03-18-2012, 08:54 AM | #1 | |
|
دمــــوع الخشــــيـة
[TABLE1="width:70%;background-color:silver;border:4px double darkred;"]
| [/TABLE1]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله( صلى الله عليه وسلم) وبعد : أن للبكاء فضائل وأجور عظيمه أعدها الله لمن دمعت عيناه من خشيته ووجل قلبه من مراقبته سبحانه ومنها : * فضل من بكى من خشية الله :قال النبي (صلى الله عليه وسلم) "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله .... وذكر منهم : ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" (رواه البخاري ومسلم) *أن الباكي من خشية الله لاتمس عينه النار : قال (صلى الله عليه وسلم) :"عينان لاتمسهما النار عين بكت من خشيت الله وعين باتت تحرس في سبيل الله" (رواه الترمذي وصححه الالباني) *إن الباكي من خشية الله لايدخل النار : قال (صلى الله عليه وسلم) :"لايلج النار (أي لايدخل النار) رجل بكى من خشية اللخ حتى يعود اللبن في الضرع " *إن الباكي من خشية الله لاترى عينه النار : قال (صلى الله عليه وسلم) : "ثلاثة لاترى أعينهم النار : عين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله وعين كفت عن محارم الله" (رواه الطبراني وحسنه الالباني ) *أن الدمعة الخاشعة يحبها الله : قال (صلى الله عليه وسلم ) :"ليس شيء أحب الى الله من قطرين وأثرين : قطرة دموع من خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله..." (رواه الترمذي وحسنه الالباني) *أن البكاء من خشية الله هو النجاة : عن عقبة بن عامر (رضي الله عنه) قال : قلت يارسول الله ! ما النجاة ؟ قال : "أمسك عليك لسانك ،وليسعك بيتك ،وأبك على خطيئتك " (رواه الترمذي وصححه الالباني) حالة (صلى الله عليه وسلم ) مع البكاء من خشية الله : عن مطرف عن ابيه قال : "رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) يصلي ولصدره أزيز كأزيز الرًحا من البكاء ) "أي :كصوت الرحا" (رواه أبو داود وصححه الالباني) حال السلف رضي الله عنهم مع البكاء من خشية الله * قال أبو بكر (رضي الله عنه) : " من أستطاع ان يبكي فليبك ، ومن لم يستطع فليتباك " *وخطب أبو موسى الاشعري (رضي الله عنه) أهل البصرة فقال :أيها الناس ،أبكوا،فأن لم تبكوا فتباكوا ،فأن اهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع ،ثم يبكون الدماء حتى لو أرسلت فيها الفن لجرت. *وقال أبن عمر (رضي الله عنهما): لان ادمع دمعة من خشية الله ،أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار. * قال أبو الدرداء (رضي الله عنه): "أبكاني ثلاث: هول المطلع ،وانقطاع العمل،وموقفي بين يدي الله ، لاأدري أيؤمر بي الى الجنة، أم الى النار" وقد شكى رجل الى أم الدرداء القساوة من قلبه،فقالت :عد المريض ،وشيع الجنازة وأطلع في القبور. * فبعد كل هذا هل تريد أن تخشع الى درجة البكاء ؟هل تريد ان تخشع بمجرد ذكر الله سبحانه وتعالى _كيف تبكي من خشية الله؟ -الجواب: أن المسلم يستطيع أن يعوِّد نفسه على البكاء من خشية الله ، وذلك من خلال هذه المحطات : 1. استشعار الخوف من الله تعالى . إن هذا البكاءُ ثمرةُ العلمِ النافع ، كما قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ ) الإسراء/109 2. قراءة القرآن وتدبر معانيه . قال تعالى : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) الاسراء/107-109 ) وقال عز وجل : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً ) مريم/58 عَن ابن مَسعودٍ - رضي اللَّه عنه – قالَ : قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " اقْرَأْ علَّي القُرآنَ " قلتُ : يا رسُولَ اللَّه ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟ ، قالَ : " إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي " فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء ، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية : ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً ) قال : " حَسْبُكَ الآن " فَالْتَفَتَّ إِليْهِ ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ . رواه البخاري ومسلم . 