10-26-2014, 07:30 PM | #1 |
مجلس الادارة
|
معاني الزواج الجميلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلًا بك في بيتك ~.. صور من الواقع: ـ يدخل الزوج من الباب بعد يوم عمل طويل، فتستقبله الزوجة بالقصيدة الطويلة المعتادة؛ ابنك فعل كذا وكذا، نحن نحتاج إلى كذا وكذا، اليوم حدثت مشكلة كبيرة، وتبدأ في حكايتها. ـ وهذا زوج آخر، بعد وصوله إلى البيت بدقائق تقوم زوجته بتشغيل الغسالة الكهربائية أو المكنسة، صدقي أو لا تصدقي! ـ وهذا زوج عندما يرجع إلى بيته يجلس في غرفة النوم، ويطفئ كل الأضواء إلا ضوء خافت هادئ، هو ضوء الأباجورة، ويجلس يتابع الأحداث والأخبار على القنوات الفضائية، لا يريد صوتًا ولا أسئلة، ويريد الطعام ساخنًا، والجو العام للبيت جو الهدوء. أختي الزوجة: البيت والمرأة بالنسبة للرجل هما السكن، (فليس هناك سكن إلا أن توجده امرأة، ولا يكون له عطر إلا أن تنشره زوجه، ولا يشع فيه حنان إلا أن تتولاه أم، ولذلك أمر الله {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]، وهو أمر لا يعني ملازمة البيوت وعدم الخروج منها مطلقًا، وإنما يعني أن يكون البيت هو الأصل، والخروج هو الاستثناء الطارئ). والرجال يفضلون أن يعيشوا في خيمة حسنة التنسيق على أن يعيشوا في قصر تسوده الفوضى، فالوجَبات التي قلَّ أن تقدم في مواعيدها، وصحون الإفطار التي لم تغسل حتى موعد العشاء، والماء المراق في الحمام، هذه المظاهر وغيرها مما ينم عن عجز في تدبير المنزل، وهي الأشياء التي تدفع بالرجال إلى قضاء أوقاتهم خارج البيت، ذلك أنهم يرون البيت وكأنه قد اكتسح من قِبَل جيش جرار. فإذا عاد الزوج إلى بيته بعد يوم من العمل الشاق (فهو يحتاج إلى فترة انتقالية هادئة، بين مطالب العمل، ومطالب الأسرة، فيجب عدم مقابلته عند البيت بوابل من الشكاوى والمطالب، إنَّ مشروبًا جاهزًا، أو حمامًا دافئًا، أو حتى صحيفة اليوم أو مجلة الأسبوع، مع فترة من الـ "لا أسئلة"، تساعد على خلق واحة الهدوء التي يحتاجها الزوج) [اللمسة الإنسانية. إذًا السؤال الآن: كيف تقابلين زوجك؟ (قابليه وقت دخوله إلى البيت بالكلمة الحلوة العذبة، وتناولي منه ما يحمل بيديه، وأنتِ تلهجين بشكره والدعاء له، فذلك كله من الكلمة الطيبة التي تأتي بالسعادة، ولا تكلفك شيئًا، وتعود عليك بالنفع العظيم في الدنيا والآخرة). فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها)، فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ فقال (لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائمًا والناس نيام). أختي الزوجة: (أجِّلي كل مشاكلك لمدة نصف ساعة، تبدأ بعد قولك لزوجك "مرحبًا" عند دخوله البيت، ولا أنسى أن أُذكرك أن تقولي "مرحبًا يا زوجي العزيز"، وباختصار فإن حسن الاستقبال يتلخص في وجه باسم، ورائحة طيبة، وخبر سار، وكلمة لينة)[أوراق الورد وأشواكه في بيوتنا. (فإذا أراد الزوج أن يخلد إلى النوم، فهذا يعني أنه قد بلغ من التعب مبلغه، ولذلك تجدينه قد قلت قدرته على التركيز، وضاقت أخلاقه، وهنا يكون من حكمة الزوجة ألا تطرح أية مواضيع للمناقشة، أو أية أفكار للتحاور، أو تعرض عليه مشكلة، فضلًا عن أن تقوم بتشغيل المكنسة أو الغسالة). أختي الزوجة: قال زوج لزوجته عندما تأخرت في تجهيز الطعام وترتيب المنزل إلى موعد حضوره البيت "إذًا أين أجد راحتي؟ أين أرتاح؟ إلى أين أذهب لأرتاح؟"، إنه سؤال هام جدًّا، أين يرتاح الزوج؟ لذلك أقول لكِ: كوني لزوجك واحة راحته، كوني لزوجك (الشاطئ الذي ترسو عليه سفينة حياته، فيقلع عن قلبه الخوف من أعماق بحارها المظلمة، وكوني له الواحة التي يحط عندها رحاله، فيجد الماء البارد العذب، والظل الوارف الظليل، فتسكن نفسه، بعد قلق هجير صحراء الحياة. وكوني له القلب الذي يضع عنده كل أحزانه، ويدوي ظمأه من ينبوع حبه ووده)[كيف تبنين بيتًا سعيدًا، د. أكرم رضا، ص(18)]. وتذكري ـ أختي الزوجة ـ ما أوصت به أم ابنتها، وكان منها: ـ التفقد لمواضع عينه وأنفه، فلا تقع عيناه منكِ على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح. ـ التفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة. وماذا بعد الكلام؟ 1ـ استقبلي زوجك بأحسن استقبال، لا تستقبليه بالشكوى والمشاكل والطلبات، ولكن استقبليه بالمشروب الجاهز، والحمام الدافئ، وفترة من الـ "لا أسئلة". 2ـ رتِّبي وقتك وأولوياتك، فلا يرجع الزوج والبيت غير نظيف، أو الطعام غير جاهز. 3ـ لا تقومي بتشغيل الغسالة أو المكنسة الكهربائية بعد عودته من العمل. 4ـ تعودي على جمل وكلمات لمقابلة زوجك، وسوف تجدين أثر ذلك واضحًا على حياتك الزوجية، مثل "أهلًا وسهلًا يا حبيبي"، "نورت البيت يا غالي"، وهكذا ... وباختصار؛ فحسن الاستقبال يتلخص في: ـ وجه باسم. ـ رائحة طيبة. ـ خبر سار. ـ كلمة لينة. 5ـ يمكن أن تتصلي به على الهاتف لتعرفي موعد حضوره، وتكوني جاهزة قبل ذلك بنصف ساعة، ولا تنسـي أن تعطري غرفة النوم بالمعطر، عطر الله أيامك بالسعادة والاستقرار. 2. إنه زوجك فساعديه: قصة واقعية: (منذ أن تزوجت وزوجي يدرس، وفي الحقيقة هو في نظري رجل عظيم، وصاحب طموح علمي كبير، وعندما كان يدرس في كلية الشريعة، كنت أسهر معه ليلًا، أسمع له القرآن، وألخص له كتب البلاغة والأدب التي سيدخل بها الامتحان، وأجلس أمامه ليشرح لي، ويكرر ليحفظ. وبعد حصوله على ليسانس الشـريعة، التحق بدبلوم الدراسات العليا في إدارة الأعمال، كان يذهب لعمله صباحًا، ثم يحضر المحاضرات مساء، ويأتي للبيت مرهقًا متعبًا، ليجدني في انتظاره بالطعام الساخن الذي يصعد منه الدخان، وفي أيام الامتحانات أسهر معه ليلًا ليشـرح لي ويذاكر، وأكون بين وجودي بجانبه وبين إعداد وجبات ساخنة، وطبعًا لا ننسى الشاي والقهوة والتمر والكاكاو (لزوم المذاكرة والسهر). وأحيانًا أُحضـر الكتب الخاصة بي والمراجع، وأجلس بجانبه، أنا أكتب مقالتي وهو يذاكر للامتحان، ونستيقظ معًا لصلاة الفجر، وأظل بجانبه إلى أن ينزل من البيت، ثم أقوم بشئون بيتي وأولادي، وتتكرر هذه المشاهد كثيرًا في حياتي وكأنني أنا التي امتحن وأذاكر وأنجح، وأفرح كثيرًا بنجاح زوجي الغالي، وكأنه نجاح لي شخصيًّا. والحمد لله، فقد ساعدني فعلًا على الالتحاق بدبلوم الدراسات العليا في الإرشاد النفسي عام 2005م، ووفقني الله بالنجاح في هذه الدبلومة، بعد فضل الله ثم مساعدة زوجي وتشجيعه لي، وحقيقة أنا