روائع العريفي...للشيخ محمد بن عبدالرحمن العريفي ( الجزء الثاني )

09-25-2011, 04:22 PM

روائع العريفي...للشيخ محمد بن عبدالرحمن العريفي

الجزء الثانيــ(قصص الصحابه مع الموت)

ماغنى عني ماليه

الموت لايفرق بين كبير وصغير ولا غني وفقير, ولا عبد وأمير:

قصصهــمـ

هارون الرشيد

]ذاك الذي ملك الأرض وملأها جنودآ, ذاك الذي كان يرفع

رأسه , فيقول للسحابه: امطري في الهند أو الصين, أو حيث شئت, فو الله ماتمطرين في ارض

إلا وهي تحت ملكي.

هارون الرشيد خرج يوما في رحلة صيد, فمر برجل يقال له (بهلول). .

فقال هارون الرشيد: عظني يابهلول:

قال: يأمير المؤمنين, أين آباؤك أو أجدادك,من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابيك؟؟

قال هارون: ماتوا.

قال:فأين قصورهم؟؟

قال: تلك قصورهم.

قال: فأين قبورهم؟؟

قال: هذه قبورهم.

فقال بهلول:تلك قصورهم , وهذه قبورهم, فمانفعتهم قصورهم في قبورهم؟؟

قال : صدقت, زدني يابهلول.

قال:أما قصورك في الدنيا فواسعه, فليت قبرك بعد الموت يتسع.

فبكى هارون وقال: زدني:

فقال: يأمير المؤمنين, هب إنك ملكت كنوز كسرى, وعمرت السنين فكان ماذا؟؟

اليس القبر غاية كل حي, وتسأل بعده عن كل شئ؟؟

قال:بلى ثم رجع هارون , وانطرح على فراشه مريضآفلما يئس الأطباء من شفائه,

وأحس بدنو أجله, ولم تمض عليه أيام حتى نزل به الموت فلما حضرته الوفاة, وعاين

السكرات, صاح بقواده وحجابه:اجمعوا جيوشي, فجاءوا بهم, بسيوفهم ودروعهم,

لايكاد يحصي عددهم إلا الله, كلهم تحت قيادته وأمره, فلما رآهم بكى. . .

ثم قال: يامن لايزول ملكه ارحم ممن قد زال ملكه. . .

قال : احضروا لي أكفانآ, فأحضروا له.

فقال: احفروا لي قبرآ: فحفروا له, فنظر الى القبر[ وقالما اغنى عني ماليه*هلك عني سلطانيه)
الحاقة:28_29).

ثم لم يزل يبكي حتى مات. .

فلما مات ؟؟

لما مات

أخذ هذا الخليفه, الذي ملك الدنيا, وأودع في حـ فـ ر هـ ضيقه,

لم يصاحبه فيها وزرأؤه, ولم يساكنه ندماؤه, لم يدفنو معه طعامآ ولم يفرشوا له فراشا,

وما أغنى عنه ملكه وماله.

ما غنى عني ماليه

عبد الملك بن مروان

أما عبد الملك بن مروان

فإنه لما نزل به الموت,جعل يتغشاه الكرب, ويضيق عليه النفس, فأمر بنوافذ

غرفته.. ففتحت..فالتفت, فرأى غسالآ فقيرآ في دكانه.

فبكى عبدالملك ثم قال:ياليتني كنت غسالآ, ياليتني كنت نجارآ.. ياليتني كنت حمالآ

ياليتني لم آل من أمر المؤمنين شيئآ ثم مات..

عن ابي قتادة بن ربعي الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازه فقال:

(مستريح ومستراح منه) قالوا: يارسول الله ما المستريح وما المستراح منه؟ قالالعبد المؤمن

يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله, والعبد الفاجر يستريح منه العبـاد والبـلاد والشجر

والدواب) {رواه البخاري}.

اعترافات

لما نزل الموت بأبي موسى رضي الله عنه دعا فتيانه, وقال لهم:

اذهبوا فأحفروا لي , واعمقوا,ففعلوا..

فقال:أجلسوني.. فو الله إنها لإحدى المنزلتين.. إما ليوسعن الله قبري حتى تكون كل

زوايه أربعين ذراعآ وليفتحن لي بابآ, من ابواب الجنه, فلأنظرن إلى منزلي فيها وإلى

أزواجي, وإلى ما أعد الله عز وجل لي فيها من نعيم, ثم لأنا أهدي لى منزل في الجنه

مني اليوم إلى اهلي,وليصيبني من روحها وريحانها إلى ان ابعث.

وإن كانت الأخرى, ليضيقن الله علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي,

حتى يكون اضيق من كذا وكذا,وليفتحن لي بابا من ابواب جهنم, فلأنظرن إلى مقعدي,

وإلى ما أعد الله عز وجل فيها من السلاسل والأغلال والقرناء, ثم أنا إلى مقعدي من جهنم

لأهدى مني اليوم لى منزلي, ثم ليصبني من سمومها وحميمها حتى أبعث, ثم بكى..

عباده بن الصامت

لما حضرت عبادة بن الصامت رضي الله عنه الوفاة قال: أخرجوا فراشي إلى الحصن,

ثم قال: اجمعوا لي أهل بيتي وجيراني, فجمعوا له فقال: إن يومي هذا أراه آخر أيام

الدنيا, وأول أيام الأخره,وإني لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شئ,

وهو والله القصاص يوم القيامه,فأقسم على منكم في نفسه شئ من ذلك,

إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي.

فقالوا: بل كنت والدآ ورفيقآ.

فقال: أغفرتم لي ماكان مني ذلك؟ قالوا: نعم.

فقال:اللهم أشهد. . . . أما الآن فأحفظوا وصيتي, اخرج على كل إنسان منكم يبكي.

فإذا خرجت نفسي فتوضأوا فأحسنو الوضوء.. ثم ليدخل كل انسان منكم مسجدآ فيصلي

ثم يستغفر لنفسه ولي, فإن الله تعالى قال:{ واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} (البقره:45)

ثم اسرعوا بي الى حفرتي.

انتهى

هذا حال الصحابه عند الموت وهذي قصصهم رضي الله عنهم وارضاهم

{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100

كيف هي احوالنا نحن ؟؟وكم من مرة تذكرنا بها الموت , وهل فزنا بمرضات الله

ونهينا النفس عن الهوا , وعملنا لآخرتنا؟؟

أراكم قريبا مع تابع للجزء الثاني من

اتمنى ان يكون قد أثر في انفسكم مثلما

أثر في نفسي هذا الجزء ,حفظكم الله واحسن خواتمنا