12-08-2013, 05:57 PM | #1 |
مجلس الادارة
|
هكذا كان يعلم الرسول الصحابة معنى الزهد في الدنيا
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "حقيقة الزهد" هذا هو الموضوع الذى اختاره أ. جاسم محمد المطوع لمناقشته خلال برنامجه "تعالى نؤمن ساعة" حيث بدأ الحلقة متساءلاً ما معنى الزهد في الدين وما معنى الزهد في الدنيا....؟ فالزهد أن نكون عما في يد الله تعالى أوثق مما في أيدينا. أبو ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه صحابي جليل أعطانا منهجا في التعامل مع الزهد في الدنيا وليس كما يفهمه كثير من الناس اليوم فماذا قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه.....؟ قال ليست الزهادة في تحريم الحلال ولا في إضاعة المال حتى لا يكون ما في يديك أوثق مما في يد الله تعالى. معنى هذا أن يصل المسلم إلى مرحلة اليقين بالله عز وجل ويصبح قلبه مرتبطا بالله تعالى وهنا قال عبد القادر الكيلاني وهو ينصح أحد غلمانه: يا بني لا يكن همك ما تلبس ولا ما تأكل وما تسكن وما تنكح فليكن همك ما أهمك وليكن همك ما عند الله تعالى. وقال المطوع : جميل من الإنسان أن يجلس تحت نخلة وجميل منه أن يتحرك في الحديقة لكن يتذكر حدائق الجنة وجميل منه أن يرى الزرع والثمار والخضروات ويستمتع بها لكن الاستمتاع أكثر أن يرتبط قلبه بما عند الله تعالى. وهكذا فإن أبا ذر علمنا أن يكون ما في يد الله تعالى أوثق مما في أيدينا وعبد القادر علمنا أن يكون همنا وقلبنا متعلقا بالله تعالى. هكذا كان السلف يفهمون الدنيا فهم لا يفهمون الدنيا على أنها كراهية ولا أنها مكان للأوساخ وللقاذورات حتى يكرهها الناس. إنما مبدؤهم كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل،والنبي عليه السلام يصف المسلم والدنيا كأنه راكب قد استظل تحت شجرة ثم تركها ومضى. فالدنيا تجري وتسير بسرعة والنبي عليه السلام وصفها لهذا علمنا كيف نتعامل معها بقوله كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل. هل رأيت غريبا في بلد إنه لا يعتدي على أحد ويكون هادئا لا يسأل وإذا سأل يسأل في الوقت المناسب وإذا طلب يطلب في الوقت المناسب هكذا الغريب. والدنيا يجب علينا أن نتعامل معها مثل الغريب لكن ما معنى عابر سبيل....؟ عابر سبيل أي عنده هدف واضح في حياته وهو ينطلق من أجل تحقيقه لهذا فهو عابر سبيل. سيدنا أبو بكر الصديق كان من أغنى أغنياء قريش كذلك عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم. لماذا ذكرت اسمهم الآن........؟ لقد ذكرت اسمهم لأنهم تربوا على يد الرسول وكانوا أغنياء وسمعوا هذه الأحاديث التي ذكرتها فلم يفهموا من هذه الأحاديث أن يتركوا الدنيا والتجارة والفلوس وأن يتركوا القيادة. إنما أبو بكر الصديق قبل أن يستلم الخلافة كان من أكبر تجار مدينته في الأقمشة وتجارته كانت عبر الجزيرة العربية كلها. فاجتمع الصحابة وقالوا له يا أمير المؤمنين إما التجارة أو الخلافة فقال كيف أعيش ويعيش أهلي قال عمر نفرض لك مالا من بيت المال لك ولأهلك. وبالفعل أخذ أبو بكر راتبا وترك التجارة لأولاده وبعد ذلك طلب أبو بكر زيادة راتب. نعم زيادة راتب ومن يصدق هذا في واقعنا لقد حضرت خطبة جمعة خطب الإمام عن الدنيا وذمها بشكل غير طبيعي وكأنه جعل الناس كلهم في خطأ في هذه الدنيا. وسألته لم ذلك فقال أريد من الناس أن يسيروا على الكتاب والسنة فقلت له الكتاب والسنة على رأسي لكنهما أمرانا بغير ما ذكرت لقد أمرنا الدين أن نتعامل مع الدنيا بالشكل الصحيح وأن نقود الدنيا قيادة صحيحة فندعم رجال الأعمال حتى يكون ولدي وولدك من أكبر رجال الأعمال في العالم وندعم الصناعة حتى يكون ولدي وولدك عندهم أكبر المصانع. وهنا طرح المطوع سؤالا :كيف نفهم الإسلام ونتعامل معه ونتعامل مع الدنيا؟ نحن لو فهمنا كيف نتعامل مع الدنيا لكانت أمتنا في خير وما نعانيه اليوم من معاصي وابتلاءات ليس إلا من عدم فهمنا للدنيا فهما صحيحا، لا بد أن نفرق بين حقيقة الدنيا وذم الدنيا. هذا الكوب من الماء له قصة وقصة هذا الماء حصلت مع الإمام الحسن البصري وهو تابعي جليل، ففي يوم من الأيام جاءه رجل فقال له يا إمام إن لي جارا لا يأكل الفالوذج وهو نوع من أنواع الحلويات كالبقلاوة. فقال الحسن لماذا لا يأكل الفالوذج قال لأنه يقول لا أحسن شكره ولا أستطيع أن أشكر الله تعالى على هذه النعمة. فقال الإمام الحسن إن جارك لجاهل وهل يستطيع شكر الماء البارد. هكذا كان علماؤنا يتعاملون مع النعمة ويتعاملون مع الدنيا ونعيمها ونعم الله تعالى كثيرة قال تعالى "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها". وهكذا كان سلفنا الصالح يتعامل مع الدنيا حيث إنهم كانوا يشكرون الله تعالى على كل نعمة وطالما أنني أتكلم تحت هذه الشجرة التي فيها ثمر جميل أتذكر قصة آدم وحواء عليهما السلام عندما ابتلاهما الله عز وجل فقال ولا تقربا هذه الشجرة وبعض الناس يقول إنها شجرة تفاح وهذا لم يثبت. إذن فإن الله عز وجل قبل أن ينزل آدم إلى الدنيا أدخله في دورة تدريبية فيها نصر وخسارة وفوز وتأنيب للضمير وفيها حوار مع الزوجة وتبادل في الآراء وفيها معركة دخلها آدم عليه السلام مع زوجته مع عدو البشرية إبليس ثم بعد ذلك تاب وأناب. من خلال هذه الدورة أنزل الله تعالى آدم وزوجته إلى الأرض إلى هذا الكوكب الذي نسميه الأرض, وهكذا فإن آدم لم يخلق للجنة لكنه خلق للأرض فلماذا إذن كانت قصة الشجر والثمر...؟ هذه عبارة عن تهيئة ودورة تدريبية في التعامل مع الدنيا وهذا هو الأساس في تعاملنا مع الدنيا. نحن بحاجة إلى فقه التعامل مع الدنيا، لقد وصف النبي هذه الدنيا فقال الدنيا حلوة خضرة. وعندما قال النبي عليه السلام إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله تعالى مستخلفكم فيها فالخلافة تتطلب أن نرى من بعد حتى نعرف كيف نتعامل مع هذه الدنيا. إن هذه النخيل والأشجار تذكرنا بالمزارع الكبيرة التي كانت لسيدنا عبد الرحمن بن عوف وهو من أغنى أغنياء الصحابة وكذلك أبو بكر الصديق. لقد كنت أتأمل النصوص وبدأت أقرأ القرآن بهذا النفس وهنا سؤال. هل القرآن وما عبر الله فيه من عبرة وسير تدعو إلى الغنى وإلى صناعة الدنيا أم إلى الفقر ، أولا ذو القرنين ملك الأرض وهذا يعني أنه كان غنيا و قائدا عظيما. ثانيا داود عليه السلام كان يعمل في صناعة الحديد وقد ملك الدنيا ثالثا سليمان عليه السلام ملك العالم كله وموسى عليه السلام كان ربيب فرعون وخامسا عيسى عليه السلام سأل الله تعالى أن يكون وجيها في الأرض. فنحن كيف نفهم هذه النصوص....؟ طبعا نفهم منها العزة والقوة وأن يكون الإنسان مساهما في صناعة الدنيا بأن يساهم في الإنتاج في مجتمع بلده وأن يكون مضيفا على الدنيا شيئا. وإلا كان هو زائدا عليها. مثل هذه القيم والمواضيع التي أثرناها عليكم اليوم قد تثير تساؤلا وهذا التساؤل هو لماذا عاش النبي فقيرا....؟ هذه مسألة جوهرية فالنبي عليه السلام ذات مرة خرج وقت الظهر فيرى أبا بكر وعمر ويسألهما ما الذي أخرجكما قالا الجوع قال عليه السلام وهذا الذي أخرجني. وفي رواية أخرى تقول السيدة عائشة يمر علينا الهلال تلو الهلال ولا يوقد في بيتنا النار. أي لا يطبخ في بيت النبي عليه السلام طعاما. وهناك روايات كثيرة تبين كم كان عليه السلام يجوع ويحتاج حتى إن السيدة عائشة قالت مات رسول الله ولم يأكل في اليوم مرتين الخبز والزيت. وهنا نقول لقد عاش النبي فقيرا فبماذا نعلق......؟ التعليق على هذا أن الفقر الذي عاشه عليه السلام كان فقرا اختياريا أي باختياره أراد أن يعيش فقيرا. ولو أراد أن يعيش غنيا لفعل ألم ينزل عليه ملك وخيره بين ملك الأرض أو أن يعيش عبدا فقيرا؟لقد خير واختار أن يعيش فقيرا حتى يكون قدوة للأغنياء والفقراء. وبعد هذه الجولة مع أحاديث الفقر والفقراء هنا سؤال وهو: هل هناك أحاديث وجهنا النبي فيها إلى الغنى؟ الجواب نعم وهذه من النظرة الصحية للدنيا فقد قال عليه السلام إن الله يحب العبد التقي الغني وقال أيضا اليد العليا خير من اليد السفلى فما معنى هذا....؟ أي اليد العاملة المنطلقة الغنية والتي تتحرك وتنطلق وتقود الحياة هذا معنى اليد العليا. |
|
12-09-2013, 02:45 PM | #2 |
|
رد: هكذا كان يعلم الرسول الصحابة معنى الزهد في الدنيا
جزاك الله الف خير
وبارك الله فيك ورزقك الجنه |
|
12-10-2013, 02:32 PM | #3 |
مجلس الادارة
|
رد: هكذا كان يعلم الرسول الصحابة معنى الزهد في الدنيا
جزاأإآك الله خير الجزاأإآء على مرور ك العطرررر
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|