير أبها باستمرار الوفاء بالعهد لأبن سعود والمحافظة على سلامة المركز السعودي وأم أمير فيفاء ومن معه من الجنود السعوديين في رعايته وحمايته معززين مكرمين ولما وصلت الحملة السعودية التي تطارد فلول الإدريسي إلى عيبان بقيادة الأمير عبد العزيز بن مساعد وقد علم بموقف الشيخ علي بن يحيى ووفائه وإخلاصه بعث له بخطاب شكر قال فيه : نحن نعتبرك واحد منـــا .

الموقف الثالث : لما احتلت القوات اليمنية فيفاء في عام 1352هـ شعر الشيخ علي بن يحيى بالخطر على الأمير السعودي في فيفاء إبراهيم التويجري ومن معه من الأخوياء فكلف ستين مسلحاً من رجاله بصحبة الأمير السعودي المذكور ومن معه من الأخوياء فساروا بهم إلى الشيخ علي بن حسن الحيادي من مشايخ بلغازي الموالي لأبن سعود واستوثق لهم منه على أن يوصلهم على مأمنهم فتم ذلك .

الموقف الرابع : لما احتلت القوات اليمينة فيفاء في عام 1352هـ طلب قائد القوات اليمنية سيف الإسلام أحمد بن الإمام يحيى حضور الشيخ علي بن يحيى إلى صعده , فوصل إليه وكان قد أغري به عنده لتباطئه في الاستسلام وتأخره في الدخول في طاعة الإمام , وقالوا عنه : أنه يكره أهل البيت وأنه هوالمحرض على مقاومة قوات الإمام فلما وقف بين يدي سيف الإسلام موقف المسائلة والمحاكمة سأله عما نسب إليه فوقف بين يديه وقال : يشهد الله أننا نحب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحيح أننا وقفنا أمام زحف القوات اليمنية على فيفاء ولواستطعنا منعها لمنعناها لأن في عنقي بيعه لابن سعود لن انكث بها , أما الإمام فليس له عندي بيعه , فأعجب سيف الإسلام بصدقه ووفائه وشجاعته , وقال له : صدقت بيض الله وجهك وهذا هوفعل الرجال ومن نكث لك نكث عليك , وأمر حراسه بألا يمنعونه من الدخول عليه متى شاء .
هذه المواقف المشرف من الشيخ علي بن يحيى السنحاني الفيفي جعلت له مكانة عالية عند الملك عبدالعزيز آل سعود وعند أولاده ورجاله يدل عليها ذلك التواصل بينهم ونلك الرسائل الموجه إليه التي تحمل الثناء عليه , وتلك الهدايا التي كانت تصله منهم .

أهم إصلاحاته :

مما تقدم ذكره تعرف مكانت الشيخ علي بن يحيى السنحاني الفيفي وحنكته , وأنه كان ذا رايدة في أصلاح بلاده , وقيادة رعيته بما حمد عاقبته , ونجمل أهم إصلاحاته في ألأتي :

1. حفظ الأمن والنظام في بلده أيام الانفلات الأمني في المنطقة لعدم وجود سلطة حاكمة بما سبق بيانه.

2. أبعد بلده ففاء عن مسرح الصراعات التي كانت قائمة في المنطقة , وكان يرقب أوضاع المتسابقين والمتصارعين ليختار المناسب في الوقت المناسب.

3. لما نكث الحسن الإدريسي بالعهد الذي كان بينه وبين الملك عبد العزيز آل سعود كاتب الشيخ علي بن يحيى يطلب منه الانتكاث على ابن سعود ويحرضه على إلقاء القبض على رجال الملك عبد العزيز والقدوم عليه في صبياء ولاشك أنه كان يعده ويمنيه لكنه لم يستجيب لطلبه ولم يغتر بوعده وبقي وفيا بعهده لأبن سعود وحافظ على رجاله المتواجدين في فيفاء وهذا الموقف المشرف حفظه له الملك عبد العزيز.

4. لما كثر الضغط على الإدريسي من قوة الملك عبد العزيز آل سعود بعد القضاء على ثورته أراد اللجوء إلى فيفاء و الاحتماء بها فحال الشيخ علي بن يحيى السنحاني بينه وبين ما أراد حيث عمد الشيخ علي بن يحيى نخبة من رجاله بقيادة القاضي حسن بن أحمد المغامري الفيفي وأمرهم بحراسة مداخل فيفاء ومنعه من الاعتصام بها مما اضطر معه للاتجاه إلى الصيابة ومنها إلى داخل اليمن.

