عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2011, 03:16 PM   #1


الصورة الرمزية مجنون ميمي
مجنون ميمي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1077
 تاريخ التسجيل :  Dec 2010
 أخر زيارة : 03-24-2014 (04:16 AM)
 المشاركات : 323 [ + ]
 التقييم :  342771985
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي وماتت التى احبها ...مؤثره




وجدت الأرض تتركني وترتفع عالياً ، تتعدى قمة رأسي ، وتبتعد كثيراً تكاد أن تلامس الغيم ، رأيتها ترمي لي بحبال واهية ، وتقول لي :-

اصعد إلى حيث أنا !!!...


-1-

لم أعش الحب حتى النهاية ، ولا أعرف كيف تكون نهاية الحب ، لأن جميع الذين أحببتهم

ماتوا !!!....

ماتت ابنة خالتي ذات صباح ، وسقطت كل الورود التي كنت أحملها ....

كانت تحادثني ذلك المساء ، قبل أن تسقط الورود من يدي ، ذلك المساء الذي يسبق سفرهم إلى مدينة مكة المكرمة بوساطة السيارة بساعات ، كانت خائفة من شيء ما ، وكنت أطفئ هذا الخوف في كلماتي ، ليشتعل في قلبي الخوف نفسه ، لم تكف عن ترديد " أرجوك أن لا تنسني مهما يكن ، ضع في قلبك ما في قلبي ولا تهمله !!! ".

قالت لي :-

= أنا لا أريد أن أسافر ، أخاف أن لا أراك مرة أخرى ....

شعرت بخوفها في قلبي ، وبدموعها في عيني ، ولكني هدأت من روعها ، وقلت لها :-

= توكلي على الله ، ولا يوسوس بأفكارك الشيطان ، فالله معك ...

كان حديثي لها مجرد حديث لا يقنع قائله ولكنه يطمئن قلبها ....

أطبقت على السماعة ، وانتهت مكالمتنا ، واشتعل في قلبي الخوف عليها ...

هاتفت مباشرة صديقي ، وأعلمته بخوفي وبخوفها ، ورجوته أن يسافر معي إلى مكة المكرمة ، وأن تكون سيارتنا خلفهم ، فلم يتوان ، وفي فجرية اليوم التالي كنا خلفهما ، نراقبها من بعيد ، وكانت رحلتنا ....

كان أخوها هو من يقود سيارتهم الكبيرة ، ونحن خلفهم نراهم بوضوح ، وبعد أن قطعنا مائة وخمسين كيلومترا خفف أخوها من السرعة ، وانحرف يميناً إلى محطة الوقود ، لم ندخل المحطة ، حتى لا يرونا ، وحين انتهوا من المحطة ، جعلنا مسافة بيننا وبينهم لا تثير فيهم الشك .

كان أخوها يسير بسرعة هائلة ، اضطررنا أن نزيد من سرعتنا ، لتتوافق المسافة بيننا ، وفجأة

انفجر إطار سيارتهم ، واختل توازنها ، فرأيناها تنحرف يميناً وشمالاً ، ومن ثم تخرج عن الطريق وتنقلب أربع مرات ، كان صديقي هو من يقود سيارتنا ، هدأ من السرعة ، وخرج من السيارة بسرعة إليهم ، وبدأ يخرجهم من سيارتهم ، وأنا جامد في مكاني كأني قطعة جليد ، ولساني ينطق " لم تمت حبيبتي .... لم تمت حبيبتي " .

دبت الحركة في جسدي ، فلحقت بصديقي ، وأخرجت جسدها من السيارة وحضنته ، رأسها على صدري وعيناها مثبتتان في نظرة طويلة للسماء ، صرخت باسمها ، وسقطت على وجهها مغشياً علي!!!.....

-2-

ثلاثة وعشرون يوماً قضيتها في المستشفى ، لا أرى أحداً ، ولا أحد يعرف مصيري ، أفقت بعدها

قلبت نظري فيمن حولي ، كنت أبحث عنها ، فوجدت إخواني وصديقي فقط ...

بصوت أجش سألت صديقي عنها ، فلم يعطني جواباً ، سألت إخوتي عنها ، فلم يعطوني جواباً

حينئذ أدركت مصيبتي ، وحينئذ ألغيت اسمي من سجل الفرح ....


بعد عدة أيام قال لي صديقي :-

= ما أصاب أهلها سوى بعض الجروح الخفيفة فقط ....

ورغم أنني كنت أعرف أن حبيبتي ماتت سألته :-

= وماذا أصاب حبيبتي ؟!!!!.....


-3-

ماتت من أحبها ....

و أضعت الطريق نحو محل الزهور

ولم أعد أزرع في حديقة بيتي وردة

ماتت من كانت تصنع في لساني كلمة " أحبك "

أحتاج للكثير من الورق ومن الوقت لأكتب عنها ، أحتاج لمن يسمعني لأبوح له بما في نفسي ، أحتاج لقلب لا يبكي حتى لا أبكي معه !!!!...

أحتاج لصديق يقول لي إنني لا أكتب من خيال ، وإنني لم أمسك الحلم حلماً ....

أحتاج أن أبكي ، وأبكي .... وأبكي .....


وقفة ...

ماتت ولم تمت الحياة ، وبقيت أنا في هذه الحياة ، حتى لا أنساها ....

بقيت حياً بعدما مات الحب في قلبي ، وأصبحت حياتي بلا نساء !!!....








 
 توقيع : مجنون ميمي

55


رد مع اقتباس