01-04-2014, 07:30 PM | #1 |
مجلس الادارة
|
وقفات مع كلمات لأبن مسعود رضى الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن من القصور الذي يعانيه الناس اليوم , أنهم يعلمون كلام أهل العصور التي يعيشونها , ويقصرون في تتبع ومعرفة وتدبر كلام سلفنا الصالح ( وكلام السلف قليل .. كثير الفائدة .. وكلام الخلف كثير .. قليل الفائدة ) كما قال ذلك ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه القيم ** فضل علم السلف على علم الخلف ** وأساس ذلك ؛ أن السلف كانوا إذا تكلموا اقتفوا في كلامهم أثر النبي صلى الله عليه وسلم . والنبي عليه الصلاة والسلام كان يوجز كلامه ,, وقد أوتي جوامع الكلم , وهي الكلمات القليلة التي تحوي المعاني الكثيرة . فتجد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ,, لهم من الكلمات , ولهم من الوصايا , ولهم من الخطب , ولهم من الرسائل , التي يوصي فيها بعضهم بعضا ماهو قليل الكلمات قليل الحروف , ولكن من تدبره وجد تحت كل جملة العجب العجاب من تفرع المعاني وكثرتها وقوتها .. وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , طبقات , ومنهم المهاجرون الذين أسلموا قديما وصحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة ,, ومن هؤلاء ,, خاصة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وصاحب نعليه , وصاحب طهوره _ عبدالله بن مسعود الهذلي _ المتوفى سنة 32ه.رضي الله عنه وأرضاه . وهذه وقفات مع مجموعة من الكلمات والوصايا التي أوصى بها هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه , وأسأل الله تعالى أن ينفع بها كاتبها وقارئها وناقلها . الوقفة الأولى : رأى ابن مسعود رضي الله عنه , مرة أصحابه يتبعونه , أي يعظمونه , ورأى أن العدد قد كثر , فأوصى وصية على نفسه يبين فيها حاله , ويبين فيها ما يجب أن يكون عليه كل من كان له تبع , فقال رضي الله عنه لأصحابه ( لو تعلمون ذنوبي ما وطئ عقبي اثنان , ولحثيتم التراب على رأسي , ولوددت أن الله غفر لي ذنبا من ذنوبي , وأني دعيت عبدالله بن روثة ) أخرجه الحاكم وغيره ولهذه الكلمة من ابن مسعود رضي الله عنه _ مغزى عظيم جدا _ فهي تدل على أنه لابد على من كان على شهرة أو كان ممن ينظر الناس إليه , أن يحتقر نفسه دائما بينهم , ويظهر ذلك لا لكي يرتفع بينهم , وإنما لكي يرتفع عند الله عزوجل , ومدار ذلك ( الإخلاص ) فمن الناس من يزدري نفسه بين الناس والله تعالى يعلم أنه صادق , ومن الناس من يزدري نفسه أمام الناس ليظهر بينهم , وهذا من الشيطان . الوقفة الثانية : قال ابن مسعود رضي الله عنه ( إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه , وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا _ أي بيده _ فذبه عنه ) ومعنى هذه الكلمة العظيمة من ابن مسعود رضي الله عنه أن المؤمن إذا أذنب ذنبا فإنه يراه عظيما جدا , وإن كان من صغائر الذنوب , وأما الفاجر فهو يرى ذنوبه يسيرة وربما لا يكاد يشعر بها , وإن كانت من كبائر الذنوب والعياذ بالله , ومدار هذه الوصية من ابن مسعود رضي الله عنه , أن على المسلم _ إذا أذنب ذنبا _ أن يعظم أمر ذنبه وإن كان صغيرا لأنه إذا عظم أمر ذنبه فإنه سيسعى لطلب المغفرة _ سيسعى إلى التوبة _ سيسعى إلى مفارقة الذنوب . الوقفة الثالثة : قال ابن مسعود رضي الله عنه ( اعتبروا الناس بأخدانهم فإن المرء لا يخادن إلا من يعجبه ) وهذا مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ). ومعنى هذه الوصية العظيمة من ابن مسعود رضي