العودة   -*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*- > °●φ¸¸.» اقسام الاسرة والمجتمع «.¸¸φ●° > 【 مـنـتـدى الاسرة 】
【 مـنـتـدى الاسرة 】

قضايا وحلول لحياتنا الاسرية

التسجيل روابط مفيدة

الملاحظات

الإهداءات


المرأة والأسرة والوظائف العامة

【 مـنـتـدى الاسرة 】


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-05-2013, 04:03 PM   #1
مجلس الادارة


الصورة الرمزية ام ياسر
ام ياسر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1878
 تاريخ التسجيل :  Jun 2012
 أخر زيارة : 09-03-2020 (09:44 PM)
 المشاركات : 54,004 [ + ]
 التقييم :  637
 SMS ~
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي حِرْزِكَ وَحِفْظِكَ وَجِوَارِكَ وَتَحْتِ كَنَفِك.
 اوسمتي
المراقبة المميزة .  مراقبة القسم المميز  أوفياء المنتدى  وسام العطاء 
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي المرأة والأسرة والوظائف العامة



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المرأة والأسرة والوظائف العامة

أكره البيوت الخالية من رباتها! إن ربة البيت روح ينفث الهناءة والمودة في جنباته ويعين على تكوين إنسان سوي طيب.. وكل ما يشغل المرأة عن هذه الوظيفة يحتاج الى دراسة ومراجعة...
والى جانب هذه الحقيقة فإني أكره وأد البنت طفلة، ووأدها وهي ناضجة المواهب مرجوة الخير لأمتها وأهلها.. فكيف نوفق بين الأمرين؟.
لنتفق أولا على أن احتقار الأنوثة جريمة، وكذلك دفعها الى الطرق لإجابة الحيوان الرابض في دماء بعض الناس...
والدين الصحيح يابى تقاليد أمم تحبس النساء، وتضيق عليهن الخناق وتضن عليهن بشتى الحقوق والواجبات، كما يأبى تقاليد أمم أخرى جعلت الأعراض كلأ مباحا، وأهملت شرائع الله كلها عندما تركت الغرائز الدنيا تتنفس كيف تشاء...
يمكن أن تعمل المرأة داخل البيت وخارجه، بيد أن الضمانات مطلوبة لحفظ مستقبل الأسرة ومطلوب أيضا توفير جو من التقى والعفاف تؤدي فيه المرأة ما قد تكلف به من عمل..
إذا كان هناك مائة ألف طبيب أو مائة ألف مدرس فلا بأس أن يكون نصف هذا العدد من النساء والمهم في المجتمع المسلم قيام الآداب التي أوصت بها الشريعة، وصانت بها حدود الله، فلا تبرج ولا خلاعة، ولا مكان لاختلاط ماجن هابط، ولا مكان لخلوة فأجنبي «تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون»..(30).
على أن الاساس الذي ينبغي أن نرتبط به أو نظل قريبين منه هو البيت، إني أشعر بقلق من ترك الأولاد للخدم أو حتى لدور الحضانة.
إن أنفاس الأم عميقة الآثار في إنضاج الفضائل وحماية النشء.
ويجب أن نبحث عن ألف وسيلة لتقريب المرأة من وظيفتها الاولى وهذا ميسور لو فهمنا الدين على وجهه الصحيح، وتركنا الانحراف والغلو..
أعرف أمهات فاضلات مديرات لمدارس ناجحة، وأعرف طبيبات ماهرات شرفن أسرهن ووظائفهن وكان التدين الصحيح من وراء هذا كله..
وقد لاحظت أن المرأة اليهودية شاركت في الهزيمة المخزية التي نزلت بنا وأقامت دولة إسرائيل على أشلائنا، إنها أدت خدمات اجتماعية وعسكرية لدينها.
كما أن امرأة يهودية هي التي قادت قومها، وأذلت نفرا من الساسة العرب لهم لحي وشوارب في حرب الأيام الستة وفي حروب تالية..!
وقد لاحظت في الشمال الأفريقي وأقطار أخرى أن الراهبات وسيدات متزوجات وغير متزوجات يخدمن التنصير بحماس واستبسال!.
