12-08-2011, 06:48 PM | #1 |
|
لغة العيون و مدلولاتها ((( لا يفوتكم )))
إِن لُغَة الْعُيُوْن
لَهَا مُتَغَيِّرَات وَثَوَابِت ، مُتَغَيِّرَات تَتَعَلَّق بِانْفِعَالَات الْمَوَاقِف وَ النُّطْق بُلُغَة صَامِتَة عَمَّا يَجِيْش فِي الْصُّدُوْر ، وَ ثَوَابِت عَن طَبْع وَ تُطْبَع ذَلِك الْإِنْسَان الَّذِي تَرْتَسِم عَلَى عَيْنَيْه صِفَاتِه سَلْبَا أَو إِيْجَابِا ، صِفَات طَيِّبَة أَو شِرِّيْرَة بِلَوْن الْبَشَرَة ، إِلَا أَن يَهْدِيَه الْلَّه فَتَتَحَوَّل الْلُّغَة الْسَّوْدَاوِيّة المُكْفَهِرَّة إِلَى نُوْرَانِيَّة تُشْعِرُك بِالْبَهْجَة وَ الْرَّاحَة حِيْنَمَا تَرَاه بَعْد ذَلِك . وَ لِذَا: يَقُوْل تَعَالَى فِي سُوْرَة الْرَّحْمَن : يُعْرَف الْمُجْرِمُوْن بِسِيْمَاهُم .......ِ (41) . فَالسِّمَة : أُوُل مَا تَبَرَّز مِن لُغَة الْعَيْن، وَ هَذِه الْلُّغَة لَهَا مَدْلُوْلَاتِهَا فِي وَاقِع الْإِنْسَان وَ خَاصَّة لِقَارِىْء لُغَة الْعُيُوْن الْتَّقِي الْنَّقِي الصَّافِي صَاحِب الْشَفَافِيَّة الَّذِي يَنْظُر بِنُوْر الْلَّه ، وَ مِن هَذَا الْبَاب تَتَسَلَّل بِهُدُوْء لَأَعْمَاق الْعُيُوْن وَ غُمُوْضِهَا لِنَصِل لِسِيَر غَوْرَهَا ، فَنَقْرَأ مُجْتَهِدِيْن هَذِه الْلَّغَة الَّتِي يَنْطِق حُرُوْفِهَا بِلَا مَشَقَة أَهْل الْصَّلَاح الْأَتْقِيَاء ، الَّتِي نُرَجَّو الْلَّه أَن يَجْعَلَنَا مِنْهُم . 1 - الْعُيُوْن الْنَّاعِسَة شَكْلِهَا :حِيْنَمَا تَأْخُذ الْعَيْن هَذَا الشَّكْل فَإِنَّهَا تَبْدُو وَ كَأَنَّهَا تُرِيْد الْنَّوْم فَهِي نَاعِسَة وَ الْحَقِيْقَة غَيَّر ذَلِك لِأَنَّهَا حَالَة مِن لُغَة الْعُيُوْن الْمُعَبِّرَة عَن الِاسْتِسْلَام وَ الرُّضُوخ لِلْأَمْر الْوَاقِع أَو الْرِّضَى الْخَجُوّل ( فَهِي عُيُوْن خَجْلَى ) لَا خَبُث فِيْهَا وَ لَا دَهَاء وَ لَا غَبَاء ، كَذَلِك فَهِي عُيُوْن الْطَّيِّبِين الْذِيْن يَفْتَقِدُون الْكِياسَة . تـدُل عَلَى : الْلَامُبَالَاة وَ الْسُّكُوْن الْسَّلْبِي وَ قَبُوْل الْأَمْر الْوَاقِع بِلَا نِقَاش أَو جِدَال . وَ حِيْنَمَا تَبْدُو الْعَيْن نَاعِسَة فَاعْلَم أَن صَاحِبَهَا يُسَلِّم لَك الْقِيَادَة وَ يَثِق فِيْك تَمَامَا ، وَ لَكِن احْذَر خِيَانَتِه فَإِنَّه حَلِيْم إِذَا غَضِب آَنَذَاك ( تَحْت الِسوَاهِي دَوَاهِي ) . فَلَا يَعْنِي إِشْعارُك بِالِاسْتِسْلَام وَ الْرِّضَا وَ الثِّقَة وَ الْقَبُول أَن تَسْتَغِل ذَلِك فِي الْشَّر ، قَد يَسْمَح لَك وَ لَكِنَّه سَيَنْتَقِم مَا أُتِيْحَت لَه فُرْصَة الانْتِقَام . 