03-03-2018, 09:06 PM | #1 |
|
الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف أخص صفات المنافقين
الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف أخص صفات المنافقين
الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف أخص صفات المنافقين قال تعالى: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (التوبة: 67) المفردات: المنافقون والمنافقات : قال ابن فارس: النون والفاء والقاف أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على انقطاعِ شيءٍ وذَهابه، والآخر على إخفاءِ شيءٍ وإغماضِه. ومَتَى حُصِّل الكلامُ فيهما تقارَبا ([1]) وفي التطبيق لما نظر به ابن فارس يقول الراغب: نَفَقَ الشَّيْءُ : مَضَى ونَفِدَ ، يَنْفُقُ ، إِمَّا بالبيع نحو : نَفَقَ البَيْعُ نَفَاقاً ... ونَفَقَ القَوْمُ : إذا نَفَقَ سُوقُهُمْ ، وإمّا بالمَوْتِ نحو: نَفَقَتِ الدَّابَّةُ نُفُوقاً ، وإمّا بالفَنَاءِ نحو : نَفِقَتِ الدَّرَاهِمُ تُنْفَقُ وأَنْفَقْتُهَا. ثم قال: والنَّفَقُ : الطريقُ النَّافِذُ ، والسَّرَبُ في الأَرْض النَّافِذُ فيه. قال تعالى: [فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ] (الأنعام: 35) ومنه : نَافِقَاءُ اليَرْبُوعِ ، وقد نَافَقَ اليَرْبُوعُ ، ونَفَقَ ، ومنه : النِّفَاقُ ، وهو الدّخولُ في الشَّرْعِ من بابٍ والخروجُ عنه من بابٍ ، وعلى ذلك نبَّه بقوله : [إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ] (التوبة:67) أي : الخارجون من الشَّرْعِ ، وجعل اللَّهُ المنافقين شرّاً من الكافرين."([2]) يَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ: قال ابن فارس: القاف والباء والضاد أصلٌ واحد صحيحٌ يدلُّ على شيء مأخوذٍ، وتجمُّع في شيء.تقول: قَبَضْتُ الشَّيءَ من المال وغيرهِ قَبْضاً. ومَقْبِض السَّيف ومَقْبَضُه: حيث تَقبِضُ عليه. والقَبَض، بفتح الباء: ما جُمِعَ من الغنائم وحُصِّل ......"([3]) قال الراغب: القَبْضُ : تناول الشيء بجميع الكفّ. نحو : قَبَضَ السّيفَ وغيرَهُ. قال تعالى : [فَقَبَضْتُ قَبْضَةً] (طه:96) ، فَقَبْضُ اليد على الشيء جمعها بعد تناوله ، وقَبْضُهَا عن الشيء جمعها قبل تناوله ، وذلك إمساك عنه ، ومنه قيل لإمساك اليد عن البذل : قَبْضٌ. قال : [يَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ] (التوبة:67) أي : يمتنعون من الإنفاق([4]) التفسير تخبر هذه الآية عن المنافقين أنهم ملة واحدة يشبه بعضهم بعضا في الكفر، لا فرق بينهم في ذلك ، فهم في كفرهم بالله وحقدهم على أهل الإيمان سواء. وهذا معنى قوله تعالى: [الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ] وغاية هذا، الإخبار عن نفي الإيمان عن جميعهم، ذكورا وإناثا، وإثبات الكفر لهم، ومن ثم الحكم على جميعهم – إن لم يتوبوا - باستحقاقهم العذاب، بل أشد العذاب، كما قال سبحانه: [إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا 145 إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا 146 مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا 147] (النساء: 145-147) ولأجل هذا جُوِّز أن يكون قوله تعالى: [الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ....] " احتراسا عن أن يظن المنافقون أن العفو المفروض لطائفة منهم – في الآية السابقة عليها وهي قوله سبحانه: [إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ 66 ] - هو عفو ينال فريقا منهم باقين على نفاقهم، فعقب ذلك ببيان أن النفاق حالة واحدة وأن أصحابه سواء، ليعلم بذلك أن افتراق أحوالهم بين عفو وعذاب لا يكون إلا إذا اختلفت أحوالهم بالإيمان والبقاء على النفاق، إلى ما أفادته الآية أيضا من إيضاح بعض أحوال النفاق وآثاره الدالة على استحقاق العذاب "([5]) ولعل في التعبير بـ [الْمُنَافِقَاتُ] استقلالا، رغم أنهن