11-16-2017, 10:28 PM | #1 |
|
هل احتج الجمل على استخدام السيارة؟!
هل احتج الجمل على استخدام السيارة؟!
وتؤكد مصادر التاريخ السعودي أن الملك عبدالعزيز رحمه الله بعد أن استتب له أمر الحجاز في عام 1344هـ /1926م كان أكثر ما يشغل باله ويهتم له هو تسهيل أمور حجاج بيت الله الحرام وتوفير الوسائل التي تساعدهم على أداء فريضتهم بكل راحة واطمئنان ومن هذا المنطلق عمل على قيام السيارات بنقل الحجاج ومن ثم قام بعض الأهالي بجلب السيارات من الخارج لاستعمالها في نقل الحجاج ثم تأسست شركة للسيارات في ذلك العام وقامت بإحضار 25 سيارة كبيرة لنقل الحجاج بين جدة ومكة بصفة منتظمة رغم صعوبة الطريق حيث دخلت السيارة الجزيرة العربية قبل أن يدخلها الإسفلت ولذا فقد كانت معظم الطرق بسبب وعورتها تتلف السيارات في أقصر مدة. ومما وثقه المؤرخون اللقاء الأول بين الجمل والسيارة في شوارع مكة المكرمة حيث إن دخول السيارة كان مرعباً لهذا الحيوان، فكانت الإبل التي تحمل شقادف الحجاج تنفر بشدة من صوت السيارات وحركتها، وكأنها تقدم احتجاجها، الأمر الذي شكّل خطراً على حياة الحجاج وغالبهم في ذلك العام ممن يركبون الإبل، فاضطرت الحكومة إلى إصدار أمر يمنع السيارات من السير في شوارع مكة المكرمة تقديراً لهذه الحالة بسبب عدم اعتياد الإبل على السيارات في تلك المرحلة المبكرة من تاريخ المملكة العربية السعودية. هذا وقد صدر نظام للسيارات في عام 1345هـ ، وتأسست في جدة شركة وطنية مساهمة لسير السيارات بالحجاز في عام 1346هـ برأسمال قدره 50 ألف جنيه، كما تأسست مدرسة لتعمير السيارات وتوفير ما تحتاجه من قطع الغيار وكانت سريعة التلف كثيرة الأعطال بسبب وعورة الطرق، وقد بلغ عدد السيارات في شهر جمادى الآخرة من عام 1346هـ 267 سيارة فقط ازداد مع اقتراب موسم الحج ليصل في شهر شعبان إلى 541 سيارة. ومع يقيننا أن السيارة وسيلة أكثر راحة كما أنها تحمل حجاجاً أكثر إلا أنه من الطريف قياس النقلة النوعية التي أحدثتها السيارة في نقل الحجاج بتقديرها الزمني حيث كانت الجمال تقطع المسافة بين جدة ومكة المكرمة في مرحلتين فأصبحت السيارات تقطعها في ساعتين بينما كانت حمير جدة التي يضرب بها المثل في قدرتها وسرعتها تقطعها في ليلة واحدة! وبينما كانت الجمال تجتاز المسافة بين جدة والمدينة المنورة في عشرة أيام أصبحت السيارات تجتازها في مدة ست عشرة ساعة، كما كانت الجمال تجتاز المسافة بين ينبع والمدينة في ثلاثة أيام فأصبحت السيارات تجتازها في خمس أو ست ساعات، وكانت تجتاز المسافة بين مكة المكرمة وعرفات في ست ساعات فأصبحت السيارات تجتازها في 45 دقيقة. ورغم زيادة عدد السيارات المطرد فإن بعض الحجاج استمروا في استخدام الجمل رغم مشقة ركوبه لسنوات طويلة ربما بسبب التكلفة أو (الكروة) فركوب الجمل من جدة إلى مكة المكرمة في عام 1354هـ كان يكلف الحاج حوالي 41 قرشاً بينما كانت تكلفة ركوب السيارة اللوري حوالي 82 قرشاً أما السيارة الصغيرة فتكلفة ركوبها كانت جنيهاً وثلاثة عشر قرشاً، ولكن يتفق المؤرخون على اختفاء استعمال الجمل لنقل الحجاج في عام 1373/1953 م ولكنه لم يختف من الحج ولن يختفي لارتباطه بشعائره. قاسم الرويس جريدة الرياض |
|
11-17-2017, 08:41 PM | #2 |
|
رد: هل احتج الجمل على استخدام السيارة؟!
شكراً لأناملك التى انتقت***
هذا الإبداع وهذا الجمال*** بإنتظار إبداعاتك القادمة..*** لك منى كل الشكر والإحترام |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|