2 - الْعُيُوْن الْمُخَدِّرَة شَكْلِهَا :هِي عُيُوْن تَائِهَة حَائِرَة حَزِيْنَة تَرْتَسِم عَلَيْهَا عَلَامَات الْأَرَق وَ الْمَرَض يَتَصَنَّع صَاحِبُهَا الْطِّيْبَة وَ حُب الْسَّلامَة وَ الْهُدُوء . تـدُل عَلَى : أَن صَاحِبَهَا هَزِيْل يُهْزَم بِلَا مُقَاوِمَة لِأَنَّه سَلْبِي وَ يُفْتَقَد لِرُوْحَانِيَّة الْإِيْمَان ، بَل هُو شُجَاع فِي اقْتِرَاف الْمَعَاصِي وَ الدِّيَاثَة ( لَيْس غَيُوْرا ) ، لَا يُعْتَمَد عَلَيْه مُطْلَقا لِأَنَّه يَضُر أَكْثَر مِمَّا يَنْفَع ، حَتَّى أَنَّه يَضُر نَفْسَه ، أَنْجَح شَيْء يَنْفَع فِيْه الْإِصْلَاح بَيْن الْنَّاس بِحُلْو الْكَلِام ، وَ الْمَسْكَنَة وَ جَبَر الْخَاطِر بَيْن الْمُتَخَاصِمِين ، وَ لَكِنَّه إِذَا خَاصَم فَجَر وَ الْعِيَاذ بِالْلَّه . . وَ الْلَّه تَعَالَى أَعْلَم . 3 - الْعُيُوْن الْثَّعْلَبِيَّة شَكْلِهَا :دَهَاء وَ مَكَر وَ رُؤم وَ تَرَبُّص وَ انْكِسَار الْجَفْن الْأَعْلَى وَ تَحْدِيق بِالْحَدَقَة مُرَكَّز وَ كَأَنَّهَا عَيْن صَقْر يُوْشِك أَن يَنْقَض عَلَى فَرِيْسَتِه ، مَع مَسْحَة لُؤْم وَاضِحَة عَلَى عُمُوْم الْعَيْن . تـدُل عَلَى : ذَكَاء مَمْزُوْج بِدَهَاء وَ صَاحِبُهَا شُعْلَة نَشَاط وَ يُرْكَن إِلَيْه فِي الْأَعْمَال الْجَسْيمَة وَ الْخَطِيْرَة الَّتِي تَتَطَلَّب حُسْن تَصَرَّف وَ تَذْلِيل عَقَبَات وَ هَذَا الْصِّنْف مِن الْنَّاس يَكُوْن كَالْتَّاجِر ( خُذ وَ هَات ) لَا يَعْرِف الْمُجَامَلَات وَ لَايُصَاحِب وَ لَكِنَّه يُتْقِن عَمَلُه ، وَ هُو شَخْص جَامِد غَيْر مَرَح ، وَ كَذَا الْنِّسَاء تَكْرَهُه لِأَنَّه ثَقِيْل الْظِّل لَئِيْم . . وَ لِذَا يَنْجَح صَاحِبُهُا فِي الْأَعْمَال الْعَسْكَرِيَّة وَ الْأُمْنِيَّة فَقَط ، أَمَّا غَيْر ذَلِك فَتَارَة وَ تَارَة . 4 - الْعُيُوْن الْغَائِرَة شَكْلِهَا : دَفِيْنَة أَسْفَل الْجَبْهَة كَأَنَّهَا مُخْتَبِئَة غَائِرَة كَأَنَّهَا جُرَذ فِي جُحْرِه يَتَرَبَّص ، تُحِيَطُهَا هَالَة قَاتِمَة تَنْظُر بِتَرَقِّب وَحْدَة غَامِضَة . تـدُل عَلَى : حِقْد دَفَّيْن وَ حَسَد لِعَيْن ، وَ إِن تَظَاهَرَت بِالْطَّف وَ الْبَسْمَة الْصَفْرَاء فَإِنَّهَا تَطْفَح حَوْلَهَا ظُلُمَات تُعْرَب عَمَّا فِي الْقَلْب مِن سَوَاد وَ بُغْض لِمَن تَنْظُر إِلَيْه ، وَ هَذِه صَاحِبُهَا إِمَّا أَن يَكُوْن مَظْلُوْما وَ لَا يَمْلِك قُوَّة تَرُد عَنْه الْظُّلْم مَغْلُوبِا عَلَى أَمْرِه ، وَ لَكِن لَن يُسْامَح وَ يَتِحِين لَحْظَة الانْتِقَام ، وَ إِمَّا أَن يَكُوْن حُقُوّدا مُعَقَّدا نَفْسِيا غَلَبَت عَلَيْه السَّوْدَاء وَ دَاخِلُه مُثَقَّل مَن حَمَل الْهَم وَ الْغَم . . فَاحْذَرْه وَ حَاوَل أَن تَكْسِبُه ؛ وَ ذَلِك بِنُصْرَتِه لَو كَان مَظْلُوْما وَ تَطْيِيْب خَاطِرِه أَو تَجَنَّب مُعَامَلَتِه لِأَنَّه يُشْعِر بِأَنَّه مَهْضُوم الْحَق فَلَا بُد مِن الْوُصُوْل . 5 - الْعُيُوْن الْنَّمِرِيَّة ( الْصَّارِمَة ) شَكْلِهَا : بَيْضَاوِي لَامِع ثَابِت فِي نَظْرَتِه كَالْنَّمِر الْمُتَرَبِّص لَا بَسْمَة فِيْهَا وَ لَا حُزْن ، بَل الْصَّرَامَة وَ الْجَدِيَّة وَ الْتَّرَبُّص وَ عَدَم الانْكِسَار وَ الثِّقَة الْقَوِيَّة بِالْنَّفْس . تـدُل عَلَى : الثَّبَات عَلَى الْمَبْدَأ وَ الْجَدِيَّة فِي الْعَمَل وَ الْطَّاعَة الْعَمْيَاء فِي تَنْفِيْذ الْأَوَامِر مَع الْدِّقَّة وَ عَدَم الْمُجَامَلَة ، وَ هَذِه الْنَّظْرَة تَدُل عَلَى الْمَوْقِف الْحَازِم الَّذِي لَا رَجْعَة فِيْه، مَع حُدُوْث هَذِه الْنَّظْرَة فِي قِيَام مُشْكِلَة خَاصَّة لَا بُد وَ أَن يُعَامَل صَاحِبُهَا بِحَزْم مُوَافِق لِلْبَت فِي الْمُشْكِلَة وَ بِلَا هَوَادَة لِأَنَّه عَنِيْد وَ مُتَغَطْرِس ، فَلَا بُد مِن كِسَر غَطْرَسَتِه بِالْحُجَّة وَ الْحَسْم مَع عَدَم ظُلْمِه ، لِأَنَّه لَو ظَلَم سَيُغْدَر . . فَالحَسْم مَع الْحُسْنَى هُو عِلَاجِه . 6 - الْعُيُوْن الْطَّيِّبَة شَكْلِهَا : هِي أَجْمَل وَ أُرِيْح الْعُيُوْن لِأَن فِيْهَا الْبَرَاءَة تَنْطِق بِالْحَسَن وَ الْصَّفَاء وَ الْنَّقَاء وَ الْوَفَاء . تـدُل عَلَى :طَيْبَة قَلْب صَاحِبِهَا وَ ثِقَتِه وَ حُسْن ظَنَّه وَ نَقَاء سَرِيْرَتَه وَ كَرَمِه الْمَعْهُوْد ، وَ أَصْحَابُهَا لِلْأَسَف يَتْعَبُون فِي كُل أَحْوَالِهِم وَ أَعْمَالَهُم ، لِأَنَّهُم يَثِقُوْن فِي كُل الْنَّاس وِ لَا يَعْرِفُوْن كَيْف يَعِيْشُوْن "بَيْن الْذِّئَاب" ، وَهُم حُكَمَاء عُقَلَاء عَبَاقِرَة يُحِبُّوْن الْهُدُوء وَ يُنْشِدُوْن الْكَمَال فِي كُل شَيْء وَ يُحِبُّوْن الْسَّلَام وَ يَكْرَهُوْن الْعُدْوَان وَ لَكِن لَا يَقْبَلُوْن ، بَل يَقْتَصُّون مِن الْمُعْتَدِي ، وَ لَهُم نَظْرَة ثَاقِبَة مَع أَنَّهُم يَثِقُوْن فِيْمَن لَا يَسْتَحِق ، مَع أَنَّهُم يُحِسُّوْن بِقُلُوْبِهِم وَ لَكِن غَلَبَة الْطَّيِّبَة عَلَيْهِم تَجْعَلُهُم يُسَامِحُوْن وَ يُحْسِنُوْن الْظَّن . . وَ مَن يَنْظُر إِلَيْهِم يُحِبُّهُم بِلَا خَوْف وَ هَم سُعَدَاء وَ لَو فِي أَحْلَك الْمِحَن . 