08-07-2013, 03:24 PM | #1 |
مجلس الادارة
|
السورة الجامعة سورة الزلزلة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السورة الجامعة سورة الزلزلة إنَّ كتاب الله تعالى فيه الدواء لمن أراد الشفاء ، وفيه العلوم لمن أراد المعرفة ، من حفظ حروفه واستقام على ما فيه وتدبر معانيه كان له الفلاح في الدنيا والآخرة " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى " " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم " ؛ سورة في القرآن العظيم من أعظم سور القرآن فيها تخويف وترهيب ووعظ وترغيب ، فيها الآية الفاذَّة الجامعة " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مقال ذرة شراًّ يره " ... إنها سورة الزلزلة . جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : يا رسول الله أقرئني ، قال له : " اقرأ ثلاثاً من ذوات الم " فقال له الرجل : كَبُر سني ، واشتدَّ قلبي وغلظ لساني . قال " فاقرأ من ذوات حم " فقال : مثل مقالته الأولى ؛ فقال : " اقرأ ثلاثاً من المسبّحات " فقال مثل مقالته؛ فقال الرجل : ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة ، فأقرأه : " إذا زلزلت الأرض زلزالها " حتى إذا فرغ منها ؛ قال الرجل : والذي بعثك بالحق نبياًّ لا أزيد عليها أبداً ، ثم أدبر الرجل فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " أفلح الرويجل ، أفلح الرويجل " رواه الإمام أحمد و أبو داود والنسائي . " إذا زلزلت الأرض زلزالها و أخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان مالها يومئذ تحدِّث أخبارها بأن ربك أوحى لها يومئذ يصدر الناس أشتاتاً لِيُرَوا أعمالهم فمن يعمل مال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثال ذرة شراً يره " سورة عظيمة المباني كثيرة المعاني فيها العبرة والعظة ، فيها التذكير والتخويف . ابتدأت بشيء من أهوال يوم القيامة وأحوالها حيث تتزلزل الأرض وتضطرب وتتحرك حركة قوية عظيمة " إن زلزلة الساعة شيء عظيم " لا توصف ولا تدرك بالعقول ؛ زلزلة يتبعها أن تسير الجبال وتسجُّر البحار وتنفطر السماء وتنتثر الكواكب " وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة فيومئذ وقعت الواقعة " " إذا رجت الأرض رجاًّ وبست الجبال بساً فكانت هباء منبثاً " هذه الجبال الغلاظ العظام الرواسي الصلاب تصير مثل الصوف تتطاير " وتكون الجبال كالعهن المنفوش " " وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب " ثم من جرَّاء تلك الزلزلة العظيمة القوية أن تخرج الأرض أثقالها ؛ قال الله تعالى : " و أخرجت الأرض أثقالها " تخرج الأرض ما فيها من الكنوز و الأموات " و إذا الأرض مُدَّت و ألقت ما فيها وتخلت و أذنت لربها وحقت " . روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة ، فيجيء القاتل فيقول : في هذا قتلت ، ويجيء القاطع في هذا قطعت رحمي ، ويجيء السارق فيقول : في هذا قطعت يدي ، ثم يَدَعونه فلا يأخذون منه شيئاً " ثم لهول هذه الزلزلة العظيمة يقول الإنسان مستنكراً أمر الأرض بعد ما كانت ساكنة قارة " وقال الإنسان مالها " فأما الكفار فيقولون " يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا " فيجيبهم أهل الإيمان " هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون " ثم الشأن أن الأرض تحدِّث عما عُمل عليها من خير أو شر بأمر ربها " يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها " فهي من جملة الشهداء ؛ روى أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية " يومئذ تحدث أخبارها " قال : أتدرون ما أخبارها ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد و أمة عما عمل على ظهرها أن تقول : عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا . فهذه أخبارُها " . ثم قال الله تعالى مبيناً حال الناس يوم القيامة يرجعون عن موقف الحساب أنواعاً متفرقين بين شقيٍّ وسعيد ، بيض الوجوه آمنين ، سود الوجوه فزعين ، كل زوج مع زوجه يصدرون من كل ناحية " ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون * و أما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون " يصدر الناس يوم القيامة ليريهما الله أعمالهم " فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره " " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تُظلم نفس شيئاً ، و إن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين " " إن الله لا يظلم مثقال ذرة و إن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً " . *** فهذه السورة الكريمة سورة الزلزلة تذكرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد موعظة عظيمة تدعو المسلم إلى ما فيه نجاتُه يوم القيامة ، الإيمان والعمل الصالح ، تحلَّ أيها المسلم بمراقبة الله ولا تعص الله على أرض الله ولا تحتقر شيئاً من الذنوب ففي الحديث " إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل فيهلكنه " واعمل الخير وداوم عليه ولا تحتقر منه شيئاً . وفي الحديث : " اتقوا النار ولو بشق تمرة " لا تحقرنَّ من المعروف شيئاً ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط " فهذه السورة الجامعة ترشد المسلم إلى كل خير وتحذِّر من كل شر . نسأل الله تعالى أن ينفعنا بها و أن يرفعنا بالقرآن ويبارك لنا فيه . |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|