أؤمن بالمثل القائل "وراء كل رجل عظيم امرأة"). أختي الزوجة: إذا كان هناك الكثير من الوسائل التي تمكن الزوجة من احتلال قلب زوجها، فإن أولى هذه الوسائل هي الوقوف بجانب الزوج، والنظر إلى التحديات التي تواجهه. لا تحسبي ـ أختي الزوجة ـ أنك لست مطالبة بدور فيما يعمل زوجك، لم يبق الآن مجال لامرأة تريد أن تظل كمًّا مهملًا، ينصرف عنها الزوج صباح كل يوم، ويئوب إليها في نهاية اليوم. والمرأة الذكية هي التي تقف بجوار زوجها بالكلمة الطيبة، والابتسامة المشجعة، وتدفعه دفعًا متواصلًا إلى أهدافه، فأي نجاح يحققه الزوج فليس له وحده، وإنما أنتِ شريك معه في هذا النجاح. تقول "مارجريت كولكن" في مقال لها في صحيفة "كوزمو بوليتان" (ولا ينبغي للزوجة أبدًا أن تقول أن زوجها إنسان فاشل، وفي رأيي أن من أهم واجبات الزوجة أن تستغل فترة الإفطار لتتحدث إلى زوجها حديث الأمل والتفاؤل والنجاح، ذلك أن الزوجة التي تقول لزوجها أنه لم ينجح في شيء، إنما تهيئ هذا الأمر ليصبح حقيقة واقعية). أختي الزوجة: والله، مهما فعلنا لنقف بجانب أزواجنا فلن نبلغ مبلغ السيدة الحبيبة ـ خديجة رضي الله عنها ـ التي كانت تدفع زوجها ـ الرسول صلى الله عليه وسلم ـ دفعًا نحو مواصلة تبليغ الرسالة، فكانت تبث في قلبه روح الحماسة والأمل بكلماتها الصادقة وأفعالها الرائعة. وهل ينسى أحد تثبيتها للنبي صلى الله عليه وسلم وتشجيعها إياه؟ أم هل ينسى أحد قولتها المشهورة التي جعلت النبي صلى الله عليه وسلم مطمئنًا بعد اضطراب، لما نزل عليه الوحي أول مرة، حين قالت: (فوالله لا يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق) [متفق عليه]. إننا ـ أختي الزوجة ـ (كثيرًا ما نقرأ في السيرة أن تقول امرأة لزوجها عندما تشاهده يبكي: أخبرني ما يبكيك، فإن كان يبكي وإلا تباكيَت، هذه هي المشاركة الوجدانية التي يجب أن تكون عليها الزوجة، إنها تتألم لألم زوجها، وتفرح لفرحه، حتى ولو كان ذلك تصنعًا منها)[حتى يبقى الحب. هذه هي الزوجة الصادقة: (إنها تقرأ في عينيه ما يدور في قلبه، وتفهم من نبرة صوته ما انطوت عليه أضلاعه، فإذا تحدث لها بحزن اقتربت منه بهدوء، وجلست بين يديه بخضوع وسكينة، وأمسكت بإحدى يديه برفق ونعومة، ومسحت عليها بيدها الأخرى مسحًا خفيفًا هادئًا، يمتص حزنه، ويداوي جرحه. وقد اغرورقت عيناها بدمعتين كاللؤلؤ الرطب، وعلى فمها ابتسامة حنونة كنظرة الأم لوليدها المريض، حتى ينتهي من شكواه، ويبث بلواه، وعندها تُسمعه بصوت خفيض أنها معه، وأن الصبر عاقبته خير، وأن السـرور لا يدوم، وأن الفرج من الله، وتدنو من وجهه، وتصعد الابتسامة الصامتة، وتنظر في عينيه ليغير الموضوع، وتخبره أن الدنيا لا تساوي هم لحظة، وتبسط له التفاؤل والأمل،). وماذا بعد الكلام؟ 1. كوني ـ أختي الزوجة ـ "مع" زوجك، تشاركيه أفراحه وأتراحه. 2. تَناقشي معه في مشكلاته الشخصية. 3. اشتركي معه في تحمل أعبائه. 4. امنحيه شحنات الحب وأنت بجانبه. 5. حاولي أن تكوني زوجته التي تحفظ سره وتحمل همه وتعينه على هم الحياة، أي باختصار وفي جملة واحدة:"كوني بجانب زوجك وسانديه، تملكي قلبه". |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|