السلام عليكم ورحمة الله ...
كما هو معروف أن البلاد قبل توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله- كانت عبارة عن فوضى ينعدم فيها الأمن والخوف، والقتل والسلب والنهب منتشر بشكل كبير وكانت القبائل تحتاج إلى ما ينظمها فكانت توضع الأسلاف والأعراف وهي بمثابة (القوانين) في تلك الحقبة من الزمن وهذه الأسلاف والأعراف لها أطر معينة تحكمها وتنظمها والخروج عليها قد يكلف فعله عار لا يغتفر وقد يهوي بسمعة صاحبه وعلى القبيلة أن تدين فعلته وإلا عرضت سمعتها ومكانتها للإذلال والعار الذي قد لا يغتفر ولا يقبل لدى القبائل الأخرى، لهذا تجد الحرص من الجميع على الانضباط وعدم الخروج عن دائرة عادات وأعراف القبيلة...
فلكل أمر من نواحي الحياة أعراف تنظمه يحكم بموجبها. فلن تجد شيئاً من تلك الأمور إلا وله الحكم المناسب الذي ينظمها في مجالات الحياة المختلفة في تلك الأزمنة. والأحكام والأعراف القبلية أشبه ما تكون بالقوانين الوضعية اليوم وهذه الأعراف التي أحدثك عنها كانت موضوعة قبل مئات السنين ومكتوبة على أوراق وقبلها كانت مكتوبة على (الجلود) وتسمى (المشجّر) بتشديد الجيم وفتحها ..
وعادتاً (المشجر) لا يكون موجوداً إلا لدى (الردود) ونقصد بكلمة الردود (شيخ الشمل) والذي توارث هذا المنصب من مئات السنين فترد إليه مئات القبائل عند اختلافها ليكون كلامه هو الفصل. والردود مأخوذة (من رد الشيء لصاحبه) لأنه المخول للنظر فيه (والرد) أسرة لها شرف العودة إليها في المنازعات القبيلة ولا يؤخذ عنها هذا المنصب تحت أي ظرف من الظروف ومهما كانت الأسباب والمبررات حتى لو ذهب عنه منصب (الشيخة) فيبقى لدى هذه الأسرة مادام فيهم رجل واحد قادر على المحافظة على المشجر (الوثيقة) والموثق بها الأطر العرفية لحل مشاكل القبائل
وفي حال كان الاختلاف بين قبيلتين فتقوم كل قبيلة باختيار من يمثلها ويسمى ذلك في الأعراف ب(قول الاثنين) يجتمع الاثنين فإن اتفقا على حل فيما بينهما بعد أن يعود كل منهما إلى جماعته ويشاورهم في الأمر فتكون المشكلة قد حلت وإن اختلفا يقوم كل منهم بتسجيل الحكم الذي يرى من وجهة نظره أنه الصواب ثم تعاد إلى (الرد) ليفصل فيها.
وعن آلية التنفيذ ومن هي الجهة التنفيذية لهذه الأحكام..... فقبل أن يقوم (الرد) وهو شيخ الشمل (مرجع الشيوخ) بإصدار الحكم تقوم كل قبيلة بإحضار كفلاء منها من خيرة رجال القبيلة أهل الحل والربط فيلتزموا بتنفيذ ما يصدره من حكم وهكذا تحل المشاكل، لأن للقبيلة كلمة وفاء لا تقبل التبدل أو التراجع عنها ...
وبما اننا اوردنا بعض من المعلومات عن(الرد) في الاحكام لشيوخ القبائل فلابد لنا هنا من ذكر بعض اسماء مشائخ (الرد ) و (رد الرد) وهم ..
1_ (العثواني) شيخ شمل بني مالك ورد اليهانية ....
2_ (ابن عوفان) شيخ رد قبائل فرود ..
3_ (ابن امقيت) وهو شيخ شمل ورد للمشائخ في ديار خولان ورد على مشائخ الردود في القبائل جميعها وهو الحاكم النهائي في ديارخولان وهو يرجع له في التحاكم بين القبائل جميها
ورد الرد ولا يحق للمتحكمين في رد حكمه .
الى هنا ونقف ...
ونستكمل معكم بقية الحلقات من الاسلاف والاعراف والعادات في فيفاء قديماً في وقت لاحق ان شاء الله ..
وتحياتي للجميع ..