![]() |
كيف نتعامل مع الله إذا فقدنا أحباباً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفراق صعب , و يُقطِّع القلب أحيانًا ! بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم امتنع مؤذنه بلال عن الأذان , فأصبح لا يؤذِّن , و في يوم من الأيام طلب أبو بكر – رضي الله عنه – من بلال أن يؤذِّن , ففعل , فلمَّا أذَّن تذكَّر الصحابة أيام النبي صلى الله عليه و سلم , النبي الذي فقدوه , و هي أحلى أيام حياتهم , بلال يؤذِّن و يستمر بالأذان , و هم يتذكرون , فلما وصل بلال إلى قوله : ( أشهد أنَّ محمدًا رسول الله ) , ضجَّ الصحابة بالبكاء , لقد تذكروا حبيبهم و معلمهم الأول , فذرفت العيون .. http://www.m5zn.com/img/?img=003b27c2b675683.gif و لما فقد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – النبي صلى الله عليه و سلم , و فقد أبا بكر أيضًا , و هما أعز أحبابه , أصبح يصلي الفجر بالناس و يقرأ قوله تعالى في سورة يوسف : { عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا } و يقول : { إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ } يقرأ ثم يبكي رضي الله عنه , يتذكرهما و يبكي , حتى أنهم كانوا يسمعون صوت بكائه من وراء الصفوف ! الفراق صعب أخواتى , صعب حتى على البهائم و الطيور شاهدى معى أختى وحبيبتى هذه الصور وقولى سبحااان الله هنا الزوجة مصابة وتنظر بحثاً عن زوجها http://www.sh22r.com/vb/ وهنا يحضر لها الطعام ويرفرف بجناحيه عليها بحب وود وشفقه http://www.sh22r.com/vb/ وهنا يتفاجأ بوفاتها فيحاول تحريكها وإيقاظها ولكن ..؟ http://www.sh22r.com/vb/ وهنا يدرك أن زوجته ماتت ولن ترد عليه فصرخ صرخة الزوج العاشق المحب http://www.sh22r.com/vb/ يقف ويبكي ويصرخ حزناً على فراقها http://www.sh22r.com/vb/ وأخيراً يدرك أنها لن ترد عليه وأنها رحلت عنه فيقف عند جثتها ذاهلاً حزيناً مودعاً ... أنظروا إلى عينيه !! http://www.sh22r.com/vb/ http://www.se-te.com/vb/clear.gif إن الفراق صعب جدًّا خصوصًا إذا كان فراقًا لا أمل بعده في اللقاء ! أختي الحبيبة .. أعرف أن لك حبيبًا قد فقدتيه , لعلك فقدت جسده , و لم تفقدي روحه , ربما فقدت حضوره جوارك , و لم تفقدي ذكرياته في قلبك , قد تكون أُمًّا , قد يكون أبًّا , أو ابنة , أو جدَّة , أو زوجة , لا أدري ! الذي أعرفه أن الفراق مؤلم , و لكن ماذا سنفعل الآن !؟ http://www.m5zn.com/img/?img=003b27c2b675683.gif هل تقطيع قلبك عليه , سيرجعه إليك ؟ بالطبع لا ! إذن لماذا تخسر حبيبك , وتخسر قلبك أيضًا !؟ لماذا تخسر الاثنين في نفس الوقت ؟ ارحمي نفسك .. توقفي عن تعذيبها , و لا تقولي : لا أستطيع ! مشكلتنا أننا نظل دااائما نذكر أنفسنا بأحبائنا الذين فقدناهم لندخل كل مرة فى نفس الجو المحزن .. توووقفي عن ذلك فورا قد نقول : ماذا أفعل ؟ الحل : أن نتوجه إلى حبيب آخر ! لكنه حبيب لا يموت , عندها سيطمئن قلبك في كل الأحوال .. من هو هذا الحبيب !؟ إنه الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم , هو الذي إذا توجهت إليه خفف عنك هذا الفراق , و طمأن لك نفسك , و أسكن لك قلبك ! لا يوجد لديك خيار آخر .. من لك غير الله تلجأين إليه ؟ هو سبحانه سيأجرك , و يجبر كسرك , و يرفع قدرك , و يزيل همك , و هو سيخفف عنك حرمان الأم و الأب , و الزوج و الابن و الصديق , و هو سيحن عليك أكثر من حنان الناس عليك .. قال صلى الله عليه و سلم : [ إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته : أقبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون : نعم فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم , فيقول : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك و استرجعك , فيقول الله تعالى : ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة و سمّوه بيت الحمد ] رواه الترمذي http://www.m5zn.com/img/?img=003b27c2b675683.gif الله أكبر .. هيا , ماذا تنتظرين أختى ؟ قولي الآن من كل قلبك : الحمد لله , إنا لله و إنا إليه راجعون .. قد تسأل إحدانا : طيب ماذا أفعل ؟ أنا اقترح عليك , بدل أن تتعبين نفسك بالحزن , و الأسى على فراق حبيبك , حاولي أن تجتهدي لكي تلتقي بحبيبك مرة أخرى .. أسمعك تقولين :كيف ؟!! الجواب : اجتهدي بعبادة ربك , لكي يجمعك الله مع حبيبك مرة أخرى في الجنة , لأنه إذا كان حبيبك الذي فقدتيه صالحًا فدخل الجنة , فأنت تحتاجين لأن تكوني من الصالحًين أيضًّا , لتلحقي به , و أما إذا لم يكن حبيبك صالحًا فلا تقلقي , لن تحزني عليه في الآخرة , لأن الله تعالى يقول : { الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } سورة الزخرف : 67 فالرابح في كل الأحوال هو أنتِ أختى الحبيبة إذا أحسنتِ مع الله , ألم أخبرك فى البداية : أن الرجوع إلى الله سيطمئن قلبك ! , يقول الله تعالى : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) سورة الزمر : 10 http://www.m5zn.com/img/?img=003b27c2b675683.gif اقتراح عليك أن تختاري : كيف سأرجع إلى الله عندما أصاب بفقد حبيب ؟ حيث إن رجوعك إلى الله عند فقد الأحباب له ثلاث مراتب , بعضها أعلى من بعض , فاختاري أنت المرتبة التي تريدين .. المرتبة الأولى : هي أن تصبر على فراق هذا الحبيب مع ما في قلبك من الألم , يقول الله تعالى : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } سورة الزمر : 10 بغير حساب , يقول أحد المفسرين : ليس يوزن الثواب لهم , و لا يكال كيلاً , إنما يُغرف لهم غَرْفًا .. لدرجة أن الذين لم يُصبهم بلاء في الدنيا يتمنون مكانك في القيامة , قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ يودّ أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاءالثواب لو أن جلودهم كانت قُرضت في الدنيا بالمقاريض ] صحيح الجامع هل البكاء على الميت يُفسد الصبر ؟ لا لا .. لا تظني أن الدموع تنافي الصبر , البكاء لا بأس به , إذا لم يكن صراخًا و نحو ذلك , لقد بكى من هو خير مني و منك , بكى النبي صلى الله عليه و سلم على ابنه إبراهيم , وضعوه بين يديه , فأخذه النبي صلى الله عليه و سلم , فقبله و شمَّه و ابنه إبراهيم يحتضر بين يديه , فلما رآه النبي عليه الصلاة و السلام , ذرفت عينه صلوات ربي و سلامه عليه , و قال : [ إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا , و إنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ] رواه البخاري فالبكاء لا ينافي الصبر , فالصبر : هو أن لا تجزع , و لا تتسخط على القدر بالقلب , أو تتلفظ بما يوحي بالاعتراض على الله باللسان , لا .. هذا فضلاً عن الكبائر التي يفعلها البعض من لطم الخدود , و شق الثياب و العياذ بالله , بل المطلوب هو الصبر .. أعرف أن الموضوع ليس سهلاً , لكن اصبري , يقولون : الصبر مثل اسمه , مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه عبد الملك في مرضه الذي مات فيه , فقال : با بني , كيف تجدك ؟ قال : تجدني أبتاه في الموت ! فقال : يا بني , لئن تكون أنت في ميزاني , أحب إلي من أن أكون أنا في ميزانك ! فقال الابن : با أبتي , و الله لئن يكون ما تحبه أنت , أحب إلي من أن يكون ما أحبه أنا ! و هذه هى المرتبة الأولى فرغم كل هذا الأجر ولكن يوجد ما هو أعلى ! المرتبة الثانية , قد يقول قائل : صبرنا على فراق الميت ! ماذا يمكن أن يكون أعلى من الصبر ؟ يوجد تعامل أرقى من الصبر , تتعامل فيه مع الله , عندما يتوفى لك إنسان .. تدرين ما هو ؟ إنه ( الرضا ) .. أن أكون راضيًا عن الله , راضٍ أنه أخذ منك حبيبك فلان .. ما الفرق بين الصابر و الراضي ؟ الصابر : كاره لفراق حبيبه , لكنه غير متسخط , فهو صابر ! أما الراضي : هو يشعر بشيء آخر , إنه راضٍ عن ربه , ليس فقط صابر , بل هو راضٍ تمام الرضا عن الله . قد يقول قائل : كيف أحس بالرضا و أنا أصلاً أتألم من مصيبة وفاة الحبيب ؟ والدتي توفيت , ابني مات , هذا شيء مؤلم , فكيف يمكن أن يجتمع الألم مع الرضا ؟ طبعًا ممكن .. ألا ترى أنك عندما تكون مريضًا تشتري الدواء المر , و تشربه و أنت راضٍ به مع أنه مر , شديد المرارة , و أنت رضٍ ! أوَ لا تذكر تلك الحقنة التي تألمت منها ! ألست راضيًا بهذا الألم , لدرجة أنك اشتريت الحقنة بمالك !؟ إذن يمكن أن يجتمع الشعور بالرضا مع الشعور الألم ! كوني كذلك أختى وحبيبتى.. ارض عن ربك أنه قبض حبيبك إليه , حتى و لو كنت متألمة , فإذا رضيت عن ربك , فالحمد لله , أبشرك أنه سبحانه سيرضى عنك أيضًا , قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم , فمن رضي فله الرضا، و من سخط فله السخط]رواه الترمذي هذا تعامل رفيع بينك و بين الله عز و جل , ترضى عنه , فيرضى عنك , فعلا .. تعامل راقي ! http://www.m5zn.com/img/?img=003b27c2b675683.gif و إذا أحببت أن أرتفع أكثر في تعاملي مع الله , فإن هذا ممكن .. هل يوجد شيء آخر غير الرضا !!؟ نعم , يوجد ما هو أكثر ! ماذا يوجد أكثر من الرضا عن الله |
رد: كيف نتعامل مع الله إذا فقدنا أحباباً
يُعٌطِيًــــــكِ رَبِيُ أَلِــفٌ عٌـــــآِفًيُــــــةْ ْإِبْدَآَعٌ فيٍ ْكُلِ زَآْوِيْةٍ يَـــدْفَعُنِيً لِآَوَآصِـــلَ جَــدِيْدَ أُطُرٌوْحَـــآتَكِ لِذَآئِقًتِكِ اَلْرَآقِيْــــةٌ وَآفِـــرُ اَلْشُـــكِْرِ.. <!-- / message --> |
رد: كيف نتعامل مع الله إذا فقدنا أحباباً
اهلاسهلاحبيبتي سرنى تواجدك الرائع
جزاگ الله خير الجزاءعلى مرورك العطررر |
الساعة الآن 08:47 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
SEO by vBSEO
sh22r.com