مندرجات في جمع الذكور [الْمُنَافِقُونَ] بطريق التغليب، "تنصيصاً على تسوية الأحكام لجميع المتّصفين بالنفاق : ذكورهم وإناثهم ، كيلا يخطر بالبال أن العفو يصادف نساءهم ، والمؤاخذة خاصّة بذُكرَانِهم ، ليعلم الناس أنّ لنساء المنافقين حظّا من مشاركة رجالهنّ في النفاق فيحذروهنّ"[6]. ولا شك أن أهل كل ملة بعضهم لبعضهم أعوان على ما هم عليه من حق أو باطل، فكما أن أهل الإيمان أعوان فيما بينهم على البر والتقوى، كذا أهل الكفر والنفاق أعوان فيما بينهم على الإثم والعدوان. وفي تقرير ذلك أثبتت الآية الكريمة أنهم: [يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ] وهاتان صفتان نابعتان عن الطبيعة المنتكسة الراسخة في قلوب المنافقين، المنعكسة على أخلاقهم وسلوكهم. فإن العقول السليمة، حاكمة بأن الحق، هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس العكس. وإن من شأن الطباع القويمة أن تنقاد لداعي الفطرة السليمة فيها، وهو هنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس العكس. لكن المنافقين خالفوا ذلك كله في استجابة مطلقة لانتكاسة طبيعتهم، فكان من صفاتهم التي ذكرتها هذه الآية التي نحن بصددها، أنهم: [ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ ] وهذه الجملة وما عطف عليها من صفات المنافقين هنا، هي في موقع التفسير لقوله: [بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ] وعلى هذا، فهي لا محل لها من الإعراب.([7]) وتوضح هذه الجملة التفسيرية أن من أخص صفات المنافقين أنهم [ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ ] قال ابن جرير الطبري: [ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ] وهو الكفر بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به وتكذيبه [وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ ] يقول: وينهونهم عن الإيمان بالله ورسوله، وبما جاءهم به من عند الله ([8]) وإذا كان المنكر الذين يأمرون به هو الكفر بالله وبرسوله، والمعروف الذي ينهون عنه هو الإيمان بالله وبرسوله، فكل ما دون ذلك متوقع منهم، كالأمر بالربا والرشوة والزنا، وكالنهي عن الجهاد وعن الصلاة والزكاة والبر بالوالدين، ونحو ذلك، فلا شك أنه أشد يسرا عليهم إذا قاموا به. ولا عجب في هذا، فماذا يُنتظر من قوم انتكست فطرتهم، فآثروا الكفر على الإيمان ؟ وهم بهذا يختلفون كل الاختلاف عن المؤمنين في صفاتهم كما اختلفوا عنهم كل الاختلاف في قصة الإيمان. ثم ذكرت الآية الكريمة شيئا من منكراتهم الفعلية، فقالت: [وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ] والتعبير بقبض اليد هو كناية عن شدة بخلهم وشحهم "والأصل في هذا أن المعطي يمد يده ويبسطها بالعطاء. فقيل لمن منع وبخل قد قبض يده"([9]) وهذا البخل الشديد المكنى عنه بقبض اليد، هو – عادةً - صفةُ من لا يؤمنون بالله. وبيان ذلك أن عدم إيمانهم به يخلق فيهم شحا شديدا ناتجا عن عدم ثقتهم في أن الله تعالى قد ضمن لهم رزقهم، وأن ما قُدِّر لهم من رزق لن يناله أحد سواهم، وليس كذلك المؤمنون. قال المراغي: "واقتصر من منكراتهم الفعلية على الامتناع عن البذل ، لأنه شرها وأضرها وأقواها دلالة على النفاق، كما أن الإنفاق فى سبيل اللّه أقوى دلائل الإيمان" ([10]) ويرى ابن عطية أن قبض أيديهم هنا هو " عن الصدقة وفعل الخير"([11]) وهو المروي عن قتادة قال: [ويقبضون أيديهم] قال: يقبضون أيديهم عن كل خير.([12]) أي ليس شحا بالمال فقط، ولكنه منع للخير بإطلاق. وليت شحهم هذا كان منصرفا إلى المنكر والفساد، لكنهم فيه "أسخياء كرام ، يبذلون ـ في تبذير شديد ـ كلّ منكر ، ويجودون بلا حساب ، بكل مفسدة وكل ضلال .. أما في مجال الخير والإحسان ، فهم بخلاء أشحّاء ، لا تندّ أيديهم بذرة خير ، ولا تسخو أنفسهم بعارفة من إحسان"([13]) وبعد فهذه كما ترى صفات ثلاث، بعضها أشد قبحا من بعض، وقد عللت الآية الكريمة جرأتهم على الاتصاف بها فقالت: [نَسُوا اللَّهَ] أي: تركوا طاعة الله، واتباع أمره [فَنَسِيَهُمْ] أي فكان جزاؤهم أن تركهم الله تعالى وحرمهم التوفيق والهداية والرحمة.