![]() |
#1 |
![]()
مطلع الشمس .
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
اكتبي ما شئتي فلن أمنعكْ .
قولي ما شئتي فلن أردعك . انثري عباراتكِ ولوني صفحاتكِ فلست غافلاً عن حروفك . ولست جاهلاً بمعانيك . اكتبي ما تريدين فأنا أفهمك . فحروفكِ تخبرني عنكِ . اكتبي بأي لغة شئتي فإن كنت لا أجيد قراءتها فأنا أعرفكِ من خلال حروفك فلا تجزعي . ليست اللغة عائقاً أمام فهمي لكِ مهما كانت فأنا أقرأكِ أنت من خلال كلماتك ولا أقرأ كلماتكِ من خلالك . لا تحاولي أن تتصنعي أو تتمنعي فلن تستطيعي لأنني خلف قناعكِ ولست أمامه . اختاري من الكلمات أصعبها فستجديني أروضها . وبحثي عن أغربها فستجديني أفسرها . واكتبي من الكلمات أسهلها فستجديني رحيقها وعبيرها . تركت لكِ حرية القلم . والمعني ، وحرية التعبير لأنني أثق في قدرتي على تفسيرك وفك غموضكِ . دوني ، حرري ، ألفي ترجمي ، اكتبي بأي لون وبأي فن فستكتشفين أنك جنيتي كل ذلك من حديقتي وصدرتي عن معجمي ومدونتي ، وأنتِ لا تشعرين . لست ساذجاً ولست عِــــيَّــــاً ولا يقعقع لي بالشنان ، لأنني شامخٌ في مملكتي وموقراً خارجها ، وبحراً يحيط بها . لا يضيرني دهاؤكِ ومكركِ لأنني أقرأكِ عن بعد وعن كثب . كل حرف تكتبيه ينبئني عنكِ وكل كلمة تقراينها أسمع تعتعتكِ فيها فأعرف أنكِ لا تتمالكين وأن الخوف يجتاحكِ . ولستِ شيئاً أمام حرفي ولاتذكرين أمام قلمي . نعم ستكابرين في أول الأمر وستقاومين ، ولكن لن تصمدي وفي النهاية ستنهارين . لأنكِ جزء مني ولستُ جزء منكِ ، ولكنني أعترف أنني منك وعليكِ أن تعترفي أنكِ مني قبل أن أكون منكِ . ولولا أنا لم تخلقي فلأجلي خلقتي مني ولهذا أنا أفهمكِ وأعرفك . اكتبي ما شئتي ولكن بحذر شديد ، حتى لا تقعي في أتوني ، وتغرقي في لججي ، وتحترقي في لهبي . لأن ردي سيكون قاسياً وستفقدين الدعة واللطف الذي عهدتيه فيّ . وستندمين حينها ولات حين مندم . سأجعلكِ تكتبين بحرفي ، وتهوين قلمي ، وتتعلمين لغتي قسراً ، سراً وجهراً وبطريقتي أنا لا بطريقتك . وسترين أن ذلك الذي كان بالأمس يتذلل لم يكن تذلله ضعفاً أو جهلاً بل كان حباً ولكن لن يشفع لك ذلك الحب عندما تستهترين صدقيني ، وسينقلب بغضاً وحقداً ولهيباً ونكالاً ووبالاً فسبحان مقلب القلوب . فهل عرفتي لمذا انقلبت هكذا ؟ لأنك مستهترة ، مارقة مستكبرة . متعالية متجبرة ، مراوغة متنكرة . ولهذا انقلب السحر والتوت الحية على الساقين . وبلغ السيل النهدين ، وضاقت بك النجدين . وانكسر الزجاج وتخدش . وتحيد الصاحب وتهمش . وجنت على نفسها براقش . أهلكتيني وسأهلكك ، خدعتيني وسأردعك . كذبتي علي وسأحطمك ، وكسرتيني وسأكسرك . وستجدين ذلك الوديع اصبح وحشاً ضارياً ، وحيداً في غابة دهماء لا يألف أحداً ولا يتورع عن الفتك به مهما كانت زمجرته وقوته وجبروته . سأجعلكِ تتمنين الجهل بالحرف ، والمعنى . وسأجعلكِ تقراين الحرف حرفين ، والكلمة أربع ، والسطر ثمانية والصفحة الواحدة مجلدات ودواوين . وسأجبركِ على ذلك وإن قلتي لن تفعلي فستفعلين وستفعلين بكل سرور أو على مضض . فلا تعبثي معي فلست عابثاً ، ولا تخرجيني من صمتي وسمتي . دعيني في دعتي وهدوئي حتى أكون وديعاً ولكِ مطيعاً . ورغم كل هذا فلن أجهلك ولن أتجاهلك فأنت في أعماقي وإن كنت لا أعرفك لشخصك . فلا تعبثي معي فلست عابثاً . |
التعديل الأخير تم بواسطة رجل وادي القمر ; 03-11-2010 الساعة 01:14 AM
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|