التعليم في فيفا

05-28-2009, 01:32 AM

سبق وأن ذكرنا أن أهالي فيفاء قد استقدموا قبيلة الأشراف منذ عهد ليس بالقريب بسبب حاجتهم للاستفادة من علم هؤلاء الأشراف . ولكن الذي يظهر لنا أنه بعد مرور فترة من الزمن تضاعف هذا العلم وانتهى بانتهاء أصحابه وأصبح بقية الأشراف يرزحون تحت غياهب الجهل والظلام شأنهم كشأن أهالي تلك الجبال .وفي أوائل العقد الثاني من القرن الرابع عشر الهجري هاجر الشيخ يحيى بن شريف الفيفي إلى بلاد بني جماعه وأقام في جوار الشيخ فرحان بن زابية الجماعي , والشيخ على بن يحيى الجماعي وجماعتهما وجالس العلماء والمتعلمين في قطابر وضحيان ولازم مجالس الذكر وتأثر بالجو الديني هناك وما لبث أن نظم أولاده في سلك التعليم ثم عاد ببعض العلماء لتعليم أهالي جبال فيفاء وإرشادهم والاستعانة بهم في فض الخصومات على ضوء الشريعة المطهرة , وكان ذلك النواة الاولى لوجود متعلمين من ابناء فيفاء وأدخل في قواعده بعض الاصلاحات الدينية كمنع المناصب والعزيمة أي ( التحاكم إلى الكهنة ) وختان التجليد .ومن العلماء الذين كان لهم دور في تعليم أبناء فيفاء في تلك الفترة إبراهيم بن عبدالله بن علي الغالبي من علماء ضحيان عالم محقق في علوم العربية والفقه أصوله وفروعه أديب فصيح اشتغل بالتدريس فانتفع بعلمه طلابه ثم ذهب إلى جبال فيفاء وبني مالك فأقام هناك فترة لإرشاد العامة وتفقيههم في أمور دينهم , وقد استفاد أهالي فيفاء من علمه وقد توفي في بني مالك سنة 1327هـ .كذلك الشيخ إسماعيل بن إبراهيم بن عبدالله الغالبي وهو عالم عارف بالفقه تولى القضاء في ساقين مدة وكان يذهب ما بين حين وآخر إلى جبال بني مالك وفيفاء للإرشاد والوعظ بالاضافة للعلماء من آل مشكاع وغيرهم . وقد أمر الشيخ علي بفتح مكتب للتعليم في بعض نواحي فيفاء لتعليم القراءة والكتابة فظهرت طبقة متعلمة نسبياً وبنيت بعض المساجد وما كان يوجد من قبل ذلك إلا مسجد مروح أول وأقدم مسجد في فيفاء وكانت تقام فيه الجمعة والجماعة ومازال الأمر كذلك إلى الآن .وقد كان الفضل في بنائه يعود إلى بضعة أشخاص نورهم الله وهداهم وهم حسن بن قاسم الخسافي - أسعد بن على المشرومي - حسن بن جابر الخسافي - حسن بن أسعد العمري - يحيى بن مسعود الخسافي ) .بعد أن قاموا باستقدام عبدا من الشقيري متفقها في الدين يدعى ( أحمد بلال ) علمهم أمور دينهم وحثهم على بناء ذلك المسجد . ورغم المشقات التي واجهوها سواء في صعوبة البناء أو في السخرية من بعض الاشخاص الذين لا يفقهون في الدين شيئا ولكن الغلبة كانت في النهاية لدين الله وانتصر أولئك الاشخاص جزاهم الله خيرا على عملهم ذلك .ولنعد إلى مكاتب التعليم فقد فتحت عدة مكاتب لبعض الشخصيات المرموقة في ذلك الوقت من أبناء فيفاء وشجع على الهجرة لطلب العلم ونفر جماعة إلى ضحيان وصنعاء وعادوا ظافرين منهم : ( القاضي حسن بن جبران الذي تولى قضاء فيفاء في العهد الادريسي , والقاضي أحمد بن أسعد الابياتي الذي تولى قضاء فيفاء في عهد الانتداب السعودي والقاضي حسين بن شريف العبدلي وجماعة آخرون بعدهم ) . وفي عام 1357هـ قام أمير فيفاء رشيد بن خثلان يعمل مشكور بالتعاون مع الشيخ على بن يحيى فأمر بفتح الكتاتيب لعدد من الاشخاص ومنهم القاضي حسن بن أحمد المغامري والزم الأهالي بسوق أبنائهم إليها وأكره المتقاعس منهم , وتفقدسير الدراسة بنفسه , وكان الأسوة الحسنة في ذلك لمن بعده من الأمراء , وكاد يصل تعليم القراءة والكتابة كل بيت تقريباً .وفي عام 1363هـ قام الداعية المصلح الشيخ عبدالله القرعاوي بتأسيس أول مدرسة في فيفاء يكون التعليم فيها مجاناً , ويعلم فيها إلى جانب القرآن الكريم التجويد والحديث والفقه والتوحيد والفرائض والسيرة النبوية والحساب وغيرها , وقام بالتدريس فيها الشيخ محمد بن يحيى القرني قاضي أبي عريش سابقاً , وأخذت مدارسه في النمو والاتساع حتى بلغت عام 1375هـ إلى ثماني عشرة مدرسة عدد طلابها يفوق الألف والأربعمائة طالب .وفي عام 1377هـ فتحت أول مدرسة ابتدائية تابعة لوزارة المعارف وكان بها ثمانية فصول . ومنذ تلك السنين والدولة السعودية لا تألو جهدا في تطوير فيفاء وعمل كل ما فيه من رفعة شانها ويوجد الآن عدد كبير من المدارس بجميع مستوياتها من ابتدائي إلى متوسط إلى ثانوي بلإضافة إلى معهد علمي للبنين بمراحله الثلاث ومعهد معلمات للبنات ولا زالت الدولة تعطي وتقدم كل ما في وسعها .وقد تخرج من هذه المدارس قضاة ودكاترة وأطباء ومهندسون وضباط ومدرسون وموظفون وأصبح هذا الجيل من المثقفين بعكس الأجيال الماضية وهذا بفضل الله ثم بمساعدة حكومتنا الرشيدة .وكما قلنا آنفا فانه مع بداية الدولة السعودية تم إرسال الدعاة والمرشدين والمدرسين لنشر العلم في أنحاء الجزيرة العربية , وقد كان من نصيب المنطقة الجنوبية العلامة الداعية القرعاوي , وقد نالت فيفاء جزءا من هذا النصيب حيث نشر هذا الداعية العلم في هذه الجبال والمناطق المجاورة لها كجبال بني مالك والريث وغيرها من المدن في الجنوب وقد أخرج عدد غير قليل من الجهل إلى النور بفضل الله تعالى .وقد كان له أثر على علماء فيفاء ومنهم الشيخ علي بن قاسم الفيفي قاضي فيفاء سابقا والقاضي بهيئة التمييز حاليا , وخير دليل على ذلك أنه حين وفاته رثاه الشيخ علي بقصيدة طويلة حزينة كان مطلعها مصابك أدمى فؤادي الجزين وفاضت من عيوني عيونومنه أطار الكرى عنـــــــدما أطال إسهاده للـجـــــفون من هنا يتضح أثر ذلك العالم الداعية على أبناء فيفاء ووفاء أبناء فيفاء للعلم والمتعلمي, وأخيرا لا أقول في هذا المجال إلا شتان بين الماضي والحاضر في العهد السعودي الزاهر