ولعلنا لا ننسى الطبيبة التي بقيت في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وهي تهدم على رءوس أصحابها وتحملت أكل الموتى من الحيوانات والجثث، ثم خرجت ببعض الأطفال العرب آخر الحصار لتستكمل معالجة عللهم في انجلترا..
إن هناك نشاطا نسائيا عالميا في ساحات شريفة رحبة لا يجوز أن ننساه لما يقع في ساحات أخرى من تبذل وإسفاف.
وقد ذكرني الجهاد الديني والاجتماعي الذي تقوم النساء غير المسلمات به في أرضنا أو وراء حدودنا، بالجهاد الكبير الذي قامت به نساء السلف الأول في نصرة الإسلام.
لقد تحملن غربة الدين بشجاعة، وهاجرن وآوين عندما رضت الهجرة والإيواء، وأقمن الصلوات رائجات غاديات الى المسجد النبوي سنين عددا، وعندما احتاج الأمر الى القتال قاتلن.
وقبل ذلك أسدين خدمات طبية ـ أعن في المهام التي يحتاج اليها الجيش ـ.
وقد ساء وضع المرأة في القرون الأخيرة، وفرضت عليها الأمية والتخلف الإنساني العام...
بل إنني أشعر بأن أحكاما قرآنية ثابتة أهملت كل الإهمال لأنها تتصل بمصلحة المرأة، منها أنه قلم نالت امرأة ميراثها، وقلما استشيرت في زواجها!.
وبين كل مائة ألف طلاق يمكن أن يقع تمتيع مطلقة.. أما قوله تعالى «وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين»(31) فهو كلام للتلاوة..
والتطويح بالزوجة لنزوة طارئة أمر عادي، أما قوله تعالى «وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها...»(32) فحبر على ورق..
المرأة أنزل رتبة وأقل قيمة من أن ينعقد لأجلها مجلس صلح! إن الربة في طردها لا يجوز أن تقاوم..!!
وقد نددت في مكان آخر بأن خطيئة الرجل تغتفر أما خطأ المرأة فدمها ثمن له!!.
وقد استغل الاستعمار العالمي في غارته الأخيرة علينا هذا الاعوجاج المنكور، وشن على تعاليم الإسلام حربا ضارية! كأن الإسلام المظلوم هو المسئول عن الفوضى الضاربة بين أتباعه..
والذي يثير الدهشة أن مدافعين عن الإسلام أو متحدثين باسمه وقفوا محامين عن هذه الفوضى الموروثة، لأنهم ـ بغباوة رائعة ـ ظنوا أن الإسلام هو هذه الفوضى! والجنون فنون والجهالة فنون!!.
إن الأعمدة التي تقوم عليها العلاقات بين الرجال والنساء تبرز في قوله تعالى: «لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض»(33) وقوله: «من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون»(34).
وقول الرسول الكريم: «النساء شقائق الرجال».
وهناك أمور لم يجئ في الدين أمر بها أو نهي عنها، فصارت من قبيل العفو الذي سكت الشارع عنه ليتيح لنا حرية التصرف فيه سلبا وإيجابا.
وليس لأحد أن يجعل رأيه هنا دينا، فهو رأي وحسب!.
ولعل ذلك سر قول ابن حزم. إن الإسلام لم يحظر على امرأة تولى منصب ما، حاشا الخلافة العظمى!.
وسمعت من رد كلام ابن حزم: بأنه مخالف لقوله تعالى: «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم...»(35) فالآية تفيد ـ في فهمه ـ أنه لا يجوز أن تكون المرأة رئيسة رجل في أي عمل!.
وهذا رد مرفوض والذي يقرأ بقية الآية الكريمة يدرك أن القوامة المذكورة هي للرجل في بيته، وداخل أسرته..
وعندما ولي عمر قضاء الحبسة في سوق المدينة للشفاء، كانت حقوقها مطلقة على أهل السوق رجالا ونساء، تحل الحلال وتحرم الحرام وتقيم العدالة وتمنع المخالفات...
وإذا كانت للرجال زوجة طبيبة في مستشفى فلا دخل له في عملها الفني، ولا سلطان له على وظيفتها في مستشفاها..
