02-20-2010, 09:43 PM | #1 |
|
الصدقه الخفيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ } الصدقة الخفية تطفئ غضب الله الصدقة هي العطاء للآخر بشتى طرقه؛ العطاء من المال، والعطاء من الوقت، وحسن الاستماع، العطاء من التوجيه والتربية، العطاء من الابتسام والحنان، العطاء من إماطة الأذى عن طريق الناس أينما كان هذا الأذى؛ العطاء بمعناه الواسع الشامل، وكل هذا العطاء صدقة· الصدقة الخفية لا يعلم بها إلا الله عز وجل· وحتى تكون الصدقة علاجا نفسيا لمن ينالها، لا تخدش كرامته، أو تثير الشعور بالصغر والنقص لديه، ولكنها تصبح مُعِينة له على سد حاجة من حاجاته، أعطيت له دون أن يدري بها أحد إلا الله، وعندئذ يحب المتصدَّق عليه المتصدِّق ويخدمه، ويرتبط المجتمع برباط الحب والتعاطف، ويتبدّل شعور الحسد والحقد إلى الحب والاحترام، ويكبر في عيني المتصدق عليه هذا السلوك، وسرعان ما تهدأ نفسه، وتزداد طاقته، ويسلك سلوكا آخر حبا في الأسوة التي شاهدها، وينطلق يعمر ويعمل، ويعرف الطريق الصحيح لمعاملة الناس؛ فينضج نضوجا نافعا لنفسه وللآخرين، وينطفئ غضبه، هذا الذي كان مصاحبا له إبان المحبة، ويتبدل إلى مشاعر أخرى هي كل مشاعر الود والحب والتقدير ورد الجميل والتعفف· مصداقا لقوله تعالى: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ} البقرة: .273 هذا هو حال المتصدق عليه، أما المتصدق فعملية الإعطاء عملية نفسية بنّاءة، إنه يشعر بسعادة عند العطاء، وهو يخرج من الأنانية الفردية إلى رحابة التعاون والسمو· إنه يحصّن أمواله وهو يعطي بعضا منها للمحتاج؛ حتى يطفئ انفعالات عوزه وحاجته، وبذلك يكون الإنفاق صدقة على نفس المتصدق يقول الحق: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ} البقرة: ,272 ويقول كذلك: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} البقرة: .272 وإذا كان هذا هو حال المتصدق؛ فإنه يعالج بهذا السلوك قلقه وخوفه وتوتره· إن إعطاء الصدقة علاج كذلك للمكتئبين الذين ضاقت عليهم صدورهم· وتأتي الصدقة في خفية تعطيهم فرحة من الأعماق وهم يسمعون ثناء ودعاء المتصدق عليه، ولننظر إلى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} البقرة: .265 وهكذا ترى أن التحليل النفسي لإعطاء الصدقة خفية بمعناه الواسع يطفئ التوتر والقلق والشعور بأن الإنسان غير مرغوب فيه، ويعمّ الرضا بين المتصدق والمتصدق عليه، إن هذا التعايش هو التعايش الذي يرضاه الحق عز وجل، جعلنا الله وأياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه |
افتخر بأبي |
02-20-2010, 11:13 PM | #2 |
|
رد: الصدقه الخفيه
كلام منمق وجميل
جاز لي ماسطر هنا وسطرت حروف عن موضوع مهم جدا مشكوره ويعطيك العافيه |
[web]http://dc07.arabsh.com/i/02621/5irmxwjhq8b0.jpg[/web]
|
02-21-2010, 02:08 AM | #3 |
ابونواف الفيفي
|
رد: الصدقه الخفيه
افتخربأبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفقه بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . |
|
02-21-2010, 02:45 AM | #4 |
|
رد: الصدقه الخفيه
شكرا لك افتخر بابي
وجعل الله ما كتبتي في ميزان حسناتك يارب تقبلي مروري وردي المتواضع ولكي ودي وعبير وردي عابرسبيل |
للتـوآصل تَوَاضَعْ تَكُنْ كالنَّجْمِ لاح لِنَاظـِـــرِ . على صفحـات المــاء وَهْوَ رَفِيــعُ ولا تَكُ كالدُّخَانِ يَعْلُـــو بَنَفْسـِـــهِ . على طبقــات الجـوِّ وَهْوَ وَضِيــعُ (`*•.¸(`*•.¸ A ¸.•*´)¸.•*´) ˜”*°•˜..♥..(-->♥ عابرسبيل♥<-- )♥..˜ •°*”˜ (¸.•*´(¸.•*´ A `*•.¸)`*•.¸) تقييم منتديات قبيلة ال شراحيل بفيفاء زوروني هنا
•
رسالة لمن غابوا عنا اين انتم
• ██▓▒░( ♥-.♪¸ بوح ـآلنبضآتـ¸لـع ـابرسبيل♪.-♥ )░▒▓██ • طلباتكم وآرائكم أوامر قيد التنفيذ. |
02-21-2010, 08:23 PM | #6 |
|
رد: الصدقه الخفيه
ورده في مهب الريح
عابر سبيل حنان الكون شكرا لكم على المرور والرد موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . |
افتخر بأبي |
02-21-2010, 10:09 PM | #7 |
|
رد: الصدقه الخفيه
الصدقة أحد أبواب الجنة. يرحم فيه القوي الضعيف ويحنو الغني على الفقير، فيصير المسلمون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ".
حينئذ يغمر الفقير شعور نفسي بأنه لبنة في ذلك البناء المسلم المتكامل، وأنه ليس كماً مهملاً أو فرداً منبوذاً . جزاك الله خيراً على هذه التذكرة وجعلها الله في ميزان حسناتك |
إن الذكرياتِ -هنا- ستبقى *** مع الأيام دوماً فى بقاءِ نعم فالذكـــرياتِ هنا ستبقى *** ولوصرنا غداً رهن الفناءِ لأن الـذكـــريات تُعـــدُّ عمـرا *** لنا هو قد يعيش بلا انتهاءِ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|