09-07-2014, 03:16 PM | #1 |
مجلس الادارة
|
الإسلام من القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
كيفية الصلاة من القرآن***** بناء على طلبات عديدة من اخوة كرام من أعضاء الصفحة نقدم إجتهاد وتدبر لآيات الله بدون غشاوة التقاليد والأفكار المسبقة ونفتح قلوبنا لله ليعلمنا *كيفية الصلاة من القرآن* الإجابة المنطقية على سؤال عن كيفية أداء أي عمل يجب أن تأخذ في الإعتبار الهدف من هذا العمل والنتيجة المتوقعة منه. كذلك الحال بالنسبة للصلاة. ولذلك أي بحث عن الصلاة من القرآن يجب أن يبدأ بالأسئلة التالية: ١- ما هو الهدف من الصلاة؟ ٢- ما هي النتيجة المتوقعة حين نصل إلى هذا الهدف؟ و بناءً على ذلك نستطيع أن نقيس علمياً كل ما يقال عن الصلاة. مثلاً إذا كانت طريقة معينة لا تؤدي إلى الهدف ولا نصل بها إلى النتيجة المتوقعة إذاً فهذه الطريقة غير مجدية وليست طريقة الصلاة الحقيقية. ١- الهدف كما يقول الله بكل وضوح هو: إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي [طه-14] ٢- أما نتيجة الصلاة المتوقعة حين نذكر الله فهو أيضاً يذكرنا: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ [البقرة-152] ولذلك كما يصلي المؤمنون هو أيضاً يصلي عليهم: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا [الأحزاب-43] والنتيجة تكون الخروج من ظلمات الجهل والباطل والكفر إلى نور العلم والحق والإيمان. والصلاة توصل إلى السجود: وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ [النساء-102] والسجود الحقيقي لا يكون فقط شكلياً وسطحياً ولكن هو في الأساس طاعة الله سبحانه وتعالى. ومن يضع ناصيته على الأرض ولكن لا يطيع الله فسجوده ليس حقيقياً. ولذلك فالصلاة الحقيقية تنهى عن الفحشاء والمنكر: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت-54] إذاً السؤال هو هل صلاتك تؤدي إلى خروجك من الظلمات إلى النور وتنهاك عن الفحشاء والمنكر وبالتالي تطيع الله؟ هذا هو المعيار الأساسي. تعال نطبق هذا المعيار على ما يفعله الأغلبية الآن. من الواقع العملي يمكن أن نرى أنه بالنسبة لأغلب الناس أصبح التركيز ليس على ذكر الله ولكن على جمع النقاط. وبسبب التركيز على جمع النقاط أصبحت الصلاة مبنية على التكرار الميكانيكي بدون تفكير. ولذلك لا يستغرب أحد حين تجد أغلب الناس يذهبون للصلاة ثم متى ما انتهت وخرجوا من الجامع يعودون إلى فعل المنكر. بل في أكثر من مرة رأيت بعيني خناقات وسمعت سبابا داخل الجامع. كما ذكرت فالأغلبية تتفق على أن الهدف من الصلاة هو جمع النقاط، بل وتدعي أن عدد نقاط "صلاة الجماعة" مثلا تفوق ٢٧ نقطة عدد نقاط "الصلاة العادية" وأشياء أخرى كثيرة تلهي عن الهدف الحقيقي وبالتالي تلهي عن الصلاة الحقيقية. فهنا نرى من الواقع العملي أن تواتر الأغلبية على شيء لا يعني أنه صحيح. مثلاً زمان كان هناك تواتر أن الأرض مسطحة و ليست كروية. وفكرة التواتر هي مغالطة منطقية معروفة والله سبحانه وتعالى يحذرنا مراراً من مغبة الانسياق وراء تواتر الأغلبية: وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ [الأنعام-116] وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ [يونس-36] وحتى أغلب المؤمنين بالله متواترون على الشرك: وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ [يوسف-106] و لذلك فمن المستغرب أن تجد هناك من يستنجد بقشة التواتر أو وهم الإجماع ثم