قد يقال: كلام ابن حزم منقوض بالحديث «خاب قوم ولوا أمرهم امرأة»..
وجعل أمور المسلمين الى النساء يعرض الأمة للخيبة فينبغي ألا تسند اليهن وظيفة كبيرة ولا صغيرة...
وابن حزم يرى الحديث مقصورا على رياسة الدولة، أما ما دون ذلك فلا علاقة للحديث به...
ونحب أن نلقي نظرة أعمق على الحديث الوارد، ولسنا من عشاق جعل النساء رئيسات للدول أو رئيسات للحكومات! إننا نعشق شيئا واحدا، أن يرأس الدولة أو الحكومة أكفأ إنسان في الأمة...
وقد تأملت في الحديث المروي في الموضوع، مع أنه صحيح سندا ومتنا، ولكن ما معناه؟.
عندما كان فارس تتهاوى تحت مطارق الفتح الإسلامي كانت تحكمها ملكية مستبدة مشئومة.
الدين وثني! والأسرة المالكة لا تعرف شورى، ولا تحترم رأيا مخالفا، والعلاقات بين أفرادها بالغة السوء. قد يقتل الرجل أباه أو إخوته في سبيل مآربه. والشعب خانع منقاد..
وكان في الإمكان، وقد انهزمت الجيوش الفارسية أمام الرومان الذين أحرزوا نصرا مبينا بعد هزيمة كبرى وأخذت مساحة الدولة تتقلص أن يتولى الأمر قائد عسكري يقف سيل الهزائم لكن الوثنية السياسية جعلت الأمة والدولة ميراثا لفتاة لا تدري شيئا، فكان ذلك إيذانا بأن الدولة كلها الى ذهاب..
في التعليق على هذا كله قال النبي الحكيم كلمته الصادقة، فكانت وصفا للأوضاع كلها..
ولو أن الأمر في فارس شورى، وكانت المرأة الحاكمة تشبه «جولدا مائير» اليهودية التي حكمت اسرائيل واستبقت دفة الشؤون العسكرية في ايدي قادتها لكان هناك تعليق آخر على الأوضاع القائمة..
ولك أن تسأل: ماذا تعني؟ واجيب: بأن النبي ـ عليه الصلاة واسلام ـ قرأ على الناس في مكة سورة النمل، وقص عليهم في هذه السورة قصة ملكة سبأ التي قادت قومها الى الإيمان والفلاح بحكمتها وذكائها، ويستحيل أن يرسل حكما في حديث يناقض ما نزل عليه من وحي!.
كانت بقليس ذات ملك عريض، وصفه الهدهد بقوله: «إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم»(36).
وقد دعاها سليمان الى الإسلام، ونهاها عن الاستكبار والعناد، فلما تلقت كتابه، تروت في الرد عليه، واستشارت رجال الدولة الذين سارعوا الى مساندتها في أي قرار تتخذه، قائلين «نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد. والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين»؟(37).
ولم تغتر المرأة الواعية بقوتها ولا بطاعة قومها لها، بل قالت: نختبر سليمان هذا لنتعرف أهو جبار من طلاب السطوة والثروة أم هو نبي صاحب إيمان ودعوة؟.
ولما التقت بسليمان بقيت على ذكائها واستنارة حكمها تدرس أحواله وما يريد وما يفعل، فاستبان لها أنه نبي صالح.
وتذكرت الكتاب الذي ارسله إليها: «إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين»(38) ثم قررت طرح وثنيتها الاولى والدخول في دين الله قائلة: «رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين...»(39).
هل خاب قوم ولوا أمرهم امرأة من هذا الصنف النفيس؟ إن هذه المرأة أشرف من الرجل الذي دعته ثمود لقتل الناقة ومراغمة نبيهم صالح «فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر. فكيف كان عذابي ونذر. إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر. ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر»(40).
