|
![]() |
#1 |
![]() ![]() ![]() |
![]()
هـ ) الحديث النبوي الشريف : لم يكن الكثير من الصحابة بعامة من الذين يكثرون من رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنهم كانوا يرون الإنصراف إلى القرآن أولى ، بخاصة أن القرآن لم يكن مجموعا ولا منشورا في العهد الأول ، ولذلك انصرفت جهودهم إليه ، وأحبوا من الناس أن تنصرف جهودهم إليه ، ويظهر هذا الاتجاه واضحا في مسلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما خطر له أن يجمع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فطفق يستخير الله تعالى شهرا ، ثم أصبح يوما وقد عزم الله له ، فقال : إني كنت أريد أن أكتب السنن ، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله ، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبدا . وعندما شيع رضي الله عنه جماعة من الصحابة يقصدون الكوفة ، حيث قال لهم : إنكم تأتون أهل قرية - يعنى : الكوفة - لهم دوي بالقرآن كدوي النحل ، فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم ، جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل مراده التثبت في رواية الحديث . ولذلك لا نستغرب إن وجدنا كبار الصحابة وأقدمهم إسلاما كانوا من المقلين في التحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولعل زيد بن ثابت من هؤلاء المقلين ، (الجزء رقم : 31، الصفحة رقم: 204) فلم يرو له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى اثنين وتسعين حديثا ، اتفق البخاري ومسلم على خمسة منها ، وانفرد البخاري بأربعة منها ، وانفرد مسلم بحديث واحدولكن زيد بن ثابت رضي الله عنه كان دقيقا في روايته للحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن هذه الدقة نقله مقرونا بالظرف الذي قيل فيه الحديث ، بخاصة إن كان لهذا الظرف تأثير في الحكم ، نذكر - من ذلك على سبيل المثال ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن قبيصة بن ذؤيب :
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|