المسافر

09-05-2009, 02:40 PM

لاتلوح للمسافر .. المسافر راح ..

يالله أشوفك على خير ..وانتبهي لحالك ِ .. آآه تنهيدة موادع اكتست مشاعرها ..
ردت عليه : أنا والشوق من بعدك بنصير أحباب لين الله يكتب لقاك .. وترجع لنا بالسلامة حبيبي ..
هنا تذكرت " فمان الله يا مسافر .. عسى الله يسمح دروبك .. وترجع لنا بالسلامة "

لوّح بيده وهو على سلم الطائرة والدموع تتقاطر من عيونه كلها سنة وراجع لك .. وكلي شوق وحنين حبيبتي .. طغت ملامح الحزن على وجهها وتذكرت " وشلون أودع بالمطار أغلى حبيب "

رجعت لبيتها وقامت تعيد شريط ذكرياتها مع زوجها .. هنا قعدنا .. هنا ضحكنا .. هنا تعاتبنا ..
آآه من لحظة غيابك كأنها سكرة الموت ..آآه ياليت القدر يلطف بحالي ويصبرني على غيابك ..
لنا ثلاث سنين متزوجين ..ومالله كتب لي بمولود يونسني بوحدتي ..وينه محتاجه لحنانه .. محتاجه لضمته ..محتاجه لقربه .. آآه هذه اول ليلة من بعده ياهي موحشة هنا تذكرت " أول ليلة من بعدك عانقني الحزن فيها ..خايف لا يطول بعدك وما ادري كيف اقضيها "

راحت لبيت اهلها تكمل مشوار حياتها ..تتذكر ملامح زوجها بكل زوايا البيت ..كل يوم يمر عليها تحترق مليون مرة بدونه ..هذا الحب اللي بقلب الزوجة لزوجها كل من عرفها وعرف شوقها يحس انه من نسج الخيال ..

دق جوالها .. آآه يا أنا مشتاق لصوتك .. طمني عليك حبيبي ..وش أخبارك ..وقبل لا تسألني عن أخباري ..بقول لك يا حبيبي في غيابك شفت انهيار الكون ..حبيبتك مجنونة فيك شوقها اعدمها ..
وأنت عسى الشوق متوقد فيك مثل حالي ..رد عليها انا بخير وشوقي لك اكبر من تصورات خيالك..
طيب حبيبي لا تقاطعني بصوتك ..وأعرف اني انتظرك على أحر من الجمر .. يصير خير ان شاء الله .. انتهت المكالمة ..

كفكفت دموعها وراحت تدعي الله ان يرجعه بالسلامة ..آآه ليه الأيام بطيئة بغيابه ..ودي أحرك عقارب الساعة بيدي وانهي معاناتي ..مر شهرين وبين كل فترة وفترة يتصل عليها .. بيوم دق قلبها حست بضيقة مالها آخر .. مو عادته حبيبي يتأخر علي باتصالاته هنا تذكرت " غايب حبيبي ما وصلني سلامه ما ادري غيابه عذر أو شيء مقصود .. مو عادته يبخل علي باهتمامه .. دايم يطمني ولو كان موجود "

قهقهة وضحكات بصوت مسموع وهو سارح داخل ذاك المقهى ..نسى نفسه وارتكب اكبر جريمة بحقه ..صحى بنفسه بعد ما رمى نفسه في براثن الحرام ..
يؤؤؤ .. نسيت اني وعدتها اصونها بغيابها ..بس ما عليه بس هالمرة خنت عادي عادي ..بس ياربي لي كم يوم ما دقيت .. لالالانسيت كم اسبوع ما سمعت صوتها ..راح واتصل .. هلا حبيبتي آإسف انشغلت بظروف العمل .. أفا يا قلبي معقولة ظروف عملك يشغلونك عن صوت حبيبتك ..بس انا ابي كلمة وشلونك تغني عن مليون كلمة ..طيب حبيبتي أوعدك ما راح تتكرر وكلها أيام وراجع لك .. خنقتها العبرة انا بانتظارك يا أغلى حبيب ..انتهت المكالمة ..

حست بإحساس غريب .. وين شوقه .. وينه اختفى ..يهون عليه سماع صوتي وإلا على الأقل يتطمن علي ..بس معذور حبيبي ما ألومه ممكن ظغوط العمل ابعدته عني ..ياروعة شعور هالزوجة ..

بس وش حال الزوج .. آآه اليوم ظغط بالعمل ولازم أغيّر جو ..وين موعدنا الليلة .. يقولون في ملهى ليلي بالمدينة الفلانية تنعش الجو ..يالله مشينا .. وصلوا للملهى كالعادة عدّل مزاجه بذاك الشراب ..
صح واثق من نفسه بس هالمرة الجرعة زائدة ..نسى نفسه واحتظن ذيك الغريبة ..كمل سهرته وهو غايب عن وعيه .. صار هذا أغلب برنامجه عمل وسهر لين قرب يوم عودته ..