ومرة أخرى أؤكد أني لست من هواة تولية النساء المناصب الضخمة، فإن الكملة من النساء قلائل، وتكاد المصادفات هي التي تكشفهن، وكل ما أبغي، هو تفسير حديث، ورد في الكتب، ومنع التناقض بين الكتاب وبعض الآثار الواردة، أو التي تفهم على غير وجهها! ثم منع التناقض بين الحديث والواقع التاريخي.
إن انجلترا بلغت عصرها الذهبي أيام الملكة «فيكتوريا» وهي الآن بقيادة ملكة ورئيسة وزراء، وتعد في قمة الازدهار الاقتصادي والاستقرار السياسي. فأين الخيبة المتوقعة لمن اختار هؤلاء النسوة؟.
وقد تحدثت في مكان آخر عن الضربات القاصمة التي أصابت المسلمين في القارة الهندية على يدي «انديرا غاندي» وكيف شطرت الكيان الإسلامي شطرين فحققت لقومها ما يصبون!.
على حين عاد المرشال، يحيى خان يجرر أذيال الخيبة!!.
أما مصائب العرب التي لحقت بهم يوم قادت «جولدا مائير» قومها فحدث ولا حرج، قد نحتاج الى جيل آخر لمحوها! إن القصة ليست قصة أنوثة وذكورة! إنها قصة أخلاق ومواهب نفسية..
لقد أجرت انيرا انتخابات لترى أيختارها قومها للحكم أم لا؟ وسقطت في الانتخابات التي أجرتها بنفسها! ثم عاد قومها فاختاروها من تلقاء أنفسهم دون شائبة إكراه!.
أما المسلمون فكأنهم متخصصون في تزوير الانتخابات للفوز بالحكم ومغانمه برغم أنوف الجماهير.
أي الفريقين أولى برعاية اله وتأييده والاستخلاف في أرضه؟ ولماذا لا نذكر قول ابن تيمية: إن الله قد ينصر الدولة الكافرة ـ بعدلها ـ على الدولة المسلمة بما يقع فيها من مظالم؟.
ما دخل الذكورة والأنوثة هنا؟ إمرأة ذات دين خير من ذي لحية كفور!!
والمسلمون الآن نحو خمس العالم، فكيف يعرضون دينهم على سائر الناس!
ليتهموا قبل أي شيء بأركان دينهم وعزائمه وغاياته العظمى! أما ما سكت الإسلام عنه فليس لهم أن يلزموا الناس فيه بشيء قد أفوه هم أنفسهم من قبل!!.
إننا لسنا مكلفين بنقل تقاليد عبس وذبيان الى امريكا وأستراليا، إننا مكلفون بنقل الإسلام وحسب!.
والأمم تلتقي عند الشئون المهمة! هل أن الانكليز يلزمون الجانب الأيسر من الطريق على عكس غيرهم من أهل أوروبا، إن ذلك لا تأثير له في حلف الأطلسي ولا في دستور الأسرة الأوروبية!.
وإذا كان الفقهاء المسلمون قد اختلفت وجهات نظرهم في تقرير حكم ما، فإنه يجب أن نختار للناس أقرب الأحكام الى تقاليدهم..
والمرأة في أوربا تباشر زواجها بنفسها، ولها شخصيتها التي لا تتنازل عنها، وليست مهمتنا أن نفرض على الأوربيين مع أركان الإسلام رأي مالك أو ابن حنبل إذا كان رأي ابي حنيفة(41) أقرب الى مشاربهم فإن هذا تنقطع أو صد عن سبيل الله..
وإذا ارتضوا أن تكون المرأة حاكمة أو قاضية أو وزيرة أو سفيرة، فلهم ماشاءوا، ولدينا وجهات نظر فقهية تجيز ذلك كله، فلم الإكراه على رأي ما؟.
إن من لا فقه لهم يجب أن يغلقوا أفواههم لئلا يسيئوا الى الإسلام بحديث لم يفهموه أو فهموه وان ظاهر القرآن ضده...
والجماعة من شعائر الإسلام، ومنذ قام المجتمع الإسلامي والمسجد محور نشاطه وملتقى أبنائه، تتصافح فيه الوجوه والأيدي، وتتلاقى فيه على الحب والتعاون.
ويقف المؤمنون في صفوف مرصوصة بين يدي الله تبارك وتعالى قدما لقدم وكتفا لكتف، يزينهم الخشوع لسماع القرآن، والتسبيح والتحميد خلال الركوع والسجود...
وأثر الصلاة الفكري والخلقي عميق، فإن القرآن المتلو يرفع المستوى ويورث التقوى، واللقاء المتكرر يصون العلاقات الخاصة والعامة، ويجعل الأمة تواجه يومها وغدها وهي متعارفة لا متناكرة.
