يا حسرتاه على ما فرطت فى جنب الله وان كنت لمن الساخرين...

04-01-2014, 04:21 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

"بسم الله الرحمن الرحيم "

( يا حسرتاه على ما فرطت فى جنب الله وان كنت لمن الساخرين )

تمضي بنا الأيام والسنين
والعمر يضيع
منّا من ضيعه في طاعة الله
وما أجمله من ضياع
ومنّا من ضيعه في المعاصي
ويا حسرتنا عل ما فرطنا !!
....
انها نفسنا الظالمة
والتي ظلمناها كثيراً
نفسنا الآثمة
والتي جرفناها للهاوية
بكثرة الذنوب والمعاصي
والتي أهلكتنا !!
نحمل من الإسلام إسماً فقط
ونحن بعيدين أشدّ البعد عنه
وها نحن نتحسرّ على ما فرطنا
وما أعظم الحسرة
إذا خرجنا من هذه الدنيا
لا نحمل سوى آثامنا وذنوبنا فقط !!
ما أعظمها من خسارة
إذا طويت صفحاتنا بسواد أعمالنا
واللعنات تلازمنا في قبرنا !!
ما أعظمها من خسارة
يوم يُطبع عل قلوبنا اننا كنا غافلون !!
ما أعظمها من خسارة
عندما نمشي مكبي عل وجوهنا
لا نستطيع الرجوع !!
ما أعظمها من خسارة
عندما يكتنفنا غضب الله
وحينها لا تنفعنا شفاعة
ولا يفيدنا مهما سكبنا من دموع !!
ما أعظمها من خسارة
حين تصل الروح إلى الحلقوم
وتغصّ السكرات بالمحاجر
ويوارينا الثرى !!
ما أعظمها من خسارة
حين تقول النفس يا حسرتاه
عل ما ضيعت من صلاة
ياحسرتاه على ماتركت من عبادات
يا حسرتاه حين أطلقت لساني في النميمة والغيبات
يا حسرتاه
حينما عقيتّ بوالديّ
وأنكرت أفضالهما علي
ياحسرتاه عندما أطلت السهر بمشاهدة المحرمات
دون أن أصلي ركعتين في هجيع الليل
ياحسرتاه عل أيامِ وساعات أضعتها في اللهو واللعب
دون أن أمسك كتابه
وأقرأ منه ولو بضع آيات !!
ياحسرتاه عل أصدقاء صادقتهم لم يزيدوني إلاّ ضلال !!

وعلى أحبابِ أحببتهم
لم ينفعوني بشيء
بل زادوني بلاء !!
ياحسرتاه
لم أجني من حياتي ولا حسنة
فكيف سأقابل ربّ الأرباب ؟؟
ياحسرتاه ضاع الشباب
وإلى الآن لم أعرف ماهو الخطأ
وماهو الصواب !!
ياحسرتاه عل دموعٍ فرطتها لفقد حبيب
ولم أدخرها للبكاء من خشية الله
ياحسرتاه
ضاع العمر
وهل تفيدنا الآن الحسرات ؟؟
سارعوا يا أخوتي إلى تدارك ما فاتكم
فلا زال في العمر بقية
ولازالت الأبواب مفتوحة للتوبة
فأقبلوا عليها بقلوبٍ خاشعة مطمئنة
ونفوسٍ مؤمنة
لتفوزوا بالخيرات
وتنالوا الرحمات
وتزدادوا حسنات
فبغير القرب إلى الله
لا حياة
ولا فلاح ولا نعيم
ولا سرور

قال تعالى :
( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات )
وقال صلى الله عليه وسلم :
( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)