7 - الْعُيُوْن الْضَّاحِكَة شَكْلِهَا :عُيُوْن صَافِي مُبْتَسِمَة صحُوْكّة جَمِيْلَة كَأَنَّهَا عُيُوْن طِفْل صَغِيْر تَتَّسِم بِالْبُرَيْق وَ الْبَرَاءَة ، وَ الْنَّظَر إِلَيْهَا وَ تَأَمَّل لُغَتِهَا يُعْطِي الْشُّعُوْر بِالْرَّاحَة وَ الاطْمِئْنَان وَ الثِّقَة . تـدُل عَلَى :نَقَاء الْسَّرِيْرَة وَ الْمَحَبَّة وَ الْقَبُول وَ طَيِّبَة الْقَلْب ، وَ لَكِن نَنْصَح صَاحِبُهَا أَلَّا يُضْحِك عَيْنَيْه أَمَام الْلِّئَام أَو الْنِّسَاء الْأَجْنَبِيَّات ، لِأَن هَذَا سَيَجْلِب عَلَيْه سُوَء الْظَّن وَ التَجْرؤ عَلَيْه ، وَ الْعُيُوْن الْضَّاحِكَة صَاحِبُهَا قَلِيْل الْهَم سَعِيْد الْحَال يَتَمَتَّع بِصِحَّة وَ عَافِيَة وَ صَفَاء وَ سُرُوْر ، لَكِنَّه مُرْهَف الْحِس يُؤَثِّر الْسَّلامَة عَلَى الْتَّحَدِّيَات الْفَارِغَة مَع أَنَّه شُجَاع جِدا ، وَ لَكِنَّه حَكِيْم لَا يُحِب الْعُدْوَان مَحْبُوْب مِن كُل الْنَّاس يَكْرَهُه أَهْل الْأَحْقَاد وَ الأَوْغَاد . 8 - الْعُيُوْن الْصَّفْرَاء شَكْلِهَا : تُشْعِرُك فَوْر مَا تَرَاهَا بِانْقِبَاض عَجِيْب ، وَ حَذَّر مِن الْتَّعَامُل مَع صَاحِبُهَا مَع أَنَّهَا ضَيِّقَة بَاهِتَة مَمْزُوْجَة بِصُفْرَة وَ غِشَاوَة رَمَادِيَّة مُرْتَجَّة فِي الْنَّظَرَات مُحَيِّرَة غَرِيْبَة . تـدُل عَلَى :أَن صَاحِبَهَا مَرِيْض بِمَرَض كَبِدِي أَو بِالْمَرَارَة أَو فِي الْعَيْن نَفْسِهَا ، وَ إِلَا فَصَاحِبُهَا بِمَا اكْتَسَبْت مِن عَلَامَات وَ مَلَامِح إِنْسَان حَقُوْد حَسُوْد لَئِيْم ، وَ لِذَا يَقُوْل الْنَّاس عَن الْإِنْسَان الَّذِي لَا يُسَامَح وَ لَا يَفْسَح طَرِيْقَا لِلْتَّفَاهُم ، بَل لَدَيْه خِصَام وَ يَحْمِل غِلا : هَذَا إِنْسَان أَصْفَر ( صَفْرَاوِي ) فَلْتُحْذَر مُعَامَلَتِه وَ الْبُعْد عَنْه غَنِيّمَة لِأَنَّه مُؤْذ وَ خَيْر وَسَيْلَة لِعِلَاجِه الْأَخْذ بِيَدِه لِطَّرِيْق الْصَّالِحِيْن ، وَ رَبَط قَلْبَه بِذِكْر الْلَّه ، وَ تِلَاوَة الْقُرْآَن . . أَمَّا مَن كَان مَن الَّذِيْن لَا يَهْتَدُوْن وَ لَا يُرِيْدُوْن الْهَدْي فَالْحَذَر مِنْه وَ مِن صُحْبَتِه . 