أريد الزواج فزوجوني.

عندما كان الرجال في زمن ما قبل العصر (الحجري ) كان

العالم يسير وكأنه مجتمع رجالي خالص ، لا تتلون الرجولة

بغير لونها الحقيقي ، وسماتها الخاصة بها ، فلا ترى

( أشابه الرجال ) ولا تسمع بهم ، والنساء نساء فقط لم

( يسترجلن ) ولم ( يتسلطن ) فكن يحظين برجال بعلامة

كاملة من صفات الرجولة ، وهن يحملن صفات الأنوثة

والأمومة والتبعية للرجال ، فلا يوجد في المجتمع عانسات ،

فمتى ما اكتملت أنوثة الأنثى قرر وليها ترقيتها لدرجة مربية

أجيال ، وفي المقابل الجميع يبارك ذلك القرار ويقبل به ..

وكان في ذلك الزمن الجميل ( رحمه الله ) المهر 7000

ألاف ريال و يقام عرس ولا في الأحلام ، الضيوف خمسة

رجال ويسوقون معهم ذبيحة واحدة وقارورة سمن ، وربع

كيلو سكر، وأقل من ذلك شاي ، ونصف صاع طحين ويقام

عرس ينتهي قبل صلاة العشاء ، وفي صباح اليوم التالي

تنتقل العروس لبيت زوجها وتقوم أسرة بسيطة دون تكلف

أو معاناة ..!!

واستمر الحال حتى أتى أشباه الرجال ( قبحهم الله ) وأعطوا

الولاية للنساء وقبعوا تحت ولايتهن دون خجل ، ليعلنوا بذلك

موت الرجال وانقراضهم ليسود عصر جديد من عصر

(الفرعونيات ) اللاتي تشبعن من الحياة وامتلأن بالعُقد

النفسية والأوهام ، فبدأن في ممارسة السيطرة على المجتمع

، فكان أول الضحايا الرجولة بصفة عامة ، وبناتهن بصفة

خاصة ، فهن يتحكمن ويتشرطن ويغالين في المهر والطلبات

التي تشبه المعجزات ، حتى وصلت الأمور أن يكون فساتين

بناتهن مستورد خاص من خارج البلاد لهذه المناسبة

،ويجلبن مغنيات وراقصات لم يخلق مثلهن في

(الفساد والانحطاط ) وأمور تُخجل لا يليق ذكرها هنا فالمقام

أكبر من أن تقال ..!! البيوت ممتلئة وتعج بالعوانس

البريئات اللاتي غُلبن على أمرهن وحرمن من أبسط حقوقهن

( رجال يستترن بهم ) ..!! هناك أباء ما زالوا رغم قلتهم

(رجال ) يبحثون لبناتهم عن أزواج وبدون مقابل من المهر

فهم يبحثون عن ستر بناتهم وتقبَل أبنته بهذا القرار وتقبِّل

رأس أبيها وتدعوا له ، وفي المقابل أشباه رجال غالوا في

مهور بناتهم (ولهفوه) دون خجل وما زال بناتهم يدعين

عليهم في حياتهم وبعد الممات ..!!

وهناك نماذج حية تستحق الذكر والشكر وترفع فوق

الرؤوس ، وتقدم قبل الصفوف ، أذكر منهم

أحد الآباء قرر الخطبة لابنته المعلمة وكان من ضمن

عروضه أن ابنته ستتكفل بالبيت والمصروف وجميع الأمور

المالية مقابل إتمام الزواج بهذا الشاب ، فلله دره من رجل

عفيف وأمين على أمانته ومتفهم لواجبه الشرعي

في الولاية ..

وآخر يزوج بدون مهر ولكن يطلب مؤخر من المهر

ليضمن عدم التلاعب واستغلال هذا التصرف الكريم ..

وآخر يقول خذ زوجتك ولا أريد منك ريالا ومهر ابنتي لها إن

شاءت أخذته أو عفت عنه ، بعد أن حدد مهر زهيد ومؤخر

أكبر ..

وهناك قبائل سنت نظام لقبائلها ووضعت شروطا

ملزمة لقبائلها بمهر قليل مقصَّد على سنوات طويلة ،

واختصارا في مناسبة الزواج فلا يتجاوز المهر 30 ألف

على ثلاث سنوات ومناسبة العرس لا تتجاوز 5000 ألاف

ريال فبارك الله فيهم وفي مشائخهم وأعيانهم وأشد على

أيديهم وأوصي القبائل الأخرى بالاقتداء بهم ..

