|
رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
أَنَّهُ يُكسِبُ القَلبَ نُورَاً ، كَمَا أَنَّ إِطلاقَهُ يُكسِبُهُ ظُلمَةً ، وَلِهذَا ؛
ذَكَرَ - سُبحَانَه - آيَةَ النُّورِ عقِيبَ الأَمرِ بِغَضِّ البَصَرِ ؛ فَقَالَ : ( قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُّوا مِن أَبصَارِهِم ، وَيَحفَظُوا فُرُوجَهُم ) ، ثُمَّ قَالَ إثرَ ذَلِك : ( اللهُ نُورُ السَّمواتِ والأَرضِ ، مَثَلُ نُورِهِ كَمِشكَاةٍ فِيهَا مِصبَاحٌ ) أَي : مَثَلُ نُورِهِ فِي قَلبِ عَبدِه المُؤمِنِ ، الذِي امتَثَلَ أَوَامِرَهُ ، وَاجتَنَبَ نَواهِيَهُ ، وَإِذَا استَنَارَ القَلبُ أَقبَلَت وُفُودُ الخَيراتِ إلَيهِ مِن كُلِّ جَانِبٍ كَمَا أَنَّه إِذَا أَظلَمَ أَقبَلَت سَحَائِبُ البَلاءِ وَالشَّرِّ عَلَيهِ مِن كُلِّ مَكَانٍ ، فَمَا شِئت مِن بِدعَةٍ وَضَلالَةٍ وَاتِّبَاعِ هَوىً واجتِنَابِ هُدَىً وَإِعرَاضٍ عَن أَسبَابِ السَّعَادةِ واشتِغالٍ بأسبابِ الشَّقَاوةِ : فإنَّ ذلك إنَّما يَكشِفُه له النُّورُ الذِي فِي القَلبِ ؛ فإذَا فُقِدَ ذلك النُّورُ بَقِيَ صَاحِبُه كَالأَعمَى الذي يَجُوسُ فِي حَنادِسِ الظَّلامِ . |
رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
أَنَّه يُورِثُ الفِراسَةَ الصَّادِقَةَ التِي يُمَيَّزُ بِها بَينَ المُحِقِّ والمُبطِلِ ، والصَّادِقِ والكاذِبِ ،
وَكانَ شُجاعٌ الكِرمَانيُّ يَقُولُ : " مَن عَمَّرَ ظَاهِرَه بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ ، وَبَاطِنَه بِدَوَامِ المُرَاقَبَةِ ، وَغَضَّ بَصَرَه عَنِ المَحَارِِمِ ، وَكفَّ نَفسَه عَنِ الشَّهَوَاتِ ، وَاعتَادَ أَكلَ الحَلالِ : لَم تُخطئ لَهُ فِرَاسَةٌ " . وَكَانَ شُجَاعٌ هذا لا تُخطِئُ لَه فِرَاسَةٌ ، وَاللهُ - سُبحانَه - يَجزِي العَبدَ عَلى عَمَلِه بِمَا هُو مِن جِنسِ عَمَلِه ، وَ (مَن تَرَكَ شَيئاً للهِ عَوَّضَه اللهُ خَيرَاً مِنهُ ). فَإذَا غَضَّ بَصَرَه عَن مَحارِمِ اللهِ عَوَّضَه اللهُ بأن يُطلِقَ نُورَ بَصيرَتِه عوضَاً عَن حبسِهِ بَصَرَه للهِ ، وَيفتَحُ له بَابَ العِلمِ وَالإيمانِ وَالمَعرِفَةِ وَالفِرَاسَةِ الصَّادِقَةِ المُصِيبَةِ ، التي إنَّمَا تُنالُ بِبَصِيرةِ القَلبِ ، وَضِدُّ هذَا مَا وَصَفَ اللهُ بِه اللُّوطِيَّةَ مِنَ العَمَهِ الذِي هُوَ ضِدُّ البَصِيرَةِ ، فَقَالَ تَعَالَى : (لَعَمرُكَ إِنَّهم لَفِي سَكرَتِهِم يَعمَهُون ) . فَوَصَفَهم بِالسَّكرَةِ ، التِي هِيَ فَسَادُ العَقلِ ، وَالعَمَهِ الذِي هُوَ فَسَادُ البَصَرِ ، فَالتَّعَلُّقُ بِالصُّوَرِ يُوجِبُ فَسَادَ العَقلِ ، وَعَمَهُ البَصِيرةِ يُسكِرُ القَلبَ ، كَمَا قَالَ القَائلُ : سَكران سُكرَ هَوىً وَسُكرَ مَدامَةٍ * وَمَتَى إِفَاقَةُ مَن بِه سُكران وَقَالَ الآخَرُ : قَالُوا جُنِنتَ بِمَن تَهوَى فَقُلتُ لَهم * العِشقُ أَعظَمُ مِما بِالمَجَانِين العِشقُ لا يَستَفِيقُ الدَّهرَ صَاحِبُه * وَإِنََّما يُصرَعُ المَجنونُ فِي الحِينِ |
رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
أَنَّه يُورِثُ القَلبَ ثَباتَاً وَشَجاعَةً وَقُوَّةً وَيجمَعُ اللهُ لَهُ بَينَ سُلطانِ
