09-16-2013, 06:54 PM | #1 |
مجلس الادارة
|
فائدة في تفسير قوله { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ }
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى : { وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [ البقرة : 115 ] فهل قوله تعالى : { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } من باب الصفات أم لا ؟ اختلف العلماء في ذلك : 1- فذهبت طائفة إلى أن ذلك من الصفات ، وأن المراد بالآية وجه الله الذي هو صفة من صفاته سبحانه . وممن قال بذلك : ابن خزيمة ، والبيهقي ، وابن القيم ، وعبد الرحمن السعدي ، وابن عثيمين .(1) قال ابن القيم : الصحيح في قوله تعالى : { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } أنه كقوله في سائر الآيات التي ذكر فيها الوجه ، فإنه قد اطرد مجيئه في القرآن والسنة مضافاً إلى الرب تعالى ، على طريقة واحدة ، ومعنى واحد ، فليس فيه معنيان مختلفان في جميع المواضع غير الموضع الذي ذكر في سورة البقرة ، وهو قوله : { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } ، وهذا لا يتعين حمله على القبلة والجهة ، ولا يمتنع أن يراد به وجه الرب حقيقة، فحمله على غير القبلة كنظائره كلها أولى . أ.هـ (2) 2- وذهبت طائفة إلى أن ذلك ليس من باب الصفات في شيء ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (( ليست هذه الآية من آيات الصفات ومن عدها في الصفات فقد غلط )) .(3) وقد اختلف هؤلاء في معناها على أقوال : القول الأول : أن معناها فثم قبلة الله ، قالوا : والوجه يأتي في اللغة بمعنى الجهة، يقال : وِجْهَة ووجه وَجِهَة . وممن روي عنه هذا القول : ابن عباس(4) ، ومجاهد (5) ، وعكرمة (6) ، والحسن البصري(7) ، وقتادة(8) ، ومقاتل بن حيان (9) ، والشافعي (10) . واختاره : الواحدي ، والزمخشري ، وابن عطية ، والرازي ، وابن تيمية ، وابن عثيمين ، وجعل الآية محتملة له وللقول الأول .(11) قال ابن تيمية : { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } أي : قبلة الله ، ووجهة الله ، هكذا قال جمهور السلف . وقال : (( الوجه )) هو الجهة في لغة العرب ، يقال : قصدت هذا الوجه ، وسافرت إلى هذا الوجه ، أي : إلى هذه الجهة . وهذا كثير مشهور ، فالوجه هو الجهة ، كما في قوله تعالى : { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا }(12) أي : متوليها ، فقوله تعالى : { هُوَ مُوَلِّيهَا } كقوله تعالى :{ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } كلا الآيتين في اللفظ والمعنى متقاربان ، وكلاهما في شأن القبلة ، والوجه والجهة هو الذي ذكر في الآيتين : أنا نوليه ، نستقبله . أ.هـ (13) القول الثاني : أن قوله { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } المراد به الله عز وجل ليس غيره . وهذا قول المعتزلة (14) ، ونُسب للكلبي (15) ، واختاره ابن قتيبة (16) . القول الثالث : أن معنى الآية فثم رضا الله وثوابه . حكاه دون نسبة: الطبري، والبغوي، والقرطبي، واختاره :الجصاص وابن جزي الكلبي. (17) والراجح - والله أعلم - أن قوله تعالى : { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } هو من باب الصفات ، وأن المراد بالآية وجه الله الذي هو صفة من صفاته سبحانه . دليل ذلك : 1- أن الله تعالى ذكر في القرآن القبلة باسم القبلة والوجهة ، وذكر وجهه الكريم باسم الوجه المضاف إليه سبحانه ، فتفسيره في هذه الآية بنظائره من الآيات هو الأولى ، لأنه من تفسير القرآن بعضه ببعض وهو أولى التفاسير . 2- أن هناك أحاديث تفيد أن المصلي إذا قام يصلي فإن الله قبل وجهه ، وهي بمثابة التفسير لهذه الآية ، منها : – قوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل وجهه )) . (18) – وقوله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله أمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا ؛ فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت )) .