([14]) فالنسيان هنا هو ترك طاعة الله عز وجل، وليس النسيان الذي يعتري الواحد منا، الذي هو السهو الحاصل بغير قصد إليه، لأن هذا لا عقاب فيه على العبد، لأنه خارج عن طوقه. وهذه المسألة قد وفاها شيخ المفسرين الطبري عند تفسيره لقوله تعالى:[رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا] (البقرة:286) فقال: "إن قال لنا قائل: وهل يحوز أن يؤاخذ الله عز وجل عباده بما نسوا أو أخطأوا، فيسألوه أن لا يؤاخذهم بذلك؟ قيل: إن"النسيان" على وجهين: أحدهما- على وجه التضييع من العبد والتفريط.والآخر- على وجه عجز الناسي عن حفظ ما استحفظ ووكل به، وضعف عقله عن احتماله. وبعد هذا التقسيم فصَّل رحمه الله القول عنهما فقال: فأما الذي يكون من العبد على وجه التضييع منه والتفريط، فهو ترك منه لما أمر بفعله. فذلك الذي يرغب العبد إلى الله عز وجل في تركه مؤاخذته به. وهو"النسيان" الذي عاقب الله عز وجل به آدم صلوات الله عليه فأخرجه من الجنة، فقال في ذلك:[ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ] (سورة طه: 115). وهو"النسيان" الذي قال جل ثناؤه:[ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا ] (سورة الأعراف: 51). فرغبة العبد إلى الله عز وجل بقوله:[ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا] ، فيما كان من نسيان منه لما أمر بفعله على هذا الوجه الذي وصفنا، ما لم يكن تركه ما ترك من ذلك تفريطا منه فيه وتضييعا، كفرا بالله عز وجل. فإن ذلك إذا كان كفرا بالله، فإن الرغبة إلى الله في تركه المؤاخذة به غير جائزة، لأن الله عز وجل قد أخبر عباده أنه لا يغفر لهم الشرك به، فمسألته فعل ما قد أعلمهم أنه لا يفعله، خطأ. وإنما تكون مسألته المغفرة، فيما كان من مثل نسيانه القرآن بعد حفظه بتشاغله عنه وعن قراءته، ومثل نسيانه صلاة أو صياما، باشتغاله عنهما بغيرهما حتى ضيعهما. وأما الذي العبد به غير مؤاخذ، لعجز بنيته عن حفظه، وقلة احتمال عقله ما وكل بمراعاته، فإن ذلك من العبد غير معصية، وهو به غير آثم، فذلك الذي لا وجه لمسألة العبد ربه أن يغفره له، لأنه مسألة منه له أن يغفر له ما ليس له بذنب، وذلك مثل الأمر يغلب عليه وهو حريص على تذكره وحفظه، كالرجل يحرص على حفظ القرآن بجد منه فيقرأه، ثم ينساه بغير تشاغل منه بغيره عنه، ولكن بعجز بنيته عن حفظه، وقلة احتمال عقله ذكر ما أودع قلبه منه، وما أشبه ذلك من النسيان، فإن ذلك مما لا تجوز مسألة الرب مغفرته، لأنه لا ذنب للعبد فيه فيغفر له باكتسابه.([15]) ثم قال سبحانه مقررا حكمه في المنافقين، بعد وصفهم بما ذكر: [إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ] أي: المنافقون والمنافقات هم الكاملون في الفسق، البالغون الغاية في التمرد والخروج عن طاعة الله. واكتفى هنا بذكر المنافقين دون المنافقات، مع اندراجهم معهم على طريقة التغليب، ولم يذكرهم استقلالاً، كما ذكرهن في مطلع الآية، لقرب العهد بذكرهن[16]، ولأنه إذ بين في أول الآية أن المنافقين والمنافقات [بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ] فُهِمَ من آخرها أنهن فاسقات كذلك، بالغات الحد في الفسق، لأن هذه النتيجة هي حاصلة فيمن صحت فيهم مقدماتها، والمنافقات كذلك. فهذا التذييل هو كالنتيجة لما سبقه، والحاصل لما تقدمه، أي: إن هؤلاء المنافقين والمنافقات، لما كانوا متصفين بالأمر بالمنكر، والنهي عن المعروف، والبخل في الخير، كانوا من الفاسقين. وهذا معنى قول ابن عاشور: وجملة [إن المنافقين هم الفاسقون] فذلكة([17]) للتي قبلها فلذلك فصلت لأنها كالبيان الجامع.([18]) وفي هذا التذييل من ألوان البلاغة وصنوفها ما هو جدير بذكره، ففيه: 1- القصر المستفاد من: الفصل بالضمير "هم"، وتعريف الخبر، في قوله [إن المنافقين هم الفاسقون] أي كأن المنافقين بهذه الصفات هم وحدهم الفاسقون. وهذا كما يقول ابن عاشور: قصر ادعائي للمبالغة، لأنهم لما بلغوا النهاية في الفسوق، جعل غيرهم كمن ليس بفاسق.([19])وليس معنى ذلك قصر الفسق في الحقيقة عليهم ونفيه عمن عداهم، فكم من فاسق سواهم. 2- وفيه إظهار في موضع الإضمار، حيث أظهر لفظ "المنافقين" وكان حقه الإضمار لقرب العهد بذكره وفائدة هذا، هو "زيادة تقريرهم في الذهن لهذا الحكم. ولتكون الجملة مستقلة حتى تكون كالمثل."([20]) ما يؤخذ من الآية من فوائد وأحكام: 1- إن المنافقين هم أقبح الناس صفات، لأنهم يعكسون الفضائل، فمعروفهم منكر، ومنكرهم معروف، وكرمهم إسراف في الشر، وبخلهم قبض عن الخير، ولذلك استحقوا اللعن والطرد من رحمة الله قال تعالى: [وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ] (التوبة:68) وكانوا أحط الناس منزلة، وأشدهم عذابا يوم القيامة، كما أخبر القرآن عنهم في قوله تعالى: [إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا] (النساء: 145) 2- على المسلم أن يحرص على القيام بالأمر بالمعروف، والنهي هن المنكر كواجب ديني، وأن يحرص عليهما كذلك بنية مخالفة للمنافقين، لأن مخالفتهم مطلب ديني مستقل، فإن اقتضاء الصراط المستقيم، مخالفة أصحاب الجحيم. 3- إن من يصدون عن المعروف، ويمهدون للمنكر، ويُمكِّنون له، قد اقتدوا بالمنافقين، الذين يأمرون بالمنكر، وينهون عن المعروف، فخرجوا بذلك عن مقتضيات الإيمان ومطالبه، إلى مقتضيات الفسق ومهاويه. 4- ويؤخذ من الآيات أيضا أن النفاق كله ملة واحدة، وأن المنافقين ذكورا وإناثا بعضهم من بعض، فجميعهم لا يؤمن جانبهم، فحقدهم على الإسلام غير مجهول، ولذا يجب الحذر منهم ومن ألاعيبهم، فهم في كل عصر سبب رئيس لكشف عوار المسلمين، وإفشاء أسرارهم لأعدائهم، فالغدر والكذب والخيانة ديدنهم. وإنك لتراهم دائما " ينعزلون عن الجماعة المؤمنة ، فهم في نفرة عنهم ، ويكونون أنفسهم جماعة موحدة يجمعها فكر عام موحد يناقض الجماعة العامة التي يعيشون فيها ، فلا يرضيهم ما يرضى الجماعة بل يخالفونها ، ويناقضونها فيما تفكر وفيما تعمل ، فقد عزلوا أنفسهم عنها"([21]) [1] - معجم مقاييس اللغة لابن فارس مادة نفق 5/ 454 [2] - المفردات للراغب ص 819 [3] - معجم مقاييس اللغة 5/50 [4] - المفردات ص 652 [5] - تفسير التحرير والتنوير 10/ 253 [6] - تفسير التحرير والتنوير 10/254 [7] - ينظر الدر المصون 1/ 2208 [8] - تفسير الطبري 14/338 [9] - مفاتيح الغيب 16/97 [10] - تفسير المراغي 10/156 [11] - المحرر الوجيز 3/280 [12] - تفسير الطبري 14/338 [13] - ينظر التفسير القرآني للقرآن-عبد الكريم الخطيب 5 / 838 [14] - ينظر تفسير الطبري 14/339 [15] - تفسير الطبري 6/133، 134) [16] - تفسير الآلوسي 10/133 [17] - الفذلكة في كلام العرب يراد بها إجمال ما فصل أولاً، وقد يراد بها النتيجة لما سبق من الكلام والتفريع عليه كقوله تعالى: [فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ] ( البقرة: 194 ) قال البيضاوي عند تفسيرها: وهو فذلكة التقرير. والفذلكة مأخوذة من قولهم: " فذلك كذا " ثم كُوِّن منهما كلمة واحدة بما يشبه النحت في النسب كالبسملة، والحوقلة، والسبحلة. [18] - تفسير التحرير والتنوير 10/255 [19] - نفس المرجع [20] - التحرير والتنوير 10/255 ، وينظر تفسير الآلوسي 10/133 [21] - ينظر زهرة التفاسير، محمد ابو زهرة ص 3362 |
|
03-13-2018, 06:30 PM | #2 |
مجلس الادارة
|
رد: الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف أخص صفات المنافقين
جزاكم الله خير وبارك الله فيكم وجعله الله في ميزان حسناتكم
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|