وثم أمر آخر.. أن المبطلين أقاموا في هذه الدنيا جوا من المادية والأطماع والمدرب الصغيرة يملأ انديتهم، ويسود طرقهم، ويصنع تقاليدهم، ويدعم بعدهم عن الله وكفرهم بآياته، فيجب أن يكون للمؤمنين جو أنقى يعلو فيه ذكر الله، وتسمع فيه قضايا الحق، ويتحول فيه الإيمان بالغيب الى حقائق مأنوسة لا خيالات مستوحشة!.
من ثم كانت الجماعة من معالم الدين! وبعض الفقهاء يرى الجماعة رضا للصلوات المس لا يسقطه إلا غدر صحيح، ولكن الذي عليه جمهور الأمة أن الجماعة سنة مؤكدة...
فهل هي سنة مؤكدة للرجال والنساء على السواء؟ كذلك يقول الظاهرية!! ولكن الأمر يحتاج الى تأمل..
فقد صح في السنة أن المرأة راعية في بيتها وهي مسئولة عن رعيتها! ولا ريب أن شئون الأولاد خصوصا الرضع، وإعداد البيت لاستقبال الرجل العائد من عمله، كل ذلك يحول دون انتظام المرأة في الجماعات الخمس
ولذلك نرى أن حضور الجماعات مطلوب منها بعد أن تفرغ من وظائف بيتها، فإذا قامت بما عليها فلا يجوز لرجلها أن يمنعها من الذهاب الى المسجد وقد جاء في الحديث «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله»
ونحن موقنون بأن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ جعل أحد أبواب المسجد خصا بالنساء، وأنه أقامهن في الصفوف والمؤخرة من المسجد ـ وذلك أصون لهن في الركوع والسجود ـ وأنه زجر الرجال الذين يقتربون من صفوفهن، كما زجر النساء اللائي يتقدمن قريبا من صفوف الرجال..
وقد بقيت صفوف النساء في المسجد طيلة العهد النبوي وأيام الخلافة الراشدة، فلم يشغب عليها شاغب، تبدأ مع الفجر وتنتهي عند العشاء..
وربما قامت للنساء جماعات حاشدة لصلاة التراويح في رمضان، ومعروف أن اشتراكهن في صلاة العيد وسماع الخطبة من شعائر الإسلام.
بيد أن الازدهار الذي أحدثه الإسلام في عالم المرأة أخذ يتعرض للذبول والتلاشي فوضع حديث يمنع تعليم النساء الكتابة، كي يبقين على أميتهم الأولى!!.
لحساب من تعود هذه الجاهلية؟.
وعندما يفرض على نصف الأمة الجهل والعمى فكيف تنشأ الأجيال المقبلة؟.
ثم شاع حديث آخر يأبى على النساء حضور الجماعات كلها، بل طلب من المرأة إذا أرادت الصلاة في بيتها أن تختار المكان الموحش المعزول، فصلاتها في سرداب أفضل من صلابتها في الغرفة، وصلتها في الظلمة أفضل من صلتها في الضوء!!.
وراوي هذا الحديث يطوح وراءه ظهره بالسنن العملية المتواترة عن صاحب الرسالة.
وينظر الى المرأة المصلية وكأنها أذى يجب حصره في أضيق نطاق وأبعده، ولنقرأ هذا الحديث الغريب كما ذكره ابن خزيمة وغيره.
«عن أم حميد أمرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت الى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت:
يا رسول الله إني أحب الصلاة معك، قال: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي! وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي».
قال الراوي: فأمرت فبنى لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل!!.
والبيت في الحديث هو غرفة النوم، والحجرة غرفة الجلوس، والصلاة في الأولى أفضل من الصلاة في الأخرى!.
والصالة في غرفة الجلوس أفضل من الصلاة في رصة الدار، وهي في عرصة الدار أفضل من الصلاة في مسجد الحي..
وكلما ضاق المكان وبعد واستوحش كانت الصلاة فيه أفضل!.
