العودة   -*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*- > °●φ¸¸.»أقــسام آل شراحيل وقبائل فيفاء عامة «.¸¸φ●° > 【 منتدى سيرة رجال آل شراحيل خاصة وفيفاء عامة】
التسجيل روابط مفيدة

الملاحظات

الإهداءات


نبذه عن الفقيه مسعود بن ماطر الشراحيلي الفيفي رحمه الله تعالى.

【 منتدى سيرة رجال آل شراحيل خاصة وفيفاء عامة】


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-17-2013, 12:19 AM   #1


الصورة الرمزية عابرسبيل
عابرسبيل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 10-27-2024 (12:13 AM)
 المشاركات : 37,350 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 اوسمتي
وسام العطاء  إداري مميز  المدونة المميزة  أوفياء المنتدى 
لوني المفضل : Darkred
افتراضي نبذه عن الفقيه مسعود بن ماطر الشراحيلي الفيفي رحمه الله تعالى.



الفقيه مسعود بن ماطر الشراحيلي الفيفي

بعض الناس يقال عنهم انهم سبقوا عصرهم، لانهم استوعبوا واقعهم، واستقرؤوا من خلاله المستقبل، فعندما يفصحون عن بعض ما يجول في افكارهم من توقعات للآتي, يحتار المستمع فيما يقولون، ويكاد يرميهم بالمبالغة، وسعة الخيال الذي قد يستحيل تحققه، ولكن اذا طال العمر باحدهم حتى رأى شيئا مما توقعوه، آمن بعقليتهم، وزاد عجبه من قوة بصيرتهم .
وعادة يكون هذا الاستقراء وهذه التوقعات صادرة عن قوة ملاحظة، وسعة اطلاع وحسن نظر، وتفكر وتمحيص من خلال المعطيات المتوفرة امامه، فمن خلال نواميس الحياة يعرف انه اذا سار هذا الشيء الذي بين يديه الان، وعلى نفس المنوال ونفس الوتيرة والنهج الذي يسير عليه اليوم ، فانه غدا سيصل الى النتيجة الحتمية الفلانية ، فهو باختصار (التسلسل المنطقي لنتائج الوضع الحالي) .
من نتحدث عنه في هذه السيرة كان لديه شيء من هذه التوقعات وهذه التصورات، التي كان كثيرا ما يفصح عنها، فكانت تثير لدى مستمعيه الاستغراب والعجب، فاذا ما تكشف لهم مع الايام شيء منها، ذكروا مقولته بالكثير من الاعجاب والتقدير.
لقد كان معظم افكاره كما ذكرنا تبنى على التسلسل المنطقي للامور ، وتوصل اليها لعدة اسباب وعوامل منحه الله اياها ،اهمها الذكاء والفطنة ، ثم كثرة الاطلاع والثقافة المعرفية، من خلال نهمه بالقراءة والاطلاع ، اما من الكتب أ ومما يتوفر له من وسائل الاعلام النادرة ، والقاصرة حينها على المذياع، وهو محدود الفائدة ، لقلة محطات الاذاعات العربية، وضعف الارسال وضعف وسائل الاستقبال وكلفة التشغيل، ومع ذلك فكان احد وسائل التثقيف الرائعة، ثم العامل الثالث هو الاسفاروالاختلاط بالاخرين وتقبلهم، واكتشاف انواع مختلفة من انماط الحياة، فكان من صغره يخالط الناس، فقد ساح في الارض كثيرا ، عاش في بداية حياته وطفولته في سوق عيبان، عندما استقربه والده ، وكان في ذلك الزمان حاضرة كبيرة، وسوقا عظيما يجمع اخلاط كثيرة ومتباينة من الناس ، فهو السوق الجامع للمناطق الجبلية والمناطق التهامية المجاورة ، ثم انتقل مع ابيه الى مدينة صبيا، وكانت حينها عاصمة الامارة الادريسة الحاكمة، فلما كبر تردد الى الحج مواسم عديدة ، ثم عمل واشتغل في التجارة وكان يرتاد الاسواق الكبيرة القائمة ، كل هذه العوامل من (الذكاء والاطلاع والاسفار) جعلته واسع الفكرمنفتحا متقبلا لكل جديد، ومستوعبا لكل متغير، ومما يحكى عنه في هذا الشأن ، انه حضر احدى المناسبات العامة ، وكان الحديث يدور حول المبتكرات والمخترعات الحديثة، ومنها المذياع الذي كان في بداية انتشاره، والناس معظمهم لم يستوعبه ، فكان هو المتصدر للحديث في ذلك المجلس ، بحكم علمه وثقافته وخبرته في هذا المجال ، حيث كان يملك مذياعا ويتابع كل جديد منها، وكانت هذه الاجهزة في بداية انتشارها كبيرة الحجم ثقيلة الوزن غالية الثمن ، لا يقتنيها الا قلة من الناس ، فتحدث واسهب واخذه الحماس لانصات الجميع اليه، لانهم يعجبون بحديثه السلس، ومعلوماته الكثيرة المبهرة ، ومما حفظ عنه حينها من تصورات عن النقلات الحديثة لهذه الاجهزة ، بانه يتوقع انه سيخترع في المستقبل القريب مذياعا صغيرا يمكن حمله في الجيب ، ثم استرسل قائلا وسياتي مذياع يشاهد فيه صورة المذيع وهو يتحدث، فضج المجلس واستغرب الحاضرون ،واعتبروه نوعا من المبالغات غير المعقولة، حتى ان بعض علية القوم من الحاضرين طلب اليه ان يغير الحديث الى موضوع آخرمفهوم .
مرت الايام والسنين ونسي كثير من الناس تلك الحكاية، وتوفي رحمه الله وغفر له ، وفي بعض مواسم الحج لعله عام 1385هـ أو 1386هـ ، مع بداية البث التلفزيوني في المملكة ، كان هناك مجموعة من الحجاج بينهم الفقيه سليمان بن جبر الظلمي رحمه الله، وكان ممن حضر المجلس السابق وممن سمع الحكاية ، فخرج ذات ليلة من مقر اقامتهم في احد احياء مكة، ذاهبا الى المسجد الحرام ، فلفت نظره في الطريق تزاحم الناس على غير عادة في احد المحلات أو المقاهي ، وهم يشاهدون شيئا قد بهرهم في الداخل ، فانضم اليهم وزاحم معهم حتى اطل على هذا الشيء، فاذا هو التلفزيون والمذيع يقرأ فيه نشرة الاخبار، فما ان رأه حتى عادت به الذاكرة الى تلك الليلة التي اسكت فيها الفقيه مسعود بن ماطر لاعتقادهم مبالغاته فيما يقول ، فانطلق عائدا الى رفقته في الحال ، يناديهم ليشاهدوا ما شاهده ، ويتاكدوا من صدق توقع هذا الرجل رحمه الله ورحمهم جميعا وغفر لنا ولهم.

