لقد ذُكر القلب في القرآن أكثر من مئة مرة،
وهذا يشير إلى أهمية هذا العضو الذي سخره الله لنا ،
وإلى أهمية الوظائف التي يقوم بها ؛ والتي يجهلها الكثير
من المسلمين .
وهذه الوظائف هي :
1.القرآن يؤكد أن القلب وسيلة الفقه
يقول تعالى:
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا
أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)
الأعراف: 179
2.القلب وسيلة التدبر
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
محمد: 24.
3.القلب مركز العقل
يقول تعالى:
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا
أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا
فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)
الحج: 46
أي أن القرآن حدّد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان وهو القلب،
وهو ما يكتشفه العلماء اليوم
4.القلب بين القسوة واللين
كما أشرنا سابقا أن الذين يزرعون قلباً صناعياً يشعرون بأن قلبهم الجديد
قد تحجَّر ويحسون بقسوة غريبة في صدورهم، وفقدوا الإيمان والمشاعر والحب،
وهذا ما أشار إليه القرآن في خطاب الله تعالى لليهود:
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً)
البقرة: 74.
وقد حدد الله تعالى عمل القلب، فالقلب يطمئن، والقلب يمرض،
والقلب يخشع ويخاف ويقسو. ويقول أيضاً:
(أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ
فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ *
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ
جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ
إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ
وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)
الزمر: 22-23.
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ
وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ
وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)
الحديد: 16.
وفي هذه الآيات دليل على أن القلب يقسو ويلين
5.القرآن يشير إلى ذاكرة القلب
يؤكد العلماء أن كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات والأحداث،
ولذلك بدؤوا يتحدثون عن ذاكرة القلب، ولذلك فإن
الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب،
وأن الله يختبر ما في قلوبنا ، يقول تعالى:
(وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)
آل عمران: 154
6.القلب والتعلّم
الخلايا العصبية في القلب تقوم بتخزين المعلومات
يتحدث الباحثون عن دور القلب في التعلّم، وهذا يعتبر
من أحدث الأبحاث التي نشرت مؤخراً،
ولذلك فإن للقلب دوراً مهماً في العلم والتعلم لأن القلب
يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها،
ولذلك فإن القرآن ربط بين القلب والعلم، قال تعالى:
(وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)
التوبة: 93.
7.القلب والكذب
آلقرآن يحدد منطقة الكذب ومنطقة الصدق تؤكد
التجارب الطبية أن مركز الكذب هو في منطقة
الناصية في أعلى ومقدمة الدماغ، وأن هذه المنطقة
تنشط بشكل كبير أثناء الكذب،
أما المعلومات التي يختزنها القلب فهي معلومات
حقيقية صادقة،
وهكذا فإن الإنسان عندما يكذب بلسانه، فإنه يقول
عكس ما يختزنه قلبه من معلومات،
ولذلك قال تعالى
( يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ)
الفتح: 11.
فاللسان هنا يتحرك بأمر من الناصية في الدماغ،
ولذلك وصف الله هذه الناصية بأنها:
(نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ)
العلق: 16.
8.القلب والإيمان
قصص كثيرة تؤكد أن صاحب القلب الصناعي غالباً ما
يفقد إيمانه بالله بعد عملية الزرع مباشرة،
وهذا يعطي مؤشراً على أن الإيمان يكون بالقلب
وليس بالدماغ،
وهكذا يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في
الإيمان والعقيدة،
ولذلك أشار القرآن إلى دور القلب في الإيمان، يقول تعالى:
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ
مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ)
المائدة: 41.
ويقول مؤكداً على أهمية القلب في الهداية:
(وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
التغابن: 11.
9.القلب والخوف
بينت أبحاث القلب الصناعي أن للقلب دوراً أساسياً في الخوف والرعب،
وعندما سألوا صاحب القلب الصناعي عن مشاعره قال بأنه فقد القدرة على الخوف،
لم يعد يخاف أو يتأثر أو يهتم بشيء من أمور المستقبل.
وهذا ما سبق به القرآن عندما أكد على أن القلوب تخاف وتوجل
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا
تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)
الأنفال: 2.
وكذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب، فقال
( قَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ)
الحشر: 2.
( تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ )