الموضوع: تقوى الله
عرض مشاركة واحدة
[/TABLE1]

قديم 05-17-2012, 06:49 PM   #1


الصورة الرمزية سعودي ودقولي التحية
سعودي ودقولي التحية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1636
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 09-16-2012 (03:25 PM)
 المشاركات : 12,032 [ + ]
 التقييم :  125
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تقوى الله



[TABLE1="width:85%;background-color:black;border:4px inset teal;"]


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الله تعالى
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}




قال الله تعالى:
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}
[الطلاق: 2- 3]
قد روي عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
"لو أخذ الناس كلهم بهذه الآية لكفتهم"
، وقوله:
{مَخْرَجًا}
عن بعض السلف: أي من كل ما ضاق علي الناس،
وهذه الآية مطابقة لقوله:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
[الفاتحة: 5]
الجامعة لعلم الكتب الإلهية كلها
؛ وذلك أن التقوى هي العبادة المأمور بها،
فإن تقوي الله وعبادته وطاعته أسماء متقاربة متكافئة متلازمة،
والتوكل عليه هو الاستعانة به،فمن يتقي الله مثال:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ}
، ومن يتوكل علي الله مثال:
{وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
، كما قال:
{فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ}
[هود:123]،
وقال:
{عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا}
[الممتحنة: 4]
، وقال:
{عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
[الشوري: 10].
ثم جعل للتقوى فائدتين:
أن يجعل له مخرجا، وأن يرزقه من حيث لا يحتسب.
والمخرج هو موضع الخروج،
وهو الخروج، وإنما يطلب الخروج من الضيق والشدة،
وهذا هو الفرج والنصر والرزق، فَبَين أن فيها النصر والرزق، كما قال:
{أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}
[قريش: 4]
؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم
"وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟ بدعائهم، وصلاتهم، واستغفارهم"
هذا لجلب المنفعة، وهذا لدفع المضرة.
وأما التوكل فَبَين أن الله حسبه،
أي: كافيه،
وفي هذا بيان التوكل علي الله من حيث أن الله يكفي المتوكل عليه، كما قال:
{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}
[الزمر: 36]
خلافا لمن قال: ليس في التوكل إلا التفويض والرضا.
ثم إن الله بالغ أمره، ليس هو كالعاجز،
{قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}
[الطلاق: 3]
وقد فسروا الآية بالمخرج من ضيق الشبهات بالشاهد الصحيح،
والعلم الصريح، والذوق، كما قالوا: يعلمه من غير تعليم بَشَرٍ،
ويفطنه من غير تجربة، ذكره أبو طالب المكي، كما قالوا في قوله:
{إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا}
[الأنفال:29]
أنه نور يفرق به بين الحق والباطل،
كما قالوا: بصرًا، والآية تعم المخرج من الضيق الظاهر والضيق الباطن، قال تعالى:
{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء}
[الأنعام: 125]
، وتعم ذوق الأجساد وذوق القلوب، من العلم والإيمان، كما قيل مثل ذلك في قوله:
{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}
[البقرة: 3]
، وكما قال:
{أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء}
[الأنعام: 99]
، وهو القرآن والإيمان.

المرجع:
المجلد السادس عشر :::
مجموع الفتاوي لشيخ الإسلام ابن تيمية
رحمهُ الله ::::

 
 توقيع : سعودي ودقولي التحية





رد مع اقتباس