5. استمر الشيخ علي بن يحيى السنحاني الفيفي على نهج أبيه في تشجيع نشر الدعوة والتعليم بين الناس ففي عهده قام بعض طلبة العلم من أبناء فيفاء الذين تعلموا في اليمن بفتح كتاتيب عند مساجدهم وبيوتهم تعرف (بالمعلامة) حيث عمت هذه الكتاتيب أنحاء فيفاء , وبذلك أنتشر التعليم في في فيفاء , ولما دخلت فيفاء تحت الحكم السعودي توسع هذا التعليم ومما ساعد على ذلك أنه كان يوجد من أمراء ابن سعود أمراء صالحين كرشيد بن خثلان , وخالد بن ناهض وكان الشيخ علي بن يحيى الفيفي يتفق مع هؤلاء الأمراء على نشر التعليم حيث يحثون المتعلمين على تعليم الأولاد ويلزمون الآباء بإدخال أبنائهم في هذه الكتاتيب , وكان الأمراء يعقدون مجالس يستمعون فيها لما قرأه الطلاب من القرآن وذلك من باب التشجيع لهم وإشعار الناس باهتمامهم بالأمر ومن الأمراء الذين قاموا بذلك رشيد بن خثلان الذي تولى الإمارة في فيفاء في شهر محرم من عام 1358هـ .

6. نشر الوعي الديني والحس الوطني ووجوب الطاعة لولي الأمر والمحافظة على الأمن وومحاربة بعض العادات السيئة حيث كان خطيباً قديراً وكان يوجد في سوق النفيعه الأسبوعي الذي يقام كل يوم أثنين ولازال قائم إلى اليوم وكانت توجد في هذا السوق منصة من الحجارة المبنية أي منبر يسمونه (مهجماً) وكان الشيخ علي بن يحيى السنحاني يعتلي (المهجم) كل أسبوع ويلقي كلمة وعظية توجيهية وكان إذا انتهى مما عنده يكلف بعض القادرين بالمشاركة في توجيه الناس وكان يكلف الشاعر الشعبي المشهور محمد بن جبران الظلمي الفيفي بذلك وهوشاعر ملهم مفوه سريع البديهة يجري الشعر على لسانه كأنه مكتوب في ورقة وكان شعره واضح المعاني كثير الفائدة يفهمه الناس ويحبونه فيتلقون شعره بالحفظ ويتناقلونه بينهم رجال ونساء وكانت قصائده مطوله ولا زال الناس يحفظون قصائده حتى الآن .

7. كانت فيفاء معزولة عن غيرها بسبب طبيعتها الجبلية وكانت وسيلة الصعود إلى فيفاء والتنقل بين جبالها هوالمشي على الأقدام ولما صعد إلى فيفاء الداعية المصلح الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي في عام 1363هـ أشار على الأمير السعودي خالد بن ناهض والشيخ علي بن يحيى ـ رحمهم الله جميعاً ـ بتدريج طرق لصعود الحمير والجمال إلى فيفاء فاقتنعا بالفكرة وتعاون الشيخ والأمير على أنفاذها حيث ألزمت القبائل بتمهيد وتدريج الطريق من جهات فيفاء لتلتقي عند مركز الأمارة بالنفيعة حيث كلفت كل قبيلة بجزء من ذلك وقد تم ذلك في فتره وجيزة وبذلك سهل انتقال المسئولين والخدمات والبضائع والمواد إلى قمة الجبل وأصبح هذا المشروع نقله هامة لأهل فيفاء وهي من الإصلاحات التي ساهم فيها الشيخ علي بن يحيى ـ رحمه الله وغفر له .

الى هنا اخـــــــواني ...
نكون قد انتهينا من سيرة احد رجالات فيفا العظماء :
الشيخ علي بن يحيى السنحاني الفيفي ..
وسندعكم للاستمتاع بقراءة سيرة الشيخ المشرفه والتي تدعونا للفخر بأنه كان احد مشائخنا واحد رجال فيفاء النبلاء .., رحمه الله وغفرالله له ..
والى ان نقوم بأعداد حلقه جديده لسيره عطره ..
وعظيمه لرجل حفر اسمه على ذاكرة فيفاء ...
كمن سبقوه من مشائخنا الافاضل ..
انتظرونا ... وسنكون هنا قريباً ...

تحياتي لكم .

12-25-2010, 11:50 AM

يعطيك العافيه يبو نواف
شىء يفخر به كل فيفى

12-25-2010, 12:24 PM

ابونواف
الله يعطيك العافيه على هذاالمجهود الذي قمت به والشيخ علي يحي يرحمه الله كان فخرآلأهالي فيفاء صغيرآوكبيرآ
فلك خالص شكري
وعبيروردي
واريج عطري

12-25-2010, 03:33 PM

زارع الورد
شرفنى مرورك العطرونعم اعتقدمن ينتمي لفيفاء
يفتخربماسطرالقدماءولهم عليناحق تخليده ونعرف منلايعرف
عنهم شي

12-25-2010, 03:59 PM

بارك الله في جهودك

ودام ابداعك

معلومات مفيدة جدا

ولك خالص تحياتي .

12-25-2010, 04:12 PM

12-25-2010, 06:39 PM

الشاعرابوسلمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراًعلى مرورك الكريم

12-25-2010, 07:24 PM

ابونواف
اشكرك اخوي على روعة ماسطرت لنا في هذا
الموضوع الشيق عن احد ابرز الشخصيات
وهو الشيخ /علي بن يحي السنحاني
وقد عشت مع هذه السيره الرائعه لحظات
رائعه وانه والله لفخر لاهالي فيفاء كافه
فبوركت جهودك على روعة ماقدمته
ودمت لنا مبدعا ومتالقا
والله يعطيك العافيه