09-23-2009, 01:28 AM | #1 |
|
مقالات اليوم الوطنى
كلمات في ذكرىاليوم الوطني
فالوطنية كشعور وقيم هي التي تنظم لكل جماعة بشرية دائرة فضاء تتحرك فيها أو فيه، لتعبر بذلك عن خصائصها وتطوير آفاقها الوطنية والإنسانية، وتحرك تطلعاتها في الحياة إن أخطر ما يصيب المجتمعات الإنسانية من آفات، هو حينما يفقد أبناء هذه المجتمعات فاعليتهم، وتتوقف عوامل الدفع الحضاري لديهم، فتنتشر أفكار الكسل والخمول والتبرير وتسيطر على مجريات حياتهم. فتموت في مهدها كل جذوة فكرة، تتطلع للخروج من هذه القدرية الفكرية والاجتماعية المقيتة. وتسود في الوسط العام كل الكوابح والعقبات، التي تحول دون الانطلاق وتحقيق مفهوم الشهود الحضاري. ويستولي عليهم التقليد الأبله لواقع تاريخي أو تجربة مجتمعية محددة. وفي هذا الظرف يفقد المجتمع القدرة على استثارة الطاقات الداخلية وكوامن الحياة فيها، وحينذاك يتحول المجتمع إلى كيان هامشي في كل شيء. لهذا تحتاج المجتمعات الإنسانية باستمرار، إلى ذكرياتها وأمجادها التاريخية، التي تساهم في تفكيك عقد الحاضر وإزالة الرين من النفوس الذي يمنع التفاعل الخلاق مع قضايا العصر ومكتسبات الحضارة. وذكرى اليوم الوطني، هي من المناسبات الوطنية الهامة، التي تستلزم من الجميع ومن مختلف مواقعهم العمل على استذكار البطولات والمسؤوليات الوطنية الكبرى التي تركها الآباء والأجداد. وإن الوطنية الصادقة تفتح الطريق إلى تجربة اجتماعية حية، تتواصل فيها التنوعات وتتفاعل بشكل بناء فيها المتغيرات. وإننا نرى أن من أخطر الدعوات هي تلك التي توجد مناقضة بين الوطنية والإسلام، بحيث ان الروافد الثقافية والسياسية التي ترفد الوطنية لا تكون مستمدة من الإسلام كوعاء أيدلوجي وقيمي، وإنما من أطر أيدلوجية مناقضة بشكل صريح إلى الإسلام. إننا نرى في هذه الدعوات الخطر الشديد على مسيرة وآفاق الوطنية، كما هي على مسيرة الإسلام. لأنها تمنع الروافد الوطنية من الاغتناء بقيم الإسلام ومثله ومضمونه الحضاري، كما أنها تطرد الإسلام من الحياة الاجتماعية والعامة لمجموعة من البشر. فالإسلام لا ينكر الشعور الوطني أو القومي، وإنما ينكر في هذا الشعور حالة الشيفونية والانغلاق الحاد لدرجة معاداة كل ما هو خارج الدائرة الوطنية أو القومية. وفي العصر الحديث تعتبر الوحدة الوطنية الصلبة والحقيقية لكل شعب عربي مسلم هي الشرط المسبق والضروري لكل مشروع وحدوي على المستوى القومي أو الإسلامي. فالإسلام لا يخرج الإنسان من ولائه السليم لوطنه، كما أن الانتماء إلى الوطنية لا يعارض الانتماء إلى الدائرة الإسلامية. فكل دائرة من الانتماء تؤكد الأخرى وتثريها، وعلاقة الإنسان السوية مع كل دائرة قائمة على الإخاء والتعاون والوحدة. ومن خلال هذا المنظور، لا معنى عن وجود تناقض بين الوطنية والإسلام. فالمطلوب ليس الجمود على صيغة معينة، وإنما إثارة المعاني السياسية والمعنوية المستمدة كعقيدة وانتماء حضاري، وذلك لاحتواء كل المشكلات التي قد تبرز من جراء تباين المفاهيم أو ارتباكها. لذلك لم يثر العرب أبان الدعوة