فمنذُ تطبيق تلك القبائل لهذه الاتفاقيات إلا وظهرت بوادر

العمل الجماعي المسؤول فقلت نسبة العوانس في المجتمع ،

وزالت أسباب الإحجام عن الزواج بين الشباب .. يا أشباه

الرجال أي رجولة تنشدون ..؟؟ وأي شرف تبتغون ..؟؟ إما

أن تعودوا لرجولتكم ، أو أن تتنحوا عن ولايتكم ،فأنتم لستم

أهلاً للولاية فقد خنتم الأمانة ، وظلمتم من تحت أيديكم وأنتم

تحت مذلة نسائكم وسيطرتهن تقبعون ، وبأمرهن تتصرفون

فليس لكم كلمة إلا بعد قولهن ،ألا تستحون ؟؟ ألا تخجلون ؟؟

شوهتم قيم الرجولة والشهامة والشجاعة ومرختموها

بالتراب ..!!

والله أن الموت أهون لكم مما أنتم فيه من المذلة ..!!

واحد منكم أتفق على جميع الشروط ووافق عليها

ووقت التنفيذ تنصل منها وقال وبدون خجل : لم أستطع

السيطرة على أهل بيتي فأنا أعتذر منكم وأسحب كلمتي

السابقة وأحيلكم لأم العيال للتفاهم معها ..!! أي معارة بعد

هذه التصرفات المشينة التي يندى لها الجبين ويتصبب منها

خجلا واسفا .. كان الله في عونكن أيتها العفيفات اللاتي

تردن الستر والعفاف ،وللأسف أشباه الرجال سلموكن بدم

بارد وبدون مسؤولية لناقصات العقل والدين فحرمتن نعمة

الأزواج الصالحين والذرية الطيبة ..!! همسات ..!!

هناك أباء اقاموا أعراساً خيالية في التكاليف وأعداد المعازيم

وكثرة الذبائح التي ملأت القمامات فهل سمعتم من يذكرهم

بخير ويثني على صنيعهم بل الجميع يصفهم بالحمقى

والمتكبرون والباحثون عن السمعة وتكميل النقص الذي

فيهم ..!!

وهناك أباء كسروا كبرياء المجتمع المتعجرف

وعاداته المتصنعة في الكرم والتباهي، فأقام مناسبة بسيطة

واقتصرها على أهل العروسين في بيته فهل سمعتم من

ينتقدهم أو يصفهم بالبخل والتعالي غير أولئك المنحرفون

عن الدين والعادات والقيم السوية فلا يستحقوا أن نلتفت لهم

فهم حثالة المجتمع وشوائب التقليد الأعمى ودعاة التكبر

والتبذير..!!

يامن خان أمانة ولايته ..!! الأمر ليس بهذه

السهولة فهذه أمانة ستسأل عنها يوم القيامة ولن ينفعك أم

العيال والعادات الجاهلية التي لم ينزل الله بها سلطانا ، بل

أمرك بتزويج من تعول ممن ترضى دينه وخلقة ولم يقيدك

بمهر أو قبائل أو قرابة معينة أو عادات ، وتذكر وقوفك بين

يدي الله وابنتك معلقة برقبتك وترغب في الاقتصاص منك ،

فهي لا تريد مهراً بل تريد زوجاً ، وهو من أبسط حقوقها ،

فإن كنت تبحث عن التجارة فبيعك للدجاج أشرف من بيع

ابنتك والتكسب فيها ، وإن كنت تريد الشرف والسمعة الطيبة

لنفسك فليس على حساب ابنتك بل بنيله بمجهودك وعملك

الصالح بين الناس والقدوة الصالحة لغيرك .. أترككم في

رعاية الرحمن وكلي (أمل) أن يجد ما كتبت موضع اهتمامكم

وشديد حرصكم ، قبل أن تذهب الرجولة دون رجعة ،

ونتحول لأشباه رجال يقدننا المسترجلات اللاتي لا دين لهن ،

وعقولهن خاوية ، وتصبح بناتنا موضع مناقصات وتحديات

ومفاخرة بينهن كمزاين الأبل .. وكلي (ألم ) على حالنا

عندما يتلوث شرف أحدنا ( لا قدر الله ) فيبحث عمن يستر

عوره فلا يجد من يقبل على نفسه الارتباط بها ..!! فتصبح

فاسدة ومحطمة وأسيرة ذلك الخطأ الذي اقترفته بسبب

تفريطنا في أوجب الواجبات وأولى الأولويات ، فتصبح

وصمة عار في جبين القبيلة كلها، وينعت المجتمع بأبشع

الالفاظ بسبب ذلك المفرط في أمانته ..!!

في ستر الله وفيما يرضي الله يا أحبتي ،

ألتقيكم بإذن الله قريباً .. في أمان الله ..

للامانة منقول من منتدى طلان
ولم انقص منه سوى كلمة بقلمي
ولم ازد عليه حرفاً واحداً
وهو للعضو الكاتب القدير (العليلي الحر)
فله منا كل التقدير والاحترام على ما خطته يمينه

عابرسبيل