3. معرفة عظيم الأجر على البكاء وخاصة في الخلوة . عن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه – قال : قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ والة وسَلَّم : " لا َيَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع ، وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ " . رواه الترمذي والنسائي . وقوله " حتى يعود اللبن في الضرع " : هذا من باب التعليق بالمحال كقوله تعالى : ( حتى يلج الجمل في سم الخياط ) "تحفة الأحوذي " وعنه قالَ : قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ واله وسَلَّم : " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ : إِمامٌ عادِلٌ ، وشابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّه تَعالى ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّق بالمَسَاجِدِ ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه ، اجتَمَعا عَلَيهِ وتَفَرَّقَا عَلَيهِ ، وَرَجَلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمالٍ فَقَالَ : إِنّي أَخافُ اللَّه ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةَ فأَخْفاها حتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمالهُ ما تُنْفِقُ يَمِينهُ ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ " . رواه البخاري ومسلم . ويمتاز البكاء في الخلوة على غيره ، لأن الخلوة مدعاة إلى قسوة القلب ، والجرأة على المعصية ، وبعيدة عن احتمال الرياء ، فإذا ما جاهد الإنسان نفسه فيها ، واستشعر عظمة الله فاضت عيناه ، فاستحق أن يكون تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله . 4. التفكر في حالك وتجرؤك على المعصية والخوف من لقاء الله على هذه الحال . كان بعض الصالحين يبكي ليلاً ونهاراً ، فقيل له في ذلك ، فقال : أخاف أن الله تعالى رآني على معصية ، فيقول : مُرَّ عنى فإني غضبان عليك ، ولهذا كان سفيان يبكي ويقول أخاف أن أسلب الأيمان عند الموت . وهذا إسماعيل بن زكريا يروي حال حبيب بن محمد - وكان جاراً له – يقول : كنت إذا أمسيت سمعت بكاءه وإذا أصبحت سمعت بكاءه ، فأتيت أهله ، فقلت : ما شأنه ؟ يبكي إذا أمسى ، ويبكي إذا أصبح ؟! قال : فقالت لي : يخاف والله إذا أمسى أن لا يصبح وإذا أصبح أن لا يمسي . -لقد كان السلف كثيري البكاء والحزن ، فحين عوتب يزيد الرقاشى على كثرة بكائه ، وقيل له : لو كانت النار خُلِقتْ لك ما زدت على هذا ؟! قال: وهل خلقت النار إلا لي ولأصحابي ولإخواننا من الجن و الإنس ؟ وحين سئل عطاء السليمي: ما هذا الحزن ؟ قال : ويحك ، الموت في عنقي ، والقبر بيتي ، وفي القيامة موقفي ، وعلى جسر جهنم طريقي لا أدري ما يصنع بي ..! -وانتبه الحسن ليلة فبكى ، فضج أهل الدار بالبكاء ، فسألوه عن حاله فقال : ذكرت ذنبا لي فبكيت . -وعن تميم الداري رضى الله عنه أنه قرأ هذه الآية : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) فجعل يرددها إلى الصباح ويبكي . -وكان حذيفة رضي الله عنه يبكي بكاءً شديداً ، فقيل له : ما بكاؤك ؟ فقال: لا أدري على ما أقدم ، أعلى رضا أم على سخط ؟ . 5. استشعار الندم والشعور بالتفريط في جنب الله . فدموعُ التائبين في جُنْحِ الليلِ تروي الغليل ، وتشفي العليل ، كما قال شيخ المفسِّرين أبو جعفر الطبري فـي تأويـل قوله تعالى (أَفَمِنْ هَـذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ ) النجم/59 – 61 : " لا تبكون مما فيه من الوعيد لأهل معاصي الله ؛ وأنتم من أهل معاصيه ، ( وأنْتُمْ سامِدُونَ ) يقول : وأنتم لاهون عما فيه من العِبَر والذِّكْر ، مُعْرِضُون عن آياته ! " 6. البكاء من الشفقة من سوء الخاتمة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : لما مرّ رسول الله صلى الله عليه والة وسلم بالحِجْر قال : " لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسَهم أن يُصيبكم ما أصابهم ؛ إلا أن تكونوا باكين " ، ثم قنّع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رأسه ، وأسرع المشيَ حتى أجاز الوادي ) . رواه البخاري ومسلم . وقد ترجم النووي لهذا الحديث بقوله : ( باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين ومصارعهم، وإظهار الافتقار إلى الله تعالى ، والتحذير من الغفلة عن ذلك ) . 7. سماع المواعظ المؤثرة والمحاضرات المرققة للقلب . عن العرباض بن سارية رضي الله عنه ـ وهو أحد البكّائين ـ قال : ( وَعَظَنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ) . |
|
03-18-2012, 11:00 AM | #2 |
|
رد: دمــــوع الخشــــيـة
يعطيك الف عافيه
موضوع رااائع وجهود أروع ننتظر منكم المزيد |
|
03-18-2012, 12:55 PM | #5 |
|
رد: دمــــوع الخشــــيـة
يعطيك العافيه ي غلاي
ع طرحك الراقي والمميز سسسلمت الايادي دمتي ب سسسسعاده |
<IFRAME height=250 src="http://im20.gulfup.com/2012-05-23/1337728630772.swf" width=600 quality="high" loop="false" menu="false" TYPE="application/x-shockwave-flash" AllowScriptAccess="never" nojava="true"></IFRAME>
|
03-20-2012, 08:51 AM | #7 |
|
رد: دمــــوع الخشــــيـة
بارك الله في جهودكم ودام هذا الابداع
وبنتظار كل جديدكم ولكم خالص تحياتي . |
عندما تعيش مفكرا في نفسك فقط ستعيش صغيرا ،، عندما تعيش تفكر في نفسك و غيرك ستعيش عظيما |
03-20-2012, 10:57 PM | #9 |
|
رد: دمــــوع الخشــــيـة
جـــــــــزاك الله خيـــــــــــــر وجعـــــــــــــــله في ميـــــــــــــزان حســـــــــــــــناتك |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|