عرض مشاركة واحدة
قديم 12-31-2012, 09:50 PM   #1


الصورة الرمزية قيس
قيس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1949
 تاريخ التسجيل :  Oct 2012
 أخر زيارة : 01-31-2014 (08:05 PM)
 المشاركات : 6,701 [ + ]
 التقييم :  71584925
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي عام جديد وآمال كبيرة



يهل علينا بعد ساعات عام جديد ندعو الله سبحانه أن يكون عام خير وسعادة تتحقق فيه كل أحلامنا وأمانينا التي لم نستطع تحقيقها في العام المنصرم، ويطوى عام كان مشحونا بالحزن والألم على إخواننا في سوريا الذين نتمنى أن يفرج الله كربهم ويزيح عنهم، وعام به كثير من الشد والجذب في مصر العربية التي عادت إلى حضن العرب بعد سنوات طويلة عزلها نظام سابق كان له ولاءات أخرى.
عام شهد تغييرا للسلطة في اليمن السعيد الذي نتمنى أن يظل سعيدا واستقرار حذر في ليبيا وتونس ولكن هكذا الثورات الحرة الأبية الشجاعة تأخذ وقتاً حتى تحقق كافة أهدافها، فالشجرة لا تثمر ثمارا لحظة زرعها وانما تأخذ وقتا حتى تتحول الى شجرة قوية فتية وارفة الظلال محملة بثمر الحرية بعد أعوام من القمع والقهر.
عام مضى وشهد انزواء بشر وظهور آخرين، سواء على مسرح الحياة العامة أو في حياة كل منا، فقد تبدلت الأدوار والاهتمامات ما بين من كان مهُما في حياتنا ثم اختفى وتلاشى وما بين من كان عاديا ولكن بفضل اخلاصه ووفائه أصبح قريبا عزيزا.
والحقيقة لقد انشغلت الأيام الماضية بتلك القضية التي تثار في مثل هذا الوقت من كل عام والخاصة بتهنئة غير المسلمين بعيد الكريسماس هل حلال أم حرام أم مكروه، خاصة للمسلمين المقيمين في بلاد الغرب، ويعايشون أهلها من غير المسلمين، وتنعقد بينهم وبين كثير منهم روابط قد تفرضها الحياة عليهم، مثل الجوار في المنزل أو السكن مع العائلات الغربية رفقة في العمل، والزمالة في الدراسة، وقد يشعر المسلم بفضل غير المسلم عليه في ظروف معينة، مثل المشرف الذي يساعد الطالب المسلم بإخلاص، والطبيب الذي يعالج المريض المسلم بإخلاص، وغيرهما؟؟؟؟. وكما قيل: إن الإنسان أسير الإحسان، وقال الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم... فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ!
إذن ما موقف المسلم من هؤلاء (غير المسلمين) المسالمين لهم، الذين لا يعادون المسلمين، ولا يقاتلونهم في دينهم، ولم يخرجوهم من ديارهم أو يظاهروا على إخراجهم؟
والحق أن هذا موضوع مختلف فيه، حيث يقول العلماء إن القرآن الكريم قد وضع دستور العلاقة بين المسلمين وغيرهم في آيتين من كتاب الله تعالى في سورة الممتحنة، وقد نزلت في شأن المشركين الوثنيين،: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم، وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) الممتحنة: 8 - 9.
ففرقت الآيتان بين المسالمين للمسلمين والمحاربين لهم:
فالأولون (المسالمون): شرعت الآية الكريمة برهم والإقساط إليهم، والقسط يعني: العدل، والبر يعني: الإحسان والفضل، وهو فوق العدل، فالعدل: أن تأخذ حقك، والبر: أن تتنازل عن بعض حقك. العدل أو القسط: أن تعطي الشخص حقه لا تنقص منه. والبر: أن تزيده على حقه فضلا وإحسانا.
وأما الآخرون الذين نهت الآية الأخرى عن موالاتهم: فهم الذين عادوا المسلمين وقاتلوهم، وأخرجوهم من أوطانهم بغير حق إلا أن يقولوا: ربنا الله، كما فعلت قريش ومشركو مكة بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.


 
 توقيع : قيس




التعديل الأخير تم بواسطة قيس ; 12-31-2012 الساعة 09:52 PM

رد مع اقتباس