9 - الْعُيُوْن الْجَرِيئَة شَكْلِهَا :مُتَّسِعَة الْحَدَقَة ثَابِتَة الْنَّظْرَة قَوِّيَّة جَرِيْئَة تُشْعِرُك مِن أَوَّل وَهْلَة بِأَن صَاحِبُهَا شُجَاع وَاثِق مِن نَفْسِسَه ، وَ قَلَّمَا يُغْمِض صَاحِبُهَا عَيْنَيْه أَو تَرْتَعِشَان أَثْنَاء الْكَلَام . تـدُل عَلَى : الانْطِلاق وَ الْتَّحَرُّر وَ الشَّجَاعَة مَع طَيِّبَة الْقَلْب ، وَ إِن كَان صَاحِبُهَا يُحِب الْمِزَاح وَ لَكِنَّه سَلِيْم الْطَّوِيَّة نَقِي النِّيَّة يُخَلِّص جِدّا لِمَن يُحِبُّه وَ يقَسِسّو جِدَا عَلَى مَن يُعَادِيْه لَا يَعْرِف الْوَسَطِيَّة ، كُل شَيْء لَدَيْه إِمَّا أَسْوَد أَو أَبْيَض . رَجُل ( دُغْرِي ) كَمَا يَقُوْلُوْن فِي الْعَامِيَّة . وَ صَاحِبَة الْعُيُوْن الْجَرِيئَة امْرَأَة لَا تُحْتَمَل لِجِرَأَتِهِا وَ عَدَم حَيَائَهَا فَتَكُوْن نَكْبَة عَلَى زَوْجِهَا وَ عَلَى نَفْسَهَا لِأَن مَن صَلَاح الْمَرْأَة حَيَاءَهَا وَ إِخَبَاتِهَا . قَال تَعَالَى فِي سُوْرَة الْأَحْزَاب : وَ قَرْن فِي بُيُوْتِكُن وَ لَا تَبَرَّجْن تَبَرُّج الْجَاهِلِيَّة الْأُوْلَى (33) 10 - الْعُيُوْن الْشـرَيْرة شَكْلِهَا : جَاحِظَة غَيْر مُسْتَقِرَّة ، تَرْمِي بِشَرَر الْشَّر ، تَعْلُوْهُا مَسْحَة الْكِبْر وَ الْتَّعَالِي وَ مَن الْوَهْلَة الْأُوْلَى حِيْنَمَا تَنْظُر إِلَيْهَا تَشْعُر بِأَن صَاحِبُهَا مُجْرِم وَ خَائِن . تـدُل عَلَى :عُقْدَة الْنَّقْص الَّتِي تَخْتَلِج بَيْن أَضْلُعِه كَإِنْسَان مُعَقَّد حَقُوْد مُتَكَبِّر ، وَ غَالِبَا مَا يَكُوْن مُجْرِمِا وَ يُحَاوِل إِخْفَاء إِجْرَامِه بِالْتَّظَاهُر بِأَنَّه مُتَمَكِّن وَ صَادِق ، وَ لَكِن لُغَة الْعُيُوْن لَا تَكْذِب فَتَفْضَحُه عُيُوْنَه فَتَظْهَر كَتَكْشِيْرة الْكَلَب الْمَسْعُور . وَ هَذِه الْنَّظْرَة مِن الْعُيُوْن إِشَارَة حَمْرَاء وَ نَاقُوْس خَطَر لِتَحْذَر مِن صَاحِبِهَا وَ لِتَعْلَم بِأَنَّه يَكْرَهُك إِذَا نَظَر إِلَيْك بِهَذِه الْلُّغَة الْشِّرِّيْرَة لِلْعُيُوْن وَ إِنَّه فَاقِد نُوَر الْإِيْمَان ، فَلِذَا هُو أَسْوَد الْقَلْب لَا يَرْحَم وَ هُو فِي الْحَقِيقَة جَبَان وَ سّيَء الْخُلُق وَ لَا يُؤْتَمَن الْبَتَّة . 11 - الْعُيُوْن الْغـمّازَة شَكْلِهَا :كَثِيْرَة الْحَرَكَة تُرْفَع الْجَفْن الْعُلْوِي بِغَمْز وَ لَمْز مَع غَض الْشَّفَه الْسُّفْلَى فِي بَعْض الْأَحْيَان . . تَرَى عَلَيْهَا مَسْحَة صَفْرَاء بَاهِتَة ، وَ صَاحِبُهَا كَثِيْر الِالْتِفَات لَئِيْم . تـدُل على :سُبْحَان الْلَّه الْقَائِل فِي صُوْرَة الْهَمْزَة : وَيْل لِّكُل هُمَزَة لُّمَزَة (1) فَهَذِه الْعُيُوْن الَّتِي تَكْثُر الْغَمْز وَ الْلَّمْز هِي تُتَرْجِم مَا يَجُوْل بِخَاطِر صَاحِبُهَا ، وَ مَا يَمُوْج بِنَفْسِه، وَ مَا يُضْمِر قَلْبِه مِن