عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-2010, 06:11 PM   #1
مطلع الشمس .


الصورة الرمزية رجل وادي القمر
رجل وادي القمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1935
 تاريخ التسجيل :  Oct 2009
 أخر زيارة : 03-22-2021 (08:07 PM)
 المشاركات : 1,187 [ + ]
 التقييم :  202
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي حنين إلى الطفولة



حنين إلى الطفولة
طفولة بريئة ، صفة النقاء والطهر ، والبراءة ، والنفس الطيبة الطاهرة ، على فطرتها تعيش ، تنظر إلى الكون ومن فيه كأنه صفحة ناصعة البياض ، لم تدنسها براثن الخبث ، والمكر والخديعة ، ولم تعكر صفوها المدلهمات ، أو تطغى عليها غياهب الكذب ، والاحتيال والتملق والنفاق .
بمنظار واحد ينظر إلى الحياة وبقلب واحد ووجه واحد ولسان واحد ، يعانقها بابتسامة عريضة بريئة طاهر من المكر والغدر والتدليس ، ويحتظنها بصدر نقي نظيف ، يضم داخله قلباً نقياً على فطرته التي فطره الله عليها ، ويصافحها بيد صغيرة قبضتها جداً كمضغته التي يحتويها في جوفه ، إذا مد إليك يده ثم تتأملها ترى ما تحمله في راحتها وبين أناملها الصغيرة من براءة وحب وطفولة جارفة ، ترى كل شيء في هذا الكون حباً ، وتسمعه خيراً ، وتنظر إليه بكل فرح وابتسامة وحب جامح .

إنها مرحلة الطفولة البريئة الجميلة ، والطفل الذي يعيشها ترى الحب والسلام والبراءة تتلألأ في جبينه في إشراقة غضة طرية ، تنظر إلى مستقبل قادم بتفاؤلٍ ، وأمل لم يتخلله اليأس والخوف والوجل ، ولم تشوبه بعد سوداء الحياة ، يسير معتقداً أن العالم له قلب كقلبه ، وابتسامة كابتسامته ، ووجه صبوح كوجهه وسريرة ظاهرة كسريرته ، ويد صغيرة عن الآثام والمحرمات كيده البرئية في صغرها وطفولتها ، وعين متفائلة تنظر إلى الدنيا مباشرة من أمام أستار الطفولة الغضة .
يلعب يمرح ، ويضحكُ ببراءة ويبكي ببراءة ، ويتكلم بلسان بريء جريء ، لأنه لا يملك مفردات يخشى مغبتها ، لأنه يتكلم بلسان برئ ، وينطق لفظاً بريئاً .
يا لك من طفل ترسم السعادة على محيا من يراك ، وترسمها لنفسك بطهرك وبراءتك المحضة .
عزيزتي الطفولة : لا أريد أن أخرج القارئ من شعوره المتفاءل الطيب الذي يشعربه وهو يقرأ هذه الأسطر المتواضعة ، إلى مواصلة الحديث عما سيتلو تلك البراءة وكيف سيصبح مصيرها بعد حين عندما تتغير النظرة إلى الحياة وتتسخ قسمات وتعابير وجهك بملامح الحياة السوداء ذات الوجه القبيح كأنها عجوز شمطاء عاشت حيناً من الدهر . وربما سأكمل فيما بعد عندما يتمتع القارئ الكريم بعودته إلى ايام الطفولة متذكراً متألماً مبتسماً متجهماً ، متحسراً متفائلاً .


من مدونتي


 

رد مع اقتباس