الخنازير ضحية فيروس a-h1n1

10-23-2009, 04:05 PM

تصرخ الخنازير لدى رميها في جرافة تلقيها بدورها في شاحنات تقلها في رحلة تستمر 3 ساعات، وجهتها الصحراء حيث تدفن حية بعد ان تغطى بالجير الحي ومواد كيميائية اخرى.
ويقول احد المسؤولين في الموقع المخصص لدفن الخنازير في محافظة القليوبية انهم "ينتظرون نحو 30 الى 40 دقيقة كي تتوقف الخنازير عن التنفس ثم يدفنوها".
واستمرت الصحف المصرية بمتابعة الجدل حول قرار قتل اكثر من 600 الف خنزير بسبب الخوف من انتشار انفلونوا الخنازير A-H1N1، على الرغم من عدم رصد اي حالة للفيروس.
وقال احمد الشربيني من الاتحاد المصري للرفق بالحيوان الذي تقدم بشكوى ضد الحكومة بسبب "قرارها الوحشي".
واضاف الشربيني ان هذه "الممارسات مرفوضة وعلى الجميع التنديد بها".
يشار الى ان عدة افلام مصورة وضعت على الانترنت تظهر خنازير تتعرض للضرب كما اظهرت نحر الخنازير الصغيرة بسكاكين.
وادت الافلام المصورة التي وضعت على موقع يوتيوب على الانترنت الى ردات فعل وتعليقات ومنها ما انتقد بشدة الدين الاسلامي ملقين اللوم على الدين في هذه القضية، اذ جاء في بعض التعليقات ان "الاسلام، وبسبب تحريمه اكل لحم الخنزير، فهو يسمح او على الاقل لا يمانع قتل الخنازير".
الاسلام يمنع
ولكن هذه الادعاءات تناقض الواقع لان الكثيرين من رجال الدين المسلمين ادانوا بقوة قرار الحكومة وطريقة تنفيذه.

جرافة تعمل على دفن الخناوير في الارض

ويقول الشيخ عبد المعطي البيومي الرئيس السابق لكلية الحقوق الاسلامية في جامعة الازهر بأن "هناك ارشادات في الاسلام حيال حالات مماثلة فالنبي قال: اذا ذبحتم فاحسنوا الذبح ما يعني انه يجب الرفق بالحيوانات حتى في قتلها".
واضاف الشيخ ان استعمال المواد الكيماوية غير مسموح في الاسلام.
الجمعية العالمية لحماية الحيوانات قالت من جهتها انها قلقة جدا على الطريقة التي يقتل فيها الخنازير، واشارت كما منظمة الصحة العالمية الى ان قتل الخنازير لن يحمي الناس من الانفلوانزا.
ولكن الحكومة تصر على ان قتل الخنازير "ضروري من اجل الصحة العامة".
وكان رئيس الحكومة المصرية احمد نظيف قد اصدر الاسبوع الماضي اوامر تمنع قتل الخنازير بطرق عنيفة.
اما بالنسبة لغالبية مالكي الخنازير واكثرهم من المسيحيين الاقباط، فالقرار كان كارثيا.
العديد من مالكي الخنازير هم من الفئة المعروفة بـ"الزبالين"، الذين يستعملون الخنازير في عملية فرز القمامة اذ يأكل الخنزير بقايا الاكل من النفايات، ثم يبيعون الخنازير.
الزبالين

الشرطة تجبر مالكي الخناوير على تسليمها

ويقول البعض ان حياة "الزبالين" ساءت بسبب متعهدي النفايات الاجانب في الماضي، اما الآن فتضررت بشكل كبير جدا بسبب قرار قتل الخنازير.
ايام سعيد الذي يسكن في حي بطن البقر والذي كان يملك 33 خنزيرا، رافقها بنفسه الى القتل وقال انه "شعر بأنه هو الذي يقتل"، مضيفا: "ولكن ما عساي افعل؟".
كما كشف سعيد ان "السلطات منحته تعويضا قدره 340 دولارا، ولكنه منذ ذلك الحين، هو عاطل عن العمل، لان العمال الاجانب هم الذين يجمعون القمامة".
لا يشكل سعيد حالة وحيدة، فوضع عادل اسحق المقيم بالقرب من منشية نصر كان يعتمد على مدخول يجنيه من 50 خنزيرا قبل ان يجبر على تسليمها للقتل بموجب القرار.
اسحق لديه 10 اولاد يعيلهم وكل ما يتأمله هو بأن "يعوض الله عما جرى لان الحالة صعبة في ظل غياب العمل بعد قتل الخنازير"، مشيرا الى ان ما يفعله هو "الجلوس في المقهى ليلا نهارا".
ادت هذه القضية الى جدل واسع في مصر ما دفع الناشطين في مجال الرفق بالحيوان الى القيام بحملة لوضع قوانين جديدة تمنع العنف ضد الحيوانات، ولكن هناك شكوك بأن يسمع صوتهم في الوقت الذي يعاني منه الانسان في مصر من مشاكل اقتصادية واجتماعية تجعل حياته في بعض الاحيان بالغة الصعوبة.
h======m