لُؤْم وَ اسْتِخْفَاف بِمَن يَنْظُر إِلَيْه ، وَ هَذَا الْصِّنْف يُفْتَقَد الْشَّجَاعَة الْأَدَبِيَّة وَ يَمْتَلْكَه الْخُبْث وَ الأَنَانِيَّة وَ الْتَّعَالِي السَّخِيف . وَ يَجْدُر بِالْمَشْهُوْد أَن يَحْذَر هَذَا الْشَّخْص الْغَمَاز وَ يَقْطَع صِلَتِه بِه تَمَاما ، وَ إِن لَم يَسْتَطِع فَيَجُدُر بِه أَن يَخْتَصِر مَعَه الْطَّرِيْق وَ لَا يُحْدِثُه إِلَا فِي حَيِّز الْحَاجَة الْمُلِحَّة ، لِأَنَّه أَي الْشَّاهِد غَيْر مَأْمُوْن وَ نَمَّام خَطِيْر وَ يُحِب الْأَذَى ، فَحُق عَلَى الْلَّه أَن يَتَوَعَّدُه بِالْوَيْل وَ هُو وَاد فِي جَهَنَّم . 12 - الْعُيُوْن الْمُنْكَسِرَة شَكْلِهَا : مُنَكِّسَة مُنْكَسِرَة مُغْمَضَة أَغْلَب الْأَحْيَان عَلَيْهَا مَسْحَة حَزِن وَ نَدِم ، يَكُوْن صَاحِبُهَا أَغْلَب وَقْتِه مَهْمُوْمِا قَلِقَا مُنْكَسِر الْخَاطِر كَمَا يَقُوْلُوْن أَو ( عَيْنِه مَكْسُوْرَة ) بِالْتَّعْبِيْر الْدَّارِج . تـدُل عَلَى : مَكَبُوتَات الْنَّفْس إِمَّا نِتَاج حِرْمَان أَو تَأْنِيْب ضَمِيْر وَ لَوْعَة بِالْنَّفْس وَ نَدَامَة عَلَى فَقْد عَزِيْز أَو شَيْء غَال . وَ هَذِه الْنَّظْرَة لَا تُقَاوَم ، بَل لَّا تُرْفَع جَفْنَا او تُثَبِت نَظْرَة فِي عَيْن مِن يَعْرِف حَقِيْقَتُهَا أَو يُؤَنِّبُهَا ، لِأَن الْإِحْسَاس بِالْذَّنْب يِكْسِر الْعَيْن ، وَ كَذَلِك لَوْعَة الْحُزْن لِلْحِرْمَان تُكْسَر الْعَيْن ، فَيَجُدُر بِنَا أَن نَتَرَفَّق بِصَاحِبِهَا وَ نُعَامِلَّه بِحِكْمَة وَ لَا نَذِلَه ، بَل الْعَدْل بِحُكْم الْلَّه مَعَه وَ مُعَالَجَتِه وَ إِصْلَاحِه أَو تَعُوَيضِه عَمَّا حَرَّم مِنْه بِالْسَّلْوَى وَ الْمُوَاسَاة الْرَّحِيْمَة وَ بِحَمْد الْلَّه عَلَى الْعَافِيَة . 13 - الْعُيُوْن الْبَرِيئَة شَكْلِهَا : ثُبَات الْنَّظْرَة مَع صَفَاء الْحَدَقَة وَ ابْتِسَامَة الْمَنْظَر مَع الْبَرَاءَة الْمُتَمَثِّلَة فِي الشَّكْل الْعَام مَع الْشُعُور بِمَحَبَّة صَاحِبُهَا وَ الاطْمِئْنَان عَلَيْه .. تـدُل عَلَى : طَيْبَة قَلْب صَاحِبِهَا وَ نَقَاء سَرِيْرَتَه ، وَ لَكِن تَعْتَرِيْه سَذَاجَة فِي بَعْض الْأَحْيَان مِمَّا يَسْهُل الْضَّحِك عَلَيْه مِن قِبَل الْمُخَادِعِين الْخُبَثَاء ، فَصَاحِبُهَا كَمَا نَقُوُل : ( عَلَى نِيَاتَه ) رَجُل طَيِّب . وَ مَهْمَا تَصْنَع إِنْسَان الْبَرَاءَة وَ هُو لَيْس مِن أَصْحَاب الْعُيُوْن الْبَرِيئَة فَإِنَّه سَرَعَان مَا تَكْشِفُه عُيُوْنَه ، لِأَن الْعُيُوْن