11-01-2012, 04:57 PM | #1 |
|
محطات للمتأملين
صورة محزنة : غريب أمر بني آدم! . غريب أمر بني آدم!.. فياليته يأكل ما يريد ، ويتمتع بما يريد ، ولكن بشرطين : الاول : ان يؤدي شكر ذلك المنعم الذي خلق على الأرض صنوفا من نبات شتى ، ليبتلعه الإنسان متهنئا بذلك!! الثاني : ان يفكر ما في ماله من حق للسائل والمحروم !.. فلو ان أغنياء الأرض دفعوا معشار معشار ما آتاهم الله تعالى من فضله ، فهل تبقى هذه الصور الفاحشة من التفاوت ، الذي ليس سببه إلا الإنسان المعتدي على حق أخيه من بني آدم .. ولكن هل من آذان صاغية؟! صورة معبرة : فكيف بالراس الذى يتلقى الاسرار ؟ وزن هذا الراس الصغير ، ليحتوى مختلف اجهزة الارسال والاستقبال ، التى تتحدى مهندسى الاتصالات الالكترونية .. والفارق ليس باليسبر ، فان هذا جهاز حى يتحرك بارادة نفسه ، وما اخترعه القوم انما هى اجهزة صامته ، يحركها البشر فيخدعها هو بنفسه متى شاء ذلك ايضا !! .. وهنا فلنتساءل ونقول : اذا اراد المصور ان يخلق مثل هذا التعقيد فى راس ذبابة - و هى مضرب المثل فى التفاهة - فكيف بذلك الراس الذى جعل اهلا لتلقى اسرار آياته ، من خلال الحواس المرتبطه به ؟!.. صورة مذكرة - الخيوط اللامرئية المصيرية! يا للعجب !..خيوط متناهية في الصغر تأتلف من الزوجين ، لتحدد هذه الخيوط المسماة بـ ( الكروسومات ) مسير الجنين : سلامة ومرضا ، وحتى الصفات الوراثية التى لها علاقة بالسلوك الانسانى والغريب ان هذه الخيوط المصيرية خلاصة صفات أجيال وأجيال .. ومن هنا نقول لمن يريد ان يكمل نصف دينه بالزواج : لا تنظر فقطالى حركات الجلد المتناسقة في وجه المرأة والتي يعبر عنها بـ ( الجمال ) .. بل حاول ان تستذكر ما بباطنها من الخصائص الوراثية التى تنحدر من الاصول الطيبة ، والجذور الوراثية السليمة التى تحملها هذه الخيوط اللامرئية!.. صورة معبرة - اليس هو المقلب لكل شيئ؟! إن الليل والنهار يبليان كل جديد .. حركة دائبة يومية ، يقلب الله تعالى بها هذه الأطنان الهائلة من البحار والبراري ، حول محور الشمس ! .. فيا ترى : إذا أراد مقلب الليل والنهار ، أن يقلب القلوب والابصار ، فهل يعجزه ذلك ؟.. أليست القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن ؟!. فلندع جميعا : يا مقلب القلوب والابصار، يا مدبر الليل والنهار ، يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال : صورة مذكرة - هذه هي الحياة بكل زخرفها . . هذه خلاصة الحياة من النطفة القذرة في الارحام , الى الجيفة النتنة في القبور .. وكم تمر سريعة , وكأنها ساعة من نهار كما وصفها القران الكريم !.. ولكن مع ذلك فإنها في جميع مراحلها مزرعة للآخرة فلنعمل من المهد إلى اللحد ما ينفعنا للحياة الباقية , بدلا من الاستمتاع الذي تذهب لذته , ويبقى وزره وحسابه صورة معبرة : انظروا الى هذا المخترع!! انظر كيف تجعل الضرورة الانسان قانعا بما هو فيه ..ولكن الفخر كل الفخر ان يكون الانسان قانعا عند المكنة والرخاء !!..وكم من المناسب - وان تنظر الى هذه الصورة - ان تعلم كيف ان البعض على وجه الارض ، لا يجد ما يلبسه ليقيه الحر والبرد ، فيعمد الى ما نرميه في سلة المهملات ، ليكون متاعا من امتعته المهمة كهذا الحذاء المخترع .. ويا له من اختراع !!.. واخيرا نقول : عندما تشترى متاعا من متاع الدنيا ، لا تنسى ان تشكر الذي مكنك من المال ، ومما تشتريه بذلك المال ، فهل نحن شاكرون ؟!. صورة مخيفة : علامة الذهول فى الدنيا قبل الاخرة ! هلاك مدينة بومبي الرومانية قرب نابولي في ايطاليا ، اذ طغت في الارض واكثرت الفساد، اذ كان مترفيهم يتمتعون بالتفرج على المتصارعين بين البشر والحيوانات المفترسة وتنتهي بموت احدهم وقد قتلوا بهذه الطريقة الكثير من الموحدين المسيحيين قبل قرابة 2000 سنة فاهلكهم الله هلاكا جماعيا كهلاك الامم الظالمة السالفة وقد اكتشفت المدينة بعد ان غطتها البراكين وكل شئ بقي على حاله لمدة 2000 سنة فرغم الانفجار الكبير من البركان الا ان شيئا لم يتحرك من مكانه , وجوه بقيت , الاجساد متحجرة على حالها دون فساد حتى اسنانهم , والملامح المشتركة على هذه الوجوه هي ان عليها ملامح الفزع والدهشة .مدينة باكملها اصابها العذاب ولكنها وكأنها لم تسمع او ترى شيئا .. ان هلاك شعب بومبي يشبه الهلاك الجماعي للامم التي اخبرنا القرآن عنها "ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم خامدون" "فترى القوم فيها صرعى كانهم اعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية" "انا ارسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر". صورة للتفكير : هل حاولنا ان نلتقط امواج هذا الوجود؟ . ان الذبذبات الكونية متناثرة في هذا الوجود ، تقع على الحجر والمدر ، كما تقع على هذه الاطباق الملتقطة للامواج ، واذا بها تترجمها الى معان واضحة مفيدة للبشر في حياتهم .. وبموازاة ذلك نقول ايضا : ان امواج الالهامات الربانية منطلقة في هذا الوجود ايضا ، ولكن الذي يلتقطها هي القلوب المستنيرة بنور الله عز وجل ، الا وهي قلوب المؤمنين ، إذ هم ينظرون بعين الله تعالى ، ومن هنا ورد الامر باتقاء فراسة المؤمن ، إذ أن له القابلية لتلقي هذه الامواج التسديدية بنحو من الانحاء ، ويبلغ الامر مداه عند الانبياء والاوصياء (ع) إذ هم يتلقون الاشارات الغيبية ، في حركاتهم وسكناتهم بتمامها وكمالها .. أوليست الحياة سعيدة بهذه الامواج المؤنسة ، ولكن لمن استقبلها !.. صورة محزنة : استعجل نار جهنم في الدنيا ! هذا المسكين كأنه استبق نار جهنم في الدنيا قبل الاخرة ، وهذه هي نهاية من لا يرى املا في الوجود سوى نفسه ، فإذا رأى بأن نفسه لا تطاق ايضا ، فالحل في نظره ، أن يشعل النار في نفسه ليتحول الى حطب من حطب جهنم .. ولكن مع ذلك كله ، أولا تذكرنا هذه الصورة بحالة البعض ، وهو في نار جهنم يصطرخ فيها ، يحاول ان يجد ما يطفئ لهبه ، ولكن هل هناك من مجيب ؟.. اللهم اعذنا من نارك في الدنيا ، وفي القبر ، وفي القيامة ، فإننا في الدنيا نناجيك في كل ليلة جمعة قائلين : ( ام كيف يحرقه لهيبها ، وانت تسمع صوته ، وترى مكانه ؟.. ام كيف يشتمل عليه زفيرها وانت, , تعلم ضعفه ؟..) مما جذب اهتمامي |
|
11-08-2012, 03:32 PM | #3 | ||
|
رد: محطات للمتأملين
|
||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|