الإسلامية الأولى مسألة أن الدعوة الجديدة تقف في مواجهة خصوصيتهم ومعناهم، وذلك لأن الوطنية أو القومية حالة إنسانية كبقية الحالات الإنسانية التي تأخذ لإنسانيتها خصوصية من العقيدة والأرض واللغة، وكل العناصر تشترك بشكل أو بآخر في التأثير على الإنسان الفرد أو الجماعة. فالوطنية كشعور وقيم هي التي تنظم لكل جماعة بشرية دائرة فضاء تتحرك فيها أو فيه، لتعبر بذلك عن خصائصها وتطوير آفاقها الوطنية والإنسانية، وتحرك تطلعاتها في الحياة. لذلك من الصعب في هذه الحالة أن نجعل الوطنية دائرة وانتماء تناقض دائرة الإسلام والانتماء إليه والالتزام بهديه. وإنما هي دائرة تتكامل معها وتشكل حالة إنسانية وحضارية، فالإسلام هو الجانب العقدي والفكري الذي تتمظهر فيه وتلتزم بمناهجه، وهو القاعدة العميقة التي تتجذر فيها. كما أن دائرة الوطنية هي التي توفر للمواطن الأفق أو الآفاق التي ينفتح عليها ومن خلالها مع الآخرين. لذلك لم نعرف في حقبنا التاريخية المزدهرة أي جدل بين ما هي الوطنية كعنوان إنساني وشعور وجداني، وبين ما هو الإسلام كعنوان عقدي وفكري، إنما أغلب الجدل والحساسيات المختلفة في طبيعة الحلول التي يقدمها أي مشروع ومدى مصادمة أفكار وتصورات هذا المشروع أو ذلك إلى الموروث الشعبي والعرف الاجتماعي. فالوطنية هي في جوهرها تعبير عن حالة إنسانية طبيعية تبحث عن مضمون فلسفي وفكري. وفي التاريخي العربي - الإسلامي، كان الإسلام بقيمه ومبادئه هو مضمون الوطنية والانتماء الوطني. ذلك فإننا حينما نتحدث عن الوطنية لا نتحدث عنها باعتبارها عنوانا مضادا لعنوان الإسلام والانتماء إليه، وإنما باعتبارها دائرة من دوائر الانتماء الطبيعي والإطار الذي يبحث له عن صورة، والإسلام في هذا الصدد هو الصورة لذلك الإطار. لذلك ينبغي في هذا المجال أن نؤكد على النقاط التالية: @ أن الدين الإسلامي ينفتح على العالم كله بمختلف ألوانه وأطيافه، لكنه في ذات الوقت لا يتعقد أو يتخذ موقفا سلبيا من مسألة الوطنية والانتماء الوطني، لأنها في مفهومه هي حاجة طبيعية وجبلّة إنسانية. وبهذا نجد أن في الإطار العربي - الإسلامي كان مفهوم الوطنية يحمل خصوصية الإسلام، أي أن المضمون الفعلي لمفهوم الوطنية في الدائرة العربية والإسلامية كان هو الإسلام. والإسلام اتخذ موقفا سلبيا "في الإطار" من بعض المعاني الأيدلوجية التي دخلت على هذا المفهوم. لذلك فإن المطلوب هو إعادة الاعتبار في دائرة التفكير الإسلامي إلى مسألة الوطنية والانتماء الوطني باعتباره دائرة طبيعية من دوائر الانتماء لدى الإنسان. @ إن من الأهمية بمكان ولدواع عديدة حضور البعد الإنساني حين الحديث عن الوطنية والإسلام، وذلك لأن الكثير من الالتباسات والتناقضات على المستوى العالمي لا يمكن معالجتها إلا بمنظور إنساني - أخلاقي يطلق لفكر الإنسان الحرية في البحث عن معالجات في هذه الدائرة لالتباسات المفاهيم أو تباينها. وبهذا يتم تجاوز الكثير من سوء الفهم بين جميع الأطراف أو القوى التي تعبر عن أفكارها المركزية تحت يافطة وطنية أو إسلامية. وبهذا