05-28-2009, 02:23 AM


	بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . طع شوري يعطيكم الف عافية على هذا الموضوع الطيب والمفيد والجميل سيدي استمر كما انت من تالق ومثابرة ومجهودات رائعة ومجددة في مواضيعك وفقكم الله وبارك فيك ونفع بما لديكم من علم

05-28-2009, 04:06 AM

باارك الله فيك أخوي طع شوري

05-28-2009, 05:31 AM

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة admin [ مشاهدة المشاركة ]


	بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . طع شوري يعطيكم الف عافية على هذا الموضوع الطيب والمفيد والجميل سيدي استمر كما انت من تالق ومثابرة ومجهودات رائعة ومجددة في مواضيعك وفقكم الله وبارك فيك ونفع بما لديكم من علم

منور ه صفحتي بتواجدك

05-28-2009, 05:32 AM

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الجنوب [ مشاهدة المشاركة ]

باارك الله فيك أخوي طع شوري

منور ه صفحتي بتواجدك

05-28-2009, 07:40 PM

مشكوووووووووووووووووووور اخوي طع شوري

05-28-2009, 10:30 PM

بارك الله فيك.....
وجزا الله خيرا كل من سعى الى نشر العلم وتعليمه.
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . .

05-28-2009, 11:00 PM

بار ك الله فيك على هذا الموظوع الجميل
رغم نقصه وانه لم يتطرق بصفه اكبر لمن قام بالمساعده فى ذالك الوقت على نشر التعليم

لحيث ونه اختصر على اناس معينين ربما لعدم خبرة الباحث
او لتجاهله للبعض ممن كان لهم دور كبير فى ذالك الوقت