الموضوع: العلم والعمل
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-22-2010, 03:22 PM   #1


الصورة الرمزية دمعة حنين
دمعة حنين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 06-12-2011 (04:18 PM)
 المشاركات : 2,483 [ + ]
 التقييم :  137
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي العلم والعمل



العلم والعمل

لا شك أن الإسلام حث على العلم، والتفكر في آيات الله قال الله تبارك وتعالى (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )المجادلة:11. والعلماء هم سفينة النجاة للأمة، وهم الذين يعلمون الناس الخير، ويبعدونهم عن الشرور والفتن والمعاصي ولهم الأجور العظيمة، والعلم مطلب شرعي للناس كي يعرفوا أمور دينهم .

إلا أنه ليس الأمر كما نشاهد اليوم، نجد طبيب ، أو مهندس ، أو مدرس رياضيات ، وكيمياء، أو أدب وكل هؤلاء تحتاجهم الأمة في تخصصاتهم ولكنهم تركوا الإبداع والاستزادة من علومهم، وامتلأت مكتباتهم بالكتب الدينية والتاريخية وغيرها، وهذا ليس تقليل من شأن تلك الكتب العظيمة، ولكن أن يهجر المهندس كتب تخصصه، والمهندس والمعلم، فهذا نذير خطر للأمة، ولله الحمد اليوم كثرت القنوات الدينية، والكتب الدينية ، والإذاعات، والفتاوى في النت وغيرها، فإن صعب على هؤلاء أمر في دينهم فليعودوا إلى العلماء، أما أن يتجاهلوا تخصصاتهم ولا يتعمقوا فيها ويستزيدوا من علومهم فهذا لا شك أنه خطأ وخطير.

ولو رجعنا إلى التاريخ الإسلامي ، لوجدنا أن هناك تخصصات برع فيها أناس، فهناك أهل الحديث، وهناك أهل التفسير، وأهل الفقه، وغيرهم الكثير، وهناك أناس الرجل منهم بأمة برع في كل شيء كحبر الأمة عبدالله بن عباس ، الذي برع في كل العلوم وذلك بفضل دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له حين قال (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل).

ونلاحظ أيضاً أن الصحابة لم يكونوا مهتمين في كثرة الرواية للحديث لأن هناك من تخصص في ذلك وأفاد الأمة في ذلك ، فهذا أبو عامر عبدالله بن الجراح أمين الأمة رضي الله عنه لم يرو عن رسول الله إلا أربع عشرة حديثاً، وهذا سلمان الفارسي رضي الله عنه روى ستين حديثاً، أما الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنه فروى سبعة وخمسين ومائة حديث ، وأعلب الصحابة رووى مائة أو مائتي حديث.

إن المسلم الكيس يعمل لحياته بعد الموت، والعلم لا بد أن يكون على منهج الله الذي ارتضاه سبحانه ، والابتعاد عن أهل الكلام من الفلاسفة، والمبتدعة وغيرهم وتعلم العلم الشرعي الصحيح الذي ينجي الإنسان يوم القيامة، ويرفع درجاته العليا في الدنيا والآخرة, ويجعل تقوى الله نصب عينيه لكي يفوز برضا ربه في الدارين.

كانت اهتمامات السلف الصالح في العمل في التقرب إلى الله ، من الفروض التي افترضها الله ومن النوافل وقيام الليل وذكر الله ، والأعمال الصالحة ، لأنهم علموا وتعلموا ثم طبقوا أعمالهم حسب ما علموه من طرق النجاة، وطرق الطاعة لله عز وجل فالعلم بلا عمل لا يجدي ، والعمل بلا علم كذلك فلا بد منهما وعدم إهمال التخصصات الدنيوية أيضاً لأن الأمة تحتاج أولئك القوم أيضاً.

بـ قلمي ،،


 
 توقيع : دمعة حنين



رد مع اقتباس