03-25-2018, 08:54 AM | #1 |
|
السوداويّة في الكتابة
السوداويّة في الكتابة البعض يمتعض من أن كتابات بعض من يقرأ لهم من كتّاب أو شعراء أو أدباء يغلب عليها النظرة السوداوية للأمور أو التشاؤم أو اليأس أو ماشابه ذلك.في الحقيقة أن تلك السوداوية في الكتابة أيا كان نوع الكتابة (شعراً أو نثراً) قد لا تكون حالة دائمة ونظارة يلبسها الكاتب طوال الوقت، بل تكون نتيجة ظروف معينة ومؤقتة يعيشها الكاتب أو الشاعر وسرعان ما يعود لتفاؤله وفرحه وتسير حياته بشكل طبيعي بمجرد زوال تلك الظروف . وأنا أشبّه هذه الحالة (السوداوية، أو المزاج السوداوي) أثناء الكتابه بغيمة سوداء سرعان ما تُمطر إبداعاً وجمالاً ظاهراً أو باطناً أو كلاهما معاً، على حسب مايفهمه القاريء . حتى أن أكثر الكتّاب والشعراء حزناً وسوداوية إذا أبحرت في حروفهم وغصت في عميق معانيهم وجدت أملاً عظيماً وحلماً جميلاً وانتظاراً طويلاً للفرح والسعادة. إذاً (السوداوية ) في الكتابة هي حالة طارئة ومؤقتة وضرورية لتترجم المشاعر والأفكار إلى حروف وكلمات ثم يعود الكاتب لينفض تلك الأفكار من رأسه ويمضي قدماً في حياته. إنه ليس حبيس تلك الحالة أو النظرة حتى ولو اعتقد القارئ ذلك . هي فقط كالمخاض لحظات ويبصر النص الشعري أو الأدبي النور وبعدها تزول كل تلك الآلام ولو بشكل مؤقت. ربما هي ليست سيئة إلى ذلك الحد الذي يتصوره القارئ ، إنها تؤلم الكاتب أو الشاعر وربما القارئ قليلاً أو كثيراً، لكنها تسعدهم إذا أبصروا قدر الجمال الناتج عن ذلك الألم . البعض يعتقد أن هذا الكاتب طوال الوقت شاكٍ باكٍ، وطريح فراش المرض. لكن هذا ليس صحيحاً، هي لحظات ألم ينتج عنها عمل أدبي وتنتهي في وقتها. على الأقل عند معظم من يهوى الكتابة الأدبية بشكليها النثري والشعري. فقط على القارئ أن يتأمل مايقرأه جيداً ويستوعب أنها حالة مؤقتة وسيجد الجمال والفرح والأمل يسيل من بين ثنايا تلك الحروف. |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|