02-22-2014, 07:07 PM | #1 |
مجلس الادارة
|
المسير إلى مكة .
المسير إلى مكة . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) " ( صدق الله العظيم ) لم يكن هناك يهود يلوكون حديث مؤتة ولكن المنافقين كانوا هناك في صميم المجتمع المدني لا يكتمون شماتتهم ولا يكفون عن سخرية بما حسبوه تطاولا من المؤمنين إلى تخوم الروم . وقريش تزداد حمقا وتطولا فتظاهر بكرا على خزاعة وتدفدها بالسلاح لا تبالي عهد الحديبية وفيه النص على " أنه من أحب أن يدخل في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم فليدخل فيه ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم فليدخل فيه " . وخزاعة كانت قد اختارت الدخول في عهد الرسول وحلفه فبيتتها " بكر " بالوتير وأمعنت فيها قتلا بسلاح قريش . وتمهل المصطفى صلى الله عليه وسلم لعل قريشا ترجع عن غيها فيما نقضت من عهد الحديبية بما ظاهرت بكرا على خزاعة وهي في عقد الرسول وعهده . " المدينة " تهدر بالغضب والقلق والترقب . والمصطفى هناك قد أخذ مجلسه بين أصحابه في مسجده وما يدري أحد خطوته التالية . وفجأة تعلقت الأبصار برجل يشق طريقه في زحام الناس حتى يصل إلى مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم فيقف عليه ويلتقط أنفاسه من سفر بعيد . عرف المهاجرون فيه " عمرو بن سالم الخزاعي " وانتظروا ماذا يكون من أمره فانصرف عمرو عنهم وابتدر المصطفى ينشده مرتجزا : ص 224 يا رب إني نــــــــــاشد محمــــــدا حلف أبينــــــا وأبيـــه الأتلــــــــدا قد كنتـــــم ولــــدا وكنـــا والـــــدا ثمـــت أسلمنــــا فلــــم ننزع يــدا فانصــر هـــداك الله نصرا اعتـــدا وادع عبــــــاد الله يأتـــوا مــــددا فيهم رســــــول الله قـــد تجــــردا إن سيــــم خسفــــا وجهـه تـربدا إن قريشــــا أخلفــــوك الموعــدا ونقضـــوا ميثــــاقك المؤكـــــــدا وزعمـــوا أن لست أدعــو أحــدا وهــــم أذل وأقــــــــل عــــــــددا هم بيتــــــونا بالوتيــــــر هجـدا وقتـــــلونا ركعــــــــا وسجـــــدا قال عليه الصلاة والسلام : " نصرت يا عمرو بن سالم " . ثم قام يتجهز لفتح مكة .... (1) الوقت مساء ... والمدينة ساهرة تحتشد للتعبئة وقد أوشك جند الإسلام على المسير إلى مكة . ووافد من مكة جاء يسعى حثيثا حتى بلغ بيت أم المؤمنين " أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان " في دور النبي المحيطة بمسجده . واستأذن فدخل , وأم المؤمنين لا تكاد تصدق أنه والدها " أبو سفيان بن حرب " . ـــــــــــــــــــــ (1) السيرة : 364 وتاريخ الطبري السنة الثامنة هـ ص 225 هل جاء مبايعا بعد أن طال ضلاله وأهلك قومه ؟ لو كان قد جاء مسلما لما تردد في أن يعجل إليها بالبشرى فيضع حدا لما كابدته من هم في موقفها بين زوجها وأبيها . وقد كان الموقف صعبا . من قبل أن تشرف " رملة " بالزواج من المصطفى آمنت به نبيا مع زوجها الأول " عبيد الله بن جحش " وهاجرت معه إلى الحبشة فلم يلبث أن ارتد عن الإسلام وتركها تكاد تموت بقهرها لولا أن واساها عليه الصلاة والسلام . وشرفها بأن أرسل إلى ابن عمه " جعفر بن أبي طالب " فخطبها إليه في بلد النجاشي . وعادت من مهاجرها مع جعفر يوم فتح خيبر وأخذت مكانها الرفيع في بيت النبي . فما كانت امرأة أعز منها بزوج وأشقى بأب . فإن لم يكن أبوها قد جاء من مكة مبايعا فلعله موفد من مشركي قريش يتوسل بابنته إلى زوجها نبي الإسلام ليجدد الهدنة التي نقضها القرشيون . وانتظرت أم المؤمنين لم تدع أباها إلى الجلوس حتى تعلم فيم جاء . وتقدم هو من تلقاء نفسه فهم بالجلوس على فراش هناك فسبقته إليه أم المؤمنين وطوته عنه , سألها وهو يتجاهل مغزى ما فعلت : - يا بنية ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني ؟ فما راعه إلا أن أجابت : " بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت مشرك نجس ولم أحب أن تجلس على فراشه صلى الله عليه وسلم " . قال أبو سفيان مقهورا : - والله يا بنية لقد أصابك بعدي شرا . (1) وخرج بحسرته فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد مع جمع من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر . ووقف بين يدي المصطفى صلى الله عليه وسلم يعتذر عن قريش ويسأله أن يستبقي الهدنة فما رد عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم بكلمة . ــــــــــــــــــــــــ (1) السيرة : 4/ 38 . تاريخ الطبري 3/ 112 . السمط الثمين 100 . ص 226 واتجه أبو سفيان إلى الصديق أبي بكر . يرجوه في أن يكلم النبي عليه الصلاة والسلام فما زاد الصديق على أن قال : " ما أنا بفاعل " . والتمس أبو سفيان الشفاعة عند الرسول . من عمر بن الخطاب فكان رد عمر : " أأشفع لكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به " . ونقل أبو سفيان بصره في القوم . فما وجد إلا الصد والجفاء . وقاوم يأسه . فخرج متعثرا في حسرته حتى بلغ بيت " علي بن أبي طالب " صهر المصطفى وابن عمه فقص عليه ما كان من أمره مع ابنته رملة ثم مع الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر وقال يستنجد بابن أبي طالب , ويذكر جدهما " قصي بن كلاب " والد عبد مناف وعبد شمس " " يا علي إنك أمس القوم بي رحما وإني قد جئت في حاجة فلا أرجعن كما جئت خائبا . فاشفع لي إلى صهرك وابن عمك " . رد علي كرم الله وجهه . " ويحك يا أبا سفيان . والله لقد عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه " . فالتفت أبو سفيان إلى الزهراء وكانت حتى هذه اللحظة صامتة لا تشارك في حديث فقال لها وهو يشير إلى ابنها " الحسن بن علي " سبط النبي : " يا ابنة محمد . هل لك أن تأمري بنيك هذا فيجير بين الناس فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر ؟ ردت الزهراء رضي الله عنها : " والله ما بلغ بني أن يجير بين الناس وما يجير أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم " . ولم يبق إلا أن ينصرف .... غير أنه لم يكن يدري إلى أين وقد أوصدت الأبواب في وجهه وتمهل برهة فقال لعلي : - يا أبا الحسن . إني أرى الأمور قد اشتدت علي فانصحني . قال علي رضي الله عنه : " والله ما أعلم لك شيئا يغني عنك شيئا ولكنك سيد في بني كنانة فقم فأجر بين الناس ثم الحق بأرضك ص 227 سأله : " أو ترى ذلك مغنيا عني شيئا ؟ " فرد علي رضي الله عنه : " لا والله ما أظنه , ولكني لا أجد لك غير ذلك " (1) . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) السيرة : 4/ 39 ـ تاريخ الطبري : 3/ 113 . من طريق ابن اسحاق . ص 228 |
|
02-23-2014, 09:55 AM | #2 |
|
رد: المسير إلى مكة .
جزآك آللـه خـــــــــــــــير
وجعله في ميزآن حسنآتكـ .. ربي لايحرمنآ منك ومن تميززك فآئق آلحدود بـآرك آلله فيـك ووفقك آلله |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|