05-06-2014, 05:55 AM | #1 |
مجلس الادارة
|
الدموع نعمة عظيمة من الله ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته البكاء نعمة عظيمة البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده ، قال تعالى((وأنه هو أضحك وأبكى)) (النجم : 43) ، فبه تحصل المواساة للمحزون ، والتسلية للمصاب ، والمتنفّس من هموم الحياة ومتاعبها ويمثّل البكاء مشهداً من مشاهد الإنسانية عند رسول الله صل الله عليه وسلم، حين كانت تمرّ به المواقف المختلفة ، فتهتزّ لأجلها مشاعره ، وتفيض منها عيناه ، ويخفق معها فؤاده الطاهر ودموع النبي صل الله عليه وسلم لم يكن سببها الحزن والألم فحسب ، ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين ، والشوق والمحبّة, وفوق ذلك كلّه : الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي صل الله عليه وسلم شاهدةً بتعظيمة ربّه وتوقيره لمولاه ، وهيبته من جلاله ، عندما كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي ، ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول : " رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم وفي صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء – وهو الصوت الذي يصدره الوعاء عند غليانه - " رواه النسائي وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول : " قام رسول الله – صل الله عليه وسلم ليلةً من الليالي فقال : ( يا عائشة ذريني أتعبد لربي ) ، فتطهّر ثم قام يصلي ، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ لحيته ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض ، وجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله ، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال له : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ ) " رواه ابن حبّان وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن ، روى لنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : " قال لي النبي صل الله عليه وسلم: ( اقرأ عليّ ) ، قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ فقال : ( نعم ) ، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } ( النساء : 41 ) فقال(حسبك الآن ) ، فالتفتّ إليه ، فإذا عيناه تذرفان " ، رواه البخاري كما بكى النبي صل الله عليه وسلم اعتباراً بمصير الإنسان بعد موته ، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : " كنا مع رسول الله صل الله عليه وسلم في جنازة ، فجلس على شفير القبر – أي طرفه - ، فبكى حتى بلّ الثرى ، ثم قال : ( يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا ) رواه ابن ماجة ، وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوال القبور وشدّتها ، ولذلك قال في موضعٍ آخر : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً ) متفق عليه وبكى النبي صل الله عليه وسلم رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله ، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، يوم قرأ قول الله عز وجل : (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) ( المائدة : 118 ) ، ثم رفع يديه وقال : ( اللهم أمتي أمتي ) وبكى وفي غزوة بدر دمعت عينه صل الله عليه وسلم خوفاً من أن يكون ذلك اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم ، كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله (( ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم الا رسول الله صل الله عليه وسلمتحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح )) رواه أحمد وفي ذات المعركة بكى النبي صل الله عليه وسلم يوم جاءه العتاب الإلهي بسبب قبوله الفداء من الأسرى قال تعالى: { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } ( الأنفال : 67 ) حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه ولم تخلُ حياته صل الله عليه وسلم من فراق قريبٍ أو حبيب ، كمثل أمه آمنة بنت وهب ، وزوجته خديجة رضي الله عنها ، وعمّه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، وولده إبراهيم عليه السلام ، أو فراق غيرهم من أصحابه ، فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي صل الله عليه وسلم بكى وقال( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) متفق عليه ولما أراد النبي صل الله عليه وسلم زيارة قبر أمه بكى بكاء ً شديداً حتى أبكى من حوله ، ثم قال : ( زوروا القبور فإنها تذكر الموت) رواه مسلم ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت ، لم يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء ، ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت القلوب وأثارت التساؤل ، خصوصاً في اللحظات التي رأى فيها النبي صل الله عليه وسلم الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وكان جوابه عن سرّ بكائه هذه رحمة جعلها الله ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ( رواه مسلم) ويذكر أنس رضي الله عنه نعي النبي صل الله عليه وسلم لزيد وجعفر وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : ( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ) رواه البخاري ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهراً من مظاهر النقص ، ولا دليلاً على الضعف ، بل قد يكون علامةً على صدق الإحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة ، بشرط أن يكون هذا البكاء منضبطاً بالصبر ، وغير مصحوبٍ بالنياحة ، أو قول ما لا يرضاه الله تعالى اللهم صلي عليه وسلم تسليما كثيرا وارزقنا شفاعته |
|
05-07-2014, 03:46 PM | #2 |
|
رد: الدموع نعمة عظيمة من الله ...
من رحمة الله بعباده
أن أجرى مآقيهم بالدمع. فالدموع نعمة من نعم الله . بها يعبر عن مكنونات النفوس سروراً وفرحاً أو حزناً وترحاً فتحل محل الحروف والكلمات وتكون بدلاً عن الجمل والعبارات إنها الدموع .. قال علي رضي الله عنه : ما دمعت عين إلا ووراءها قلب . واصدق الدموع وأجلها على الاطلاق تلك التي تجري من خشية الله اجلالاً وتعضيماً. ففي الحديث .. عينان لا تمسهما النار: عين باتت تحرس في سبيل الله وعين بكت من خشية الله . كان طرحكِ رائع اختي ام ياسر كروعة حضورك الدائم . دمتِ في حفظ الله ورعايته ولكِ الشكر على ما تتحفيننا به دائماً من مواضيع جميلة وقيمه . |
التعديل الأخير تم بواسطة الحريصي ; 05-07-2014 الساعة 03:49 PM
|
05-07-2014, 04:41 PM | #3 |
|
رد: الدموع نعمة عظيمة من الله ...
يعطيككَ العافيه لَا حرمنا منَ إبداعك ..
بَإنتظار جديدك المتميز بَ كل شوق وَ تواجدك المتألق دمتي بَ حفظ المولى .. |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|