01-06-2014, 07:18 PM | #1 |
مجلس الادارة
|
من دلائل النبوة : نبي ، وصِدِّيق ، وشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لموت وما يتعلق به علم اختص الله ـ عز وجل ـ به نفسه ، فهو وحده من يعرف أعمار البشر وأماكن قبض أرواحهم وطريقة موتهم ، قال الله تعالى : { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً }(آل عمران: من الآية145) ، وقال : { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }(لقمان: من الآية34) .. وجاءت أدلة تفيد أن الله تعالى استثنى من خلقه من ارتضاه من الرسل فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم ، وجعله معجزة لهم ، ودلالة صادقة على نبوتهم ، قال تعالى: { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً }(الجـن : 26 : 27) .. وقد أعلم الله نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بزمان وكيفية موت بعض أصحابه وآل بيته وغيرهم من أعدائه ، وكان وقوع ما أخبر به ـ صلى الله عليه وسلم ـ دليلا من دلائل نبوته ، وعلما من أعلام رسالته ، إذ لا يمكن لأحد معرفة ذلك والإخبار به إلا من قِبَل الله علام الغيوب .. ومن ذلك : إخباره ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن عمر وعثمان وعلي وطلحة ـ رضي الله عنهم ـ بأن موتهم لن يكون على فرشهم ، بل يموتون شهداء .. فعن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان على حراء ، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير ، فتحركت الصخرة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( اهدأ ، فما عليك إلا نبي ، أو صِدِّيق ، أو شهيد )(مسلم) . فشهد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنفسه بالنبوة ، ولأبي بكر بالصديقية ، ولعثمان وعلي وطلحة بالشهادة .. قال النووي : " وفي هذا الحديث معجزات لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ منها : إخباره أن هؤلاء شهداء وماتوا كلهم غير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر شهداء ، فإن عمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير ـ رضي الله عنهم ـ قُتِلوا ظلما شهداء ، فقتل الثلاثة مشهور ، وقتل الزبير بوادي السباع بقرب البصرة منصرفا تاركا للقتال ، وكذلك طلحة اعتزل الناس تاركا للقتال فأصابه سهم فقتله ، وقد ثبت أن من قُتِل ظلما فهو شهيد .." . وقد بشر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ مرة أخرى بالشهادة ، فعن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ : أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى على عمر قميصا أبيض ، فقال : ( ثوبك هذا غسيل أم جديد ؟ ، قال لا ، بل غسيل ، قال : البس جديدا ، وعِشْ حميدا ، ومُت شهيدا )(ابن ماجه) .. وكان ما قاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد قتله أبو لؤلؤة المجوسي وهو يصلي إماما بالمسلمين في صلاة الصبح .. وأما عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ فعن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كنت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حائط من حيطان المدينة ، فجاء رجل فاستفتح ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : افتح له وبشره بالجنة ففتحت له ، فإذا أبو بكر ، فبشرته بما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فحمد الله .. ثم جاء رجل فاستفتح ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : افتح له وبشره بالجنة ، ففتحت له فإذا هو عمر ، فأخبرته بما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فحمد الله .. ثم استفتح رجل ، فقال لي : افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه ، فإذا عثمان فأخبرته بما قال رسول ـ الله صلى الله عليه وسلم ـ فحمد الله ثم قال : الله المستعان )(البخاري) . أما ثالث المبشرين بالشهادة في هذا الحديث علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ فقد كان موقنا بأنه سيموت شهيدا لإخبار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ له بذلك ، فعن زيد بن أسلم : أن أبا سنان الدؤلي حدثه أنه عاد عليا ـ رضي الله عنه ـ في شكوة اشتكاها فقلت له : لقد تخوفنا عليك يا أبا الحسن في شكواك هذا ، فقال : ولكني والله ما تخوفت على نفسي منه لأني سمعت الصادق المصدوق ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : ( إنك ستضرب ضربة هاهنا وضربة هاهنا ـ وأشار إلى صدغيه ـ فيسيل دمها حتى يخضب لحيتك ، ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود )(الحاكم) . فكان لسان حال علي ـ رضي الله عنه ـ ما قاله عبد الله بن رواحة ـ رضي الله عنه ـ : وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ من الْفَجْرِ سَاطِعُ أَرَانَا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ ومن هؤلاء الذين أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن موتهم ـ حفيده ـ الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ ، فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لإحدى زوجاته : ( لقد دخل عليَّ البيت ملك لم يدخل علي قبلها فقال لي : إن ابنك هذا : حسين مقتول وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يُقتل بها . قال : فأخرج تربة حمراء )(أحمد). ومن دلائل نبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ إخباره لابنته فاطمة ـ رضي الله عنها ـ أنه يموت قبلها ، وأنها أول أهله موتا بعده .. عن عائشة ـ رضي الله عنه ـ قالت : ( اجتمع نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يغادر منهن امرأة فجاءت فاطمة تمشى كأن مشيتها مشية رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال : مرحبا بابنتي ، فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم إنه أسرَّ إليها حديثا فبكت فاطمة ، ثم إنه سارها فضحكت أيضا ، فقلتُ لها : ما يبكيك ؟ ، فقالت : ما كنت لأفشى سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن ، فقلت لها حين بكت : أخصَّك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحديثه دوننا ثم تبكين !! ، وسألتها عما قال ، فقالت : ما كنت لأفشى سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. حتى إذا قُبِضَ سألتها فقالت : إنه كان حدثني : أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة وإنه عارضه به في العام مرتين ولا أراني إلا قد حضر أجلى ، وإنك أول أهلي لحوقا بي ، ونعم السلف أنا لك .. فبكيتُ لذلك ، ثم إنه سارني فقال : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة ، فضحكت لذلك ..)(مسلم) . قال النووي : " .. ( فأخبرني أني أول من يلحق به من أهله فضحكت ) : هذه معجزة ظاهرة له ـ صلى الله عليه و سلم ـ بل معجزتان ، فأخبر ببقائها بعده ، وبأنها أول أهله لحاقا به ووقع كذلك .." .. وصدق حسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ حين قال مادحا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : نبيّ يرى ما لا يرى النّاس حوله ويتلو كتابَ الله في كلّ مشهد وإن قال في يومٍ مقالة غائب فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد |
|
01-07-2014, 05:46 PM | #3 |
|
رد: من دلائل النبوة : نبي ، وصِدِّيق ، وشهيد
يعطيك العافيه
سلمتي وسلم لنآ عذب وطيب طرحك... دمت تألقاً وتميزاً وعطآءً لا ينضب لك مني كل التقدير |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|