لنتعرف اذا على هذه الشخصية فنقول وبالله التوفيق :

هو الفقيه العالم مسعود بن ماطر بن سلمان بن مسعود آل عذابه الشراحيلي الفيفي ، والده ماطربن سلمان تزوج من الفاضلة عافية بنت محمد بن شريف الدفري الفيفي، فولد لهما مسعود في حوالي عام 1326هـ في الغميرة من آل شراحيل، وما لبث والده ان انتقل بهذه الاسرة الى الدفرة واستقر فيها زمنا، ثم انتقال منها الى عيبان، اكبر الاسواق الاسبوعية في القطاع الجبلي في تلك الفترة ، يرتاد سوقه كل يوم خميس الناس من جبال فيفا وبالغازي وبني مالك وغيرها من المناطق الجبلية، وياتي اليه التجار من مناطق تهامة واليمن ،فاشتغل في البيع والشراء، واتسعت تجارته وكبرت ، حيث كان يتعامل مع بعض التجار من الشقيري، واصبح له مكانة وشهرة تجارية على مستوى عيبان، فكثر منافسوه وحساده ، وواجه الكثير من المضايقات من منافسيه في هذا المجال، كما يحدث دوما بين اصحاب الحرفة الواحدة،واحس بالخطر لانه كان وحيدا شبه غريب في هذه البيئة ، فليس له من يسنده ويشد من عضده من اقرباء واعوان ، وكانت تلك الفترة فترة يسودها الكثير من الاضطراب والانفلات الامني،لذلك اضطر بعد فترة ان يصفي جميع اعماله التجارية في عيبان ، وقرر الانتقال الى مدينة صبيا عاصمة الدولة الحاكمة في تلك الفترة (الادارسة) لعله يكون الحال فيها افضل مما هو عليه هنا ، وكان معه من الاولاد زرعة ومسعود، حيث سبق وطلق امهم ، ولحقت باهلها ومعها ولدها الصغيرعلي، وكان مسعود حينها في التاسعة تقريبا،وقد الحقه والده في صبيا ببعض مدارس العلم المتوفرة في بعض مساجدها، ولكن لم يعش الاب طويلا حيث توفي رحمه الله في صبيا ودفن بها ، ومسعود يقارب الخامسة عشرة ، فاوصل اخته الى فيفا لتلحق بامها واخيها ،واما هو فقد بقي وحيدا في صبيا لا هم له الا مواصلة طلب العلم وتحصيله .
تعليمه:
كما ذكرنا عندما استقر والده في صبيا الحقه ببعض حلق العلم، والمدارس القائمة، ليقرأ القران الكريم ويتعلم مبادئ القراءة والكتابة، لمّا لاحظ عليه والده الرغبة القوية في طلب العلم، ولما رأى عليه من سيما الذكاء والفطنة، وامارات النجابة، حيث اكتشف انه يستطيع القرأءة والكتابة ولما يدخل المدرسة ،لانه من فرط شوقه وانجذابه لطلب العلم ، يحرص على متابعة كل طالب علم يقابله،ويحفظ معظم ما يسمع ، فما ان يسمع احد يقرأ في كتاب أو في مصحف الا وانصت اليه بكل حواسه، في اعجاب منقطع النظير حتى انه يكاد ينسى نفسه من فرط تركيزه ، فاذا ما مر بحلق التعليم في المسجد جلس وانصت وسمع ، واذا عاد الى بيته اعاد وكرر كثيرا مما سمع ، فلما لاحظ عليه والده ذلك أعجب به وانبهر، فحرص على الحاقه ببعض هذه المدارس ، فاقبل عليها بتعطش وشوق ، فما اسرع ما حفظ الكثير من سور القرآن الكريم ، ومن متون الحديث والفقه والتجويد، فلما توفي والده (رحمه الله) لم يعد يستطيع الاستمرار على ما كان عليه ، فبفقده فقد المعين والمتكفل بامور معيشته ، فحد ذلك من طموحاته وآماله ، بل اوقفها فلم يعد يستطيع مواصلة ما هو عليه ، فقد حاول وجاهد بقدر