04-01-2014, 07:44 PM | #1 |
مجلس الادارة
|
كيف تصفي قلبكك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل سألنا أنفسنا مرةً إن كانت قلوبنا تحملُ غلّاً على أحد؟ أم نعتقد أنّ قلوبنا صافية لا تحمل حقداً ولا بغضاً لأحد ؟ فلنقف قليلاً مع هذه القصّة لعلّنا نصل لإجابة ! : اتّصل شابٌ على شّيخ يقول له : تنازعنا مع أبناء عمي على قطعة أرضٍ نعلم أنها كانت لوالدنا ولم يكن لدينا إثبات طال النزاع فتنازلنا عنها لهم وقاطعناهم وكنّا نذكرهم بالسّوء دائماً ردّ عليه الشّيخ : هل تريدون الجنّة أم لا ؟ قال : بلى قال: إذاً تطلب السّماح من أبناء عمّك يقول الشاب : فاتّصلت على ابن عمّي وقلت : سامحونا لن تفرق بيننا قطعةُ أرضٍ ففاجأني بقوله : بل أنتُم سامحونا وخُذُوا الأرض حلالٌ عليكم ! فاختلفنا مرة أخرى كل يريدُ تقديمَ الأرض للآخر ثم اتّفقنا أن نجعلها وقفٌ لوالدينا معاً .. يقول : الغريب أنّني أحسّست بعد إغلاق الهاتف كأنّني ألقيتُ كيساً من الإسمنت كان قابعاً على صدري .. وهنا لنا وقفة .. هل سألنا أنفسَنا : كم كيسَاً من الإسمنتِ نحملُ على صُدورِنا ؟ وهل سألنا أنفسنا بصدقٍ : لماذا نشعر وكأنّ قلوبنا لا تحمِلُ حقداً على أحد ؟ ومع ذلك كم من الأحقاد تملأ قلوبناعلى فلانة لأنّها قالت عنّي كذا وعلى الأخرى لأنّها اتّهمتني بكذا ؟ كم نحملُ من الأضغانِ في ذلك القلب المسكين بسبب كلمةٍ أو موقفٍ أو فعلٍ حمّلناهُ أكثر ممّا يحتمل ؟ وكيف نقف بين يديّ الله في صلواتنا وقلوبنا تعتلجُ حَنَقاً نفكرُ كيفَ ننتقمُ من فلانة وكيف نردّ على الأخرى وكيف نأخذ حقّنا من الثالثة ؟ لو تفكّرنا بالأمر على حقيقته لأدركنا أنّ هذه الدّنيا التّي نتصارع لأجلها لا تُساوي عند الله جناح بعوضة فكيف نتكالبُ على مكاسبَ دُنيويّة ونشغلُ أنفسنا بانتقاماتٍ شيطانية ؟ ونسينا نعيماً دائماً ورفعةِ درجاتٍ وراحةً لا تنقطع في جنّة الخلد التّي وعدَ الله بها عباده المتّقين ؟ ونتصوّر هنا لو قُدّمت إلى إحدانا دعوةٌ لامتلاكِ قطعةِ أرضٍ تساوي مساحة شارعها .. فماذا يكون شعورها ؟ وماذا لو كانت الأرض بمساحة مدينتها ؟ وماذا لو كانت بمساحة دولتها ؟ وماذا لو كانت بحجم الكرة الأرضية كلها ؟ فما بالنا بجنّة عرضها السموات والأرض ؟ ( وسَارِعُوا إلى مَغْفِرةٍ مِنْ رَبّكُمْ وجَنّةٍ عَرضُهَا السّمَواتُ والأرضُ أُعِدّتْ للمُتّقِين .الذّينَ يُنفِقُونَ فِي السّراءِ والضّراءِ والكَاظِمِينَ الغَيظَ والعَافِينَ عن النّاسِ واللهُ يُحِبّ المُحسِنِين ) فمنْ يدفَعُ الثّمنَ لينَالَ الأجرَ العَظِيم ؟ وهل تأمّلنَا آخرَ الآية السابقة ( أُعدّتْ للمُتقِين ) وكَم للتّقوَى مِن ثَمرَاتٍ منهَا العلمُ والقبولُ والفرج ومنها الرّزقُ واليُسرُ وتكفيرُ السّيئاتِ وتعظيمُ الأجرِ من الله ومن هم هؤلاء ؟ إنّهم المُنفِقِينَ والكَاظِمينَ الغَيظَ والعَافِينَ عن النّاس .. وأجرهُم عظيم : 1- مغفرة 2- جنّة عرضها السّموات والأرض 3- محبّة الله لهم 4- وصفهم بالمتّقين 5- وصفهم بالمُحسنين ولنقرأ هذه القصّة .. التي يحكِيها أحدُ المشائخ عن رجل يعمل في خدمة الموظفين في وزارة .. يتعرّضُ يومياً للانتقادِ والشّتمِ منهم ومن المُديرِ أحياناً ويعودُ لبيتهِ وقبل أن يُغمضَ عينيهِ .. يتذكّر ما حدث من هذا وذاك فيقول صادقاً من قلبه : سامحتهم لله .. ويفاجأ في اليوم التّالي بأنّ من أساءَ له ينتظره على باب الوزارة ليقول له : سامحنِي على ما بدر منّي أمس ! يقول باستغراب : وما الذّي حدث ؟ ( ينسى ما بدر منهُم لصدقِ عفوِهِ عنهُم ) ولكنّ مشكلته بأنّهم يقولون عنه : أهبل ، غبي ، طيّب زيادة عن اللزوم .. فيسأل الشّيخَ هل أنا فعلاً أهبل وغبي ؟ أو لسنا نسمع مثل هذه الكلمة كثيراً : أهبل ، طيب زيادة ، عبيط ، على نيّاته .. إلى آخر هذه الكلمات بكلّ الألفاظ واللهجات .. هل هو كذلك حقّاً ؟ هل أصبحت فعلاً هذه الصفة صفةُ نقصٍ في زمننا هذا ؟ سبحان الله .. هل نعلم ما هي مشكلتنا ؟ مشكلتنا أننا لم نتعلّم عن الله .. لأنّنا كلما تعلّمنا عن الله عرفنا حقائقاً لم نكن نعرفها من قبل .. ولكي نفهم هذه النقطة فلنتأمّل حال المجتمع الذي نعيش فيه نرى كثيراً من الناس يمارسون الخداع ويعتبرون أن الذّي لا يخادع مغلوب على أمره وضعيف ومسكين و غبي و .. و .. وقد نرى أنّ صفة الضعف هذه صفة سلبية مذمومة تحتاج لإصلاحٍ وتغيّيرٍ ونحاول أن نغيّرها حتّى لا يظلمنا أحدٌ أو يسخر منّا أو .... ولكن لو تعلّمنا عن الله لعرفنا أنّ هذه الصّفة ليست مذمومة وإنّما هي صفة ممدوحة .. بدليل حديث النّبي صلى الله عليه وسلّم عن أبي هريرة (المؤمنُ غِرٌّ كريم ، والفاجر خِبٌّ لئيم) حديث حسن فمن مصلحة الإنسان أن يكون صافي القلب ليس عندهُ سوءُ ظنٍّ بأحد .. وحتّى لو أكلوا حقوقه يكون على ثقةٍ بربّه أنّ الله يدافع عن الذّين آمنوا .. عندها سيضع كلّ أحماله على باب ربّه ويعلم أنّ الله هو الذي سيأتي بحقّه إليه وسيردّ عنه من حيث لا يحتسب ويعلم أنّ الله يُدافِع عن الذّين آمنوا, فيضع حَمله كلّهُ عند بابه ويفهم أنّه ليس هو من سيأتي لِنفسه بحقّه . وأنّ اللهَ هو الذّي يأتي له بحقّه ويردّ عنه من حيث لايحتسب ، فيعيشُ صافي القلب حسنَ الظّنّ باللهِ وبخلقهِ . وهو مشغولٌ بما يجبُ أن يعيش من أجله من طلبٍ لرضا الله والتّعلّقُ به وحسن ُالظّنّ فيه وحسن الظّنّ بالمسلمين فالمؤمن غرٌ كريم ، وهذه من وصوفات الكمال لكنّ المجتمع يجدُ أنّها من وصوفات النّقص وعندما نتعلّم عن الله سنفهم أنّ هذه صفةُ كمالٍ وليست صفةُ نقصٍ فينا .. وقال ابن القيم ( والفرق بين سلامة القلب والبله والتغفل) أن سلامة القلب تكون من عدم إرادة الشّر بعد معرفته فيسلم قلبه من إرادته وقصده لا من معرفته والعلم به وهذا بخلاف البله والغفلة فإنها جهل وقلة معرفة وهذا لا يحمد إذ هو نقصٌ وإنما يحمدُ الناس من هو كذلك لسلامتهم منه والكمال أن يكون القلب عارفاً بتفاصيل الشّر سليماً من إرادته ) قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه ( لست بخبّ ، ولا يخدعني الخبّ ) ولنتأمل قي أحوالنا وحياتنا حتى نرى كم هي تلك الأشياء التّي تثير الأحقاد في النّفوس ونحن لا نشعر ! الغيبة - النّميمة - الظّلم – الكذب - التّدخل فيما لا يعني – الظن سوء ودعونا نقف وقفة متأمّلة هنا نستعرض بعض أحوالنا التي نعيشها في الواقع ونرى ما هو أثرها علينا تدخل إحدانا بيت صديقتها ثم تبدأ في سلسلة من الأسئلة التّي تحرجها بها : كم إيجار بيتكم ؟ .. كم راتب زوجك ؟ .. لماذا لا تُغيرون أثاث البيت ؟ لماذا انفصلت ابنتك عن زوجها ؟ لماذا لا تُصلحون هذه النافذة ؟ وكم وكم من الأسئلة التي توقع الصّديقة في حرجٍ شديد .. قد تجيب على بعضها مضطرةً .. وتتهرّب من الإجابة عن بعضها الآخر !! وفي النّهاية تستاءُ من صديقتها .. تكره زيارتها .. وتكره الحديث معها .. ومع الوقت تبدأ تتحدّث عنها مُحذّرة منها ومن تدخّلها فيما لا يعني ! فتدخل في الغيبة والنّميمة .. وفي الحديث عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عَرَجَ بي ربّي عزّ وجلّ مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نُحاس يخمشونَ وجوههم وظهورهم ، فقلتُ : من هؤلاء يا جبريل ؟قال : هؤلاء الذّين يأكلون لحومَ النّاس ويقعونَ في أعراضهم ) ولم تعلم هذه أو تلك أن كلّ ما تقوله عن أختها سيقالُ عنها ولو بعد حين جزاءً وفاقاً من الله وتربيةً لها منه سبحانه .. فلتختار إذاً ماذا تُريد أن يقال عنها .. وهذه دعوةٌ لكلّ قلبٍ لا زالت فيهِ بعضٌ من رُوح .. ولم تُميته بعدُ غوائِلُ الشّحناءِ والبغضاء دعوةٌ لكلّ قلبٍ لازالَ حيّاً بذكرِ اللهِ يطلبُ رِضاهُ ويسعَى للُقياه دعوةٌ لكلّ قلبٍ سَاقهُ ربّي لقراءةِ هذهِ السّطور دعوةٌ لتنقية القلب من الحقد والشّحناء دعوةٌ للعفو والصّفح من أجلِ الله وحده .. وليسَ من أجل دنيا زائلة دعوةٌ لصفاءِ قلبٍ يقفُ بين يديّ الله كلّ يوم وقد تفرّقت به طرقُ الدّنيا في كلّ إتّجاه فيخرجُ من الصّلاة لم يعي شيئاً منها ! وهو يفكر كيف سينتقم من هذه وكيف سيأخذ حقّه من ذلك وبماذا سيتّهم من اتّهمته ، وبماذا يردّ على من شتمه ! فكيف نلقَى الله بمثلِ هذا القلب ؟! وهل نحن راضُونَ بأحمالنا التّي تُثقِلُ هذه القلوب ؟! نسأله سُبحانه أن يغفرَ لنا ما قدّمنا وما أخّرنا ، وما أسررنا وما أعلّنا ، وما هُو أعلم بهِ منّا وأن يرزقنا قلوباً سليمة نلقاهُ بها .. ويرضَى بها عنّا اللهم آآآمين |
|
04-04-2014, 07:28 PM | #2 |
|
رد: كيف تصفي قلبكك
يَعطِيك ألعَآفِيةَ
شُكرَاً أقطِفُهَآ مِن قَلبْ ألجَمَآل لِتُلِيق بِ حَجمَ جَمَآلِ طَرحِك دَآمَت ألسَعَآدَةَ رَفَيقَةَ حَيَآتِكْ |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|