تبلور في أجوائنا وفضائنا المعرفي والاجتماعي، معنى الالتزام دون تعصب ومجافاة لأحد، واليوم الوطني مناسبة وفرصة كبرى لكل ذلك. وإن الانتماء إلى الوطن، لا يتحقق على المستوى الفعلي، إلا من خلال الالتزام الجاد من قبل كل مواطن، بأن يؤدي دوره، ويتحمل مسئوليته، ويسعى بكل إمكاناته، من أجل تطوير مرافق الحياة في الوطن العزيز. فالانتماء إلى الوطن يعني: العلاقة الإيجابية بالوطن: قد يستغرب البعض من هذا العنوان، إلا أنه ومن أجل بيان حقيقته، لا بد من القول، أن الكثير من الناس بوعي أو بدون وعي، قد تكون علاقتهم بأوطانهم علاقة سلبية، وذلك حينما يتكاسل عن القيام بدوره، أو يتهرب من تحمل مسئوليته، أو يمنع نفسه بأي شكل من الأشكال، من القيام بالدور الوطني المأمول منه وهذه الحالات وأشباهها لا تشكل علاقة سليمة مع الوطن. لذلك فإن العنصر الأول الذي يحدد سلامة وصدق الانتماء إلى الوطن، هو أن تكون علاقته بوطنه إيجابية وحسنة وفعالة وهذا يعني الأمور التالية: @ إن الانتماء إلى الوطن كالطائر يطير بجناحين، جناح الحق وجناح الواجب، فكل مواطن له حق وعليه واجب وإن أي خلل في الالتزام بهذين العنصرين، يعد تجاوزا للقانون أو لمفهوم الانتماء إلى الوطن. وإن الإنسان الذي يفكر دائما بالأخذ واستنزاف إمكانات الوطن وثرواته دون أن يقدم لوطنه أي عمل وأي مقابل، فإن هذا الإنسان يخل بمفهوم الانتماء إلى الوطن. والعلاقة الإيجابية مع الوطن، تعني العطاء الدائم إلى الوطن والإضافة إليه. فإن تصنع من نفسك كفاءة وقدرة عطاء إلى الوطن، وان تهتم بأبنائك وتقوّم سلوكهم وترعى شئونهم وتشجعهم على مواصلة التعليم والاجتهاد فيه إضافة إلى مسيرة الوطن،وان تسعى بأخلاق عالية وصدر واسع لتسهيل معاملات الناس في أي موقع كنت فيه، هو أيضا مؤشر علاقة إيجابية مع الوطن. فالعطاء والإضافة إلى الوطن مشروع مفتوح ينبغي أن يشترك الجميع (كل من موقعه) إلى المساهمة فيه بكل الطاقات والإمكانات. @ وإن العلاقة الإيجابية، تعني أيضا الاستخدام الرشيد إلى كل النعم والثروات التي يزخر بها وطننا العزيز. فالابتعاد عن مظاهر السفه والاستهلاك الترفي للثروة الأولى "المياه" هو علاقة إيجابية مع الوطن، كما أن ترشيد صرفنا للكهرباء في منازلنا ومزارعنا ومؤسساتنا هو علاقة إيجابية مع الوطن. إن هذه النعم التي أنعمها الله سبحانه وتعالى علينا، ينبغي أن نبحث في الوسائل الكفيلة، بحفظها وتنميتها لأن تنمية ثروات الوطن وتطويرها، علاقة إيجابية مع الوطن. فليبحث كل واحد منا في واقعه ويبدأ بقرار ترشيد الاستهلاك، والعمل بكل وسائل لتنمية ثروات الوطن وإمكاناته. @ وتتجلى العلاقة الإيجابية مع الوطن، في طريقة تعاملنا مع الممتلكات العامة، إذ هذه العلاقة تقتضي أن تكون علاقتنا مع هذه الممتلكات، علاقة الحفظ والاهتمام بها، لأنها لنا جميعا ومؤشر من مؤشرات حرصنا على نعم الوطن وإمكاناته. لذلك ينبغي لنا، أن نبتعد عن كل سلوك لا يحفظ ممتلكات الوطن أو يعرضها للتلف والضياع. ولنتذكر جميعا، أن هذه الممتلكات من مدارس وشوارع وإنارة وحدائق