يدعي بعد ذلك العقل والمنطق والمعرفة بالقرآن. هذا الاستنجاد اليائس إنما يدل على فقدان الأمل من فهم الصلاة من القرآن المبين: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد-24] والأغلبية عندهم تناقض وتخبط واضح بالنسبة لفهمهم للصلاة. مثلاً من ناحية يدعون أن الصلاة تعني أداء طقوس معينة خمس مرات في اليوم، ومن ناحية أخرى يدعون أنها تكرار "صلى الله عليه و سلم" كلما ذكر إسم النبي إستناداً إلى الآية التالية: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب-56] ولقد خلط الشيطان الأمور على أغلب الناس وجعلهم لا يستطيعون التمييز بين أبسط المعاني. على سبيل المثال أغلب الناس لا يستطيعون التمييز بين السلام و التسليم. "سَلِّمُوا تَسْلِيمًا" لا تعني تحية سلاما ولكن تعني الرضوخ رضوخا كاملا. و لذلك الله سبحانه و تعالى يقول أيضًا بكل وضوح: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا [النساء-65] وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا [الأحزاب-22] و لذلك الله سبحانه و تعالى دقيق في كلامه ولا يقول "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ و يسَلِّمُون تَسْلِيمًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" لأن الله سبحانه و تعالى لا يرضخ لأحد مهما كان. ولذلك وبناء على الآية الكريمة "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" بمعنى "و ارضخوا رضوخا" فإن مقولة "صلى الله عليه وسلم" تكون بمعنى "صلى الله عليه ورضخ" (سبحانه وتعالى علوا كبيرا). وكما يستطيع أن يرى أي عاقل يخشى الله وعنده تقوى ولا يخاف لومة لائم فإن على مقياس الآية الكريمة بالتأكيد قول "صلى الله عليه وسلم" فيه إهانة مباشرة واعتداء على الله سبحانه وتعالى. وهذا مثال واضح يبين أن الأغلبية بما فيهم من يسمون أنفسهم علماء وصل بهم الجهل بأبسط الأمور في القرآن واللغة العربية إلى حد الخلط بين السلام والتسليم مما أدى إلى قولهم على الله ما لا يليق به بجهالة. وهذا يؤكد مرة أخرى ما قلناه عن أن قشة التواتر ووهم الإجماع لا قيمة لهما. كما رأينا من الواضح من الآية الكريمة أن الذين آمنوا مأمورون بفعل نفس الشيء الذي يفعله الله وملائكته تمامًا. فهل الله وملائكته يكررون كلمتين كلما ذكر إسم النبي أو هل الله وملائكته يؤدون طقوسا معينة خمس مرات في اليوم على النبي؟! بالطبع لا! ويؤكد ذلك أن الرسول أيضاً مأمور بالصلاة على المؤمنين: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [التوبة-103] هل النبي كان يكرر "صلى الله عليه وسلم" كلما ذكر إسم فلان؟! بالطبع لا! في الواقع إن الله وملائكته يصلون على جميع المؤمنين كما يصلون على النبي كما نرى من الآية التالية. هل الله وملائكته يكررون كلمتين كلما ذكر إسم أحد المؤمنين أو يفعلون طقوس معينة خمس مرات في اليوم على كل مؤمن؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا [الأحزاب-43] فكما نرى بوضوح من الآيات البينات أن نتيجة الصلاة أو أثرها هو إخراج المؤمنين من الظلمات إلى النور. نفس هذا الأثر حرفياً نراه في سورة الطلاق: أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا [الطلاق-10-11] كما نرى فإن الصلاة لها نفس أثر تلاوة ايات الله. ومن هنا يوضح الله لنا أن تلاوة ايات الله هي مرادفاً لمفهوم الصلاة. ولذلك نفهم من الآية أدناه أن إضاعة الصلاة تقابلها تلاوة ايات الرحمن كما يبين لنا الله: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصّلوة وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا [مريم-59] لاحظ أن تلاوة ايات الرحمن نتيجتها السجود أي طاعة الله مثل الصلاة تماماً كما رأينا لاحقاً. إذاً منطقياً عدم إضاعه الصلاة الحقيقية هي تلاوة ايات الله. و هنا نجد أن قراءة القرآن متصلة مباشرةً بهدف الصلاة .