البَصِيرَةِ وَالحُجَّةِ وَسُلطَانِ القُدرَةِ وَالقُوَّةِ ، كَمَا فِي الأَثَرِ : (الذِي يُخالِفُ هَوَاه يَفِرُّ الشَّيطانُ مِن ظِلِّهِ) ، وَمِثلُ هذَا تَجِدُه فِي المُتَّبِعِ هَواهُ مِن ذُلِّ النَّفسِ وَوَضَاعَتِهَا وََمَهَانَتِهَا وَخِسَّتِهَا وَحَقَارَتَِهَا وَمَا جَعَلَ اللهُ - سُبحانَه - فِيمَن عَصَاه ، كَمَا قَالَ الحَسَنُ : "إِنَّهُم - وَإن طَقطَقَت بِهِمُ البِغَالُ وَهَملَجَت بِهِمُ البَراذِينُ - : فَإنَّ ذُلَّ المَعصِيَةِ لا يُفَارِقُ رِقَابَهُم ، أَبَى اللهُ إِلا أَن يُذِلَّ مَن عَصَاهُ " . وَقَد جَعَلَ اللهُ - سُبحانَه - العِزَّ قَرينَ طَاعَتِه ، وَالذُّلَّ قَرِينَ مَعصِيَتِه ، فَقَالَ تَعالى : (وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَللمُؤمِنين ) ، وَقَال تَعَالَى : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحزَنُوا وَأنتُمُ الأعلَونَ إن كُنتُم مؤمنين ) ، وَالإِيمانُ قَولٌ وَعَمَلٌ ظَاهِرٌ وَبَاطِنٌ . وَقَال تَعَالى : ( مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلهِ العِزَّةُ جَمِيعاً ، إليهِ َيصعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ ، وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرفَعُه ، أَي : مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَليَطلُبها بِطاعِةِ اللهِ وَذِكْرِهِ مِن الكَلِمِ الطِّيِّبِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ ، وَفي دُعاءِ القُنوتِ :"إنه لا يَذِلُّ مَن وَالَيتَ ، وَلا يَعِزُّ مَن عَاديتَ " وَمَن أَطَاعَ اللهَ فَقَد وَالاه فِيما أَطَاعَه فِيه ، وَلَه مِن العِزِّ بِحَسَبِ طَاعَتِه ، وَمَن عَصَاه فَقَد عَادَاه فِيمَا عَصَاه فِيه ، وَلَه مِن الذُّلِّ بِحَسَبِ مَعصِيَتِه... |
رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله :
"رأس الأمر عندنا وأساسه إخلاص الدين لله، نقول: ما يدعى إلا الله ولا ينذر إلا لله، ولا يذبح القربان إلا لله، ولا يخاف خوف الله إلا من الله فمن جعل من ذلك شيئاً لغير الله، فنقول: هذا الشرك بالله |
رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
قال ابن القيم - رحمه الله - "إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم، طالب للدليل، محكم له، متبع للحق حيث كان، وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك؛ فإنه يخالفك ويعذرك. والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة، وذنبك : رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب، فإن الآلاف المؤلفة منهم؛ لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم" |
رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
أَنَّه يَسُدُّ عَلى الشَّيطانِ مَدخَلَه مِن القَلبِ ، فإنَّه يَدخُلُ مَعَ النَّظرَةِ ،
وَينفُذُ مَعَهَا إلَى القَلبِ أَسرَعَ مِن نُفُوذِ الهَوى فِي المَكَانِ الخَالِي ، فَيُمَثِّلُ له صُورَةَ المَنظُورِ إلَيه وَيُزَيِّنُها وَيَجعَلُها صَنَمَاً يَعكُفُ عَلَيهِ القَلبُ ، ثُمَّ يَعِدُه وَيُمَنِّيهِ وَيُوقِدُ عَلى القلبِ نَارَ الشَّهوةِ وَيُلقِى عَلَيه حَطَبَ المَعَاصِي التِي لَم يَكُن يَتَوَصَّلُ إلَيها بِدُون تِلكَ الصُّورَةِ ، فَيَصِيرُ القَلبُ فِي اللهَبَ ، فَمِن ذلِك اللهَبِ تِلكَ الأنفَاسُ التِي يَجِدُ فِيهَا وَهَجَ النَّارِ وَتِلكَ الزَّفَرَاتُ وَالحَرَقَاتُ ، فَإنَّ القَلبَ قَد أَحاطَت بِهِ النِّيرانُ بِكُلِّ جَانِبٍ ، فَهُو فِي وَسطِهَا كَالشَّاةِ فِي وَسطِ التَّنُّورِ . لِهذا ؛ كَانَت عُقُوبَةُ أَصحَابِ الشَّهَوَاتِ بِالصُّوَرِ المُحَرَّمَةِ أَن جَعَلَ لَهم فِي البرزَخِ تَنَّورَاً مِن نَارٍ ، وَأُودِعَت أَروَاحُهم فِيه إلَى حَشرِ أَجسَادِهِم ، كَمَا أَرَاهَا اللهُ لِنَبِيِّه - صَلى اللهُ عَليهِ وَسلَّمَ - فِي المَنَامِ فِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَى صِحَّتِه . <!