06-05-2013, 08:37 AM | #1 |
مجلس الادارة
|
تذوق النص القرآني
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته القرآن معجزة محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام الخالدة الى يوم الدين ومعنى خالد أي أنه لم يتصف بالآنية كما هي معجزات الرسل الأخرين فمثلا معجزة سيدنا عيسى عليه السلام انتهت بمجرد رفعه للسماء وكذلك معجزة سيدنا موسى العصا انتهت بموته إلا إن القرآن خالف هذه المعجزات بكونه ابدي وخالد حتى يرث الله تعالى الأرض ومن عليها والنص القرآني ايها الاخوة فيه من العذوبة والطلاوة ما لا يستطيع احد انكاره ..كيف وهذا الوليد بن المغيرة اعتى كفار قريش وأشد المحاربين للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام .. هذا الوليد يصف القرآن بوصف ما زالت الألسن تتداوله حتى اليوم ... إذ يقول : " سمعت من محمد انفا كلاما ما هو بكلام بشر ، والله إن اعلاه لمثمر ، وإن اسفله لمغدق ، وإن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة " تأمل الوصف الوليدي السابق تجده برغم أنه خرج من فم كافر إلا أنه صحيح وأصاب كبد الحقيقة ، نعم إنه القرآن العظيم !!!! القرآن ايها السادة كما تعلمون تحدى بلغاء العرب ، وكان التحدي على مراحل فأولها : تحداهم أن يأتوا بمثله ثم تحدى أن يأتوا بعشر سور وثم تحداهم أن يأتوا بسورة ولم يستطع أحد أن يقف أمام هذا التحدي القائم إلى الآن القرآن ابو البيان والبلاغة ، فبغض النظر عن كونه دستور حياة ومنهجا تشريعيا ينظم الحياة جاء ايضا حافلا ببيان عذب ولفظ رشيق تحار العقول فيه وسأحاول في هذا الموضوع أن نقف أمام بحر القرآن البياني لنرتشف من ماءه العذب وسأحاول الوقوف عند بعض الايات المعجزة - وكل القرآن معجز- والتي فيها اعجاز لغوي أي أني سأتطرق للحديث عن الجانب الاعجازي من حيث اللغة لأننا كما نعلم هناك اعجاز علمي وعددي الخ من هذه المعجزاتالوقفة الأولى : في قوله تعالى في الآية 9 من سورة البقرة في معرض حديثه عن المنافقين: ( يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم ) تأملوا اللفظتين التاليتين اللتين وردتا في الآية الكريمة وهما : يخادعون + يخدعون ترى ما الفرق بينهما وما هو وجه الاعجاز اللغوي ربما أن احدكم سيقول : لا اجد كبير اختلاف في معنى يخادعون ومعنى يخدعون أما الحقيقة فتقول يا اخوة أن هناك فرقا بحجم بعد قارة اسيا عن أمريكا كيف ذاك إذن ؟ يقول علماء التصريف في اللغة أن الفعل المجرد يختلف عن المزيد ... وأن المزيد عندما أزيد فيه الحرف او الحرفان او الثلاثة لم تأت هذه الزيادة عن فراغ بل إن هناك معنى جديدا تضيفه هذه الزيادة .... وسأبسط لكم الصورة أكثر يخادعون + يخدعون = كلا اللفظين يعود لنفس الجذر وهو ( خدع ) وهو ماض ثلاثي وعندما جاء الله تعالى بلفظة يخادعون فأنه زاد بحرف على الفعل المجرد فجاء على وزن ( فاعل ) أي : خدع .... خادع ______ اذن هو مزيد بحرف على وزن فاعل ... والمزيد إذا أزيد فإنه يأت بمعاني جديدة منها مثلا التكلف أو الزيادة أو التكثير ألخ ... وهذا تجدونه في علم الصرف إن اردتم الاستزادة حسنا لنعد الى قصة وضع اللفظتين بهذا الترتيب وبهذا الختلاف في الاشتقاق يتحدث الله هنا في هذه الاية عن المنافقين في المدينة زمن الرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام فالمعنى الذي يؤديه ( يخادعون ) غير ذات المعنى الذي يؤديه ( يخدعون )... وجه الاعجاز أنه لو قال تعالى مثلا : ( يخدعون الله ) بدلا من ( يخادعون الله ) لبطل الاعجاز في كونهم انهم يخدعونه اصلا لو قال ( يخدعون ) فعندما قال ( يخادعون ) اعجاز رباني بأنه تراءى لهم أنهم يخدعون الله وليسوا بخادعيه على وجه الحقيقة |
|
06-08-2013, 02:46 AM | #3 |
|
رد: تذوق النص القرآني
جزاك الله خير
لا حرمك الله اجرها في الدارين نتطلع الى المزيد من اطروحاتك بَارك الله فيك ونفع بك |
|
06-10-2013, 06:45 AM | #6 |
|
رد: تذوق النص القرآني
جزاك الله خير وبارك الله فيك
ووفقك الله إلا كل ما هو خير إحترامي وتقدير على عطائك وروعة وجمال طرحك |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|