11-08-2014, 09:47 PM | #1 |
مجلس الادارة
|
سلسلة أمراض اللسان : - 3 - المراء
المراء هو ابتغاء الخلل و الخطأ في كلام الغير ,
حتى يمكن الطعن في كلامه , و إظهاره بمظهر الكاذب أو المخطئ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا " رواه أبو داوود و الترمذي بإسناد صحيح و يقول الحق سبحانه و تعالى مشيرا إلى هذا المرض ( أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ) سورة الشورى الآية : 18 إن أقل ما يحرم منه المرء بالمراء هو ثواب الكلم الطيب , إذ أن الكلمة الطيبة صدقة , لهذا وجب علينا أن نتجنب هذا المرض و أن نصدق المتكلم و نحسن الظن به أما إن تعلق الأمر بإظهار الحق و دحض الباطل يجب أن يكون ذلك بلباقة و أدب شريطة أن نكون على علم بالصواب و أن نحرص على المودة و عدم إثارة البغضاء أو الكراهية قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( البر أمر هين : وجه طليق و كلام لين ) فضول الكلام هو ما زيد عن الحد الأدنى الكافي لإبلاغ المراد للمستمع أو المستقبل بمعنى أنه إذا كان من المستطاع التعبير عن موقف بكلمتين فاستعملنا ثلاثا أو أربعا , فالكلمة الثالثة و الرابعة .....من فضول الكلام الذي لا داعي له ويقال أنه كلما كثر اللغط كثر الغلط يقول الله عز و جل في سورة ( ق ) الآية :18 (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) ويقول أيضا جل و علا في سورة الإنفطار الآيات 10 -11- 12 وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) وهذا دليل على أنه بقدر ما نتكلم تمتلئ صحائفنا, ونظل يوم القيامة نسأل عن كل كلمة سطرت ومدى صدقها أو كذبها فاللهم ارنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه الفحش هو التعبير عن الأمور القبيحة بالعبارات الصريحة, و الذي ينتج عن الإعتياد بسبب التربية السيئة أو مخالطة أصدقاء السوء . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلا التَّفَحُّشَ " رواه النسائي و الحاكم و ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه وحين قال أحد الصحابة للرسول صلى الله عليه و سلم أوصني قال له : [ عليك بتقوى الله وإن امرؤ عيرك بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء تعلمه فيه , يكن وباله عليه وأجره لك ] رواه أبو داوود و المؤمن غفيف اللسان يختار العبارات اللبقة الجميلة و الكنايات اللطيفة فانظرن معي كيف عبر القرآن الكريم عن الجماع بأرقى الألفاظ , قال الله تبارك و تعالى : " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ " سورةالأعراف ( الأية 189) وقوله أيضا : ((أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ)) [سورة النساء( الآية 43)] فأوصي نفسي و إياكن أخواتي باختيار أرق العبارات و أعذب الألفاظ و الكلمات , و نتعود أن يكون كلامنا مهذبا راقيا حتى نكون خير قدوة لأبنائنا و بناتنا و كل المحيطين بنا, باقتدائنا بقدوة نبينا الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلوات و أزكى السلام قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) رواه الترمذي و ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه وذات يوم دخل النبي الكريم عليه الصلاة و السلام على أحد الصحابة يعوده في مرضه فقال له : ( أبشر يا كعب ) وبشره بالشفاء ; فظنت أمه أن البشرى هي دخول الجنة فقالت : هنيئا لك يا كعب الجنة , فقال صلى الله عليه و سلم : ( وما يدريك يا أم كعب .. لعل كعبا قال ما لا يعنيه , أو منع ما لا يعنيه ) وكأن الكلام فيما لا يعني يحجب و يمنع المرء من دخول الجنة و العياذ بالله . و السؤال عما لا يعنيك قد يضطرك أو المسؤول إلى الوقوع في أحد المواقف الثلاثة وأحلاها مر : الموقف الأول : أنك قد تحرج إن لم تحصل على إجابة الموقف الثاني : قد تجعل المسؤول يضطر إلى الكذب الموقف الثالث : أن تعرض المسؤول إلى بذل مجهود بحثا عن مخرج يجنبه الصراحة و الكذب في نفس الوقت وكل هذا لا تحمد عواقبه فلنعلم أخواتي أن الموت آت لا محالة , و لنعود أنفسنا على تجنب الكلام الذي لا طائل من وراءه ذلك لأن الكلمة إذا تكلمنا بها ملكتنا و إن لم نتكلم بها ملكناها وقد صدق من قال : ( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ) فلنشغل أنفسنا بأمورنا لأن فيها ما يغنينا و لندع الخلق و شأنه لخالقه |
التعديل الأخير تم بواسطة ام ياسر ; 11-08-2014 الساعة 09:58 PM
|
11-09-2014, 05:45 PM | #2 |
|
رد: سلسلة أمراض اللسان : - 3 - المراء
مميزه فى طرحك وانتقاءك الرائع
فى انتظار جديدك المميز دمتى بخير |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|