الْبَرِيئَة ثَابِتَة فِي شَكْلَهَا الْرَّائِع الْوَدِيع الْهَادِىء ، وَأَصْحَاب هَذِه الْعُيُوْن رِجَال حُكَمَاء ، لَكِن فِي الْغَضَب أَجَارِك الْلَّه يُحِبُّوْن بِإِخْلاص وَ يَكْرَهُوْن بِلَا عَوْدَة ، لِأَنَّهُم يُحِبُّوْن الْعَدْل وَ الْحَسْم وَ الْحَزْم وَ يَكْرَهُوْن الْظُّلْم وَ الْحِقْد ، فَلِذَا هُم سُعَدَاء وَ مَن حَوْلَهُم كَذَلِك . 14 - الْعُيُوْن الْحَنُون شَكْلِهَا : كَأَنَّهَا عُيُوْن أُم رَءُوم حَنُوُن عَلَى طِفْلِهَا ، فِيْهَا مَسْحَة الْشَّفَقَة وَ الْرَّحْمَة وَ رِقَّة الْإِحْسَاس ، عَلَيْهَا بَرِيْق رَقِيْق فِيْه شَفَافِيَة وَ رَوْنَق جَمِيْل تَمْتَزِج فِي حَنَايَاهَا رَقَرَقة الْصِّدْق وَ الْطِيْبَة وَ الْوَفَاء وَ الْمَحَبَّة . تـدُل عَلَى : الْصِّدْق وَ الْإِخْلَاص وَ الْوَفَاء وَ الْحُب الصَّافِي فِي الْلَّه وَ لِلَّه ، بَل الْحِرْص وَ الْإِيْثَار وَ التَّضْحِيَة وَ هَذِه لُغَة صَامِتَة عَمَّا يَتَرَبَّع عَلَى عَرْش الْقَلْب مِن مَحَبَّة وَ إِخْلَاص وَ هَذِه الْنَّظْرَة تَنْبَعِث مِن عِيُوُن الْأُمَّهَات وَ الْأَطْفَال وَ الْأَزْوَاج الْمُخْلَصِيْن أَكْثَر مِن غَيْرِهِم ، وَ هِي لُغَة لِلْعُيُوْن تَطْمَئِن الْقُلُب وَ تَفْرَح النفسّس وَ تَزْرَع الثِّقَة وَ الْأَمَل الْجَمِيْل ، وَ الْرَّجُل صَاحِب هَذِه الْعُيُوْن رَجُل طَيِّب نَقِي ، احْرِص عَلَى صُحْبَتِه وَ مَحَبَّتِه لِأَنَّه لَا يَعْرِف الْلُّؤْم وَ لَا الْخِيَانَة ، بَل شَاشَة الْعُيُوْن لَدَيْه تَكْشِف عَمَّا فِي أَعْمَاق قَلْبِه مِن نَبْل وَ سَلَامَة نِيَّة وَ نَقَاء طَوِيَّة . وَ عُمُوْما هِي تَدُل عَلَى شَخْصِيَّة مِثَالِيَّة . 15 - الْعُيُوْن الْبَلْهَاء شَكْلِهَا : فِيْهَا جُحُوظ خَفِيَف تَرْتَسِم فِيْه عَلَامَات الْحَيْرَة وَ الْبَلَادَة مَع ابْتِسَامَة بَلْهَاء مَع تَحَرُّك الْجُفُون بِارْتِعَاشَة مُرْتَجِفَة مَع تُحَفِّز لِلَاشَيْء . تـدُل عَلَى : ( غُلِب ) صَاحِبُهَا وَ ضَعَّفَه وَ بِلادَتِه مَع مَكْر بِلَا بَصِيْرَة وَ تُقَلّب وَ حَيْرَة . وَ يَنْبَغِي لِمَن يُعَامِلُه أَن يَتَرَفَّق بِه وَ يُحَسِّن إِلَيْه ، لِأَن صَاحِب هَذِه الْعُيُوْن ( عَلَى نِيَاتَه ) كَمَا يَقُوْلُوْن يُحِب مَن يُحِبُّه وَ يُبْغِض مَن يُبْغِضُه بِلَا وَسْطِيَّة ، فَهُو لَا يَعْرِف الْحُلُول الْوَسَط ، إِمَّا أَسْوَد ، وَ إِمَّا أَبْيَض بِلَا نَظَر لِلْعَوَاقِب أَيا كَانَت . 