ويجعل ابن خزيمة عنوان الباب الذي ذكره فيه هذه القضايا «صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في مسجد رسول الله. وأقول قول النبي ـ عليه الصلاة والسلام «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد» إنما أراد به صلاة الرجال دون صلاة النساء!!.
والسؤال السريع إن كان هذا الكلام صحيحا فلماذا ترك النبي يشهدن الجماعات معه طوال عشر سنين من الفجر الى العشاء؟ ولماذا خص أحد أبواب المسجد بدخولهن؟ ولماذا لم ينصحهن بالبقاء في البيوت بدل هذه المعاناة الباطلة؟.
ولماذا قصر صلاة الفجر على سورتين صغيرتين عندما سمع بكاء رضيع مع أمه حتى لا ينشغل قلبها؟.
ولماذا قال: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله؟ ولماذا استبقت الخلافة الراشدة صفوف النساء في المساجد بعد وفاة الرسول الكريم؟.
إن ابن حزم أراح نفسه وأراح غيره عندما كذب أحاديث منع النساء من الصلاة في المساجد، وعدها من الباطل!
وعلماء المصطلح يقولون: يعتبر الحديث شاذا إذا كان الثقة قد خالف به الأوثق.
فإذا كان المخالف ليس ثقة بل ضعيفا، فحديثه متروك أو منكر!.
ولم يجئ في أحد الصحيحين ما يفيد منع النساء من الصلاة في المساجد.. فهذه الأحاديث مردودة كلها.. فكيف إذا خالف الضعيف السنة العملية المتواترة والمشهورة؟ إن حديثه يستبعد ابتداء..
وقد أتت على المسلمين عصور ماتت فيها السنة الصحيحة، ولا تزال هذه المأساة باقية تتعصب لها بيئات لا تعرف إلا المرويات المتروكة والمنكرة..
وقد يقبل زجر المرأة عن حضور الجماعات إذا كانت متبرجة، فإن الذهاب الى المساجد ليس استعراضا للزينات، وبعثرة للفتن! إنه سعي مرضاة الله، وغرس للتقوى..
وحجز النساء عن هذا الشر هو بتنفيذ وصاة رسول الله «... يخرجن تفلات» أي في ملابس عادية وهيئة طبيعية لا تعطر ولا تبختر..
أما إصدار حكم عام بتحريم المساجد على النساء فهو مسلك لا صلة له بالإسلام..
وإن الفقهاء ليرتاعون لما يرويه المحدثون مخالفا لما ثبت لديهم!.
انظر ما رواه المنذري تحت عنوان «الترهيب من ترك التسمية على الوضوء عمدا»، قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله: ثبت لدينا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «لا وضوء لمن لم يسم الله..».
وعن أبي هريرة قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه»!
وفقهاء المذاهب على أن التسمية سنة لا فريضة واحتجوا بما رواه الدارقطني والبيهقي عن ابن عمر مرفوعا «من توضأ وذكر اسم الله عليه كان ظهورا لجميع بدنه، ومن توضأ ولم يذكر اسم الله عليه كان طهورا لأعضاء وضوئه».
قال المنذري: «في الباب أحاديث كثيرة لا يسلم شيء منها عن مقال».
وقد ذهب الجمهور الى أن التسمية على الوضوء سنة، وذهب الحنابلة والظاهرية الى أنها فريضة، والأحاديث المروية بالسب أو الإيجاب موضع أخذ ورد ولا داعي لتهويل في الأمر...
ومن الخير أن نعلم أن الفرض لا يثبت إلا بدليل قطعي وأن التحريم لا يثبت إلا بدليل قطعي، وأن الأدلة الظنية لها دلالات أقل من ذلك.
والذي يدخل ميدان التدين وبضاعته في الحديث مزجاة كالذي يدخل اسوق ومعه نفوذ مزيفة. لا يلومن إلا نفسه إذا أخذته الشرطة مكبل البدين..!
ونري من الجماعات العاملة للإسلام أن تكون يقظة فلا تنخدع بالآثار الواهية والأحاديث الموضوعة كما نري منها أن تعرف المعاني الصحيحة لما صح من نقول...
وأئمة الفقه هم أرباب تلك الصناعة..!