(19) – وقوله صلى الله عليه وسلم : (( إن الرجل إذا قام يصلي أقبل الله عليه بوجهه حتى ينقلب أو يحدث سوء )).(20) فهذه الأحاديث مصرحة بأن وجه الله الذي هو صفته هو الذي يكون قبالة المصلي ، لا القبلة . فهي بمثابة التفسير للآية ، والله تعالى أعلم .(21) =========================== (1) كتاب التوحيد ، لابن خزيمة ( 1 / 25 ) ، الأسماء والصفات ، للبيهقي ( 2 / 35 ) ، مختصر الصواعق المرسلة (392) ، تيسير الكريم الرحمن (76) ، أحكام من القرآن الكريم (416) . (2) مختصر الصواعق المرسلة (392) . (3) مجموع الفتاوى (3/193) . (4) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (364) . (5) أخرجه ابن شيبة في المصنف (1/370) ، والترمذي في كتاب التفسير ، باب ومن سوررة البقرة ، حديث (2958) ، وابن جرير في تفسيره (1/552،553) ، وابن أبي حاتم (345) محقق ، والبيهقي في السنن الكبرى (2/13) . (6) زاد المسير (1/117) . (7) أخرجه ابن أبي حاتم معلقاً (345) محقق . (8) أخرجه ابن جرير في تفسيره (1/550) . (9) تفسير البغوي (1/108) . (10) أحكام القرآن ، للشافعي ( 76 ) ، السنن الكبرى ، للبيهقي ( 2 / 13 ) ،مجموع الفتاوى (3/193) (6/15) ، مختصر الصواعق المرسلة (392) . (11) الوسيط (1/194) ، الكشاف (1/179) ، المحرر الوجيز (1/200) ، مفاتيح الغيب (4/21) ، مجموع الفتاوى (2/429) ، (3/193) ، (6/15-16) ، أحكام من القرآن الكريم (416) . (12) البقرة : 148. (13) مجموع الفتاوى (2/492) ، (6/16) . (14) (15) تفسير القرطبي (2/58) . (15) تأويل مشكل القرآن (254) . (17) جامع البيان للطبري (1/553) ، تفسير البغوي (1/108) ، تفسير القرطبي (2/58) ، أحكام القرآن للجصاص (1/76) ، التسهيل لعلوم التنزيل (1/94) . (18) أخرجه - من حديث ابن عمر - البخاري ، في كتاب الصلاة ، باب حك البزاق باليد من المسجد ، حديث (406) ، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب النهي عن البصاق في المسجد في الصلاة وغيرها ، حديث (547) . (19) أخرجه - من حديث الحارث الأشعري - الإمام أحمد في مسنده ، حديث (17139) (4/178) .والترمذي في كتاب الأمثال ، باب ما جاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة ، حديث (2863) ، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2 / 379 ) ، وصحيح الجامع ، ص ( 355 ) ، رقم ( 1724 ) . (20) أخرجه - من حديث حذيفة - ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب المصلي يتنخم ، حديث (1023) . وصحح إسناده البوصيري في مصباح الزجاجة بحاشية الكتاب (1/539) ، وحسنه الألباني ، في صحيح ابن ماجه ( 1 / 168) . (21) انظر : مختصر الصواعق المرسلة (396-398) . |
|
09-16-2013, 07:02 PM | #2 |
|
رد: فائدة في تفسير قوله { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ }
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز ودي وتقديري لشخصك الكريم وكل التوفيق لك يا رب عابرسبيل |
للتـوآصل تَوَاضَعْ تَكُنْ كالنَّجْمِ لاح لِنَاظـِـــرِ . على صفحـات المــاء وَهْوَ رَفِيــعُ ولا تَكُ كالدُّخَانِ يَعْلُـــو بَنَفْسـِـــهِ . على طبقــات الجـوِّ وَهْوَ وَضِيــعُ (`*•.¸(`*•.¸ A ¸.•*´)¸.•*´) ˜”*°•˜..♥..(-->♥ عابرسبيل♥<-- )♥..˜ •°*”˜ (¸.•*´(¸.•*´ A `*•.¸)`*•.¸) تقييم منتديات قبيلة ال شراحيل بفيفاء زوروني هنا
•
رسالة لمن غابوا عنا اين انتم
• ██▓▒░( ♥-.♪¸ بوح ـآلنبضآتـ¸لـع ـابرسبيل♪.-♥ )░▒▓██ • طلباتكم وآرائكم أوامر قيد التنفيذ. |
09-16-2013, 07:27 PM | #3 |
|
رد: فائدة في تفسير قوله { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ }
طرح بمنتهى الررروعه والجمال
سلمت يداك ع هذا ألابدآآآع يعطيكـ ربي العافيهـ بـ إنتظار جديدك بكل شوق |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|