المستطاع ،ولكن لم يكن كما كان يود ولكنه مع ذلك قد نال حظا وافرا من العلم، جعله فيما بعد يعتمد على نفسه في تحصيل المزيد من العلوم ، وينمي قدراته بالقراءة في الكتب المتاحة امامه ، ولتلمسه الفرص المتاحة لمواصلة رغبته الجامحة في هذا السبيل ، ولو في غير هذا المكان، حيث سمع بان مدارس العلم في هجرة صعدة تعين طلاب العلم فيها، وتوفر لهم ما يلزمهم من اسباب الرزق، ليتفرغوا لطلب العلم وتحصيله ، فقرر السفر والانتقال اليها، ولكنه لم يستطع الظفر منها بما كان يؤمل ، وذلك لعدة امور منها تغير نمط الحياة عليه فيها ، ثم والامر الاهم اختلاف المذهب الفقهي الذي يتم تدريسه فيها على ما هو عليه ، مما اصابه بالاحباط وعدم الرغبة في البقاء ، وسرعان ما عاد الى مدينة صبيا دون كبير فائدة تذكر، ثم لم يلبث ان عاد الى فيفا الى حيث تقيم امه واخويه، الذي اصبح مسؤولا عنهم بعد موت والده ، وهكذا عاد وانقطع مؤقتا الى حين عن طلب العلم .
لما عاد الى فيفا كانت امه قد تزوجها قاسم بن مفرح الدفري، المعروف بقاسم سعيدة ، الاخ الاكبر للشيخ جبران بن سعيدة شيخ قبيلة الدفرة، وكان متعلما يقرأ ويكتب شيئا بسيطا، لذلك كان يصلي بهم ويخطب بعض الاحيان في جامع الفرحة بالدفرة ، فعاش مع امه وزوجها واخويه ، وعلم ان اخته الكبرى زرعة وكانت المقربة من ابيهم ، حيث كان الاب قد اطلعها على شيء من المال خبئه في سوق عيبان، لما انتقل منها الى مدينة صبيا ، خشية ان يؤخذ منه غصبا ، أو يتسبب في اللحاق الاذى به ان شوهد يحمله ، وليحفظه لمستقبل الايام وما قد تدعو الحاجة اليه لا سمح الله ، فلما عادت (زرعة) من صبيا بعد موت والدها (رحمه الله) وهي في طريقها الى فيفا، مرت بعيبان واستخرجت هذا المال وحملته معها ، وسلمته لوالدتها وزوجها (قاسم سعيدة )،واخبرتهما بحقيقته ، فلما عاد اخوها مسعود فيما بعد ، طالب بنصيبه من هذا المال ، ومكنه ذلك من شراء بيت العرين في الدفرة ومزرعة حوله ، فاستقر في هذا البيت واستصلح المزرعة ، وما لبث ان تزوج من الفاضلة مشنية بنت علي يزيد الداثري من اهل العقيلي.
وانشغل بالحياة وامور طلب الرزق ، ومع ذلك فشغفه بالعلم وتحصيله استمر ولم يفتر، فهو حلمه وعشقه الذي يسعى الى تحقيقه ،ولكن اضطراره الشديد الى الانغماس في مسؤليات الحياة، وتوفير اسباب المعيشة له ولزوجتة ولاولاده ، صرفه عن التفرغ لطلب العلم ، وكذلك لخلو محيطه من وجود طلبة علم يستطيع ان يجالسهم ، ولكنه مع ذلك يحرص دوما على اقتناء الكثير من الكتب متى ما وجد الى ذلك سبيلا ، فمن خلال اسفاره وبالذات في مواسم الحج، لا يعود الا محملا بالكثير منها، فكان يشتري بقدر طاقته المالية الكثير من الكتب العلمية ، ويقبل على مطالعتها بنهم وشوق ، واثناء وجوده في مكة والمدينة يكثر من التردد على مجالس العلم معظم اقامته فيها ، فتراه قبل الحج وبعده لايكاد يفارق هذه الدروس في الحرم الشريف والمسجد النبوي .