الشيخ محمد الغزالي رحمة الله


 
 توقيع : ام ياسر




رد مع اقتباس
قديم 09-09-2013, 08:27 PM   #2
مجلس الادارة


الصورة الرمزية ام ياسر
ام ياسر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1878
 تاريخ التسجيل :  Jun 2012
 أخر زيارة : 09-03-2020 (09:44 PM)
 المشاركات : 54,004 [ + ]
 التقييم :  637
 SMS ~
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي حِرْزِكَ وَحِفْظِكَ وَجِوَارِكَ وَتَحْتِ كَنَفِك.
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: المرأة والأسرة والوظائف العامة



الرفع


 
 توقيع : ام ياسر




رد مع اقتباس
قديم 09-09-2013, 09:12 PM   #3


الصورة الرمزية عابرسبيل
عابرسبيل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 10-27-2024 (12:13 AM)
 المشاركات : 37,350 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkred
افتراضي رد: المرأة والأسرة والوظائف العامة




..||..
يعطيك العافيه..
على هذا
الطرح الرآئع..
وتسلم الايادي
المتألقه دوماً..
ودي وشذى الورد ..
~
||..|| عابرسبيل ||..
||
||....||




 
 توقيع : عابرسبيل

للتـوآصل
تَوَاضَعْ تَكُنْ كالنَّجْمِ لاح لِنَاظـِـــرِ . على صفحـات المــاء وَهْوَ رَفِيــعُ
ولا تَكُ كالدُّخَانِ يَعْلُـــو بَنَفْسـِـــهِ . على طبقــات الجـوِّ وَهْوَ وَضِيــعُ
(`*•.¸(`*•.¸ A ¸.•*´)¸.•*´)
˜”*°•˜..♥..(-->♥ عابرسبيل♥<-- )♥..˜ •°*”˜
(¸.•*´(¸.•*´ A `*•.¸)`*•.¸)
تقييم منتديات قبيلة ال شراحيل بفيفاء


زوروني هنا
مواضيع : عابرسبيل



رد مع اقتباس
قديم 09-10-2013, 11:57 AM   #4


الصورة الرمزية حنان الكون
حنان الكون غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 50
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 01-18-2021 (10:32 PM)
 المشاركات : 18,746 [ + ]
 التقييم :  176912559
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
اانٍآ يًگــَفٍيًنٍيً لآمٍنٍيً رٍحِلتِ آتِرٍگ صِدُىٍ آسِمٍـيً ...!!
لوني المفضل : Brown
افتراضي رد: المرأة والأسرة والوظائف العامة



سلمت يدآك..
على جميل طرحك وحسن ذآئقتك
يعطيك ربي ألف عافيه
بإنتظار جديدك بكل شوق.


 
 توقيع : حنان الكون





رد مع اقتباس
قديم 09-10-2013, 07:53 PM   #5
مجلس الادارة


الصورة الرمزية ام ياسر
ام ياسر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1878
 تاريخ التسجيل :  Jun 2012
 أخر زيارة : 09-03-2020 (09:44 PM)
 المشاركات : 54,004 [ + ]
 التقييم :  637
 SMS ~
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي حِرْزِكَ وَحِفْظِكَ وَجِوَارِكَ وَتَحْتِ كَنَفِك.
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: المرأة والأسرة والوظائف العامة



جزاكم الله خيرعلى مروركم


 
 توقيع : ام ياسر




رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



Loading...


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
SEO by vBSEO sh22r.com