وما أشبه، هي لنفعنا ونفع الأجيال القادمة. فلماذا نساهم بعدم اهتمامنا الاهتمام الكافي بهذه الممتلكات في تبديد ثروات الوطن، ومنع أبنائنا في المستقبل من الاستفادة منها. التطوير وتعظيم الإنتاج: إن الانتماء الوطني، يتجاوز كل المقولات المجردة والعاطفة الخالية من الفعل الإيجابي والحضاري. فلا انتماء حقيقي إلى الوطن، إذا لم يعمل المرء بكل طاقته نحو تطوير واقعه ومحيطه. فالتطوير والعمل على عزة الوطن، بوسائل الحضارة والإنسان، هو أحد مصاديق وعناصر الانتماء الوطني، كما أن الانتماء إلى الوطن، هو عبارة عن تعظيم مستديم لكل وسائل الإنتاج، فبدل أن يسعى الإنسان إلى تضخيم دوره الاستهلاكي، لابد أن يكون دوره المساهمة في تعظيم الإنتاج عبر: @ دعم المنتجات الوطنية، وإعطائها الأولوية في عملية الاستهلاك والاستخدام. @ توجه الرساميل الوطنية إلى الداخل وتحديدا إلى المؤسسات والقطاعات الإنتاجية، بدل توجهها إلى القطاعات الاستهلاكية. @ إعطاء الأولوية القصوى في عملية التأهيل والتوظيف، إلى اليد العاملة الوطنية، والعمل على توفير مؤسسات التدريب المهني والفني المتقدمة، لكي تشارك بدورها في خلق اليد الوطنية الماهرة. @ محاربة كل مظاهر التحايل على القوانين الوطنية، التي تحمي المواطن واليد العاملة الوطنية والمنتجات الوطنية من المنافسة القادمة من اليد العاملة والمنتجات الوافدة. @ توفير كل متطلبات التطوير وتعظيم الإنتاج على المستوى المجتمعي، حتى تشارك جميع القطاعات في ملحمة البناء والتنمية. فالانتماء إلى الوطن، يتجسد في العمل الجاد والسعي الحثيث من الجميع لتطوير الوطن في كل المرافق والمجالات، والعمل "من الجميع" على تعظيم جانب الإنتاج الوطني. وإن اليوم الوطني "عزيزي القارئ" هو دعوة للجميع للالتزام بمقتضيات الانتماء الصادق إلى الوطن. وإن خيارنا الإستراتيجي الذي ننعم به بالطمأنينة والأمن والأمان، هو العمل على تطوير الوطن في كل المجالات، وبكل ما تعني هذه المقولة من أخلاق وإستراتيجيات ونظم حضارية. وإن علينا جميعا، أن نفتح عقولنا وكياننا على آفاق هذه العملية "تطوير الوطن" ليست لأنها تنسجم وتاريخنا فحسب، بل إنها تفاعل وانفتاح على الإقبال والمصير. وتطوير الوطن، هو عبارة عن جهد متواصل ضد اللامقبول على مختلف الصعد والمستويات. واليوم الوطني هو فرصة مناسبة، لاستذكار بطولات الآباء والأجداد، وإصرارهم الفذ على تطوير واقعهم ومحيطهم، حتى نستلهم من بطولاتهم وإصرارهم، العزيمة الراسخة والإرادة الصلبة، لكي نواصل مشوارهم في البناء والتقدم الوطني. |
|
09-23-2009, 04:12 AM | #2 |
|
رد: مقالات اليوم الوطنى
الوطن اكبر واعظم من كلمات تكتب في حبه
الوطن عطاء تضحيه فداء وطني ليس كاكل الاوطان وطني استمدت منه الشمس ضيائها واخذ منه القمر نوره واخذمنه العطاء اسمه وطني ليس لي حروف تصوغ ما بداخلي اتجاهه ولكن لي قلب يحمل عشقه ولي لسان ادعوا الله ان يديم عزه شكري لك اخي على كلماتك الرقيقه في تعريف الوطن |
افتخر بأبي |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|