ثم لما عين فضيلة الشيخ علي بن قاسم قاضيا في فيفا ، وتم تكليفه من فضيلة الشيخ عبد الله القرعاوي بالاشراف على مدارسه في القطاع الجبلي ، رغب اليه بعض طلبة العلم ومنهم مسعود بن ماطر ، في ان يخصص لهم دروسا في الفقه واللغة والحديث وغيرها من العلوم الشرعية، فكان يجلس لهم من بعد صلاة المغرب عند بيته الرثيد في ذراع منفة من كل ليلة ، وكان مسعود من الملازمين والحريصين على هذه الدروس، والمداومين على حضورها، فلا يكاد يفوته درسا منها ،بل كان من اكثرهولاء الطلاب فهما واستيعابا ومناقشة ، لما هو عليه من قبل من غزيرعلم، وقوة فهم وكثرة اطلاع ، ورغبة جامحة في الاستزادة من التحصيل ، وقد استمرت هذه الدروس لما يقارب السبع سنين، وكان في هذه الفترة يتعلم ويعلم ، حيث كان حينها معلما في مدرسة الفرحة بالدفرة التابعة لمدارس الشيخ القرعاوي رحمه الله ، وهذا من اكبر الادلة على انه طالب علم حقيقي رحمه الله وغفرله.
حياته العملية :
لقد انغمس في الحياة العامة لظروف المعيشة وعدم توفر مصدر رزق آخر ، فعمل في الزراعة والحرث واتقنهما، وعمل في بناء البيوت بالحجارة ونجح في ذلك، فلما اتيحت له فرصة العمل في التعليم وهو حبه وهوايته ابدع وابدع ، حيث كانت اول مدرسة حقق فيها عشقه الاساسي في عام 1357هـ في عهد امير فيفا المبارك (رشيد بن خثلان ) رحمه الله ، الذي اتفق مع شيخ شمل فيفا علي بن يحي ومشايخ فيفا حينها رحمهم الله جميعا، على تشجيع كل طالب علم في افتتاح مدرسة في جهته، والزام الناس بارسال اولادهم لهذه المدارس، فعمت المدارس معظم جبال فيفا، وكانت مدرسة الفرحة احداها ، ومعلمها الوحيد هو مسعود بن ماطر، ونجحت هذه المدرسة وختم فيها الكثير من الطلاب القرآن الكريم ، واستمرت في عهد هذا الامير ومن بعده مع الامير مبارك الدوسري رحمهما الله ، ثم تفرق الطلاب واقفلت كمعظم هذه المدارس .
ثم احيت هذه المدرسة واستأنف العمل بها مرة اخرى في عام 1373هـ حينما تجدد افتتاحها ضمن مدارس فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي رحمه الله عندما كلف فضيلة الشيخ علي بن قاسم الفيفي قاضي فيفا حفظه الله، بالاشراف على مدارسه في القطاع الجبلي (فيفا وبني مالك ) وافتتاح منها ما يحتاج اليه ، فكانت مدرسة الفرحة من اكبر هذه المدارس وانشطها ، فقد التحق بها العديد من الطلاب من قبيلة الدفرة وقبيلة آل ظلمة وقبيلة العمريين، وكان يدرس فيها القرآن الكريم وعلومه من تجويد وتفسير وفقه وتوحيد وحديث، وقد استمرت تودي دورها الى ان انتهت هذه المدارس رسميا في حوالي عام 1379هـ واستفاد منها الكثير من الطلاب ومعظهم ختم القرآن الكريم كاملا.
لقد كان رحمه الله شعلة من النشاط في سبيل تعليم الناس، وكان نورا وضياءا في مجتمعه يقوم بتعليمهم امور دينهم، ويحثهم على الخير وينهاهم عن كل سوء ومنكر، ويأمهم في الصلاة ويخطب بهم في جامع الفرحة في الجمع والاعياد، ويتخلل مجالسهم بالكثير من المواعظ والارشاد والفتيا والتوجيه .