الله عنه أنك إذا رأيت إنسانا يصاحب إنسانا آخر , فاعتبر هذا بذاك , فإن المرء لا يصاحب إلا من يعجبه كما قال ابن مسعود رضي الله عنه ,, أي يعجبه في تصرفاته ,, يعجبه في كلامه ,, يعجبه في تفكيره . و مغزى هذه الوصية أن على الإنسان أن يعتبر نفسه , فليس المقصود أن يحكم على الآخرين , وإنما المقصود هو أن يحكم على نفسه , فإن كان لا يصاحب إلا أهل السنة فمعنى ذلك أنه محب لها ,, وإن كان لا يصاحب إلا أهل البدع فليعلم أن المرء على دين خليله , وكل ٌ حسيب نفسه ,, وهذه الوصية تربويةٌ جامعةٌ دعويةٌ. الوقفة الرابعة : قال ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه ( إنكم في زمان كثير علماؤه , قليل خطباؤه ,, وسيأتي بعدكم زمان قليل علماؤه كثير خطباؤه ) الخطيب هو الذي يلقي كلاما علنيا على مجموعة من الناس ,, فيدخل فيه خطيب الجمعة , والمحاضر , والمدرس وكل من يخطب . وفي هذا الزمن , الخطباء على هذا المعنى كثير ,, ولكن العلماء كما قال ابن مسعود رضي الله عنه ,,,,, قليل . وابن مسعود رضي الله عنه قد قال هذه الكلمة ليحذر الناس من الابتعاد عن طريق أهل العلم , وإتيان طريق الخطباء , وإذا نظرنا إلى كلام ابن مسعود رضي الله عنه , وتأملنا الواقع اليوم وجدنا أن سماع الناس لكلام الخطباء , أكثر من سماعهم لكلام العلماء . الوقفة الخامسة : قال ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه محذرا وموصيا وعاهدا إليهم , بل إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم _ فقال _ ( إنها ستكون أمور مشتبهات , فعليكم بالتؤدة , فإن الرجل يكون تابعا في الخير خيرٌ له من أن يكون رأسا في الضلالة ) أمور مشتبهات ,, أي في الأقوال وفي الواقع وفي أحوال الناس , فبين رضي الله عنه كيف يجب أن يكون المرء عند ورود المتشابهات , فقال : ( فعليكم بالتؤدة ) أي , الزموا الرفق . فإذا ابتدأت المشتبهات التي لا يدري الإنسان كيف يرجعها,, لا يدري ماذا يقول فيها ,, لا يدري هل يفعل فيها كذا أو يفعل فيها كذا . فوصية ابن مسعود رضي الله عنه له أن يلزم التؤدة , أي الرفق , لأنه لا يجوز له أن يتصرف تصرفا إلا عن علم , ولا يتصرف على جهل ,, لأن العلم به النجاة , والجهل أودى الناس للهلاك . فعلى المرء أن يتأنى , فلا يتكلم إلا بكلام يعلم حسنه في الشرع , وإصابته في الشرع , فإن كان عاميا أو طالب علم , فعليه أن يسأل أهل العلم , الراسخين فيه , فَيُبَصرُونَه . ومعنى قوله رضي الله عنه ( فإن الرجل يكون تابعا في الخير خيرٌ من أن يكون رأسا في الضلالة ) معناه , أن الأمور المتشابهة إذا أقبلت وأتاها الإنسان دون معرفة شرعية صحيحة , كانت عاقبتها إلى ضلالة . فأن يكون تابعا في الخير خيرٌ من أن يكون رأسا في الضلالة , لأن المحاسبة يوم القيامة تكون على ما عَمِلَ ,, لا على ,, هل كان رأسا أم كان تابعا . المصدر : شريط : ( وقفات مع كلمات لابن مسعود رضي الله عنه ) لفضيلة الشيخ : ** صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ ,, حفظه الله ,,** أسأل الله تعالى أن ينفعني وإياكم بهذه الكلمات , وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , إنه ولي ذلك والقادر عليه . لكم ودي وخالص احترامي للجميع ,,,,,,, لا تنسوني من صالح دعائكم ,,,,,,,,, |
|
01-04-2014, 08:07 PM | #2 |
|
رد: وقفات مع كلمات لأبن مسعود رضى الله عنه
جزاك الله خير ..
واثاابك الله .. ووفقك لكل خير.. وجعلهـ في موازين اعماالك.. واناار بصيرتك لكل خير.. |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|