الزوجة بأروع ما يكون في صبرها وحبها وشوقها ..كل يوم تنتظر وهذا هو الموعد قرب ..
قام يجهز شنطته ويتحمد الله على كل حال ..دق جوالها .. هلا بالصوت اللي يشرح الخاطر ..
هذا حال لسان زوجته ... رد عليها يا أنا مشتاق لك وبكرة موعد عودتي ..قالت انا من زود فرحتي ودي تكون بالمطار نومتي .. لكن بكرة بستقبلك وكلي شوق ..

يا فرحة الزوجة طار عنها نومها ..تنتظر بكرة وتعد الدقايق والساعات .. وآإخيرا .. وصل زوجها المطار ..تنهدت وقالت تعال وشوف بعيونك .. وش اللي صار بغيابك ..تقابلوا وكانت لغة العيون حاضرة ..كل كاتم شوقه ..تفجر هالشوق ودمعت العيون ..تعال ارتاح حبيبي ..واحكي لي كيف حالك بالغربة ..بس فديت عمر حبيبتك لا تسألني عن حالي لأن غيابك أشبه ما يكون موت بعز شبابي ..
تعال وسولف وانا بنصت لك ودي اشبع من همسك ودفا صوتك .. وقام يحكي لها عن تجاربه وظروف عمله ..وأنه على وعده حافظ عليها بغيابه ..يقولها بلغة غير الواثق ..مقهور من حاله ..حس انه صغير بعينه ..كل ما تذكر ذيك السهرة .. والزوجة تدمع عينها وتقول يا فرحتي فيك ..

حبيبي .. حالك مو عاجبني ..احسك تعبان .. بس ما عليه يا قلبي ممكن انه تغير جو شيء طبيعي تتعب ..حبيبي يالله نطلع سواء للمستشفى ودي اتطمن عليك ..ركبوا السيارة وهي حاضنة يديه ..
وصلوا للمستشفى .. كشف عليه الدكتور ..خذ علاجك وبكرة تطلع تحاليلك ..رجعوا للبيت ..مسكينة هالزوجة مانامت سهرانة على راحة زوجها ..

اصبحنا واصبح الملك لله .. يالله حبيبي قوم افطر ورح شوف تحاليك ودي اتطمن عليك ما في اغلى منك يا قلبي ..يالله على اذنك بروح للمستشفى بشوف نتيجة تحاليلي ..
صدمة .. صدمة .. وياهي صدمة ..دكتور متأكد من كلامك .. أرجوك افحص مرة ثانية وثالثة .. لا مو معقولة اللي اسمعه ..آإآإيه تذكرت حظن ذيك الغريبة ..يارب سامحني ..رجع للبيت .. وزوجته تنتظره تبي تتطمن وهي بأروع صورة تستقبله ..دخل عليها والدموع بعينه متغارقة ..حبيبي طمني وش فيك ..؟
قال لها .. لا تسأليني ..ما راح اظلمك معي ..ومن اليوم احسبي حسابك ..انا بطريق وانتي بطريق ..
انصدمت وتبعثر الكلام بداخلها ..وش تقول يعني انتهينا ..انهارت اعصابها وبكت ..قالت وش فيك
رد عليها .. حبيبك خانك اي والله خانك ..حبيبك اللي واقف قدامك مريض .. ولكن مو اي مرض ..
مرض بينهي حياتي .. لذلك كملي مشوار حياتك بدوني وسامحيني ..قالت تكلم وانطق وش فيك ..
قال خليني ساكت ..خايف عليك من الصدمة ..قالت انا لك حبيبي ..اذا محتاج شيء انا كلي حلالك ..مسكينة هالزوجة .. بكى الزوج وقال ياليتني مت ولا شفت هاللحظة ..لأني سويت شيء ما يرضيك ولا يرضي ربي ..وهذه عقوبة الله فيني ..

قالت معنى كلامك حظنت غيري .. وتوسدت ذراعها ..وانا انتظر هاللمسة بفارغ الصبر ..ليش ظلمتني ..مو حرام عليك اللي سويته فيني .. كنا بيوم انا وانت نحلم ونخطط لمستقبلنا .. نحلم بذاك الطفل اللي يشاركنا فرحتنا بوجوده ..ولكن خلاص دمرت كل شيء بأهمالك ..وبكل سهولة تتخلى عني ..حرام عليك حافضت عليك وصنتك وانت بعيد عني ..وأنت في غربتك نسيت حبيبتك وحظنت المرض وجيت ..وين أروح وين أهرب من عذابك ..
ياخسارة الانتظار والشوق الدفين فيني ..يا خسارة كل دمعة نزلت علشانك ..في عز ما كنت محتاجك تخليني .. هذا جزاء المعروف والطيب يا غالي ..

بكى الزوج وندب حاله ..ضيّع هالدرة المصونة بسبب طيشه ..وشوّه حياته اللي كان كاسيها الفرح
والسعادة .. وارتكب غلطة كانت غلطه عمره ..وانتهت حياتهم بالفرااق ..
الزوج يعاني من التعب والمرض ..والزوجة تعيش بنار الذكرى والتضحيات ..
نهاية مؤلمة لقصة حب لم تدوم طويلاً كانت الزوجة الصادقة الصابرة الحنونة هي الضحية ..
نجم الثريا