وكان مأذون الانكحة ،ويمارس الطب العربي ويعالج بالاعشاب والوصفات الشعبية، وكان يعاشر الناس بكل صدق وامانة ومحبه، فاحبوه ووثقوا به يتدخل بينهم فيما يصلحهم، ويزيل ما قد يفرق شملهم ، وكان يكل اليه القاضي معالجة الكثير مما يعرض في جهته من مشاكل وقضايا تحتاج الى التدخل بالاصلاح والتقويم، والسعي في حل ما يحتاج الى تدخل ونظر، ويعيّنه مشاركا فيما يتطلب من تعيين امناء، أو ما يحتاج فيه الى تقسيم حصص وتركات، أو تحديد حدود مختلف فيها، فكان ينهي الكثير منها بما يقتنع ويرضا به المتخاصمون .
وعلى العموم فقد كان يمارس حياته كعنصر ايجابي في مجتمعه ، ناجح في كل مجال عمل فيها، تقلب في هذه الحياة بين شد وجذب وحلو ومر، وروض نفسه على تقبل الحال الذي هي عليه، وحسب ظروف المعيشة واحوالها ، فمارس الزراعة التي يمارسها معظم الناس بكل جدارة واقتدار، وتملك بعض المزارع واستصلحها ونجح ايما نجاح ، تملك بيت العرين الواقع قرب المشرف ومزرعة حوله ، ثم باعه واشترى ارضا في قبيلة العمريين تسمى الركبة ، ثم اشترى ارضا ما بين العمريين والدفريين تسمى سعد، ثم باعها، واشترى ارض ما بين الدفرة والظلمي اسمها المخلة، وتوسع في شراء ما حولها ومنها نيد العقياء، وكان يستصلح هذه الاراضي ويحرثها ويقيمها على خير وجه.
ثم مارس البيع والشراء الذي اتقنه من خلال ما كان يرافق فيه اباه وهو صغير في عيبان ثم في صبيا ، ولما اغلقت مدارس الشيخ القرعاوي رحمه الله ، لتقلص دعم الدولة عنها لصالح مدارس وزارة المعارف الناشئة ، ومن ضمنها مدرسة الفرحة وكان معلمها قد كبرت سنه وقل حيله ، واعترته الكثير من الامراض والاسقام ، ولم يعد يقوى على ممارسة الحرث والزرع ،الذي يحتاج الى كثير من المشقة والجهد والتعب ، لذا فقد اتجه الى ممارسة التجارة الاقل جهدا ، فكان له دكان صغير في سوق النفيعة ، يبيع فيه انواع من المشبك والحلويات (الزنبطية) ، التي يجلبها من سوقي العارضة وعيبان، واستمر يمارسها برضى وطمانية، ممارسا حياته الاجتماعية والاصلاحية بكل اقتدار الى ان توفي رحمه الله واثابه.
كان قدوة عابدا تقيا كثير العبادة والحج والعمرة ، حج اكثر من تسعة مواسم، بعضها سيرا على الاقدام، وكان الناس يحرصون على رفقته في الحج ، فيكون لهم دليلا في الطريق وفي المناسك، لعلمه ولخبرته رحمه الله وتقبل منه، وجعل كل ما قدمه في موازين حسناته وغفران دنوبه.
حياته الاجتماعية:
تزوج عدة زوجات ورزق بالعديد من الابناء والبنات والاحفاد والاسباط وذلك على النحو التالي:
زوجاته :
1. مشنية بنت علي بن يزيد الداثري من اهل العقيلي رحمها الله .
2. عائشة بنت حسن محمد الدفري حفظها الله .
3. مريم بنت حسن آل خماش الظلمي حفظها الله .
له من الابناء والبنات حسب الترتيب في العمر :
• محمد رحمه الله .
• مريم رحمها الله .
• يحي (له ولدين واربع بنات)
• علي (له اربع ابناء وثلاث بنات)
• جبر رحمه الله.
• فاطمة تزوجها يحي بن حسن الظلمي رحمه الله (لهما ولدين وبنتين)
• عافيه تزوجها شيخ آل ظلمة حسين بن محمد الظلمي رحمه الله (لهما ثلاثة ابناء وابنتين).
• سلامة تزوجها احمد مفرح الظلمي (لهما ثمانية ابناء) .
رحم الله من مات وحفظ بحفظه الباقين وجعلهم صلة بر لوالديهم .