-- / message --> |
رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
أَنَّه يُفَرِّغُ القَلبَ لِلفِكرَةِ فِي مَصَالِحِه وَالاشتِغَالِ بِهَا ، وَإِطلاقُ
البَصَرِ يُشَتِّتُ عَلَيهِ ذلِكَ ، وَيَحولُ بينه وبينها ، فَتنفَرِطُ عَليهِ أُمُورُهُ ، وَيَقَعُ فِي اتِّبَاعِ هَواهُ ، وَفِي الغَفلَةِ عَن ذِكرِ رَبِّه ، قَالَ تَعَالَى : (وَلا تُطِع مَن أَغفَلنَا قَلبَه عَن ذِكرِنَا ، وَاتَّبَعَ هَواهُ ، وَكَانَ أَمرُهُ فُرُطَاً ) وَإطلاقُ النَّظَرِ يُوجِبُ هذه الأُمُورَ الثَّلاثَةَ بِحَسَبِهِ . |
رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
أَنَّ بَينَ العينِ والقَلبِ مَنفَذَاً - أَو طَرِيقَاً - يُوجِبُ اشتِغَالَ أَحَدِهِمَا
عَنِ الآخَرِ ، وأََن يَصلُحَ بِصَلاحِه ، وَيفسُدَ بِفَسَادِه ، فإذَا فَسَدَ القَلبُ فَسَدَ النَّظَرُ ، وَإذَا فَسَدَ النَّظَرُ فَسَدَ القَلبُ ، وَكذلِكِ فِي جَانِبِ الصَّلاحِ ، فإذَا خَرِبَتِ العَينُ وَفَسَدَت خَرِبَ القَلبُ وَفَسَدَ ، وَصَارَ كَالمَزبَلَةِ التِي هِي مَحَلُّ النَّجَاساتِ والقَاذُورَاتِ والأَوسَاخِ ، فَلا يَصلُحُ لِسُكنَى مَعرِفَةِ اللهِ وَمَحبَّتِه وِالإِنَابَةِ إِليهِ ، وَالأُنسِ بِه وَالسُّرُورِِ بِقُربِهِ فيه ؛ وَإِنَّمَا يَسكُنُ فِيه أَضدَادُ ذلِك ، فَهذِهِ إِشَارَةٌ إِلَى بَعضِ فَوائدِ غَضِّ البَصَرِ ، تُطلِعُك عَلى مَا وَراءَهَا ...) |
رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
قال ابن القيم – رحمه الله - : وَاجْعَلْ لِقَلْبِكَ مُقْلَتينِ كِلاَهُمَا *** للحَقِّ في ذَا الخَلْقِ نَاظِرَتَانِفانظُرْ بِعينِ الحُكمِ وَارحَمهُم بِهَا *** إذْ لا تُرَدُّ مَشِيئةُ الدَّيَّانِ وانظُرْ بِعَيْنِ الأمرِ واحْمِلْهُمْ عَلَى *** أحْكَامِهِ فَهُمَا إذاً نَظَرانِ وَاجْعَلْ لِوجْهكَ مُقْلَتَينِ كِلاَهُما *** مِنْ خَشْيِةِ الرَّحمنِ بَاكيَتَانِ لَوْ شَاءَ رَبُّك كُنْتَ أيضاً مِثْلَهُمْ *** فَالقَلْبُ بَيْنَ أصَابِعِ الرَّحْمَنِ |
رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
الإنسان إذا سمع شخصًا يغتاب آخر يحرم عليه أن يستمع إلى ذلك ، بل ينهاه عن هذا ويحاول أن ينقله
إلى حديثٍ آخر، فإن هذا فيه أجر عظيم كما في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه(1)، فإن أصر هذا الذي يغتاب الناس، إلا أن يبقى على غيبته وجب عليه أن يقوم عن المكان؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (وقد نزل عليكم في الكتب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذًا مثلهم) فدل ذلك على أن الإنسان إذا استمع إلى المحرم فهو مشارك لمن يفعل هذا المحرم فالواجب أن يقوم .. |
الساعة الآن 09:24 PM |
|
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
SEO by vBSEO
sh22r.com