16 - الْعُيُوْن الْجَاحِظَة شَكْلِهَا : حِيْنَمَا تَجْحَظ الْعُيُوْن فَإِنَّهَا تُعَبِّر عَن ثَوْرَة ، أَو خَوْف ، أَو إِعْجَاب ..... فَهَذَا الْجُحُوْظ تَعْبِيْر عَن مُشَاهَدَة ، أَو سَمَاع شَيْء مُثِيْر حَزَنَا أَو فَرَحَا وَ لِكُل مَسَحْتَه الْوَاضِحَة لِلْمَشَاهِد الْمُتَأَمِّل ، وَ الجُحُوظ يُتِم بِتَبَاعُد الْجَفْنَيْن انْفِتَاحَا لِأَكْبَر حَيِّز لِلْعَيْن مَع بُرُوْز شَكْلِي لِلْعَيْن مُعَبِّرَا عَمَّا يَجِيْش بِالْنَّفْس مِن مَشَاعِر وَ أَحَاسِيْس . تـدُل عَلَى : أَن ذَلِك الْشَّخْص الَّذِي تُجْحِظ عَيْنَاه مُفْرِط الحَسْاسّسِيّة تُجَاه مَا يَرَاه ، وَ لَا يَجِد وَسَيْلَة لِلْتَّعْبِيْر إِلَا عَيْنَيْه فَهُو طَيِّب وَ لَكِن يُفْتَقَد لِلتَحُفِظ وَ كَأَنَّه فِي ذَلِك الْمَوْقِف يَكْشِف كُل مَا لَدَيْه بِلَا حَذَر ، وَ هَذَا يُعْتَبَر دَلِيْل عَدَم خُبْثِه وَ لُؤْمِه ، وَ هَذَا الْجُحُوْظ يُؤَكِّد لَك أَنَّه لَا يَصْلُح لَلمَهَام الْصَّعْبَة ذَات الْطَابِع السِّرِّي . . وَ مَع ذَلِك فَهُو مَخْلَص لَك لَا يَضْمِر تُجَاهَك أُي شَر أَو حَتَّى أَي شَيْء مَع أَنَّه مُتَمَرِّد ، أَو هُو يُعَامِلَك بِمُعَامَلَتِك خَيْرا بِخَيْر وَ شَرَّا بَشِّر . يَا تَرَى يَا هَل تَرَى أَنْت / أَنْتِى مِن اصْحَاب اى نَوْع مِن الْعُيُوْن ؟؟؟ الْمَصْدَر : كِتَاب " لُغَة الْعُيُوْن " لِمُؤَلِّفِه : أَبِي الْفِدَاء مُحَمَّد عَزَّت مُحَمَّد عَارِف دَار الْفَضِيْلَة . مِمَّا رَاق لْذآَآآآقَتَّى }*~فَأَحْبَبْت نَقَلَه لَكُم |
<IFRAME height=250 src="http://im20.gulfup.com/2012-05-23/1337728630772.swf" width=600 quality="high" loop="false" menu="false" TYPE="application/x-shockwave-flash" AllowScriptAccess="never" nojava="true"></IFRAME>
|
12-08-2011, 07:15 PM | #2 |
|
رد: لغة العيون و مدلولاتها ((( لا يفوتكم )))
الحياه حلوه
موضوع جميل لغة العيون وطرح رائع يصعب على الشخص اختيار لغة عينيه بنفسه ولكن يتم الاختيار من الشخص الذي يشاهده لتحديد لغة عينيه موضوع تشكرين عليه لكي تقديري وأحترامي |
|
12-08-2011, 07:49 PM | #5 |
|
رد: لغة العيون و مدلولاتها ((( لا يفوتكم )))
لاهنتوا ع المروووور
.تحيااتي..لكم.. |
<IFRAME height=250 src="http://im20.gulfup.com/2012-05-23/1337728630772.swf" width=600 quality="high" loop="false" menu="false" TYPE="application/x-shockwave-flash" AllowScriptAccess="never" nojava="true"></IFRAME>
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|