فالقرآن نفسه يوصف بالذكر وهو كما رأينا الهدف الحقيقي للصلاة بل و يكاد القرآن أن يكون مرادفاً لكلمة الصلاة فمثلاً نجد الله يستخدم لفظ قرآن الفجر في التحدث عن صلاة الفجر: أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [الإسراء-78] إضافة إلى ذلك نجد أن تلاوة القرآن والصلاه كلاهما يختم بالسجود: وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ [النساء-102] قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا [الإسراء-107] و بطبيعة الحال فإن القرآن ينهى عن الفحشاء والمنكر بالضبط مثل الصلاة. و لذلك حين نتحدث عن كيفية الصلاة فنحن في الواقع نتحدث عن كيفية تلاوة آيات الله. إذاً فهذه هي كيفية الصلاة بكل وضوح و تفصيل: ١. يجب أن نتلو آيات الله بصوت معتدل لاهو مرتفع ولا هو خافت: وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً [الإسراء-110] ٢. يجب أن ننتبه و نستمع جيداً حين نصلي: وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف-204] وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ [الأحقاف-29] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الجمعة-9-10] فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون-4-5] ٣. اوقات الصلاة كما رأينا فالصلاة الحقيقية أساسها تلاوة القرآن . و لذلك فإن من المنطقي ان تكون الأوقات المثلى للصلاة هي الاوقات المثلى لتلاوة القرآن. و بالفطرة نحن جميعا نعلم ان أفضل الاوقات لتلاوة آيات الله هي حين نبدأ يومنا وحين ننهيه. وهذا ما يؤكده القرآن حين ذكر صلاتين بالإسم وهما صلاة الفجر وصلاة العشاء. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [النور-58] والواضح من الآية الكريمة أن صلاة الفجر وصلاة العشاء يقيمهما الشخص في بيته مع أفراد أسرته و لا توجد صلاة وقت الظهر. والآية التالية تؤكد التوقيتين المثاليين للصلاة: أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [الإسراء-78] الآية تقول بكل وضوح أن دلوك الشمس إلى غسق الليل أول وقت والفجر هو الوقت الثاني. و دلوك الشمس يعني حين تدلك من الأفق وقت الغروب و "إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ" تعني إلى ظلام الليل التام. اذًا وقت العشاء هو من الغروب إلى الظلام التام . ووقتا الصلاة تؤكدهما أيضا الآية التالية: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [هود-114] هنا الآية تشير بوضوح إلى طَرَفَيِ النَّهَارِ وهما الفجر والغروب وزلفة من الليل وهو الجزء القريب من الليل بين الغروب وظلام الليل التام. اذًا بمعنى آخر تشير الآية إلى "الفجر" و "دلوك الشمس إلى غسق الليل". بهذا الفهم الصحيح نجد بكل وضوح أن الآيتين تتفقان تماما. حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ [البقرة-238] ماذا عن الصلاة الوسطى؟ في الواقع أن كلمة الوسطى في القرآن لا تعني وجود صلاة ثالثة في الوسط. إذا فحصنا كل الآيات التي تتحدث عن شيء وسط سنجد أنها تشير إلى الشيء الأفضل أو الشيء الرزين. لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ [المائدة-95] هنا الآية تشير إلى أفضل ما نطعم أهلنا وليس بقايا الطعام. قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ [القلم-28] هنا أيضًا أوسطهم هو أفضلهم و أكثرهم رزانة و حكمة. وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [البقرة-143] هنا نرى أن أمة وسطا تعني أمة أكثر خيراً ورزانة. وهذا يتفق تماما مع الآية التالية: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [آل عمران-110] إذًا فالصلاة الوسطى هي صفة خير وأفضل صلاة وليست وقت ثالث للصلاة. ٤. صلاة الجمعة كما رأينا فأوقات الصلاة الأساسية هي أفضل أوقات للتذكر حين نبدأ يومنا بعقل متفتح وحين ننهي يومنا بعد عناء العمل والسعي في سبيل الله. بالإضافة إلى تلك الاوقات الأساسية فبطبيعة الحال حين يجتمع الناس هذه فرصة طيبة لتذكير أكبر عدد منهم. و الصلاة وقت اجتماع الناس تسمي صلاة الجمعة. وبعكس ما يظنه أغلب الناس لم يكن يوم الجمعة اسم يوم من أيام الاسبوع عند العرب و لكنه صفة تعني اليوم أو الوقت الذي يجتمع فيه الناس. فيوم الجمعة ليس يوم محدد في الاسبوع و لكنه أي وقت يكون الناس فيه مجتمعين مثل يوم السوق أو للتجهيز للحرب أو في جنازة أو حتى ماتش كورة في الإستاد مثلا. في مثل هذه المواقف يجب ان نبدأ بالصلاة لتذكير الناس. فالصلاة هي مثل السلام الوطني للمؤمنين. هذا هو المعنى اللغوي الحقيقي ليوم الجمعة. أما ما ورد من معتقدات بخصوص أي يوم من أيام الأسبوع مثلًا أن يوم الجمعة خلق فيه آدم وفيه تقوم الساعة إلى آخره من البدع التي تعج بها الروايات فهي مجرد سفاهات ناتجة عن جهل بأن الأسبوع لم يكن دائماً سبعة أيام في الماضي و لكن مثلًا أيام القدماء المصريين كان عشرة أيام. وكانت وحدة تقسيم الايام تحدد بعدد الايام بين يوم السوق ويوم السوق الذي يليه. و لذلك كان الأسبوع يتراوح في العادة ما بين أربعة أيام وبين عشرين يوما وهذا يعطي فرصة للزراع و الصناع لتجديد مخزون سلعهم. وتقسيم الأسبوع إلى وحدة مكونة من سبعة أيام بدأ باليهود لأنهم يعتقدون أن الله استراح في اليوم السابع وأيضًا بالرومان الوثنيين الذين كانوا يقدسون خمسة كواكب والشمس والقمر ولذلك سموا الأيام بها. و لذلك متى يقع اليوم المسمى حاليا بالجمعة يتوقف على متى تم عشوائيا تبني الإسبوع ذي السبعة أيام و بأي يوم عشوائي بدأ و ترتيب ايامه الذي هو أيضًا عشوائي. اذاً فتوقيت اليوم المسمى حاليا بالجمعة هو بدعة عشوائية مائة بالمائة من صنع الإنسان والله سبحانه وتعالى بريء منها. بإختصار الصلاة هي في الأساس تلاوة آيات الله و تدبرها. وحين نفعل ذلك تعم علينا فوائد الصلاة من ذكر الله والخروج من الظلمات إلى النور والنهي عن الفحشاء والمنكر وبالتالي طاعة الله سبحانه وتعالى والسجود الحقيقي له. إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ [الجاثية-3-6] و بالفطرة نحن جميعاً نعلم علم اليقين أن من يريد أن يتذكر فعليه أن يذاكر. والقراءة هي أساس المذاكرة. من هذا المنطلق نستطيع أن نرى بوضوح أن سورة العلق حين تضع قراءة القرآن في مقابل النهي عن الصلاة هي في الواقع تضع الصلاة في مقابل النهي عنها: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى* أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَه * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|