وفاته :
كانت له اسرة كبيرة واولاد صغار في السن،يحتاجون الى الكثير من النفقة ، وكانت امور المعيشة صعبة وشاقة، وفيها الكثير من المعاناة والتعب والنصب ، اشتغل كما ذكرنا مزارعا وبناء وفي عدة حرف ثم عمل في التعليم ، ثم في آخر حياته عمل في التجارة، وكل هذه المهن تتطلب الكثير من العناء والجهد والشقاء ، وفي التجارة كان لا بد له من السير لساعات طويلة سواء الى سوق العارضة أو سوق عيبان أوالصعود الى سوق النفيعة، والدخل محدود لا يكاد يغطي الاساسيات ، ولا تتوفر التغذية المناسبة لمقابلة الجهد المتواصل والعمل الدؤوب ، مما تسبب له في النهاية بسوء التغذية وتعثر صحته مما اصابه بمرض اقعده طريح الفراش، وحاول طلب العلاج ولكنه كان شحيحا ومعدوما ، فما لبث ان توفي رحمه الله، وذلك في صيف عام 1384هـ وهو يناهز الستين من العمر رحمه الله رحمة واسعة، وغفر له ولوالديه ولجميع المسلمين، وغفر الله لنا ولكم ولوالدين ووالديكم ، ووفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محبكم /عبد الله بن علي قاسم الفيفي / ابو جمال
الرياض في 28/11/1431هـ
ملحوظة: الشكر والتقدير لمن زودني بمادة هذه السيرة العطرة الاخ الكريم يحي بن مسعود ماطر الشراحيلي الفيفي.


نقله لكم هنا بالمنتدى
اخوكم / عابرسبيل


 
 توقيع : عابرسبيل

للتـوآصل
تَوَاضَعْ تَكُنْ كالنَّجْمِ لاح لِنَاظـِـــرِ . على صفحـات المــاء وَهْوَ رَفِيــعُ
ولا تَكُ كالدُّخَانِ يَعْلُـــو بَنَفْسـِـــهِ . على طبقــات الجـوِّ وَهْوَ وَضِيــعُ
(`*•.¸(`*•.¸ A ¸.•*´)¸.•*´)
˜”*°•˜..♥..(-->♥ عابرسبيل♥<-- )♥..˜ •°*”˜
(¸.•*´(¸.•*´ A `*•.¸)`*•.¸)
تقييم منتديات قبيلة ال شراحيل بفيفاء


زوروني هنا
مواضيع : عابرسبيل



رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



Loading...


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
SEO by vBSEO sh22r.com