![]() |
#1 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله في كتابه ( صيد الخاطر ) ص541 : تفكرت في نفسي يوماً تفكر محقق ، فحاسبتها قبل أن تحاسب ، ووزنتها قبل أن توزن ، فرأيت اللطف الرباني ، من بدأ الطفولة وإلى الآن أرى لطفاً بعد لطف ، وستراً على قبيح ، وعفواً عما يوجب عقوبة ، وما أرى لذلك شكراً إلا باللسان . ولقد تفكرت في خطايا لو عوقبت ببعضها لهلكت سريعاً ، ولو كشف للناس بعضها لاستحييت . ثم قال : فوجدت أبا الوفاء بن عقيل قد ناح نحو ما نحت فأعجبتني نياحته فكتبتها ههنا . قال لنفسه : يا رعناء تقوّمين الألفاظ ليقال مناظر . وثمرة هذا أن يقال : يا مناظر ، كما يقال للمصارع الفاره . ضيعت أعز الأشياء وأنفسها عند العقلاء ، وهي أيام العمر حتى شاع لك بين من يموت غداً اسم مناظر ، ثم ينسى الذاكر والمذكور إذا درست القلوب . هذا إن تأخر الأمر إلى موتك ، بل ربما نشأ شاب أفره منك فموهوا له وصار الاسم له . والعقلاء عن الله تشاغلوا بما - إذا انطووا - نشرهم وهو العمل بالعلم ، والنظر الخالص لنفوسهم . أفٍ لنفسي وقد سطرت عدة مجلدات في فنون العلوم وما عبق بها فضيلة . إن نوظرت شمخت ، وإن نوصحت تعجرفت ، وإن لاحت الدنيا طارت إليها طيران الرخم ، وسقطت عليها سقوط الغراب على الجيف . فليتها أخذت أخذ المضطر من الميتة . توفر في المخالطة عيوباً تبلى ولا تحتشم نظر الحق إليها . وإن انكسرت لها غرض تضجرت ، فإن امتدت بالنعم اشتغلت عن المنعم . أفٍ والله مني ؛ اليوم على وجه الأرض وغداً تحتها . والله إن نتن جسدي بعد ثلاث تحت التراب أقل من نتن خلائقي وأنا بين الأصحاب . والله إنني قد بهرني حلم هذا الكريم عني ؛ كيف سترني وأنا أتهتك ، ويجمعني وأنا أتشتت . وغداً يقال : مات الحبر العالم الصالح ، ولو عرفوني حق معرفتي بنفسي ما دفنوني . والله لأنادين على نفسي نداء المتكشفين معائب الأعداء . ولأنوحن نوح الثاكلين ؛ إذ لا نائح لي ينوح علي لهذه المصائب المكتومة ، والخلال المغطاة التي قد سترها من خبرها ، وغطاها من علمها . والله ما أجد لنفسي خلة استحسن أن أقول متوسلاً بها . اللهم اغفر لي كذا بكذا . والله ما ألتفتُّ قط إلا وجدت منه سبحانه براً يكفيني ، ووقاية تحميني ؛ مع تسلط الأعداء . ولا عرضت حاجة فممدت يدي إلا قضاها ، هذا فعله معي وهو رب غني عني ، وهذا فعلي وأنا عبد فقير إليه . ولا عذر لي فأقول ما دريت أو سهوت . والله لقد خلقني خلقاً صحيحاً سليماً ، ونور قلبي بالفطنة ، حتى أن الغائبات والمكتومات تنكشف لفهمي . فواحسرتاه على عمر انقضى فيما لا يطابق الرضى . وحرماني لمقامات الرجل الفطناء . يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وشماتة العدو بي . واخيبة من أحسن الظن بي إذا شهدت الجوارح علي . واخذلاني عند إقامة الحجة ، سخر الله مني الشيطان وأنا الفطن . اللهم توبة خالصة من هذه الأقذار ، ونهضة صادقة لتصفية ما بقي من الأكدار . وقد جئتك بعد الخمسين وأنا من خلق المتاع . وأبى العلم إلا أن يأخذ بيدي إلى معدن الكرم ، وليس لي وسيلة إلا التأسف والندم . فوالله ما عصيتك جاهلاً بمقدار نعمك ، ولا ناسياً لما أسلفت من كرمك .. فاغفر لي سالف فعلي ". |
![]() أحبـُكِ أنتِ .. وهـكـذا أنـا دونك حنين يتجرع حنين..أريـدُكِ أنت .. فما:الخفـقـةُ الــزائدة في قلبي الا بحثا عنك ورغبة في لقاكِ .. فأنتي كلماتٌ تمزقنيُ لوعة كلّما هـممتُ بالإختلاء بكِ على صدرِ الورق ..!! وفداحـــةُ جِــراح ..بالمساء والصباح وتمتمةُ رجــــاء .. ♥ ,/’ نجم الثريا ![]() ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|