11-23-2014, 02:55 PM | #1 |
مجلس الادارة
|
مع الله تحلو الحياة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتي في الله
مع الله تحلو الحياة الجميع لديهم معنى محدد وضيق للسعاده ، فمثلا المديون سعادته هي دفع دينه والتخلص منه ، أما المريض فسعادته تكمن في شفائه ، والجائع سعادته في أن يملي معدته بأنواع الطعام المختلفه وغير هذه السعادات التي لا تدوم كثيرا أنما هي سعاده مؤقته تنتهي بانتهاء الشبع منها أو حصولها ثم ما يلبث أن يحقق ما يريد فاذا بشيء اخر يصادفه ينزع فرحته كزوجه عنيده دائمة الغضب أ, ولد عاق له أو رئيس ظالم له أو غير هذا مما ينزع عنه طعم السعاده ... وهذا دليل أخواتي أن السعاده ليست ما نراه فقط بل السعاده الحقيقية هي السكينه والرضا بقضاء الله تعالى ، فالسعاده الحقيقية هي التي نشعر بها داخليا وليس ظاهريا .. والله يا أخواتي اني رأيت أناسا لديهم ما يشتهون من بيوت شاهقه وأموال كثيرة وأولاد وسيارات وتذهب المرأة أينما تريد دون محاسب لها ويذهب الرجل والولد أينما يريدون ويأكلون مايريدون دون محاسب الا أنهم عندما يجلسون معك فأنهم لا يجدون ما يقولوه الا الشكاوي من ضيق العيش ومرارته .. وانهم يرون كل شيء بلون واحد وهو الاسود ويتمنون الموت ليرتاحوا !!! سبحان الله لديهم مايريدون ويأكلون أشهى الاطعمه ويلبسون أغلى الثياب ولكنهم لا يشعرون بهذه النعم ولا بالسعاده ... وآخرون ليس لديهم نص ما يملكون الا أنهم سعيدون بما حباهم الله من نعم قليلة حامدون شاركون له فضله ، دائما ترى الابتسامه تعلو وجوههم وأن سألتهم عن معيشتهم يسرعون بالحمد والشكر لرب العالمين أن رزقهم دون حول منهم ولا قوة .. رغم ان مالديهم لا يعادل ربع ما عند الغني الذي لا يشعر بالسعاده اذا أخواتي السعاده ليست ما نراه بل السعاده ما نشعر به من الرضا والسكينه وهي نعمه لا ينعمها الله الا لمن يستحق ولا يستحقها الا من يشكر الله على نعمه سواء قلت هذه النعم أم كثرت ابن تيميه حبس سنه ونصف في الجب ( اي في بئر ) فقال هذا العالم الجليل " ( "مايصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري أنّى رحت، فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة" تصوروا أخواتي حبس في داخل بئر مظلم حوله الثعابين والجرذان والعقارب ولكنه كان يشعر بالسعاده والرضى عن نفسه لماذا لأن السعاده ليست ما نراه من قصور ولا أموال بل السعاده في تقربنا الى الله والرضا بقدره وقضاءه أخواتي نرى احيانا قصور ولكن ثقي أختاه انها ليست قصور بل قبور ليس فيها ذكر الله تعالى ولا التاربط العائلي ولا الرضا والسكينه في قلوبهم وهناك فقراء لا يملكون شيئا الا قوت يومهم ولكن ثقي غاليتي أنهم ليسوا قراء بل أغنياء بثقتهم بالله تعالى وذكرهم وشكرهم له على ما اعطى أنعم الله عليهم واغناهم بسكينته ورضاه التي أفتقر اليها الاغنياء ( أغنياء مال وليس أغنياء نفس ) وهنالك العالم السرخسي الذي حبس في داخل الجب ( اي داخل البئر ) سبع سنوات فكتب كتاب في عشون مجلد لا يوجد أمام فقه ولا تفسير الا وقد قرأ ودرس كتابه .. الانسان اذا وصل قلبه بالله أنزل الله سكينته عليه بحيث لا يضره من كان ضده لأنه مع الله ... فالمؤمن مثل الزيتون اذا كانت كامله فهي ثمرة مفيده للانسان واذا عصرت أخرجت أثمن الزيوت وأفيدها .. والانسان اذا عاش حياة طيبه نفع المسلمين بعلمه وأدبه وماله واذا عصرته الحياة بكروبها ومشاكلها أخرج أجمل الحكم وقوة وثقة بنفسه أستمدها من ثقته بالله تعالى ، وكان أقوى من السابق لانه تعلم من المصاعب التي واجهته مالم يتعلمه في رخائه فمفتاح السعاده أختي أولا بالرضا بقضاء الله تعالى وقدره والاستسلام الكامل لله تعالى والشكر الدائم على نعمه مهما قلت ثم فأن الله سينعم عليك مالم ينعمه على من هي أغنى منك وأكثر منك مالا وولدا الا وهي نعمة السكينه داخل نفسك التي تجعلك راضيه بوضعك سعيده بما عندك فلا تنظري أختي على ما أنعم الله على غيرك بمال ولا بنين ولكن انظري الى قلبها هل هو عامر بحب الله وانظري الى لسانها هل هو رطب بذكر الله من أجل ذلك قال أحد العارفين: نَحْنُ في سعادة لو عرفها الملوك لجالدونا عليها بسيوفهم، هذه العبارة منقولة عن بعض السلف الصالح وقال آخر مبديًا حزنه وتأسفه على الذين لم يشهدوا هذا المشهد: مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها.. قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله ومعرفته وذكره. وكان شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة نسأل الله أن يذيقنا حبه والتلذذ بطاعته وأن ينزل علينا السكينه التي تغنينا عن الدنيا وما فيها م/ن |
التعديل الأخير تم بواسطة ام ياسر ; 11-23-2014 الساعة 02:57 PM
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|