غريب بلا غربه

ما أقسى البعد على القلب ......... بعد عن المكان والأشخاص . يضطر فيه الانسان الى أتخاذ قرارا رغما عنه بالاغتراب الى بلاد أخرى لعله يصيب فيها ما يصب فى وطنه.

لكن أسوأ أشكال الغربة على الاطلاق تلك الغربة التى تبعدك عن المكان والأشخاص بل وحتى عن الزمان وكل هذا بون أن تغادر حتى منزلك . شىء أشبه بسجن انفرادى لكن بلا سجن أو سجان فجسد المغترب فى هذه الحالة هو سجنه وهو من يقوم بدور السجان لأنه يخسى أن تذهب روحه الى العالم الخارجى فتصدم الصدمة القاتلة

و الغربة - أى شكل من أشكال الغربة- وليدة الاحساس بالبعد بين الانسان وبين المسافات فتشعر أن كل ما حولك لا يمت لك بصلة ولا تستطيع التعامل معه الا رغما عنك ......... وهذا ينتج عنه احساس بالدهشة مما يحدث حولك .والدهشة أيضا أو التعجب أحد أسباب الشعور بالاغتراب.

ومأساة هذا النوع من الاغتراب أنه لا يزول بمرور الوقت مثل الاغتراب الجسدى لكنه بظل بجزار الانسان الى أن تزول أسباب هذا الاغتراب - ونادرا ما تزول - أو كما يقول أبو الحيان التوحيدى رائد الاغتراب المسلم:" فأين أنت عن غريب قد طالت غربته فى وطنه............وأين أنت من غريب لا سبيل له ال الاوطان ولا طاقة له على الاستيطان"

هذا هو الغريب ............ وطوبى للغرباء