02-19-2013, 01:44 AM | #1 |
|
الطائر المهاجر الى الشرق
ملكتْ قلبَهُ دهشةً كبيرةً !! خانته بقايا الكلماتِ ، بعدَ أن ماتَ الصوتُ في الأعماقِ قبل أن ينطقَ بكلمةٍ ، حينَ وجدَ أملَهُ ماهوَ إلا سراباً خاطتْهُ إبرةُ أحلامِه ، وتبددتْ أشواقُه المتلهفةُ ومضتْ لحظاتُ الصدمةِ ثقيلةً كيف سيستعيدُ توازنَهُ ليحلّقَ من جديدٍ ؟ طائرٌ مهاجرٌ ودّعَ عالمَهُ القديمَ ؛ يبحثُ عن موطنٍ جديدٍ يحتضنُ ما يحملُه قلبُه الصغيرُ ، عقيدةً يضجُّ بها فؤادُه وينضمُّ إلى سربٍ ، ليتآزرَ بهم في رحلتِه الجديدةِ . ألقى الطائرُ ناظرَيه إلى الترابِ وذهبَ بخياله بعيداً ؛ يبحثُ عن مرسى لأحزانِه المتدفقةِ فما رآهُ من حالِ القومِ بعدَ أن حطّ رحالَهُ في ديارِهم يندى له الجبينُ ، ومآلُهُ لا يُحمَدُ عقباه خيّمَ صمتٌ حزينٌ عليهِ ؛ فقلبُهُ جريحٌ مما رآهُ فقد أتى فاراً بدينِه ؛ يبحثُ عن مأوى يلوذُ بهِ . لكن !! .. اخترقَ تفكيرَهُ صوتَ صاحبِهِ بعدما رأى هولَ الصدمةِ على محيّاه مفسراً له ما جرى في ديارِ الإسلامِ . فئةٌ كثيرةٌ منهم أضاعتْ فهمَ الدينِ ، وغفلتْ عنهُ وحملتِ اسمَ الدينِ دونَ رسمِهِ ، لهثتْ خلفَ سرابٍ خدعها به أعداؤها ، رسموا لها السعادةَ في الثيابِ واللهوِ والطربِ ، والعلمِ المجرّدِ من روحِ الإسلامِ ، فحصدتْ أشواكاً ، في كل يوم تشعر بألمها .. وفي كل يوم تشعرُ بوخزِها ، وتمزقُ جسدها ولكن دونَ جَدوى ، فالأنفسُ والأرواحُ ما زالتْ غافيةً فهي لا تدري إلى أينَ ستصلُ ، ولا تريدُ أن تدري! أثقلتْها أغلالُ الأرضِ ، وأردتْها صريعةً ، مُحيتْ عنها صورةُ الحقيقةِ بغبارِ النكسةِ ، وصوّرتْ لها الحياةُ كما يريدُ أعداؤها _المتربصون بها_ ومُنعَ النورُ أن يصلَ إليها ، وظلّ المخرّبون يحاولونَ ذبحَ روحِها . لبثَ المهاجرُ صامتاً ؛ فقد كانَ ينظرُ إلى ما حولًه باستغرابٍ !. فليستِ الحياةُ أن تعيشَ الأمةُ للحياةِ فقطْ ، دونَ النظرِ إلى عاقبةِ الأمورِ . فليس العيشُ لأجلِ المالِ وجمعهِ ، ولا للهوِ والعبثِ بالمالِ فلن تجنيَ منها إلا الشقاءَ ؛ لانها بحثتْ عنِ السعادةِ بالطريقةِ الخاطئةِ ، فنسيًتْ مفتاحَها ، ففتحتْ بابَ البؤسِ عليها . هكذا أحسَّ الطائرُ المهاجرُ بالآهاتِ المنبعثةِ منَ الشارعِ المسلمِ أحسها والألمُ يعتصرُ فؤادَه الكسيرَ مما رأى . فمتى تُورِقُ الطرقاتُ ، وتشرقُ شمسُ الإسلامِ من جديدٍ ؟ عادَ بذكراهُ إلى ماقرأًهُ في كتبِ السيَرِ رغمَ حداثةِ إسلامِهِ ؛ ليستلهمَ منها القوةَ ، فيبعثَ الأملَ في تغييرِ الواقعِ ، ويستشعرَ عظمةَ الدينِ الذي اعتنقَهُ . كأنّ الصدمةَ أيقظتْ فيه روحَ التفاؤلِ والأملَ بعودةِ الأمةِ إلى سابقِ عهدِها لأنه لا يصلحُها إلا ما أصلحَ أولها الذين حملوا عقيدتَهم وطبقوها كما جاء بها نبيُّهم ، ففازوا وسادوا العالمَ بها . فتعالتْ من جديدٍ خفقاتُ الأمنيةِ في قلبهِ رغمَ محنةِ القومِ ، فمعالمُ الطريقِ بدأتْ تتّضحُ لديه أكثر وراح يبحثُ عن حقيقةِ الإسلامِ الذي أعطى الصحابةَ الكرامَ كلَّ تلكَ القوةِ ، وتلكَ العظمةِ والعزةِ . فتابعوا معنا بقيّةَ الحلقاتِ لنعيشَ معهُ لحظاتِ رحلتِهِ في البحثِ عنِ الحقيقةِ الكبيرةِ لهذا الدينِ ، في زمنِ الهوانِ . فلا بدَّ للحقِّ أن يعلوَ مهما طغى الباطلُ وتعاظمَ |
|
02-19-2013, 04:08 PM | #2 |
|
رد: الطائر المهاجر الى الشرق
يّعطٌيّك ألعٱفُيّة .. على ألطٌرحً ألرٱٱٱئع
مٱنٌنٌحًرم منٌ جَدُيّدُكـ ألمميّز تُقَبّل مروِريّ ألبّسًيّطٌ بّمتُصِفُحًك ٱلأنٌيّقَ وِألبّدُيّع أمنٌيّٱتُيّ لكـ بّدُوِٱم ٱلتُألقَ وِألٱبّدُٱع |
|
02-23-2013, 05:50 PM | #4 |
|
رد: الطائر المهاجر الى الشرق
طرح جميل و رااائع
يسلمووو على الانتقاء الراقي بنتظار جديدك ب شوق |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|